أدفايتا محدثة

عودة للموسوعة

الأدفايتا المحدثة وتسمى أيضًا حركة الساتسانغ واللا ثنائية، هي حركة دينية جديدة، تؤكد على الاعتراف المباشر بعدم وجود «الأنا» أو«الذات»، دون الحاجة إلى الممارسة التمهيدية. تُستمد تعاليمها، دون ترخيص، من تعاليم الحكيم رامانا مهارشي، فسرها أيضًا ونشرها إتش. دبليو. إل. بونجا والكثير من طلابه الغربيين.

تُعد جزءًا من تيار ديني أكبر يدعى «الآنيّة» لآرثر فيرسلوس، الذي له جذوره في جميع من الروحانية الغربية والشرقية. وتُعد التأثيرات الغربية هي التنطقيد الباطنية الغربية مثل التعالي، و«العصر الجديد الألفي، والتمكين الذاتي والعلاج الذاتي».

لا تستخدم الأدفايتا المحدثة سوى القليل من «اللغة التقليدية أوالأطر الثقافية لأدفايتا فيدانتا»، وانتقدها البعض بسبب افتقارها إلى التدريب التمهيدي، واعتبروا تجارب التنوير التي تحدثها الأدفايتا المحدثة سطحية.

التعاليم

تُعد الممارسة الأساسية للأدفايتا المحدثة هي تقصي الذات، من خلال السؤال «من أنا؟»، أوببساطة الاعتراف المباشر بعدم وجود «الأنا» أو«الذات». يُعتبر هذا الاعتراف مساويًا لاعتراف أدفايتا فيدانتا بهوية أتمان وبراهمان، أوالاعتراف بـ «النفس اللا شكلية». ووفقًا لأتباع الأدفايتا المحدثة، لا داعي للممارسة التمهيدية، ولا للدراسة المطولة للنصوص الدينية أوالتنطقيد الدينية: وتكفي البصيرة وحدها.

يرى بونجا، الذي يُنسب له الفضل باعتباره أحد المحرضين الرئيسيين لحركة الأدفايتا المحدثة، حتى هذا الإدراك يتحرر في حد ذاته من العواقب الكارمية والولادات الجديدة الإضافية. ووفقًا لبونجا «بقيت الاتجاهات الكارمية بعد التنوير، [لكن] لم يعد الشخص المستنير مرتبطًا بها، وبالتالي، لم يترتب عليه عواقب كارمية إضافية. وفقًا لكوهين، فإن بونجا «أصر على حتى تحقيق الذات لا علاقة له بالسلوك الدنيوي، ولم يعتقد حتى تجاوز الأنا بشكل تام كان ممكنًا.» بالنسبة لبونجا، استندت المعايير الأخلاقية إلى فهم ثنائي للازدواجية ومفهوم العامل الفردي، وبالتالي لم تشير إلى «التنوير الا ثنائي». «بالنسبة لبونجا، كان الهدف هوتحقيق الذات؛ وكان العالم الوهمي للواقع النسبي في النهاية غير مهم».

نظرة تاريخية

وفقًا للوكاس وفراولي فإن رامانا مهارشي هوالجذر الروحي للأدفايتا المحدثة، الذي كانت تعاليمه، وطريقته في تقصي الذات، سهلة النقل إلى الثقافة الروحية الليبرالية الفرعية في أميركا الشمالية. يعود الاهتمام الشعبي بالأديان الهندية إلى أوائل القرن التاسع عشر، حفزه أتباع الفلسفة المتعالية الأمريكيين والجمعية الثيوصوفية. في ثلاثينيات القرن العشرين، جلب الثيوصوفي بول برونتون تعاليم رامانا مهارشي إلى الغرب، في كتابه درس في الهند السرية. بدأ باغوات سينغ، في ستينيات القرن الماضي، بتحفيز من آرثر أوزبورن، نشر تعاليم رامانا مهارشي بنشاط في الولايات المتحدة الأمريكية.

منذ سبعينيات القرن العشرين، شهد الاهتمام الغربي بالأديان الآسيوية نموًا سريعًا. أصبحت تعاليم رامانا مهارشي أكثر شعبية في الغرب بفضل إتش. دبليو. ل. بونجا وطلابه. بالإضافة إلى حتى بونجا، المعروف باسم باباجي، «أبلغ أواستنتج أوجاز لمئات الأفراد بأن يصدقوا بأنهم مستنيرون تمامًا ببساطة لأنهم خاضوا تجربة، أوعدة تجارب، قوية من الصحوة» بدأ هؤلاء الطلاب حركة «الأدفايتا المحدثة»، أو«الساتسانغ»، والتي أصبحت مكونًا مهمًا للروحانية الشعبية الغربية. نُشرت بواسطة المواقع الإلكترونية ومؤسسات النشر، ما وفر سهولة الوصول إلى تعاليمها.

تأثير رامانا

أطلق لوكاس على شيوع تعاليم رامانا مهارشي في الغرب «تأثير رامانا». وفقًا للوكاس، كان رامانا مهارشي أعظم المؤيدين الحديثين لأدفايتا فيدانتا، المعروفة بتأكيدها على الاستفسار من خلال السؤال «من أنا؟» كوسيلة لبلوغ الصحوة. وفقًا لوكاس، تبعًا لتوماس سورداس، فإن نجاح هذه الحركة يرجع إلى «الممارسة المنقولة» و«الرسالة القابلة للتطبيق». تُعد ممارسة رامانا مهارشي الرئيسية، تقصي الذات عن طريق السؤال «من أنا؟»، سهلة التطبيق في سياق غير مؤسسي. لم يضطر زائريه وأتباعه إلى تبني الثقافة الفيدانتية، ولا لزم أنفسهم بمؤسسة أوأيديولوجية، حتى يتمكنوا من ممارسة تقصي الذات. كانت تعاليم رامانا قابلة للنقل إلى سياق غربي. لم يطالب رامانا مهارشي نفسه بتغير الانتماء الديني، وكان هونفسه على دراية بالأديان الغربية، مستخدماً مقتطفات من الكتاب المقدس. قلل مفهمي الأدفيتا المحدثة التشديد على اللغة التقليدية والإطار العالمي للأدفيتا، مستخدمين إطارًا عالميًا عصريًا ونفسانيًا لتقديم تعاليمهم كشكل من أشكال المساعدة الذاتية، والتي تُعد سهلة الوصول لجمهور أكبر.

الخطابات الغربية

يُعتبر النهج الغربي تجاه «تنطقيد التنوير الآسيوية» انتقائي للغاية، بالاعتماد على التنطقيد الآسيوية المتنوعة، وكذلك «الكثير من الخطابات الغربية مثل فهم النفس والعلوم والسياسة». تستخدم الأدفايتا المحدثة الخطابات الغربية، مثل «العصر الجديد الألفي وزن والتمكين الذاتي والإصلاح الذاتي» لنقل تعاليمها. لا تستخدم الكثير من«اللغة التقليدية أوالأطر الثقافية للأدفيتا فيدانتا»، وهي مؤطرة في البناء الغربي للتصوف التجريبي والدائم، «لتجاهل جوانبها الاجتماعية والأخلاقية والسياسية». يؤكد هذا «الإطار الروحاني التجريبي والأزلي الحديث» على الخلود، وهي فكرة حتى هناك جوهرًا صوفيًا مشهجرًا لجميع الأديان، يمكن التحقق من صحته تجريبيًا من خلال التجربة الشخصية. انتشرت في الفهم الغربي للأديان الآسيوية، ويمكن إيجادها عند سوامي فيفي كاناندا وفي الفيدانتا المحدثة لسارفيبالي راذكريشنان، وأيضًا في أعمال دي. تي. سوزوكي وكتابه «الخروج عن السياق والأهمية التجريبية» لبوذية الزن. يمكن إيجادها أيضًا في الجمعية الثيوصوفي، وثقافة العصر الجديد المعاصرة، مع تأثيرات مثل كتابي ألدوس هكسلي الفلسفة الخالدة وأبواب البصيرة، وعند كتّاب مثل كين ويلبر.

يذكر غريغ لاهود أيضًا حتى الأدفيتا المحدثة كأحد عناصر «التهجين الكوني، وهي عملية ترتبط فيها الجنة الروحية ببعضها البعض»، كما هومشروح في الفلسفة الأمريكية المتعالية والعصر الجديد وفهم نفس ما وراء الشخصي وتُعد أعمال كين ويلبر مثالًا على ذلك: يُدرج براون وليليداكي هذا «التهجين» في منهج «البنيوية»، مشيرين إلى حتى هذا «أسلوب مبتكر»، وهواستجابة لحالة جديدة، رغم أنه يدّعي استمرارية مع «الماضي التاريخي»، «المختلق إلى حد كبير.» يرى كلًا من براون وليليداكي هذه التنطقيد الناشئة حديثًا جزءًا من الاستشراق الغربي، وافتتان الثقافات الغربية بالثقافات الشرقية، وأيضًا اختزال «للمجتمعات الآسيوية وشعوبها وممارساتها وثقافاتها إلى صور جوهرية «للآخر»». يلاحظ براون وليليداكي أيضًا حتى هذا الاستشراق ليس مسألة أحادية الاتجاه، لكن «كان هناك تفاعل ديناميكي بين الممثلين الآسيويين والغربيين من مختلف التنطقيد الدينية على مدى السنوات ال 150 الماضية»، وأن هذا «المزج بين الفكر والممارسة» هوخلق مشهجر من الحركات الدينية الحديثة في جميع من الشرق والغرب.

وفقًا آرثر فيرسلوس، تشكل الأدفايتا المحدثة جزءًا من تيار ديني أكبر يسمى الآنية، «التأكيد على التنور الروحي الآني دون الكثير من الممارسة تمهيدية، إذا وجدت، في إطار تقليد ديني معين.» ترجع أصولها إلى فلسفة التعالي الأمريكية. يصف فيرسلوس في كتاب المفهمون الأمريكيون: من التعالي إلى دين العصر الجديد، ظهور مفهمين آنيين: مفهمون لا يرتبطون بأي من الديانات التقليدية، ويعدون بالتنوير والتحرر الفوريين. ويضمون «إيكهارت تول، رام داس، وأندروكوهن».تشير «الآنية» إلى «التأكيد الديني على البصيرة الروحية العفوية المباشرة غير الوسيطة للواقع (عادةً مع القليل من التدريب المسبق أوبدونه)، والذي يشير إلى مصطلح «التنوير».» وفقًا لفيرسلوس، فإن النزعة الآنية أمر نموذجي بالنسبة للأميركيين الذين يريدون «ثمرة الدين، ولكن ليس فرائضه.» رغم حتى الآنية لها جذور في الثقافة والتاريخ الأوروبي اللذان يعود تاريخهما إلى الأفلاطونية، فهي تضم أيضًا الفلسفة الخالدة، أشار فيرسلوس إلى رالف والدوإمرسون كسلف رئيسي لها، والذي «أكد على إمكانية الفهم والقوة الروحية الآنية».

المراجع

  1. ^ Caplan 2009، صفحة 17.
  2. ^ Swartz 2008، صفحة 306-307.
  3. ^ Lucas 2011، صفحة 108-109.
  4. ^ Versluis 2014.
  5. ^ Jacobs 2004، صفحة 82.
  6. ^ Marek 2008، صفحة 10, note 6.
  7. ^ Yogani 2011، صفحة 805.
  8. ^ Davis 2010، صفحة 48.
  9. ^ Versluis 2014، صفحة 233.
  10. ^ Lucas 2014.
  11. ^ Lucas 2011، صفحة 110.
  12. ^ Lucas 2011، صفحة 109.
  13. ^ Lucas 2011، صفحة 96.
  14. ^ Gleig 2013، صفحة 194.
  15. ^ Lucas 2011.
  16. ^ Lucas 2011، صفحة 93.
  17. ^ Renard 2010، صفحة 185-188.
  18. ^ Sinari 2000.
  19. ^ Lucas 2011، صفحة 99.
  20. ^ Lucas 2011، صفحة 94.
  21. ^ Caplan 2009، صفحة 16-17.
  22. ^ Lucas 2011، صفحة 97.
  23. ^ Gleig 2011، صفحة 5.
  24. ^ Gleig 2011، صفحة 5-6.
  25. ^ Gleig 2011، صفحة 9.
  26. ^ Brown & Leledaki 2010، صفحة 129.
  27. ^ Lahood 2010، صفحة 31.
  28. ^ Lahood 2010، صفحة 33.
  29. ^ Brown & Leledaki 2010، صفحة 127.
  30. ^ Brown & Leledaki 2010، صفحة 131.
  31. Versluis 2014، صفحة 2.
  32. ^ Versluis 2014، صفحة 1,2.
  33. ^ Versluis 2014، صفحة 3.
تاريخ النشر: 2020-06-01 20:46:24
التصنيفات: حركات دينية جديدة, الهند, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة الهند/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

كلوب يكشف طبيعة إصابة صلاح قبيل مواجهة ليفربول ولوتون تاون

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:35
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 96%

مكافآت كبيرة للاعبي ميدياما حال الفوز على الأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:11:44
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 48%

أردوغان: تجاوزنا عتبة مهمة نحو إنتاج مقاتلات من الجيل الخامس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:22
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 90%

بوتين يتفقد "البجعات البيضاء" حاملات القنابل النووية (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:32
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 90%

أمريكي فاز بجائزة مليونية لكنه حرم منها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:00
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

"The Crest".. مصر تبيع أرضا ضخمة للإمارات بالدولار لإقامة مدينة جديدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:07
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 92%

"الأونروا": أكثر من 300 ألف طفل في غزة محرومون من التعليم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:23
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 90%

حادث مروع في مصر يقتل 5 طلاب بالجامعة الروسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:11
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 89%

الصين تسحق التيبتيين بحسب زعيمهم السياسي في المنفى

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:08:45
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 85%

دوري أبطال آسيا: أولسان الكوري إلى ربع النهائي

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:08:48
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 85%

وكيل كلوب يكشف موقف موكله النهائي من تدريب بايرن ميونخ وبرشلونة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-21 15:09:34
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

تحميل تطبيق المنصة العربية