نصيحة

نصيحة زوج لزوجته - خطها عبد الله اللاهوري في القرن الثامن عشر للميلاد

النصيحة النصيحة هي إرادة الخير للمنصوح، بعمل ما ينفعه أوهجر ما يضره أوتعليمه ما يجهله ونحوها من وجوه الخير ؛ولهذا سماها النبي ديناً (الدين النصيحة) ، وجعلها من حقوق المسلمين فيما بينهم (حق المسلم على المسلم ست ومنها : وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ) رواه مسلم .، وبايع بعض صحابته على النصح لكل مسلم نطق جرير (: بايعت رسول الله على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم؛ متفق عليه..)، وعدد جوانب النصح ومجالاته عندما سئل النبي لمن النصيحة ،يا ترى؟ فنطق (لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).فالنصيحة تقتضي حتى تعمل للآخرين من الخير ما تحبه لنفسك.نطقنصيحة عبادة عظيمة تعبر عن الدين كله.

مفهوم النصيحة

لغة

مصدر نصح كالنصح بضم النون. وقيل النصيحة اسم مصدر والنصح مصدر وهما في اللغة بمعنى الإخلاص والتصفية من نصحت له القول والعمل أخلصته ونصحت العسل صفيته. والنصيحة إرادة بقاء نعمة الله تعالى على أخيك المسلم مما له فيه صلاح، وهي ضد الحسد. نطق الزبيدي: النصح والنصيحة والمناصحة: إرادة الخير للغير وإرشاده، له وهي حدثة جامعة لإرادة الخير

شرعاً

النصيحة في الشرع :إخلاص الرأي من الغش للمنصوح وإيثار مصلحته وتسمى ديناً وإسلاماً أيضاً، كذا في فتح المبين شرح الأربعين في الحديث السابع، نطق النبي {حديث الدين النصيحة، لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، - ونطق الراغب: ( النصح تحري عمل أوقول فيه صلاح صاحبه )والمعنى حتى الدين الجيد الإيمان بالله، والتصديق بكل ما اتى به الرسول، وطاعة أمراء المسلمين وإعانتهم في الحق، وتنبيههم حال الغفلة برفق، وأما بالنسبة للفهماء من أئمة الاجتهاد فهوحسن الظن بهم. وأما بالنسبة للعوام فهي المودة والهداية والتعليم والسعي في مصالحهم ودفع الأذى عنهم.

حكمها

نطق أَبُوحاتم:النصيحة تجب على الناس كافة، ولكن إبداؤها لا يجب إلا سرًا ؛لأن من وعظ أخاه علانية فقد شانه ومن وعظه سرا فقد زانه، فإبلاغ الجهد للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه.عن سُفْيَان قَالَ قلت لمثمن تحب حتى يخبرك رجل بعيوبك،يا ترى؟ قَالَ : أما حتى يجيء إنسان فيوبخني بها فلا وأما حتى يجيء ناصح فنعم. ونطق النووي : والنصيحة فرض كفاية إذا قام بها من يكفى سقط عن غيره وهي لازمة على قدر الطاقة..

هناك حالات تتعين بها النصيحة وهي:

التعيين من قبل السلطان.
إذا هجرها الجميع.
إذا تفرد الناصح بالفهم بأن معروفاً قد هجر أومنكراً قد ارتكب.
انحصار القدرة في أشخاص محددين.
عند تغير الأحوال وكثرة المنكرات.
في حال طلب المنصوح النصيحة.

الفرق بين النصيحة والتعيير

نطق ابن رجب : الفرق بين النصيحة والتعيير - فإنهما يشهجران في حتى كلًّا منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس..وافهم حتى ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص، فأما إذا كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه. ومن الفرق بين الناصح والفاضح :فالفاجر يسعى لإشاعة السوء ومحبته إيذاء أخيه المؤمن وإدخال الضرر عليه، أما الناصح فدافعه حب الخير لأخيه كما يحبه لنفسه فالنَّاصح: غرضُه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن، واجتنابه له، والفاضح غرضه إشاعة السوء وذم أخيه وتعييره بعيبه.

مجالاتها

النصيحة تستوعب مجالات الحياة كلها ؛لإن النبي سمها الدين، والدين عند المسلمين يستوعب شؤون الحياة كلها.وقد اتى في الحديث بعض المجالات ومنها :

النصيحة لله

القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهومقام الإحسان.
لإيمان به، ووصفه بجميع صفات الكمال والجلال، وتنزيهه عن جميع النقائص.
القيام بطاعته، وتجنب معصيته.
الحب والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، والرغبة في محابه، والبعد عن مساخطه.
الاعتراف بنعمته، وشكره عليها.
النادىء إلى جميع ذلك (( أي ما سبق)) وتعليمه، والإخلاص فيه لله.

النصيحة لكتابه

والنصيحة لكتاب الله تكون في صور منها :

الإيمان به، وأنه منزل من عند الله .
تلاوته وتدبره.
تفهم ألفاظه ومعانيه.
العمل به، والتأدب بادآبه.

النصيحه للرسول

ذكر الخطابي وغيره من الفهماء بعض صور النصيحة للرسول ومنها :

تصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما اتى به.
وطاعته في أمره ونهيه.
ونصرته حيا وميتا ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه.
إعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته.
ونشر سنته ونفي التهمة عنها .
التخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه.
محبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سنته أوتعرض لأحد من أصحابه ونحوذلك.

النصيحة لأئمة المسلمين

ومن النصيحة لهم :

معاونتهم على الحق، وطاعته فيه.
وأمرهم به، وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين .
وهجر الخروج عليهم، والنادىء عليهم.
وبتألف قلوب الناس لطاعتهم، والصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأداء الصدقات لهم.
وأن لا يطروا بالثناء الكاذب، وأن يدعى لهم بالصلاح، وقيل : هم الفهماء، فنصيحتهم قبول ما رووه، وتقليدهم في الأحكام، وإحسان الظن بهم .

النصيحة لعامة المسلمين

النصيحة من بين ستة من حقوق المسلمين على بعضهم،«وإذا استنصحك فانصح له»،ومن صورها:

إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم.
ستر عوراتهم وسد خلاتهم.
نصرتهم على أعدائهم والذب عنهم.
أن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وما شابه ذلك.

أقوال

روى مسلم عن تميم الداري، نطق رسول الله «الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله ،يا ترى؟ نطق: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»
روى مسلم عن جرير بن عبد الله، نطق رسول الله: «بايعت رسول الله على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم»
نطق الإمام الشافعي في النصيحة:

تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرض استماعه

نطق ابن حزم:"إذا نصحتَ فانْصَح سِرًّا لا جهرًا، أوبتَعريضٍ لا بتصريحٍ، إلا لمن لا يفهم، فلا بُد من التَّصريح له، ولا تَنْصح على شرط القبول منك"

انظر أيضا

نصيحة أئمة المسلمين

مراجع

^ محمد علي التهانوي. كشاف اصطلاحات الفنون. ص. 1744
^ تاج العروس من جواهر القاموس ، مرتضى الزبيدي ، مادة (نصح) ج أربعة ص 230 .
^ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ،1 /196
^ شرح الأربعين النووية ، 1 / 31
^ فقه النصيحة ، د.الجوهرة الطريفي، ص 60 -61
^ الفرق بين النصيحة والتعيير ،ابن رجب ،1 / 7
^ سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة ، العددعشرة ، فقه النصيحة ، محمد أبوصعيليك ، ص 19.باختصار، وانظر أيضاً :جامع العلوم والحكم ،ابن رجب ، ص100، وفتح المبين لشرح الأربعين ، لابن حجر الهيتمي ص124 .
^ معالم السنن ، (4 / /125 ).
^ شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك ، محمد الزرقاني ،ص: 652 ،حديث 1820
^ رواه سليم مسلم ، حديث رقم 2162
^ غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب ، السفاريني ، 1 / 48
^ الأخلاق والسير، ص (122). وانظر موسوعة الأخلاق للخراز ،1 / 400