جمعية نيو إنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت

عودة للموسوعة
جوليا وارد هاوأول رئيسة لجمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت

جمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت (إن. إي. دبليو. إس. إيه.)، هي جمعية تأسست في شهر نوفمبر من عام 1868، هدفها النضال من أجل منح المرأة الحق في التصويت في الولايات المتحدة. ترأست هذه الجمعية جميع من جوليا وارد هاوالتي اعتُبرت رئيستها الأولى، ولوسي ستون التي تولّت المنصب بعدها. استمرّت الجمعية حتى عام 1920، إذ توقّفت عن العمل تزامنًا مع صدور التعديل التاسع عشر لدستور الولايات المتحدة، الذي كفل حق المرأة في التصويت.

تشكّلت الجمعية خلال الفترة التي اتسعت فيها الهوة داخل نطاق الحركة المنادية بحقوق المرأة، وتنامى فيها الشرخ بين أحد أجنحة هذه الحركة من جهة والحركة الإبطالية من جهة أخرى. احتد هذا الخلاف إزاء الاقتراح المتمثل بمنح الرجال الأمريكيين الأفارقة الحق في التصويت قبل منحه للنساء. يعود أحد مسببات تأسيس جمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت إلى التصدي لأنشطة سوزان برونيل أنتوني وإليزابيث كادي ستانتون، إذ كانت الجمعية من أنصار النهج المُقترح بينما عارضت أنتوني وستانتون النهج وأصرّتا على منح الرجال الأمريكيين الأفارقة والنساء الحقّ في التصويت على قدم المساواة في الوقت ذاته. أبقت الجمعية على علاقات وثيقة مع الحركة الإبطالية والحزب الجمهوري، بينما عملت ستانتون وأنتوني صوب تشكيل حركة نسائية مستقلة.

اعتُبرت جمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت أولى المنظمات السياسية الكبرى والهادفة إلى منح المرأة الحق في التصويت. أُسست هذه الجمعية على الصعيد الإقليمي قبل بضعة أشهر من تشكيل منظمتين وطنيتين مناديتين بحق المرأة في التصويت: الجمعية الوطنية للمطالبة بحق المرأة في الاقتراع، والجمعية الأمريكية المطالبة بحق المرأة في الاقتراع. لعبت جمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت دورًا فعالًا في تشكيل الجمعية الأخيرة، إذ تشاركتا دورًا قياديًا متداخلًا.

الخلفية

تشكّلت الجمعية خلال الفترة التي اتسعت فيها الهوة داخل نطاق الحركة المنادية بحقوق المرأة، وتنامى فيها الشرخ بين أحد أجنحة هذه الحركة من جهة والحركة الإبطالية من جهة أخرى. تمكّنت الخلافات من إضعاف الجمعية الأمريكية المطالبة بالمساواة في الحقوق، التي شكلها جميع من المدافعين عن حقوق المرأة والمناصرين للإبطالية في عام 1866 بهدف المطالبة بالحقوق المتساوية لجميع المواطنين بغض النظر عن العرق أوالجنس، بما في ذلك الحق في التصويت. أصبح موضوع الأولوية قضية حقيقية: هل يجب المطالبة بحق التصويت العمومي باعتباره هدفًا مباشرًا، أم يجب إعطاء حق التصويت للرجال الأمريكيين الأفارقة في البداية،يا ترى؟ أعربت الجمعية الأمريكية المعادية للعبودية حتى عملها لم ينتهِ مع إلغاء العبودية في عام 1865، إذ أكدت على استمرارية أنشطتها حتى تحقيق المساواة السياسية للأمريكيين الأفارقة. رافق تأسيس جمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت أملًا في تحقيق هذه الأهداف المتجسدة في التعديل الخامس عشر المُقترح لدستور الولايات المتحدة، الذي من المفترض حتى يحظر إنكار حق أي إنسان في التصويت بناءً على عرقه. أصبح هذا التعديل المُقترح للدستور نقطة خلاف محورية في أوساط الحركة النسائية، إذ لم يتضمن حظر إنكار حق أي إنسان في التصويت بناءً على جنسه.

دافع بعض أعضاء الحركة النسائية –مثل آبي كيلي- عن هذا التعديل، إذ رأين حتى حق الذكور الأمريكيين الأفارقة في التصويت حاجة أكثر إلحاحًا من حق النساء في التصويت. عارضت نساء أخريات –مثل سوزان أنتوني وإليزابيث كادي ستانتون- أيّ تعديل من شأنه منح حق التصويت لجميع الرجال مع استبعاد جميع النساء، إذ رأين حتى تعديلًا كهذا سيخلق «أرستقراطية جنسية» بإضفائه صفةً دستوريةً على الفكرة المتمثّلة بتفوّق الرجال على النساء. زعمت لوسي ستون –ذات الدور الفعال في جمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت- حتى منح النساء الحق في التصويت أكثر أهمية من منحه للرجال السود، لكنّها دعمت التعديل الخامس عشر على أية حال.

يعود أحد مسببات الانقسام إلى اختلاف التقييمات المتعلقة بالحزب الجمهوري الحاكم أيضًا. دخلت الكثير من النساء المناديات بحقهن في التصويت مجال النشاطية الاجتماعية عن طريق الحركة المناهضة للعبودية، ولذلك شعرن بالولاء تجاه جميع من هذه الحركة والحزب الجمهوري. وفّر الحزب الجمهوري بدوره القيادة السياسية اللازمة لإلغاء العبودية في الولايات المتّحدة، ما أسفر عن خوضه لعملية صعبة بهدف ترسيخ فوزه هذا. استوعب القادة الجمهوريون أهمية منح الرجال الأمريكيين الأفارقة –الذين حُرروا من العبودية منذ فترة وجيزة- الحق في التصويت بعد الاقتراب الحرج لانتخابات عام 1868، إذ نظروا إلى حقهم في التصويت باعتباره وسيلة لمساعدتهم في الحفاظ على فوزهم ضد مالكي العبيد خلال الحرب الأهلية الأمريكية (1861- 1865). نظر الجمهوريون وحلفائهم الإبطاليون إلى مسألة منح المرأة الحق في التصويت باعتبارها هدفًا غير قادر على تحقيق منافع سياسية مماثلة حتّى طالما نجاحه، لذا اعتبروا حتى المطالبة بهذا الحق مجرد استنزاف لمواردهم التي هم بحاجتها في مسائل أخرى.

دعم أغلبية الناشطين في مجال حقوق المرأة الحركة الإبطالية بشدّة، واعتمدوا على موارد هذه الحركة إلى حد كبير، بينما حُرم أولئك الذين نأوا بأنفسهم عن الإبطالية والقيادة الجمهورية من موارد الحركة الإبطالية وأصبحوا عرضةً لعداء الجمهوريين الصريح. شعرت ستانتون وأنتوني وحلفائهما بالخيانة، الأمر الذي دفعهن إلى انتقاد الحزب الجمهوري وبعض القيادات في الحركة الإبطالية. وجّهت أولمبيا براون –إحدى مؤسسات جمعية نيوإنجلاند المنادية بحق المرأة في التصويت- انتقادات صريحة لبعض القيادات في الحركة الإبطالية، إذ نطقت «يجب عليا البحث عن رجال آخرين لنقدّم لهم دعمنا». أججت ستانتون وأنتوني مشاعر الكثير بعد قبولهما المساعدة من جورج فرانسيس ترين، الذي كان داعمًا لحقوق المرأة وديمقراطيًا ثريًا وعنصريًا صريحًا. وعلى الرغم من ذلك، استمر بعض الناشطون المنادون بحق النساء في التصويت في دعم القيادة الإبطالية والحزب الجمهوري بدرجات متفاوتة.

انظر أيضًا

  • تصويت النساء في الولايات المتحدة
  • قائمة المطالبين بحق تصويت المرأة
  • قائمة المطالبين بحق تصويت المرأة
  • حقوق التصويت في الولايات المتحدة

مراجع

  1. ^ DuBois (1978), p. 168 نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ DuBois (1978), pp. 64,185 نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ DuBois (1978), p. 56 نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  4. ^ Stanton, Anthony, Gage, Harper (1881–1922), Vol. 2, p. 216. Foster is speaking here during the 1867 convention of the American Equal Rights Association (AERA). نسخة محفوظة 11 أبريل 2017 على مسقط واي باك مشين.
  5. ^ DuBois (1978), pp. 174-175,185 نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  6. ^ Stanton, Anthony, Gage, Harper (1881–1922), Vol. 2, p. 384. Stone is speaking here during the 1869 AERA convention. نسخة محفوظة 11 أبريل 2017 على مسقط واي باك مشين.
  7. ^ DuBois (1978), p. 163 نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على مسقط واي باك مشين.
  8. ^ DuBois (1978), pp. 19, 57, 59
  9. ^ Dudden (2011); p. 162 نسخة محفوظة 24 مارس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  10. ^ DuBois (1978), pp. 57, 59. The Constitution was amended in 1870 to theoretically ensure suffrage regardless of race, but, after an initial period during which that promise was meaningfully applied countrywide, voting by African Americans in much of the South was suppressed until the passage of the Voting Rights Act of 1965.
  11. ^ DuBois (1978), pp. 51, 72-73, 89
  12. ^ DuBois (1978), p. 166
  13. ^ "What People Say to Us," The Revolution, February 5, 1868, p. 67. Quoted in DuBois (1978), p. 106. The full quote is in Garrison (1981); p. 70. نسخة محفوظة 28 مارس 2020 على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ DuBois (1978), p. 63 نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على مسقط واي باك مشين.
تاريخ النشر: 2020-06-01 21:09:51
التصنيفات: تاريخ حقوق التصويت في الولايات المتحدة, جمعيات الدفاع عن حق المرأة في التصويت في الولايات المتحدة الأمريكية, منظمات تأسست في 1868, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات يتيمة منذ مارس 2020, جميع المقالات اليتيمة, مقالات يتيمة (الولايات المتحدة), جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة المرأة/مقالات متعلقة, بوابة القرن 19/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, بوابة نسوية/مقالات متعلقة, بوابة الولايات المتحدة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الجزائر تنهزم في نهائي "الشان" أمام السينغال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:25:57
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

الشباب المغاربة يثقون في مؤسسة الأسرة النووية بـ 96 %

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:26:05
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

حكيمي وميسي يقودان سان جرمان لقلب الطاولة على تولوز بوخلال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:26:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

إضافة إلى بلماضي وطاقمه: جبور ومجاني وزياني وعنتر يحيى حاضرون

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:24:50
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

الشباب المغاربة يثقون في مؤسسة الأسرة النووية بـ 96 %

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:26:09
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

«عدو الرجال».. مرض «غير وراثي» ويصيب النساء أيضا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:25:25
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

منحوتات "ملتقى طويق للنحت" تزين «الرياض» بأحجار المملكة  

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:25:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 51%

الجزائر تنهزم في نهائي "الشان" أمام السينغال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:26:04
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

رحيل الفنان المغربي محمد الغاوي بعد تعرضه لنزيف دماغي عمر ناهز 67 سنة

المصدر: المغرب الآن - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:27:46
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

"التنمية الصحية" بسيهات يسهم في رعاية الفئات ذات الخطورة العالية

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:25:27
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

مصرع 22.. رجال الإطفاء يكافحون حرائق الغابات في تشيلي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:25:22
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

حكيمي وميسي يقودان سان جرمان لقلب الطاولة على تولوز بوخلال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-05 00:26:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

تحميل تطبيق المنصة العربية