الجمهوريانية في المملكة المتحدة

عودة للموسوعة

الجمهوريانية في المملكة المتحدة، حركة سياسية تسعى لاستبدال نظام الحكم الملكي في المملكة المتحدة بنظام جمهوري. في أوساط من يريدون قائدًا للدولة بغير نظام التوريث، ليس ثمة إجماع على الطريقة الأنجع لاختياره، إذ يميل بعضهم إلى اختيار رئيس منتخب، ويفضل بعضهم الآخر قائدًا للدولة بالتعيين ولا يتمتع بسلطات واسعة. يناصر البعض الآخر نموذجًا مشابهًا للنموذج السويسري، المتلخص بوجود هيئة إدارية تعمل كرأس جماعي للدولة.

يُذكر حتى النظام الملكي هوالشكل الحكومي المعمول به منذ القرون الوسطى في الدول التي تتألف منها المملكة المتحدة. رغم ذلك، فقد وُجدت حكومة جمهورية في إنجلترا ومقاطعة ويلز، ضمت فيما بعد أيرلندا واسكتلندا، في أواسط القرن السابع عشر بُعيد فوز البرلمانيين في الحرب الأهلية الإنجليزية. أُطلق على تلك الحقبة اسم الكومنولث الإنجليزي، ودامت منذ إعدام الملك تشارلز الأول في العام 1649 حتى استعادة الملكية في العام 1660.

منظمة ريبابليك هي جماعة الضغط الرئيسية التي تطالب بإلغاء النظام الملكي.

السياق

في بريطانيا، هجرزت المشاعر الجمهورية بصورة كبيرة على مطلب إلغاء المَلكية البريطانية، وليس حل الاتحاد البريطاني ولا استقلال الدول المكوّنة له.

في أيرلندا الشمالية، يُستخدم مصطلح «جمهوري» للإشارة إلى الجمهوريانية الأيرلندية. بالإضافة إلى معارضتهم لأشكال الحكم الملكي، يعارض الجمهوريون الأيرلنديون وجود الدولة البريطانية بأي شكل كان في أيرلندا، وينادون بتأسيس دولة أيرلندية موحدة على جميع أراضي جزيرة أيرلندا. ثمة وجود في أيرلندا للاتحاديين الذين يدعمون قيام جمهورية بريطانية.

هناك أعضاء جمهوريون في الحزب القومي الإسكتلندي في اسكتلندا وحزب ويلز ينادون باستقلال تلك البلدان لتصبح جمهوريات بنفسها. تتلخص سياسة الحزب القومي الإسكتلندي في بقاء العاهل البريطاني رأسًا للدولة في اسكتلندا مستقلة، ما لم يقرر الشعب الإسكتلندي غير ذلك. لحزب ويلز مقاربة مماثلة فيما يخص ويلز، رغم حتى جناح الشباب في الحزب يتبنى سياسة رسمية تنادي باستقلال ويلز التام. يدعم جميع من الحزب الاشتراكي الإسكتلندي وحزب الخضر الإسكتلندي قيام جمهورية اسكتلندية مستقلة.

تاريخ

منذ سبعينيات القرن العشرين، اشتغل الكثير من المؤرخين في دراسة الجمهوريانية الإنجليزية الحديثة المبكرة، إلى درجة أصبحت فيها الملكية والملكية المطلقة ميادين بحثية مقفرة. بشكل عام، يُعتبر جيمس هارينغتون (1611 – 1677) أبرز محرر جمهوري يمثل صوت الحركة في تلك الحقبة.

الكومنولث الكرومولي

حكم الدول التي تشكّل المملكة المتحدة، مع جمهورية أيرلندا الحالية، نظام الحكم الجمهوري لفترة وجيزة في القرن السابع عشر. اتىت بدايته مع الكومنولث الإنجليزي الذي ضم برلمان رامب (البرلمان الأبتر) ومجلس الدولة (1649 – 1653)، ثم في ظل حكم اللورد أوليفر كرومويل وابنه من بعده (1653 – 1659)، وأخيرًا في عهد البرلمان الأبتر المستعاد (1659 – 1660). قدم الكومنولث الإنجليزي والبرلمان الأبتر نفسيهما باعتبارهما جمهورية تقتفي النموذج الكلاسيكي. وخط جون ميلتون دفاعه المبكر عن الجمهوريانية في لغة القيود الدستورية المفروضة على سلطات الملك. كانت فترة حكم كرومويل ذات طابع أيديولوجي جمهوري أخف، واعتبرها كرومويل نفسه استعادة لشكل مختلط من الملكية، والأرستقراطية، والديمقراطية في الأدبيات الكلاسيكية وخطاب القانون العام الإنجليزي.

في البداية أُعلن حتى المملكة المتحدة هي الكومنولث الإنجليزي، وفيما بعد أُجبرت اسكتلندا وأيرلندا عسكريًا على الانضام للاتحاد مع إنجلترا، والذي لم يدم طويلًا. نُقض هذا القرار لاحقًا عند استعادة المَلكية في العام 1660. في العام 1707، وُقّع قانون الاتحاد بين إنجلترا واسكتلندا؛ وأصبح برلمانا البلدين برلمانًا واحدًا، ولهذا مُنحت اسكتلندا إمكانية الوصول إلى ممتلكات إنجلترا ما وراء البحار.

تعرّضت الكثير من أفعال كرومويل بعد توليه منطقيد السلطة للشجب باعتبارها «قاسية، وغير متعقّلة، واستبدادية». اتّسم كرمويل والجنرال توماس فيرفاكس بالوحشية في قمع التمردات التي حدثت ضمن جيشهم إبان نهاية الحرب الأهلية (والتي سببها عجز البرلمان عن دفع مستحقات الجنود). إضافة إلى ذلك، لم يُبدِيا تعاطفًا كافيًا مع حركة نادىة المساواة التي أسهمت بشكل فعال في قضية البرلمان، لكنها سعت للحصول على تمثيل للمواطنين العاديين. ظهرت وجهة نظر نادىة المساواة بشكل جليّ في مناقشات بيوتني التي دارت بين عدة فصائل ضمن الجيش في العام 1647، قبيل عملية الهروب المؤقتة للملك من قبضة الجيش. لم يكن كرومويل وأركان حربه ليسمحوا بوجود هكذا ديمقراطية راديكالية واستغلوا المناقشات لكسب الوقت لصالحهم خلال عملية البت في مصير الملك. تعرض الكاثوليك للاضطهاد الممنهج في ظل حكم كرومويل. رغم أنه شخصيًا كان يفضل التسامح الديني، «الحرية للضمائر المتساهلة»، لم يشاطره هذا الرأي الكثير من مواطنيه. أفضت الحرب إلى موجة من الموت والفوضى عصفت بأيرلندا، حيث تعرّض الأيرلنديون -الكاثوليك والبروتستانت- الذين قاتلوا في صف الملكيين للاضطهاد.

حُظرت الكثير من أنشطة الترفيه، بدعوى حتى الاجتماعات العامة قد تُجيّر كغطاء للمتآمرين؛ حُظرت نشاطات ركوب الخيل، وقُطعت سواري مايوالشهيرة، وأُغلقت المسارح، وجُرّمت احتفالات عيد الميلاد كونها احتفالية زيادة عن اللزوم، وذات طابع كاثوليكي و«بابويّ».

اكتسب كرومويل معظم سلطاته من البرلمان الأبتر، البرلمان الذي فُصل منه معارضوأركان الحرب في الجيش النموذجي الجديد. في حين حتى سلطات الملك تشارلز الأول كان مقيدة مِن قبل برلمان لم يكن ليسمح له بإنفاذ رغباته على الدوام (وهوما سبب الحرب الأهلية)، فقد تمكن كرومويل من الحصول على سلطات أوسع إذ اقتصرت عضوية البرلمان على أنصاره فقط، الأمر الذي قلب البرلمان إلى جهاز صوري للموافقة والتصديق فحسب. من السخرية حصول هذا، إذ كان كرومويل نفسه قد اعترض على تصرف تشارلز الأول دون أخذ رغبات الشعب بالحسبان. ومع ذلك كله، عثر كرومويل أنه من شبه المحال حتى يجيّر البرلمان للسير خلفه في جميع ما يرغب. عادةً ما أُبطلت قراراته التطبيقية، وأشهرها تلك التي كانت تتعلق بفصل الجنرالات الإقليميين الرئيسيين، الذين عينهم كرومويل بنفسه.

في العام 1657، اقترح البرلمان على كرومويل تتويجه ملكًا، وهوما هجره في حيرة من أمره نظرًا للدور الكبير الذي أداه في إلغاء المَلكية. بعد شهرين من التفكير، رفض كرومويل العرض. بدلًا من ذلك، عُيّن بشكل احتفالي في منصب «اللورد الحامي لإنجلترا، اسكتلندا وأيرلندا» (كانت ويلز جزءًا من إنجلترا)، وحاز بذلك على صلاحيات أكبر بكثير مما كان لديه سابقًا. عادةً ما يُذكر حتى اقتراح تتويج كرومويل ملكًا كان حركة يُقصد بها تقييد سلطاته: إذ لوتوّج ملكًا، فكان سينبغي عليه احترام اتفاقيات مثل الماغنا كارتا، ولكن بسبب الإجراء الذي اتخذه، لم يكن ملزمًا بأي من ذلك. أعطى هذا لكرومويل الحفاظ على سلطته وسلطة الجيش بل وتوطيدها إضافة إلى تقليص مراقبة البرلمان على أفعاله، على الأرجح لتمكينه من إعداد جيش ممول تمويلًا جيدًا لم يمكن الاعتماد على البرلمان في دعمه له.

لم يكن منصب اللورد الحامي وراثيًا بشكل رسمي، ومع ذلك استطاع كرومويل حتى يسمّي خليفته في المنصب، ابنه ريتشارد.

استعادة الملكية

أصبحت إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا ملكيات دستورية بعد فترة حكم الملك تشارلز الثاني وأخيه جيمس الثاني، ومع جلوس وليام الثالث وماري الثانية على العروش الإنجليزية والأيرلندية والاسكتلندية نتيجة للثورة المجيدة في العام 1688. رغم جميع هذا، وجدت حركات طوال القرون الماضية تمثلت أهدافها في إلغاء المَلكية وتأسيس نظام جمهوري. من أبرز تلك الفترات يُذكر أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر عندما كان الكثير من الراديكاليين مثل الوزير جوزيف فوسيت جمهوريين علنًا.

المراجع

  1. ^ Alex Salmond (January 2012). "Scotland's place in the world". Scottish National Party. مؤرشف من الأصل في 01 أغسطس 2013.
  2. ^ Wiemann, Dirk; Mahlberg, Gaby (ed.) (2016). . Abingdon-on-Thames: Routledge. صفحة 1. ISBN . مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 22 يونيو2016. صيانة CS1: نص إضافي: قائمة المؤلفون (link)
  3. ^ White, Daniel E. (2006). Early Romanticism and religious dissent. Cambridge University Press, p. 93 (ردمك 978-0-521-85895-3)
تاريخ النشر: 2020-06-01 21:23:26
التصنيفات: جمهورياتية حسب البلد, جمهورياتية في المملكة المتحدة, صيانة CS1: نص إضافي: قائمة المؤلفون, مقالات يتيمة منذ أبريل 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة المملكة المتحدة/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأحساء.. 100 لعبة شعبية تستعيد ذكريات الماضي بـ"مهرجان التمور"

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:31
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

إطلاق مبادرة "اتحاد الإيسيسكو للصحة".. ما أهدافها؟

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:28
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

طيران الإمارات تسيّر أول رحلة جوية تجريبية بالوقود المستدام

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 03:15:26
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 41%

وزراء أفارقة يتحركون لطرد “البوليساريو” من الاتحاد الإفريقي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:13
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 64%

سياسي / الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في باكستان

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:28:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

الخبر.. إنذار 32 مقهى ومطعما وإصدار 109 تصاريح

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:20
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

أخنوش يواصل الالتزام بنهج الحكومة في العمل بدل الجدل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:08
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

سياسي / استراليا تدين تفجير مسجد في باكستان

المصدر: وكالة الأنباء السعودية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:28:36
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

تقرير رسمي يحدد كم خسرت فرنسا بسبب رفض بيع “ميسترال” لروسيا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 03:15:28
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 42%

أنتوني بلينكن من القدس: هناك حاجة لخطوات عاجلة للتهدئة

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 03:16:44
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 93%

رئيس الحكومة يكشف أرقاما جديدة بخصوص برنامج “أوراش”

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 65%

الأمم المتحدة تدين تفجير مسجد بيشاور في باكستان

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:15
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 67%

اليونان تكشف تفاصيل حادث تحطم طائرة تدريب غربي البلاد

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:25
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

هجوم كاليفورنيا: خلاف حول 100 دولار وراء مقتل ثمانية أشخاص

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 03:16:45
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 90%

دوري روشن.. النصر يستعد للفتح بتدريبات على فترتين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:33
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

ناصر بوريطة يتباحث مع رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-01-31 00:26:11
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية