سورة النبأ

سُورَةُ النبأ هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 40، وترتيبها في المصحف 78، وهي أول سورة في الجزء الثلاثين وسُمي الجزء بأول حدثة بها "جزء عم"، بدأت بأسلوب استفهام عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ، نزلت بعد سورة المعارج.

فضل السورة

روى الترمذي عن عن عكرمة البربري عن عبد الله بن عباس: "نطقَ أبوبَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، نطقَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ".

موضوع السورة

هذه السورة نموذج لاتجاه هذا الجزء بموضوعاته وحقائقه وإيقاعاته ومشاهده وصوره وظلاله وموسيقاه ولمساته في الكون والنفس، والدنيا والآخرة، واختيار الألفاظ والعبارات لتسقط أشد إيقاعاتها أثراً في الحس والضمير .

وهي تفتح بسؤال مثير للاستهوال والاستعظام وتضخيم الحقيقة التي يختلفون عليها، وهي أمر عظيم لاخفاء فيه، ولا شبهة، ويعقب على هذا بتهديدهم يوم يفهمون حقيقته : ( عم يتساءلون ،يا ترى؟ عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون . كلا سيفهمون . ثم كلا سيفهمون ! )

ومن ثم يعدل السياق عن المعنى في الحديث عن النبأ ويدعه لحينه، ويلفتهم إلى ما واقع بين أيديهم وحولهم، في ذوات أنفسهم وفي الكون حولهم من أمر عظيم، يشير على ما وراءه ويوحى بما سيتلوه : ( ألم نجعل الأرض مهادا، والجبال أوتادا ،يا ترى؟ وخلقناكم أزواجا ،يا ترى؟ وجعلنا نومكم سباتاً ،يا ترى؟ وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا ،يا ترى؟ وبنينا فوقكم سبعاً شداداً ،يا ترى؟ وجعلنا سراجاً وهاجا ،يا ترى؟ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ،يا ترى؟ لنخرج به حباً ونباتاً وجنات ألفافاً ،يا ترى؟ )

ومن هذا الحشد من الحقائق والمشاهد والصور والإيقاعات يعود بهم إلى ذلك النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، والذي هددهم به يوم يفهمون ! ليقول لهم ماهو،يا ترى؟ وكيفقد يكون : ( إذا يوم الفصل كان ميقاتا . يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا . وفتحت السماء فكانت أبوابا . وسيرت الجبال فكانت سرابا ) ..

ثم مشهد العذاب بكل قوته وعنفه : ( إذا جهنم كانت مرصاداً، للطاغين مآبا، لابثين فيها أحقابا، لايذوقون فيها برداً ولاشراباً . إلا حميماً وغساقاً . جزاء وفاقا. إنهم كانوا لايرجون حساباً، وكذبوا بآياتنا كذاباً، وكل شيء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً ) ..>

ومشهد النعيم وهويتدفق تدفقاً : ( إذا للمتقين مفازاً : حدائق وأعناباً، وكواعب أتراباً، وكأساً دهاقاً، لايسمعون فيها لغواً ولا كذاباً . جزاء من ربك عطاء حساباً )

وتختم السورة بإيقاع جليل في حقيقته وفي المشهد الذي يعرض فيه . وبإنذار وتذكير قبل حتى يجيء اليوم الذيقد يكون فيه هذا المشهد الجليل : ( رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا . يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لايتحدثون إلا من أذن له الرحمن ونطق صواباً . ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخد إلى ربه مآبا .إنا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت تراباً ) ذلك هوالنبأ العظيم . الذي يتساءلون عنه . وذلك ما سيكون يوم يفهمون ذلك النبأ العظيم !

المصدر

في ظلال القرآن - سيد قطب .

وصلات خارجية

سورة النبأ: تجويد-تفسير - مسقط Altafsir.com
سورة النبأ: تلاوة صوتية بجودة عالية - بصوت مشاري العفاسي

مصادر

^ المصحف الإلكتروني، سورة النبأ، التعريف بالسورة نسخة محفوظة 31 يناير 2019 على مسقط واي باك مشين.
^ "شيبتني هود وأخواتها - أرشيف إسلام أون لاين". archive.islamonline.net. مؤرشف من الأصل في 22 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2019.
^ "فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -". saaid.net. مؤرشف من الأصل في 16 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 22 سبتمبر 2019.