سيبتيموس سيفيروس

عودة للموسوعة
تمثال نصفي لسيبتموس من الرخام في متحف الكابيتولين في روما

الإمبراطور لوشيوس سيبتموس سيفيروس Lucius Septimius Severus أو"سيفروس الأول"، وهولوسيوس سيبتيموس سيفيروس أوغسطس. (11 أبريل 145 - أربعة فبراير 211)، الإمبراطور الروماني الحادي والعشرون (193-211) ولد بمدينة لبدة الكبرى عاصمة إقليم طرابلس آنذاك الذي كان يعد وقتها من ضمن بمقاطعة أفريكا الرومانية.في عام 193 خلال السنة التي عهدت باسم سنة الأباطرة الخمسة.

ترقى في هرم المناصب الروماني تحت حكم الأباطرة ماركوس أوريليوس وكومودوس. ووصل إلى السلطة بعد وفاة الإمبراطور برتيناكس.

حياته

ولد في 11 أبريل من عام 145 بمدينة لبدة الكبرى (بليبيا الحالية). لعائلة عريقة بمدينة لبدة الكبرى، أسرته كانت من طبقة الإكواتيس وهي من أرقى الطبقات في لبدة الكبري وقتها لأب من أصول ليبية أوفينيقية طبقا لرأي بعض المؤرخين الذين يرون حتى أجداده من الممكن كانوا من الفينيقيين الذين فروا مع عليسة إلى أفريقيا عام 814 قبل الميلاد، وأم ليبية ويعتقد أنها قد تكون من أصول بونيقية كما حتى له أصولاً إيطالية من أسرة أمه. وكان أحد اقاربه مسؤولاً في الولاية الرومانية والذي ساعده في دخول المجلس الروماني كسناتور وكمؤيد للإمبراطور ماركوس أوريليوس، وكان يتحدث عدة لغات بينها البونيقية اللغة السائدة في الإقليم وقتها إضافة للغتين اللاتينية والإغريقية اللتين كان يتحدثهما بلهجة مغايرة. درس البلاغة والقانون والآداب والفلسفة في أثينا وفي روما، ثم اشتغل بالمحاماة في روما. لم تكن حياة سيبتموس تخلومن الحركة والتنقل من منصب إلى آخر، فقد تولى ولاية جنوب إسبانيا ثم عاد إلى أفريقيا كممثل للإمبراطور ثم كممثل عن العامة (غير النبلاء) في مجلس الشيوخ بروما. أصبح عام 173 عضوا في مجلس الشيوخ الروماني بدعم من الإمبراطور (ماركوس أوريليوس).

زيجاته

في عام 175 تزوج من "باشيا مارشيانا" المولودة في لبدة الكبرى، ودام زقابلما أكثر من عشر سنوات. توفيت مارشيانا لأسباب طبيعية حوالي 186. انتعشت حياة سفيروس مع صعوده الوظيفي وخاصة بعد انتنطق الحكم من الإمبراطور ماركوس أوريليوس إلى كومودوس فتولى الكثير من المناصب الرفيعة كنائب قنصل ثم عمل في سوريا كقائد ثم حاكم لمنطقة الغال (فرنسا الحالية)وصقلية والنمسا والمجر. نظراً لكونه لما ينجب أطفال من زوجته الراحلة فقد بدأت تعرض عليه نساء للزواج، وفي فترة حكمه لبلاد الغال وفي سنة 187 تذُكر Historia Augusta وهي مجموعة سير حول تاريخ الأباطرة الرومان أنه سمع حتى امرأة من أصل سوري اسمها جوليا دومنا من أسرة "شميس" وهي عائلة مالكة في ولاية سوريا الرومانية تم التنبؤ لها بأنها يفترض أن تتزوج من ملك. وبالتالي سعى سيفيروس بالزواج منها في 187. ورزقا بابنين الأول لوشيوس سبتيموس باسيانوس (لاحقا سُمي باسم كاراكلا وولد في أبريل 188) وبوبليوس سبتيموس غيتا (ولد فيسبعة مارس 189).

تنصيبه كامبراطور

الامبراطورية الرومانية في أواخر عهد سبتيموس سفيروس عام 210

انتقل ليكون قائدا عاما للقوات الرومانية في (بانونيا)، وفي ذلك الوقت قام الحرس الإمبراطوري (البريتوري) بانتفاضة ضد الإمبراطور (برتناكس) واغتياله في 28 مارس193، وأعرب الحرس حتى التاج سيكون من نصيب الذي يفترض أن يمنحهم أكبر عطاء، وتقدم بعض القادة بعروضهم من العطاء للجنود وعرض عليهم حتى يقدم لكل جندي مبلغ قدره (12000) دراخمة حين يجلس على العرش، وخرق العهد الروماني ودخل في أبريل 193 بقواته العسكرية روما، رغم أنه لبس ثيابه المدنية، حينذاك أعرب مجلس الشيوخ تسميته "إمبراطورا".

تم تنصيب سبتيموس كأمبراطور لروما فيتسعة أبريل 193، واضطر عندئذ لخوض المعارك ضد منافسيه، قاد الإمبراطور سيبتموس الجيش الروماني في منطقة نهري الراين والدانوب ولكن ولاء حاكم بريطانيا الروماني كلوديوس ألبينوس كان محل شك من الإمبراطور فارسل له مبعوثا وعرض عليه لقب القيصر الذي قبله، في هذه الأثناء حصلت الحرب الاهلية الرومانية بعد انادىء دسديوس جوليانوس في روما خلافة الإمبراطور المغتال بدعم من الحرس الامبراطوري في روما ولكن سلطة جوليلنوس لم تتجاوز حدود إيطاليا، وكان وجدد أكثر من مدعي لمنصب الإمبراطور يشكل خطر على الامبراطورية الرومانية كما كان يعنقد سيبتموس، ولذا عمل على وجود سلطة حاكمة واحدة مقبولة في روماولذا امر قواته بالتوجه إلى المدينة، ولم يقابل اي مقاومة في تقدمه إلى شمال إيطاليا وهزم مؤيدي جوليانوس في بداية يونيوحين وصل إلى انترامنة 50 ميل شمال روما، وتحول ولاء الحرس الامبراطوري إلى سيفروس وتم اعلان ديدوس جوليانوس كعدوللشعب وقتل، ودخل سيفروس روما بدون قتال.

الحرب الأهلية

ومع جميع ذلك فان الحرب الاهلية لم تنته حيث وضع حاكم إقليمي اخر عينه على العرش الروماني وهوحاكم سوريا نيجر Pescennius Niger واستولى على المنطقة الشرقية للامبراطورية واتخذا من بيزنطية كقاعدة لعملياته ضد القوات الغربية بقيادة سيفروس، وحيث ان نيجر لم يستطع التقدم بقواته ناحية أوروبا فان القتال انتقل إلى آسيا في اواخر ديسمبر 193، وفر في بداية يناير 194 إلى الجنوب وسقطت آسيا وبيثنيا (إيران) تحت حكم سيفروس، وفي نهاية فصل الربيع تمت الهزيمة الساحقة لنيجر وقتل. إلا حتى بيزنطة رفضت الاستسلام فارسل سيفروس رأس نيجر إلى المدينة لدفع سكانها المحاصرين إلى اليأس ولكن دون فائدة، فلقد بقت المدينة مقاومة لمدة سنة كاملة مما دفع سيفروس إلى هدم اسوارها عقابا لهم.

أعماله

بعد توليه منطقيد الحكم قام ببذل الجهود الكبيرة في سبيل الإصلاح وتحسين أوضاع الجيش والقضاة وإزالة مساوئ الفتن الأهلية، ووجه العناية إلى الولايات فأقام فيها كثيراً من المنشآت والأبنية العامة والحمامات وسواها. وجعل الخدمة العسكرية إجبارية على جميع الولايات عدا أهل إيطاليا، ثم قام بحلِّ الجيش الامبراطوري وأحدث حرسا جديدا أعضاءه من سائر الولايات بعد حتى كان هذا الحرس إيطاليّاً فقط.

كان لا يشبع من أكاليل الغار، ثماني عشرة سنة وهوفي حروب مستمرة وسريعة، زاد عدد الجيش، وحمل رواتب الجند، وقاتل منافسيه، وقضى على الفتن، وقاتل لاسترداد مناطق قديمة، وضم مناطق جديدة للإمبراطورية، دك بيزنطية بعد حصار دام أربعة سنوات، وغزا بارثيا (فارس) واستولى على (طشقونة) وضم (بلاد النهرين) لهذه الإمبراطورية، لقد أعاد لعرش روما مكانته، وخلص الإمبراطورية من هجرة فساد متراكم من استبداد (كاليجولا) وبلاهة كلوديوس وجنون نيرون وطغيان أنطونيوس.

كان دائما ضد المسيحية، بل انه أصدر قرارا بإنشاء تمثال له واجبار المواطنين السجود للتمثال ومن لم يعمل ذلك يلقى أشد العذاب؛ حرق الخط المقدسة وهدم الكنائس وقتل الكثير من أتباع المسيحية.

اهتمامه بمسقط رأسه

قوس النصر في مدخل مدينة لبدة الكبرى

اهتم بمسقط رأسه ليبيا الذي لم يعلن جنوبه بعد الولاء لإمبراطورية روما، بل وشكل تهديدا علي المدن الساحلية واستقرارها. وعلي الرغم من هذا فقد علّق سيفروس أهمية كبري له، فاعتنى عناية خاصة بالزراعة التي ازدهرت ازدهارا كبيراً واهتم بالتجارة. وكانت ليبيا تسمي آنذاك بمخزن الغلال في الشرق وكانت مركزا تجاريا هاما يشكل همزة وصل بين الشرق والغرب وبين أواسط أفريقيا وسواحل البحر الأبيض المتوسط. كما طور مسقط رأسه لبدة الكبرى فأنشأ فيها الكثير من المباني والحمامات ووسع من الأسواق والمسارح.

احتفاء ليبيا به

وضع تمثاله في أبرز ساحات طرابلس العاصمة الليبية، وتم لاحقا نقل التمثال إلى متحف لبدة بمدينة الخُمس.

رغم شيخوخته وكبر سنة وإصابته بداء النقرس إلا إذا ذلك لم يقعده عن تحقيق فوزات وتسجيل اسمه في صفحات التاريخ، وهوبهذه الحالة قد وصل إلى (كلدونيا) وانتصر على الاسكتلنديين في عدة وقائع، ثم عاد إلى (بريطانيا). وهناك عندما وصل إلى (يورك) سنة 211 م كان على موعد مع الموت. نطق وهويلفظ أنفاسه الأخيرة: " لقد نلت جميع شيء، ولكن ما نلته لا قيمة له، وكانت آخر وصاياه (الحفاظ على الأسرة الامبراطورية والعمل على استرضاء الجيش).

مواضيع مرتبطة

  • الأمبراطورية الرومانية
  • قائمة الاباطره الرومان

مراجع

  1. ^ في اللاتينية الكلاسيكية يتم كتابة اسم سبتيموس سيفيروس LVCIVS SEPTIMIVS SEVERVS AVGVSTVS.
  2. Birley (1999), p. 113.
  3. Asante, Molefi Kete; Ismail, Shaza (2010). "Rediscovering the "Lost Roman Caesar: Septimius Severus the African and Eurocentric Historiography". Journal of Black Studies. 40 (4): 606–618. ISSN 0021-9347. مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 2019.
  4. ^ Birley (1999), pp. 212–213.
  5. Birley (1999), p. 125.
  6. ^ Birley (1999), p. 52.
  7. ^ Birley (1999), p. 75.
  8. ^ Birley (1999), p. 71.
  9. Birley (1999), pp. 76–77.
تاريخ النشر: 2020-06-01 23:11:38
التصنيفات: مواليد 146, وفيات 211, سيبتيموس سيفيروس, أباطرة رومان في القرن 2, أباطرة رومان في القرن الثالث الميلادي, أباطرة رومان مؤلهون, تاريخ شمال أفريقيا, تاريخ ليبيا القديم, رومان من أفريقيا, سلالة سيفيروس الحاكمة, شخصيات في أعمال جيفري مونماوث, قناصل إمبراطوريون رومان, مواليد 145, مواليد في لبدة الكبرى, مقالات تحتوي نصا باللاتينية, صفحات تستخدم خاصية P1559, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صور كما في ويكي بيانات, مواليد 11 أبريل, صفحات تستخدم خاصية P20, صفحات تستخدم خاصية P119, صفحات تستخدم خاصية P27, صفحات تستخدم خاصية P26, صفحات تستخدم خاصية P40, صفحات تستخدم خاصية P39, صفحات تستخدم خاصية P580, صفحات تستخدم خاصية P582, صفحات تستخدم خاصية P1365, صفحات تستخدم خاصية P1366, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P906, صفحات تستخدم خاصية P268, صفحات تستخدم خاصية P245, بوابة الأمازيغ/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة ليبيا/مقالات متعلقة, بوابة الإمبراطورية الرومانية/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, بوابة روما/مقالات متعلقة, بوابة روما القديمة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

يوفنتوس يواصل دعم لاعبه فاغيولي "الموقوف" ويمدد عقده

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:09:08
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 96%

مكتب الإعلام الحكومى فى غزة: الاحتلال ارتكب 1165 مجزرة حتى الآن

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:21:43
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

فينيسيوس يعتذر لطفلة.. ما القصة؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:11:13
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 74%

وزير الشباب والرياضة يلتقي السفير المصري الجديد في كوديفوار

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:21:57
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

بشرى للمغاربة.. فرنسا تتراجع عن القيود المفروضة على التأشيرة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:11:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 79%

وزير الشباب يوقع بروتوكول لتسليم منصة برنامج “دورنا”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:21:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

هذه أسباب زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري للصين

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:11:03
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 85%

"تضامن النواب": دعم غير محدود من الدولة المصرية للقضية الفلسطينية

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:21:27
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

نقل مباراة الأهلي إلى ستاد السلام بدلًا من القاهرة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:10:26
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 46%

تفلصنا 4 أشهر عن رمضان .. وزراة الأوقاف تعلن عن فاتح جمادى الأولى

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:10:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

ما هي مطالب عادل رمزي بعد خسارة لقب الدوري الإفريقي؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-14 21:11:23
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 71%

تحميل تطبيق المنصة العربية