الإسماعيلية إحدى فرق الشيعة وثاني أكبرها بعد الاثنى عشرية.

يشهجر الإسماعيلية مع الاثناعشرية في مفهوم الإمامة، إلا حتى الانشقاق سقط بينهم وبين باقي الشيعة بعد موت الإمام السادس جعفر الصادق، إذ رأى فريق من جمهور الشيعة حتى الإمامة في ابنه الأكبر الذي أوصى له إسماعيل المبارك، بينما رأى فريق أخر حتى الإمام هوأخوه موسى الكاظم لثبوت موت إسماعيل في حياة أبيه وشهادة الناس ذلك.

يمثل التيار الإسماعيلي في الفكر الشيعي الجانب العهداني والصوفي الذي يركز على طبيعة الله والخلق وجهاد النفس ، وفيه يجسد إمامُ الزمان الحقيقةَ المطلقة، بينما يركز التيار الاثناعشري الأكثرُ حَرفِيةً على الشريعة وعلى سنن الرسول محمد والأئمة الاثناعشر من آل بيته باعتبارهم منارات إلى سبيل الله.

الإسماعيلية يتفقون مع عموم المسلمين في وحدانية الله ونبوة محمد ونزول القرآن المُوحى، وإن كانوا يختلفون معهم في حتى القرآن يحمل تأويلا باطنا غير تأويله الظاهر، لذلك نعتهم مناوؤوهم من السنة وكذلك بعض من الشيعة الاثناعشرية بالباطنية.

وبالرغم من وجود أفرع للممضى الإسماعيلي فإنه في الاستخدام المعتاد اليوم تدل تسمية الإسماعيلية على النزارية.

توزعهم في العالم

لعل معظم الإسماعيلية في الوقت الحاضر يهجرزون في تحديداً في جنوب المملكة العربية السعودية نجران بالإضافة إلى السلمية ومصياف وبعض قرى طرطوس في وسط سوريا، وشمال اليمن في صعدة وعمران وبعض ضواحي صنعاء وشبه القارة الهندية والباكستان وأفغانستان وطاجيكستان وفي شرق أفريقيا، كما يذكر أغاخان الثالث، إمام النزارية في مذكراته المنشورة حتى الإسماعيلية في عصره تتواجد في بعض المناطق من صعيد مصر، امتدادا للوجود الإسماعيلي في مصر منذ العصر الفاطمي وبعده، كما ذكر شمس الدين الدمشقي الذي عاش في العصر المملوكي في القرن الثامن الهجري في مصنفه نخبة الدهر عند حديثه عن بلدة أصفون القريبة من الأقصر أنه عثر بها "طائفة من الإسماعيلية والإمامية وطائفة من الدرزية والحاكمية". كما ينتشر أتباع الفرق الإسماعيلية في أوروبا وأمريكا الشمالية وفي كندا نتيجة الهجرة،.

المباركيون

حتى ذلك الوقت كان العلويون، شيعة علي، يصطفون الإمام وفق مبدأ "الرضا من آل محمد" أي من يرتضيه المسلمون من نسل الرسول محمد عبر ابنته فاطمة الزهراء وزوجها علي بن أبي طالب، ولم تكن الإمامة وراثية، إلا حتى الواقع كان يجرى بأنقد يكون الإمام الجديد ابنا للإمام السابق وإلى حتى تنحصر الإمامة عمليا في أبناء حسين بن علي، وكل ذلك أدى أحيانا إلى نزاعات بين جمهور الشيعة، مثل ذلك الذي كان قد انتهي بانشقاق الزيدية عندما اختلفوا على الإمام الخامس.

كانت جموع الناس قد شهدت موت إسماعيل بن جعفر الصادق، في حياة أبيه. إلا أنه بعد موت جعفر الصادق بن محمد ادعت جماعة أنه كان قد أقام لابنه إسماعيل جنازة وهمية أعرب فيها موته لإبعاد نظر العباسيين عنه، وأن إسماعيل الملقب بالمبارك لم يكن قد توفي وقتها وإنما كان قد احتجب وأقام الدعوة^[]

في الستر.

قبلت فئة من الشيعة حتى إسماعيل كان قد توفي وأن الإمامة مع ذلك ينبغي حتى تكون لا في موسى بن جعفر الأخ الأصغر لإسماعيل بل في محمد بن إسماعيل الذي كان على اتصال بواسطة داعيهِ بالمباركيين (الإسماعيلية) الذين كان أغلبهم يومذاك في الكوفة.

السبعية

عاش محمد بن إسماعيل جُلَّ حياته متخفيا - أي في الغيبة الصغرى - اتّقاءً لشر العباسيين الذين كانوا يسعون لاكتشاف هوية الإمام لقتله لإخماد ثورة العلويين كما كانوا ينعتون شيعة عليّ كلِّهم، وكان على الإمام المستور حتى يتواصل مع جمهور الشيعة عبر رجل لا يَعرِف سواه هوية الإمام هوالداعي، توالى على وظيفة الداعي أربعة رجال هم الوافي أحمد، ثم خلفه ابنه التقي محمد، ثم خلفه ابنه حسين الملقب الزكي عبد الله، ثم خلفه ابنه عبد الله بن حسين. على مر التاريخ الإسماعيلي فيما تلى ذلك لعب النادىة دورا بالغ الأهمية في توجيه حركة الدعوة والإمامة.

بعد اختفاء محمد بن إسماعيل - بموته على الأرجح - افترض أغلب الإسماعيلية أنه غاب الغيبة الكبرى، وهي العقيدة التي أوصلت إلى ظهور القرامطة لاحقا، بينما قبلت فئة منهم موت الإمام محمد بن إسماعيل واتصال الإمامة في نسله وهم من شكلوا نواة الفاطميين.

أحيانا ما يستخدم لفظ السبعية للدلالة على الإسماعيلية في عمومهم لاختلافهم مع باقي الشيعة على الإمام السابع، إلا حتى السبعية تدل على الأخص على جماعة الإسماعيلية الذين آمنوا بأن محمد بن إسماعيل الملقب بالمكتوم هوالإمام الغائب، أي المهدي^[]

الذي سيظهر يوما ليقيم الدعوة، أي حتى محمد بن إسماعيل عند السبعية - وفق هذا الاصطلاح - هوآخر الأئمة ولا يعترفون بأحد بعده. إلا حتى تيار السبعية انتهى من العالم مبكرا وانضوى أتباعه تحت الفرق الإسماعيلية الأخرى، ولم يعد أحد يؤمن بهذه العقيدة اليوم.

وبالرغم من حتى الإسماعيلية ينتسبون إلى إسماعيل بن محمد إلا أنه في التقليد الفاطمي، وهوالتقليد الأقدم الذي تفرعت عنه جميع الفرق الأخرى غير السبعية حسب التعريف أعلاه، فإن ابنه محمد يعد هوالإمام السابع.

الفاطميون

طبقا للتقليد الفاطمي كان وفي أحمد هوابنَ محمد بن إسماعيل، وطبقا لذلك كان هونفسه الإمام الثامن بعد أبيه لذا فهم يرون حتى سلالة الأئمة استمرت غير منبترة حتى اتصلت إلى عبد الله بن حسين الداعي الإسماعيلي الرابع الذي تَسمَّى عُبيدالله المهدي وأعرب أنه هوالإمام الحادي عشر والخليفة الأول من البيت الفاطمي الذي تنتسب إليه سلالته من الخلفاء المهديين.

قام أبوعبد الله الشيعي بالدعوة للمهدي من نسل جعفر الصادق في أقصى بلاد المغرب وجذب إليه قبائل كتامة العربية وبعد حتى توطد الأمر أعرب سعيد بن الحسين أنه هوابن الحسين الزكي عبد الله وأنه المهدي الذي نادى إليه أبوعبد الله وغير اسمه إلى عبيد الله المهدي وأسس بداية الدولة الفاطمية في المغرب العربي. وقد أسس مدينة المهدية^[]

في تونس وجعلها عاصمة للخلافة الفاطمية انذاك وبعد انتنطقهم إلى مصر، بنومدينة القاهرة وجعلوها مركزا لخلافتهم، واستمرت هذه الدولة من بعده وتوسعت حتى بلغت الشام[]
بالإضافة إلى الشمال الأفريقي. وضم الحجاز إليها بل وامتد نفوذها في بعض الفترات إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية. 

لاحقا أصبحت القاهرة عاصمة الدولة الفاطمية ومركز الدعوة الإسماعيلية ابتداء من عهد المعز لدين الله حتى سقوط الدولة بعد العاضد لدين الله على يد الأيوبيين وإعادة مصر إلى الدولة العباسية.

في عهد الفاطميين تبلور الممضى الإسماعيلي في القاهرة واكتسب صفاته المميزة واكتمل بناؤه العقيدي. وحسب الممضى الإسماعيلي كان الخليفة الفاطمي الإمام هوالشخص الذي تجتمع له السلطتان الدينية والدنيوية للمرة الأولى منذ خلافة علي، وهوما يتسق مع الرؤية الكلية للعقيدة حينذاك.

عن الفاطميين تفرعت جميع المذاهب الإسماعيلية اللاحقة الباقية بعضها إلى اليوم.

الانشقاق إلى نزاريّة ومستعليّة

عقب موت الإمام الثامن عشر المستنصر بالله سنة 487ھ (1094م) نشب خلاف في البيت الفاطمي بين من رؤوا حتى ابنه نزار هوالإمام حسب وصية أبيه، وبين من رؤوا حتى ابنه الآخر أحمد المستعلي بالله هوالإمام.

كان وكيل المستنصر القوي الأفضل شاهنشاه مؤيدا للمستعلي وأكثر الأطراف المتنازعة نفوذا، مما حسم الخلاف لصالح هذا الأخير فدعي إليه إماما تاسع عشر، وسُجن نزار ومات لاحقا في سجنه في الإسكندرية، وفر ابنه الهادي في أتباعه إلى آسيا الوسطى حيث نصره حسن الصباح، محدثين بذلك انشقاقا جديدا في الإمامة ما بين مستعلية ونزارية.

تنبغي هنا ملاحظة حتى النزاريّة (ربما في التقليد المتأخر) وحدهم لا يُقرِّون إمامة حسن بن علي لذا فترتيب الأئمة عندهم ينقص واحدا عما هومعروف لدى باقي الفرق، بما فيها الفرق الإسماعيلية الأخرى مثل المستعلية وأنهم يتتبعون تسلسل الإمامة في الفرع النزاريّ إلى علي عبر ابنه حسين^[]

حصرا.

انشقاق المستعليّة إلى داودية وطَيِّبِية(سليمانية)

سنة 524ھ (1130م) اغتال النزاريةُ منصور الآمر بأحكام الله بن أحمد المستعلي بالله انتقاما لما يعتقدون أنه اغتصاب للعرش الفاطمي، ولم يكن قد سَمَّى خليفة، فاختلف البيت الفاطمي في مصر فيمن يخلفه، فرأى بعضهم حتى الطيب أبي القاسم ابن منصور هوالإمام فعهدوا بالطيِّبية^[] ، بينما والىآخرون الحافظ لدين الله ابن عم الآمر بأحكام الله، فعهدوا بالحافظية.

اعتقد بالطيِّبية^[]

بغيبة الإمام الطيب أبي القاسم، فكان هوإمامهم الحادي والعشرين والأخير، وهم اليوم البهرة[]

، وقد تفرعوا لاحقا إلى بهرة داوودية وسليمانية وعَلَوِّية بعد حتى اختلفوا على هوية الداعي المُطلَق.

أما الحافظية فقد انتهت بسقوط الدولة الفاطمية على يد الأيوبيين في القرن الثاني عشر الميلادي بعد العاضد لدين الله، لذا فكل المستعليّة الباقية اليوم هم من الطَّيِّبِية.

القرامطة

استقر أغلب الإسماعيلية الذين آمنوا بغيبة^[]

محمد بن إسماعيل في السلمية في سوريا وانتشرت دعوتهم في الأهواز حيث اعتنقها رجل يدعى حمدان بن الأشعث على يد حسين الأهوازي، ولُقب حمدان بقرمط وأخذ يدعومع زوج أخته عبدان إلى قرب ظهور المهدي وشرع يالاستعداد عسكريا لنصرته عندما يظهر، فانتشرت الدعوة واجتذبت المزيد من الشيعة. وعندما جهر عبيد الله المهدي أنه الإمام وخرج من دور الستر عارضه قرمط إلا أنه تاب وانضم إليه داعية له بعد مقتل عبدان، مع هذا احتفظت الحركة القرمطية باسمها،  وانتهز القرامطة اضطراب السلطة في بغداد إثر ثورة الزنج واجتاحوا شبه الجزيرة العربية في ثورة عارمة  قمعها العباسيون لاحقا، وطالت آثارها شمال أفريقيا.

الدروز الموحدون

بدأت الدرزية تيارا فكري في الممضى الإسماعيلي متأثرة بالفلسفة اليونانية والغنوصية نابذة بعض العقائد التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وقد تأسس على يد حمزة بن علي بن أحمد الذي كان متصوفا وفقيها^[]

إسماعيليا فارسيا[]

، وعندما قَدِمَ إلى مصر وشرع يدعوإلى ممضىه نال تأييد الإمام السادس عشر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمرالله، ولاحقا أصبح الحاكم ذاته شخصية محورية في فكر الموحدين، وبعد اختفاء الحاكم بأمرالله أعرب الداعي بهاء السموقي انتهاء فترة الإمامة وإغلاق الدعوة. وبالرغم من حتى الحاكم قد أعدم الرجل الذي نُسبت إليه العقيدة وهونشتكين الدرزي بسبب غُلوِّه، وبالرغم من حتى الدروز ذواتهم يعدونه مهرطقا، غير أنهم ظلوا يُنسبون إليه، وإن كانوا هم يسمون أنفسهم الموحدين.

لاحقا تطورت عقيدة الدروز على نحويختلف عن باقي الفرق الإسماعيلية والإسلامية عموما بحيث أصبح من المختلف عليه بين مقارني الأديان كون الدرزية تنضوي تحت الإسلام أم أنها خرجت عنه لتصبح دينا مستقلا.

عقيدة الإسماعيلية

القرآن

هومصدر التشريع الأول والكتاب الألهي الوحيد الذي يعتبر الخارج عنه كافرا ومرتدا عن الإسلام, ومنه تنبثق جميع العقائد الإسماعيلية الأساسية، وهويحوي على طبقات للفهم البشرية، وإن كان تفسيره يحتمل تفسيرا ظاهرا وآخر باطنا لايمكن معهدته إلا للفهماء المختارين والأئمة.

الجنان

هوكتاب الإسماعيليين المقدس، وهوتعبير عن بيوت شعر وتعليمات اخرى.

البعث

هويوم القيامة الذي يتم فيه محاسبة البشرية على أخطائها ومعاصيها وجرائمها

الأرقام

لكل رقم مرشد ديني معين وللأرقام دلالة بالغة الأهمية حين يتم ذكرها بالقرأن، مثال الرقم 7 : فهناك سبع سموات وسبع طبقات للنار وسبعة أيام في الأسبوع والدنيا خلقت في ستة أيام إلى غير ذلك...---

الإمامة

تنطلق الأمامة من الأمام علي بن أبي طالب ولاتتوقف عند الاسماعليين بل يعتبرون حتى هناك أماما لكل زمان وعصر، وهذا الأمام تتوافر فيه مواصفات العدل والزهد والشجاعة والحكمة والصدق ولذلك تجب طاعته في جميع أوامره.

الداعي المطلق

صلة الوصل ما بين التلامذة والأمام والذي يمرر المعلومات السرية بينهم

الظاهر

هوماظهر من معاني القرأن والكلام الحرفي الذيقد يكون فهمه واضحا للجميع، والظاهر هوماتخطه الحدثات الالهية كأوامر للبشر، ويمكن للجميع ملاحظته.

الباطن

هوالمعاني والحقائق الخفية الموجودة وراء الحدثات الألهية في القرأن والخط السماوية والتي لايدركها الا الأئمة العالمون، وهي تخفي حقائق الوجود المستورة خلف هذه الحدثات الألهية, وتخفى على جميع الناس ولايمكن رؤيتها الا بأذن الله.

العقل

يعد العقل عند الطائفة الإسماعيلية هوعامل التشريع الدنيوي الأساسي، فأن تعارض نص في الحديث النبوي أوالقرأن الكريم مع مقتضيات العصر وتحدياته الطارئة، وجب التعديل ضمن تشريع قانوني بمايلائم المصالح الطارئة للمجتمع مع عدم المساس بالجوهر التشريعي للنص القرأني أوالنبوي، والتأكيد حتى النص القرأني أوالنبوي هوالأساس، والتعديل الذي يتم انما يتم ضمن قانون خاص يمكن تعديله لاحقا طالما تغير الظروف.

الأعمدة السبع

الولاية

تعتبر الولاية مفهوما سياسيا وقياديا كالرئيس أوالملك أوالسلطان، تجب طاعة الوالي أوالأمام على الحق، والثورة عليه وخلعه طالما كان ظالما أومعتديا أومتخاذلا, ولايصح قيام دولة إسلامية أوقيام جماعة تتخذ الإسلام دينا لها ألا بوجود والي قائد مسؤول عن مصالح هذه الجماعة كبرت أم صغرت، وتعتبر أقامة العدل وحفظ الأمن والرعية.

انظر أيضًا

• سبعية
• نزارية
• مستعلية
• حافظية
• بالطيِّبية^[]

• • بهرة داودية
  • بهرة سليمانية
  • بهرة علوية
• قرامطة
• موحدون دروز

المراجع

إسماعيلية في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز