رابانو

يعهد بـرابانوأوربانوأوربعانوأورفآنو؛ وذلك لاختلاف لفظ الحروف الأوغاريتية بين الباحثين، ويشير اسمه على المتبحر في العلوم الربانية. وقد عاش في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، هوأقدم طبيب بيطري معروف في العالم، كان من كبار الكهنة، وكان مستشاراً لملوكها، وعارفاً بالحكمة والفلسفة والطب واللغات في عصره.

عثر على المخطة الرئيسية لمملكة أوغاريت في منزله، مما يشير عل ثقة الملوك به، وعلى المنزلة الفهمية والفكرية والثقافية الكبيرة التي بلغها. ضمت مجموعة مخطته أكثر من مائتي لوح باللغة الأكادية التي كانت اللغة الرسمية وقتها.

محتوياتها: مراسلات دبلوماسية وملكية وتقارير عسكرية ونصوص قانونية واقتصادية ودينية وطبية.

من أبرز ما ضمته مجموعة رابانو؛ لوحة كبيرة موسوعية المعلومات، نقش عليها ما يقارب 500 سطر، وزعت على ثمانية أعمدة، وتتضمن لوائح بأسماء الأسماك والطيور والنباتات والمعادن والمنسوجات والألبسة والأقمشة، ولوحات قواميس وهي تعبير عن لوائح لتعابير أوغاريتية وما يقابلها في جميع من اللغات الأكادية والسومرية والحورية، فيصح لنا حتى نعتبره من الفهماء الطبيعيين وفهماء الألسن واللغات المقارنة السابقين لعصرهم، فقد كان العالم في ذلك الزمان موسوعيا كما يحتاج الواقع، عكس المجال في أيامنا هذه.

ومن ضمن النصوص التي اكتشفت في مخطته أيضاً نص موضوعه ترويض الأحصنة (سياسة الخيل) ومعالجة الأحصنة من لدغ الأفاعي؛ يتحدث على تفاصيل تربية الأحصنة، التي كانت ترتع حرة في سهول مملكة أوغاريت وتتعرض للدغ الأفاعي السامة التي كان خطرها يزداد، ويزداد تأثير سمها عندما كانت تبدل جلدها في الربيع.

لقد هجر رابانوأثراً كبيراً في نفوس الشعب الكنعاني في أوغاريت وملوكها؛ يشير على ذلك حتى جميع قبور الأوغاريتيين قد دفنت في المقابر العامة؛ ودفن الملوك في المقابر الملكية الخاصة بهم، أما هوفكان الوحيد الذي دفن في منزله؛ وإمعاناً في التكريم له وتقديراً لما قدمه، دفنت عائلته لاحقاً في مدفنٍ مجاور لمدفنه في منزله. كما لا تزال أطلال منزله ومدفنه ومدفن أسرته قائمة إلى اليوم.