الإسراء والمعراج في العقيدة الإسلامية من الأحداث الضخمة من تاريخ الدعوة الإسلامية، سبقته البعثة واتى قبل الهجرة. وهي حادثة جرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة، منذ حتى أعرب النبي محمد حتى الله قد أوفد إليه جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية جمعاء، وأن رسالته متمة وخاتمة للرسالات السماوية السابقة، وحسب التاريخ الإسلامي للفترة هذه والمصطلح على تسميته السيرة النبوية يعد وقع الإسراء الرحلة التي أوفد الله بها نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلاً من بلدهِ مكة -المسجد الحرام- إلى بيت المقدس في فلسطين، وهي رحلة استهجنت قبيلة قريش حدوثها لدرجة حتى بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئاً، ولكن النبي محمد أصر على تأكيدها وأنه انتقل بعد ذلك من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق أوحسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليهِ في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة. نطق الله تعالى في سورة الإسراء  سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  

خلفية تاريخية

بعد حتى فقد النبي محمد أولى زوجاته خديجة بنت خويلد وعمه أبا طالب اللذَينِ كانا يؤانسانه ويؤازرانه، ضاقت الأرض بهِ نظراً لما لاقاه من تكذيب وردّ من قبل المشركين، وبعد وفاة عمهِ توفيت زوجته خديجة في نفس السنة، فسميت تلك السنة بعام الحزن، وفي سبيل الدعوة مضى الرسول إلى الطائف وحيداً يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد لكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه كثيراً وهنا نادى النبي محمد نادىءه المشهور شاكياً إلى ربه: " اللهم إلى من تكلني... " فيرسل الله إليه جبريل عليه السلام مع ملك الجبال ويقول له جبريل لوشئت نطبق عليهم الجبال فيقول الرسول الرحيم "لا - لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله" فكرّمه الله تعالى بقدرة إلهية وآنسه بحادثة الإسراء والمعراج، فأي تكريم ومؤانسة أشد وأعظم من تكريم كهذا إذ أتى جبريل عليه السلام ليصحب الرسول عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج، وورد في سورة الإسراء ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هوالسميع البصير).

فبينما كان النبي محمد نائمآ في الحجر أتاه جبريل عليه السّلام، فهمزه بقدمه، فجلس النبي محمد فلم يرَ شيئا، ثمّ عاد إلى مضجعه، فأتاهُ مرّةً ثانية فهمزه بقدمه، فجلس ولم يرَ شيئا، ثمّ عاد مرّة أخرى إلى مضجعه، فأتاهُ مرّةً ثالثة فهمزه بقدمه، فجلس النبي، وأخذ جبريل بعضده، وحينها قام النبي معه، وخرج به جبريل إلى باب المسجد، فإذا بالنبي يرى دابّةً بيضاء بين البغل والحمار، في فخذيها جناحان تحفّز بهما رجليه، ثمّ وضع جبريل يده في منتهى طرف الرّسول فحمله عليه، وخرج الرسول بصحبة جبريل عليه السّلام حتّى انتهى به المطاف إلى بيت المقدس، فوجد فيه الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى في نفرٍ من الأنبياء، فأمّهم النبي محمد في صلاته، ثمّ أُتاه جبريل بوعائين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن^[] . نطق: خذ. فأخذ النبي محمد إناء اللبن وشرب منه، وهجر إناء الخمر. فنطق لهُ جبريل: هديتَ للفطرة، وهديت أمّتك يا محمّد، وحرّمت عليكم الخمر. ثمّ عاد الرسول إلى مكّة.

في صباح اليوم التّالي اجتمع الرّسول الكريم في قبيلة قريش وأبلغهم بما حصل معه، فنطق أكثر النّاس: والله هذا الأمر لبيّن، وإنّ الرّسول لصادق ٌ آمين، وإنّ العير لتطرد شهرآ من مكّة إلى الشام مدبرة، وشهراً مقبلة، ونطق بعضهم: إنّ هذا القول لا يصدّق أفيمضى محمّدٌ ويرجع إلى مكّة في ليلة واحدة؟! فارتدّ كثيرٌ ممّن كان قد أسلم، ومضى النّاس إلى أبي بكر، فنطقوا له: يا أبا بكر إنّ صاحبك محمّد يزعم أنّه قد اتى من بيت المقدس وصلّى فيه ورجع إلى مكّة، فنطق لهم أبوبكر: إنّكم تكذبون على رسول الله، فنطقوا: بلى، ها هوالرّسول في المسجد يحدّث الناس بما وقع معه، فنطق أبوبكر: والله لئن كان نطق هذا الكلام لقد صدق، فما العجب من ذلك! فوالله إنّه ليخبرني أنّ الخبر يأتيه من الله من السّماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليلٍ أونهار فأصدّقه، فهذا أبعد ممّا تعجبون منه.

أقبل أبوبكر إلى النبي محمد، فنطق: يا رسول الله، أحدّثت القوم أنّك كنت في بيت المقدس هذه الليلة،يا ترى؟ نطق الرّسول: نعم، نطق: يا رسول الله، صف لي ذلك المسجد، وأخذ الرّسول يصف ويحدّث أبا بكر عن بيت المقدس، فنطق له أبوبكر: أشهد أنّك رسول الله، وكان يكرّرها كلّما وصف له شيئاً رآه.

تعريف الإسراء والمعراج

الإسراء: هي تلك الرحلة الأرضية وذلك الانتنطق العجيب، بالقياس إلى مألوف البشر، الذي تمَّ بقدرة الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والوصول إليه في سرعة تتجاوز الخيال، يقول تعالى في سورة الإسراء:  سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  . وأما المعراج: فهوالرحلة السماوية والارتفاع والارتقاء من عالم الأرض إلى عالم السماء، حيث سدرة المنتهى، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام، يقول تعالى في سورة النجم:  وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى  عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى  عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى  إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى  مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى  لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى  ¹ وقد حدثت هاتان الرحلتان في ليلة واحدة اختلف الفهماء حول زمنها بالتحديد كما يأتي تفصيله². أثير حول الإسراء والمعراج جدل طويل وتساؤلات عدة، فيما إذا كانت قد تمت هذه الرحلة بالرُّوح والجسد، أم بالروح فقط،يا ترى؟ ومتى وكيف تمت؟.

وعلى الرغم من حتى " الإسراء " و" المعراج " حدثا في نفس الليلة، فإن موضعي ورودهما في القرآن الكريم لم يترادفا، بل ذكر الإسراء أولا (في سورة الإسراء)، وتأخر الحديث عن المعراج إلى سورة النجم التي وضعت بعد سورة الإسراء (في ترتيب سور القرآن). وقد تكون الحكمة في هذا هي جعل الإسراء (وهوالرحلة الأرضية) مقدمة للإخبار بالمعراج، وهي الرحلة العلوية التي ذهل الناس عندما أبلغوا بها، فارتد عن الإسلام وقتها ضعاف الإيمان، بينما ظل على الإيمان أقوياءه .

رحلة الإسراء

نطق ابن القيم: أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على السليم من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد.

يقول الله سبحانه:  سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  . "سبحان"، أي: تنزه الله في قولـه عن جميع قول، وتنزه الله في عمله عن جميع عمل، وتنزه الله في صفاته عن جميع صفات. "الذي أسرى"، أي: الذي أكرم رسوله بالمسير والانتنطق ليلا . "بعبده" أي: بمخلوقه الإنسان الذي اختاره لهذه المهمة العظمى، وهي مهمة هداية البشر جميعا. ولم يقل الله سبحانه: " بخليله " أو" بحبيبه " أو" بنبيه "، وإنما نطق: " بعبده "، وفي هذا ملحظ هام هوحتى الرسول صلى الله عليه وسلم حقق مقام العبودية الخالصة لله سبحانه، فكان حقا " العبد الكامل " أو" الإنسان الكامل "؛ ولأن المطلب الأول للإسلام هوتحقيق العبودية الخالصة لله سبحانه. "ليلا" وفي هذا دلالة على حتى الإسراء كان في جزء من الليل ولم يستغـرق الليل كله، وكان الليل هووقت الرحلتين؛ لأنه أحب أوقات الخلوة، وكان وقت الصلاة المفضل لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان هووقت الصلاة قبل حتى تفرض الصلاة بالهيئة والأوقات المعروفة عليها، وكان الإسراء ليلا ليكون أيضا أبلغ للمؤمن في الإيمان بالغيب.

وأما قوله تعالى: "من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" فتفسيره: حتى انتنطق الرسول في رحلته الأرضية كان بين مسجدين، أولهما: المسجد الحرام بمكة في أرض الجزيرة العربية، وهوأحب بيوت الله في الأرض، والصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد، وثانيهما: هوالمسجد الأقصى بأرض فلسطين، مهد الأنبياء والرسل، وقد كان القبلة الأولى للمسلمين قبل حتى يأتيهم الأمر بالتحول شطر المسجد الحرام الذي هوقبلتهم منذ ذلك الوقت إلى آخر الزمـان... والمسجد الأقصى من أفضل مساجد الأرض جميعا، والصلاة فيه تعدل خمسمـائة صلاة في غيره من المساجد. "الذي باركنا حوله" أي: الذي أفضنا عليه وعلى ما حوله بالبركات، دنيوية ومعنوية. "لنريه من آياتنا" أي: بعض الآيات الدالة على قدرة الله وعظمته، وليس جميع الآيات .

الإسراء بالروح أم الجسد

أنقسم رأي الفهماء والسلف إلى ثلاث، فمنهم من يقول حتى الإسراء والمعراج كان بالروح، ومنهم من يقول كان بالجسد، ومنهم من يقول كان بالروح والجسد، وهذا ما مضى عليه معظم السلف والمسلمين في اليقظة.

أما الإسراء فقد نص عليه القرآن في سورة الإسراء، واتىت أحاديث كثيرة تدل عليه، وقد ذكر الطبري وابن كثير والبغوي في تفاسيرهم كثيرا منها، ومضى إلى القول بكونه أسري بجسد النبي محمد يقظة ليلة الإسراء وعرج به إلى السماء جمهور أهل الفهم، ورجحه كثير من أعلام المفسرين وعلى رأسهم الطبري وابن العربي وابن كثير والبغوي والبيضاوي، ونطق القرطبي: ثبت الإسراء في جميع مصنفات الحديث، وروي عن الصحابة في جميع أقطار الإسلام فهومن المتواتر بهذا الوجه، وذكر النقاش ممن رواه عشرين صحابيا. ونطق الشوكاني في قتح القدير: والذي دلت عليه الأحاديث السليمة الكثيرة هوما مضى إليه معظم السلف والخلف من حتى الإسراء بجسده وروحه يقظة.

ويكفي حتى الإسراء والمعراج كان بجسده الشريف لقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) وقوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى) .

نطق أبوجعفر الطبري في تفسيره: الصواب من القول في ذلك عندنا حتى ينطق: إذا الله أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى كما أبلغ الله عباده، وكما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى الله حمله على البراق، حتى أتاه به، وصلى هناك بمن صلى من الأنبياء والرسل، فأراه ما أراه من الآيات .

ولا معنى لقول من نطق: أسري بروحه دون جسده، لأن ذلك لوكان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب حتىقد يكون دليلاً على نبوته، ولا حجة له على رسالته، ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك كانوا يدفعون به عن صدقه فيه، إذ لم يكن منكراً عندهم ولا عند أحد من ذوي الفطرة السليمة من بني آدم حتى يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة، فكيف ما مسيرة شهر أوأقل.

وبعد فإن الله إنما أبلغ في كتابه أنه أسرى بعبده، ولم يخبرنا بأنه أسري بروح عبده، وليس جائزاً لأحد حتى يتعدى ما نطقه الله إلى غيره. بل الأدلة الواضحة، والأخبار المتتابعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الله أسرى به على دابة ينطق لها البراق، ولوكان الإسراء بروحه لم تكن الروح محمولة على البراق، إذ كانت الدواب لا تحمل إلا الأجساد .

قيل حتى الحكمة في المعراج حتى الله تعالى أراد حتى يشرف بأنوار محمد صلى الله عليه وسلم السماوات كما شرف ببركاته الأرضين فسرى به إلى المعراج، وسئل أبوالعباس الدينوري: لم أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل حتى يعرج به إلى السماء ،يا ترى؟ فنطق: لأن الله تعالى كان يفهم حتى كفار قريش كانوا يكذبونه فيما يخبرهم به من أخبار السماوات فأراد حتى يخبرهم من الأرض التي قد بلغوها وعاينوها وفهموا حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيت المقدس قط فلما أبلغهم بأخبار بيت المقدس على ما عليه لم يمكنهم حتى يكذبوه في أخبار السماء بعد حتى صدقوا أخبار الأرض.

الموضع الذي كان منه الإسراء

إن موضع الإسراء محل خلاف بين الفهماء، فمنهم من نطق أسرى به صلى الله عليه وسلم من بيته، وقيل من بيت أم هانئ، ومن هذين القولين نطق: الحرم كله، والمراد بالمسجد الحرام في الآية هوالمسجد نفسه. ودار أم هانئ بنت أبي طالب وأخت علي رضي الله عنه، تلك الدار التي أضيفت إلى مساحة المسجد وصار محلها عند باب الوداع، وتبعد أربعين متراً من الكعبة المشرفة.

رحلة المعراج

المعراج وهوالصعود (أوآلة الصعود) من سطح الأرض إلى طبقات الجوالعليا، إلى حيث الاختراق والنفاذ من أقطار الأرض وغيرها من الكواكب والنجوم، إلى حيث لا يفهم الإنسان حتى الآن، ولم يذْكَر مِعْراج الرسول صراحةً في آيات القرآن بل يُفْهَم منها:  وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى  مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى  وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى  عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى  ذُومِرَّةٍ فَاسْتَوَى  وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى  ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى  فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى  فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى  

هكذا بدأت سورة " النجم " بالحديث عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم، أي المعجزة العظيمة التي حدثت لرسول الله تكريما له، وقد رأى فيها عجائب خلق الله وغرائب خلقه في ملكوته العظيم الذي لا يحده حد. ولقد اقتضت حكمة الله حتىقد يكون أول ألفاظ السورة جرم سماوي، أي: " النجم "، وهوإحدى الآيات الكونية التي خلقها الله، والله سبحانه يقسم بسقوط النجم أوأفوله أوانفجاره أواحتراقه، وهوقسم بشيء عظيم إذا فكر فيه الناس. واتىت الآية الثانية لتؤكد لأهل مكة وقت تنزل القرآن بين ظهرانيهم حتى رسول الله (أي: المبعوث فيهم) لم يضل ولم يختل ولم يزل، لأنه رسول مختار من قبل الله سبحانه، فلابد وأن ينطق الصدق ويقول الحق ويخبر بما رأى ويحكى ما سمع ويبلغ ما أمر حتى يبلغه. كيف من الممكن أن يضل وكيف يزل وهوالأميـن على القرآن – كتاب الله – إلى الناس جميعا،يا ترى؟ إنه الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يأتيه جبريل – عظيم الملائكة – به، ويقرئه إياه. وجبريل هذا هوذوقوة شديدة، وذوحسن ونضارة، وقد "استوى"، أي: ظهر على صورته الحقيقية لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في "الأفق الأعلى"، فاقتربا وكادا حتى يتلامسا، ولكن جبريل فارق الرسول صلى الله عليه وسلم عند موضع لا تتعداه الملائكة، ونطق له: إذا تقدمتَ – أي: يا محمد – اخترقتَ، وإذا تقدمتٌ – أي: أنا – احترقتُ. وبعد اجتياز هذا الموضع تجلى الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالإنعامات والتجليات والفيوضات، وأوحى إليه وحــيا مباشرا، وكانت الصلاة المعروفة لنا هي ما أوحى الله به.

ولقد أقسم الله سبحانه على حتى ما يحدث به رسوله بعد عودته من هذه الرحلة هوالحـق والصدق وليس بالكذب، لأنه لم يكذب قط طوال حياته. ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى لعظمة الله وقدرته المطلقة.

وترتبط سيرة المعراج النبي صلى الله علي وسلم إلى السماء بسيرة الإسراء والمعراج حيث ذكرت حادثة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء نطق الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هوالسميع البصير)، حيث تعدّ رحلة الإسراء والمعراج معجزة من معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والإسراء تعني هي الرحلة التي بترها النبي عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام للمسجد الأقصى بالقدس، والمعراج هوصعود الرسول عليه الصلاة والسلام من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، لكن كيف من الممكن أن وقع هذا في ليلة وضحاها.

روي حتى النبي صلى الله عليه وسلم نطق: لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أتى بالمعراج، ولم أر شيئاً قط أحسن منه، وهوالذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حُضر، فأصعدني صاحبي فيه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء ينطق له باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، ينطق له إسماعيل، تحت يديه اثنا عشر ألف ملكٍ، فنطق وأتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا ،يا ترى؟ نطق: جبريل قيل: من معك ،يا ترى؟ نطق: محمد، قيل: اوقد أوفد إليه،يا ترى؟ نطق: نعم، قيل مرحباً به فنعم المجيء اتى، ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم، فنطق: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام ثم نطق: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. نطق ثم رأيت رجالاً لهم مشافر كمشافر الإبل، في أيديهم بتر من نار كالأفهار (حجر علي مقدار ملء الكف) يقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل،يا ترى؟ نطق هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلماً. نطق ثم رأيت رجالاً لهم بطون لم أر مثلهما قط بسبيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة (العطاش) حين يعرضون على النار، نطق: قلت من هؤلاء يا جبريل ،يا ترى؟ نطق هؤلاء أكلة الربا، ثم نطق رأيت نساء معلقات بثديهن، فقلت من هؤلاء يا جبريل ،يا ترى؟ نطق هؤلاء اللاتي أدخلن على رجالهن من ليس من أولادهم (الزانيات)، نطق: ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فتكرر نفس الحديث، فلما خلصت إذا يحي وعيسى وهما أبناء خاله، نطق: هذا يحي بن زكريا وعيسى بن مريم فسلم عليهما، فسلمت وردا السلام ثم نطقا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. نطق ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح وتكرر نفس الحديث، فلما خلصت فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر، نطق: قلت: من هذا يا جبريل ،يا ترى؟ نطق هذا أخوك يوسف بن يعقوب فسلم عليه، فسلمت فرد السلام ثم نطق: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. نطق: ثم صعد بي إلى السماء الرابعة، فإذا فيها رجل فسألته: من هو،يا ترى؟ نطق هذا إدريس. نطق: ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فاستفتح، وتكرر نفس الحديث، فلما خلصت إذا فيها رجل كهل أبيض الرأس واللحية عظيم العثنون (اللحية)، لم أر كهلاً أجمل منه نطق: قلت من هذا يا جبريل ،يا ترى؟ نطق هذا المحبب في قومه هارون بن عمران فسلم عليه، فسلمت عليه فرد ثم نطق: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. نطق ثم صعد بي إلى السماء السادسة فاستفتح، وتكرر نفس الحديث، فلما خلصت نطق هذا أخوك موسى بن عمران فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام، ثم نطق: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل ما يبكيك ،يا ترى؟ نطق: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل من أمتي، نطق ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح وتكرر نفس الحديث، إذا فيها رجل كهل جالس على كرسي على باب البيت المعمور فقلت: يا جبريل ما هذا ،يا ترى؟ نطق هذا البيت المعمور يدخله جميع يوم سبعون ألف ملك وإذا خرجوا منه لا يعودون إليه نطق: قلت من هذا يا جبريل ،يا ترى؟ نطق هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام، فنطق مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، نطق ثم حملت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، نطق: هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران، قلت ما هذا يا جبريل ،يا ترى؟ نطق: أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات، نطق ثم انتهيت إلى ربي، وفُرضت علىّ خمسون صلاة جميع يوم، فرجعت فمررت على موسى بن عمران فنطق: بما أمرت ،يا ترى؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة جميع يوم، نطق: إذا الصلاة ثقيلة، وإن أمتك ضعيفة، فأرجع إلى ربك، فاسأله حتى يخفف عنك وعن أمتك، فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى فنطق مثله، وتكرر ذلك إلى حتى أمرت بخمس صلوات جميع يوم، فرجعت إلى موسى، فنطق: بما أمرت ،يا ترى؟ قلت أمرت بخمس صلوات جميع يوم، فنطق لي مثل ذلك، فقلت: قد راجعت ربي حتى استحيت منه، فما أنا بفاعل. فمن أداهن منكم إيماناً بهن واحتساباً لهن، كان له أجر خمسين صلاة مكتوبة .

وقد اتى في بعض الطرق حتى صدره صلى الله عليه وسلم شق في هذه المرة أيضًا، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الـرحلة أمورًا عديدة:

عرض عليه اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقيل: هديت الفطرة أوأصبت الفطرة، أما إنك لوأخذت الخمر غوت أمتك. ورأى أربعة أنهار يخرجن من أصل سدرة المنتهى: نهران ظاهران ونهران باطنان، فالظاهران هما: النيل والفرات، عنصرهما. والباطنان: نهران في الجنة. ولعل رؤية النيل والفرات كانت إشارة إلى تمكن الإسلام من هذين القطرين. ورأى مالكًا خازن النار، وهولا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة، وكذلك رأي الجنة والنار. ورأى أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم بترًا من نار كالأفهار، فتخرج من أدبارهم. ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها حتى يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم. ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويهجرون الطيب السمين. ورأى النساء اللاتى يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثديهن. ورأى عيرًا من أهل مكة في الإياب والذهاب، وقد دلهم على بعير نَدَّ لهم، وشرب ماءهم من إناء مغطى وهم نائمون، ثم هجر الإناء مغطى، وقد صار ذلك دليلًا على صدق دعواه في صباح ليلة الإسراء .

وصول النبي الحجاب

في رواية أنه لما بلغ صلى الله عليه وسلم الحجاب الذي يلي الرحمن، إذ خرج ملك من الحجاب فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل من هذا ،يا ترى؟ نطق: الذي بعثك بالحق وإني لأقرب مكاناً وإن هذا الملك ما رأيته من قبل. ولما جاوز سدرة المنتهى نطق له جبريل: تقدم يا محمد، فنطق له النبي صلى الله عليه وسلم تقدم أنت يا جبريل أوكما نطق، نطق جبريل: يا محمد تقدم فإنك أكرم على الله مني، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل على أثره حتى بلغه إلى حجاب منسوج بالمضى فحركه جبريل فقيل: من هذا ،يا ترى؟ نطق جبريل، قيل ومن معه ،يا ترى؟ نطق محمد، نطق ملك من وراء الحجاب: الله أكبر الله أكبر، قيل من وراء الحجاب ،يا ترى؟ صدق عبدي أنا الله لا إله إلا أنا، فنطق ملك: أشهد حتى محمداً رسول الله، فقيل من وراء الحجاب ،يا ترى؟ صدق عبدي أنا أوفدت محمداً، فنطق ملك: حي على الصلاة حي على الفلاح، فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي نادى إلى عبدي، فأخرج ملك يده من وراء الحجاب فحمله فتخلف جبريل عنه هناك .

وفي رواية أخرى ما زال يبتر مقاماً بعد مقام وحجاباً بعد حجاب حتى إنتهى إلى مقام تخلف عنه فيه جبريل، ونطق جبريل يا محمد ما منا إلا له مقام معلوم لودنوت أنملة لاحترقت، وفي هذه الليلة بسبب احترامك وصلت إلى هذا المقام وإلا فمقامي المعهود عند سدرة المنتهى، فمضى النبي صلى الله عليه وسلم وحده حتى تجاوز سبعين ألف حجاب، وبين جميع حجاب وحجاب مسيرة خمسمائة سنة، فوقف البراق عن المسير فظهر له رفرف ومضى به إلى قرب العرش ومنها ترقى حتى وصل إلى منزلة قاب قوسين أوأدنى، كما نطق تعالى: (ثم دنا) أي دنا محمد إلى ربه تعالى أي قرب بالمنزلة والمرتبة لا بالمكان فإنه تعالى منزه عنه، وإنما هوقرب المنزلة والدرجة والكرامة والرأفة، (فتدلى) أي سجد لله تعالى لأنه كان قد عثر تلك المرتبة بالخدمة فزاد في الخدمة، وفي السجدة عدة القرب ولهذا نطق صلى الله عليه وسلم: أقرب ماقد يكون العبد من ربه وهوساجد .

رؤية النبي لله تعالى

سئلت السيدة عائشة هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل،يا ترى؟ نطقت فقد وقف شعري مما قلت، ثم قرأت: (لا تدركه الأبصار) الآية. وعن ابن العباس انه رآه سبحانه بعين رأسه وروى عطاء عنه أنه رآه بقلبه كذا ذكرهما في المدارك، وعن أبي العالية أنه رآه بفؤاده مرتين، وروى شريك عن أبي ذر في تفسير الآية: (ما كذب الفؤاد ما رأى)، وحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرضي وربيع بن أنس حتى النبي صلى الله عليه وسلم سئل: هل رأيت ربك ،يا ترى؟ نطق: رأيته بفؤادي ولم أره بعيني .

ذكر ابن القيم خلافًا في رؤيته صلى الله عليه وسلم ربه تبارك وتعالى، ثم ذكر كلامًا لابن تيمية بهذا الصدد، وحاصل البحث حتى الرؤية بالعين لم تثبت أصلًا، وهوقول لم يقله أحد من الصحابة. وما نقل عن ابن عباس من رؤيته مطلقًا ورؤيته بالفؤاد فالأول لا ينافي الثاني .

ثم نطق: وأما قوله تعالى في سورة النجم: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى [النجم:8] فهوغير الدنوالذي في سيرة الإسراء، فإن الذي في سورة النجم هودنوجبريل وتدليه، كما نطقت عائشة وابن مسعود، والسياق يشير عليه، وأما الدنووالتدلى في حديث الإسراء فذلك صريح في أنه دنوالرب تبارك وتعالى وتدليه، ولا تعرض في سورة النجم لذلك، بل فيه أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى. وهذا هوجبريل، رآه محمد صلى الله عليه وسلم على صورته مرتين: مرة في الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى، والله أفهم .

تاريخ الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أعجزت أعداء الله في جميع وقت وكل حين وقد اختلف الفهماء متى كانا: فقيل أنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة، وقيل أنها قبل الهجرة بسنة، فتكون في ربيع الأول، ولم تعين الليلة، وقيل في ليلة السابع والعشرين من رجب قبل الهجربة بسنة^{[مِنْ مَنْ؟]}، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً، فتكون في ذي القعدة، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بخمس، وقيل: بست. والذي عليه أئمة النقل حتى الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة. ويؤكد فهماء المسلمين حتى هذه الرحلة تمت بالروح والجسد معاً وإلا لما حصل لها الإنكار المبالغ فيه من قبيلة قريش، وأن هذه الرحلة تجاوزت حدود الزمان والمكان. وروي عن ابن هشام في السيرة النبوية: نطق "ثم أسري برسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهوبيت المقدس من إيلياء، وقد فشا الإسلام بمكة في قريش، وفي القبائل كلها" .

وروي حتى النبي صلى الله عليه وسلم أسرى به في السنة الثانية عشر من النبوة في شهر ربيع الأول، وقيل قبل خروجه إلى المدينة بسنة. وقد اختلف الفهماء في عام الإسراء والمعراج ومنهم من نطق قبل الهجرة بسنة، ومنهم من نطق قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر. أما شهر الإسراء والمعراج ويومه وليلته كذلك بالتالي كان محل خلاف فقيل ربيع الأول، وقيل ربيع الآخر، وقيل شوال. أما في أي يوم من الشهر كان ،يا ترى؟ قيل ليلة السابع من ربيع الأول، وقيل ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر، وقيل ليلة سابع عشر من رمضان. أما ليلة الإسراء والمعراج فقيل ليلة الجمعة وقيل ليلة السبت، وقيل ليلة الاثنين … وإن شاء اللهقد يكون ليلة الاثنين ليوافق المولد والمبعث والمعراج والهجرة والوفاة.

عندما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وأبلغ أهل قريش الخبر، ارتد كثيراً ممن كان أسلم، ومضى الناس إلى أبي بكر، فنطقوا له هل لك يا أبي بكر في صاحبك يزعم أنه قد اتى هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ،يا ترى؟ فنطق أبوبكر: إنكم تكذبون عليه ! نطقوا بلى، ها هوذاك في المسجد يحدث به الناس، فنطق أبوبكر: والله لئن كان نطقها فقد صدق، فما يعجبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني حتى الخبر لياتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليل أونهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه، ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنطق: يا نبي الله. أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ،يا ترى؟ نطق نعم، نطق يا نبي الله فصفه لي ،يا ترى؟ فإني قد جئته – فنطق رسول الله فحمل لي حتى نظرت إليه – فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر ويقول أبوبكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله، حدثا وصف له منه شيئاً، نطق صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى نطق صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق.

وقيل حتى الله أنزل في من أرتد عن إسلامه لذلك: قوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً) .

البراق

بعد حتى تمت رحلة الإسراء والمعراج، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موطنه وبيته بمكة، حكى للناس ما حدث، وكان ضمن ما نطقه: إذا " براقا " اتىه وأمر حتى يركبه. وهذا البراق هوالوسيلة التي نقلته في رحلته الأرضية من مكة إلى القدس.

أفاد أهل الاختصاص في اللغة العربية بأن البراق دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار. ونطق بعض شراح أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا البراق مشتق من البريق، ولونه أبيض، أوهومن " البراق "، وسمي كذلك لشدة لمعانه وصفائه وتلألؤه أوتوهجه. البراق هوالذي حمل الرسول صلى الله عليه وسلم وسار بسرعة الضوء من مكة إلى القدس في الذهاب والإياب. وتبقى المعجزة في استعمال هذه الظاهرة الطبيعية كامنة في حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من آثارها المدمرة والوقاية من أضرارها .

انظر أيضا

• المسجد الأقصى
• الحرم القدسي
• بيت المقدس
• السيرة النبوية
• البراق
• ماشطة بنت فرعون

هوامش

1 الإسراء لغة من السَّرى، وهوالسير ليلاً، ونطق السخاوي في تفسيره: إنما نطق: ليلاً. والإسراء لاقد يكون إلاَّ بالليل؛ لأن المدَّة التي أُسْرِيَ به فيها لا تُقْطَع في أقل من أربعين يومًا، فقُطعت به في ليلٍ واحد، فكان المعنى: سبحان الذي أسرى بعبده في ليلٍ واحد من كذا وكذا، وهوموضع التعجب، وإنما عدل عن ليلة إلى ليل؛ لأنهم إذا نطقوا: سرى ليلة. كان ذلك في الغالب لاستيعاب الليلة بالسرى، فقيل: ليلاً. أي في ليل. انظر: تاج العروس، مادة (السرى) 38/262.

2 انظر القسم المتعلق أعلاه.

المصادر

الإسراء والمعراج في المشاريع الشقيقة

---

• صور وملفات صوتية من كومنز