وحدة الأنا كما تُعهد باسم الذاتوية (أوالسولبسية وفق الترجمة الحرفية، إذ حتى الاسم مشتق من الحدثة اللاتينية solus بمعنى "منفرد" وipse بمعنى "ذات") هي فكرة فلسفية تقول بأنه لا وجود لشئ غير الذات أوغير الأنا أولا وجود حقيقي إلا لعقل الفرد وهي موقف معهدي يقول بأن الفهم المتعلقة بأي شيء خارج عقل الإنسان غير مؤكدة، وأنه وفق هذه الرؤية المعهدية لا يمكن فهم العالم الخارجي والعقول الأخرى، بل إنها قد لا توجد البتة خارج عقل الإنسان، وكنظرة ميتافيزيقية تجنح الذاتوية إلى القول بأن العالم الخارجي والعقول الأخرى غير موجودة، وبهذاقد يكون هذا الموقف المعهدي بانادىئه نفسه غير قابلاً للنقض كما أنه غير قابل للاثبات في نفس الوقت.

الأصناف

يوجد درجات مختلفة من الذاتوية توازي درجات مختلفة من الشكوكية.

الذاتوية الميتافيزيقية

تعتبر الذاتوية الميتافيزيقية نوع من الذاتوية. يزعم الذاتويون الميتافيزيقيون بناءً على الفلسفة المثالية الذاتية حتى الذات هي الحقيقة الواقعية الوحيدة الموجودة وأن كافة الحقائق الأخرى بما فيها العالم الخارجي والأشخاص الآخرين ليسوا إلا تمثلات لتلك الذات. هنالك عدة نماذج من الذاتوية الميتافيزيقية، مثل مركزية الأنا الحاضرية (أوالواقعية المنظورية) الخاصة بالفيلسوف كاسبر هاري، التي تزعم حتى الأشخاص الآخرين واعون لكن تجاربهم ليست حاضرة ببساطة.

الذاتوية المعهدية

تعتبر الذاتوية المعهدية نوع من المثالية بسبب إمكانية فهم مضامين الفيلسوف الذاتوي العقلية المتاحة بشكل مباشر فقط. يصنف وجود عالم خارجي على أنه مسألة غير قابلة للحل عوضًا عن كونها خاطئة بالعمل. بالإضافة لعدم إمكانية الفرد أيضًا من التأكد من مدى وجود العالم الخارجي بشكل مستقل عن عقل الفرد، قد يحدث هنالك كيان على هيئة إله يتحكم بالإحساسات التي يدركها عقل الفرد، ويجعلها تظهر وكأنها عالم خارجي بينما تكون معظمها (بما في الكيان على هيئة الإله وذات الفرد) خاطئة. ومع ذلك، تظل وجهة النظر حول اعتبار الذاتويين المعهديين أنها مسألة "غير قابلة للحل".

الذاتوية المنهجية

تعتبر الذاتوية المنهجية النوع اللاأدري من الذاتوية. إذ توجد بشكل يعارض الشروط المعهدية الصارمة «للفهم» (على سبيل المثال شرط حتى الفهم يجب حتى تكون مؤكدة). ما زالت تحتفي بوجهات النظر التي تعتبر أي استقراء معرض للخطأ. تمضى الذاتوية المنهجية أحيانًا إلى ما أبعد من ذلك لتقول حتى ما ندركه على أنه العقل حتى هوعمليًا جزء من العالم الخارجي، لأننا نستطيع حتى نرى ونشعر بالعقل فقط من خلال إحساساتنا. يُعهد وجود الأفكار وحده بشكل يقيني.

لا يقصد الذاتويون المنهجيون استنتاج حتى الصيغ الأشد من الذاتوية هي سليمة بالعمل. يؤكدون ببساطة حتى مبررات وجود عالم خارجي يجب حتى تعتمد على حقائق لا تقبل الجدل فيما يخص وعيهم. تعتقد الذاتوية المنهجية حتى الانطباعات الذاتية (التجريبية) أوالفهم الفطرية (العقلانية) هي نقطة الانطلاق الوحيدة الممكنة أوالمناسبة للبناء الفلسفي. تُستخدم الذاتوية المنهجية غالبًا كتجربة فكرية تدعم الشكوكية عوضًا عن تبنيها كنظام اعتقادي.

وجهات النظر الرئيسية

لا يدعم إنكار الوجود المادي بحد ذاته الذاتوية.

يعتبر إنكار وجود العقول الأخرى ميزة خاصة بوجهة نظر الذاتوية الميتافيزيقية العالمية. قد تعهد تجربة إنسان آخر فقط من خلال التمثيل، طالما حتى التجارب الشخصية ذات خصوصية وغير قابلة للوصف.

حاول الفلاسفة بناء الفهم على أكثر من تمثيل أواستدلال. ساهم فشل مشروع ديكارت المعهدي بنشر فكرة حتى الفهم اليقينية بأكملها قد لا تتجاوز «أنا أفكر، إذًا أنا موجود» دون تقديم أي تفاصيل حقيقية حول طبيعة "الأنا" التي أُثبت وجودها.

تستحق نظرية الذاتوية حتى تحظى بفحص دقيق لأنها تتعلق بثلاث افتراضات فلسفية متبناة بشكل واسع، يعتبر جميع منها بحد ذاته أساسي وواسع النطاق في أهميته:

• نقطة رقم واحد  غالبية معهدتي اليقينية هي مضمون عقلي الذاتي-أفكاري، وتجاربي، ووجداني، وإلخ.
• نقطة رقم اثنان  لا يوجد رابط مفاهيمي أومنطقي ضروري بين العقلي والجسدي-بين، لنقل، حدوث تجربة واعية معينة أوحالات عقلية و"الاستحواذ" والاستعدادات السلوكية الخاصة "بجسد ما" من نوع محدد.
• نقطة رقم ثلاثة  تعتبر تجربة إنسان ما بالضرورة خصوصية بالنسبة لذلك الشخص.

للتوسع بالنقطة رقم اثنان قليلًا، المشكلة المفاهيمية هنا هي أنه قد تتواجد الافتراضات المسبقة للعقل أوالوعي (التي تعتبر سمات) بشكل مستقل عن الكيان الذي يمتلك هذه المقدرة، على سبيل المثال، قد تتواجد سمة الوجود بشكل منفصل عن الوجود بحد ذاته. إذا اعترف الفرد بوجود كيان مستقل (مثلًا، عقلك) يمتلك تلك السمة، فالباب مفتوح. (انظر دماغ في وعاء).

يعتقد بعض الأشخاص أنه على الرغم من عدم إمكانية إثبات وجود أي شيء مستقل عن عقل الفرد فإن وجهة النظر التي تحاول الذاتوية إثباتها تعتبر عديمة الصلة. ذلك بسبب عدم إمكانية الهروب من هذا التصور (ما عدا من خلال الموت)، سواءً كان العالم الذي ندركه موجود بشكل مستقل أولا، لذا من الأفضل اعتبار حتى العالم مستقل عن عقولنا. على سبيل المثال، إذا ارتكب أحد ما جريمة، فغالبًا يفترض أن يُعاقب، ما يسبب لذاته محنة محتملة حتى إذا لم يكن العالم مستقلًا عن عقله؛ وبالتالي، من مصلحة الفرد الأكثر ملائمة افتراض حتى العالم موجود بشكل مستقل عن عقل الفرد.

هنالك أيضًا قضية المعقولية التي يجب أخذها بعين الاعتبار. إذا كان عقل الفرد هوالوحيد في الوجود، فعندئذٍ يحافظ الفرد على وحدانية عقله التي خلقت جميع ما يدركه الفرد ظاهريًا. يتضمن ذلك سمفونية بيتهوفن، وأعمال شكسبير، وكافة الرياضيات والعلوم (التي يمكن للفرد الوصول إليها من خلال مخطات الفرد الوهمية)، إلخ. تجد انتقادات الذاتوية ذلك نوعًا ما غير معقول. ومع ذلك، على سبيل المثال، طالما حتى الأشخاص قادرين على بناء عوالم بأكملها داخل عقولهم بينما يحلمون عندما ينامون، وتضمنت أحلامهم أشياء مثل موسيقى بيتهوفن أوأعمال شكسبير أوالرياضيات أوالعلوم، فيجب على الذاتويين لقاءة الحجج لتبرير معقولية وجهات نظرهم.

التاريخ

غورغياس

ظهرت الذاتوية أول مرة من قبل الإغريق ما قبل ذاتوية سقراط، نطق غورغياس الذي اقتبس منه الروماني الشكاك سيكستوس إمبيريكوس:

1. نقطة رقم واحد  لا شيء موجود
2. نقطة رقم اثنان  حتى إذا وُجد شيءٌ ما، لا شيء يمكن معهدته عنه.
3. نقطة رقم ثلاثة  حتى إذا كان بالإمكان فهم شيء عنه، لا يمكن توصيل تلك الفهم حوله للآخرين.

كان معظم هدف الذاتويين هوالإشارة إلى حتى الفهم "الموضوعية" هي استحالة حرفية (انظر أيضًا إلى تعليقات بروتاغوراس أبديرة).

ديكارت

تعتبر تأسيسات الذاتوية بدورها تأسيسات لوجهة نظر حتى فهم الفرد لأي وكافة المفاهيم النفسية (التفكير، والرغبة، والإدراك، إلخ) يُحقق من خلال إجراء تماثل مع حالته أوحالتها العقلية؛ مثلًا، من خلال التجرد من التجربة الداخلية. كانت وجهة النظر هذه، أوأجزاءً متغيرة منها، مصدر إلهام في الفلسفة منذ حتى أعلى ديكارت البحث عن اليقين الذي لا لبس فيه إلى مستوى الهدف الأساسي لنظرية الفهم، في حين أعلى من نظرية الفهم أيضًا لتكون «الفلسفة الأولى».

بيركلي

قدمت حجج جورج بيركلي ضد المادية على حساب المثالية للذاتوي عددًا من الحجج التي لم تُوجد عند ديكارت. بينما دافع ديكارت عن ثنائيته الأنطولوجية، وبذلك قبل وجود عالم مادي (جوهر جسدي) بالإضافة للعقول غير المادية (جوهر عقلي) وإله، أنكر بيركلي وجود المادة دون حتى ينكر العقول، وأن الإله واحد.

ملاحظات

1. ^ ترجمة Solipsism حسب المعجم الفلسفي الصادر عن مجمع اللغة العربية في القاهرة. كما تترجم الإيمان بالذات أوالذاتوية وذلك حسب قاموس المعاني. نسخة محفوظة 17 يوليو2018 على مسقط واي باك مشين.

مراجع