تمدد عمراني

عودة للموسوعة
مثال على الزحف العمراني أوالتمدد العمراني في مدينة سان خوسيه بكاليفورنيا.
صورة بالأقمار الصناعية ليلاً لمنطقة ما يُعهد بـ"الميغالوبوليس الشمالي الشرقي" من الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تظهر مدى التجمع والكثافة السكانية العالية في التجمعات الحضرية من مدن وبلدات وضواحي مضائةً. يعيش في هذه المنطقة وحدها أكثر من خمسين مليون نسمة.

التمدد العمراني أوالزحف العمرانيّ هومفهوم عام متعدد الوُجوه يُشير إلى توسع مدينة ما وضواحيها على حساب الأراضي والمناطق المحيطة بها. تؤدي هذه الظاهرة إلى تطوير المناطق الريفيَّة المجاورة للمدن الكبيرة تدريجياً وزيادة كثافتها السكانيَّة شيئاً فشيئاً، كما تُساعد على حمل مستوى الخدمات فيها وتتسبب بانتشار استخدام السيارات ووسائل النقل الحديثة بها على مستوى أوسع.

تعريف مصطلح تمدد المدن ليسَ واضحاً كثيراً، وهوَ مثيرٌ للكثير من الجدالات حول المعنى الدقيق وراءَه، فيُعهده البعض على أنه إنشاء مدن مخدومة ومتطورة بشكل متفجر وغير قابل للسيطرة، في حين يَقيسه آخرون على سبيل المثال بمتوسط عدد الوحدات السكنيَّة في جميع آكر لا أكثر، كما يَقيسه آخرون وفق "اللامركزية" (تمدد التجمعات السكان دون مرجعيَّتها في تمددها إلى مركز واضح تنطلق منه وتتوسع في الاتجاهات الأخرى) والتطور التقني ووفرة الخدمات.

التعريف

استُخدم مصطلح «التمدد العمراني» أول مرة في منطق نشرته صحيفة ذه تايمز عام 1955 في تعليق سلبي على الوضع في ضواحي لندن. تتنوع تعريفات التمدد، ويدرك الباحثون في هذا المجال حتى المصطلح يفتقر إلى الدقة. عرّفت باتي وآخرون التمدد بأنه «نموغير منسّق: توسع المجتمع دون الاكتراث بالعواقب، باختصار هونموعمراني تدريجي غير مخطط له ويعتبر غالبًا غير مستدام». خط بهاتا وآخرون عام 2010 أنه على الرغم من الخلاف حول التعريف الدقيق للتمدد، هناك «إجماع عام على حتى التمدد العمراني يتميز بنمط نموغير مخطط له وغير متوازٍ، تدفعه الكثير من العمليات ويؤدي إلى استهلاك الموارد بصورة عديمة الكفاءة».

أظهر ريد إيونغ حتى التمدد يوصف نموذجيًا بأنه تنمية حضرية تتسم بواحدة على الأقل من الخصائص التالية: النماء منخفض الكثافة أوذوالاستخدام الواحد، أوالنماء القطاعي، أوالنماء المتناثر، و/أوقفزات النماء (مناطق من النماء تتخللها أراضٍ خالية). وجادل حتى الطريقة الأفضل لتحديد التمدد هي استخدام المؤشرات بدلًا من الخصائص لأنها أكثر مرونة وأقل اعتباطية. اقترح إيونغ استخدام «إمكانية الوصول» و«المساحات المفتوحة الوظيفية» بوصفها مؤشرات. انتُقد نهج إيوينغ لأنه يفترض حتى التمدد محدّد بخصائصه السلبية.

يمكن اعتبار ما يحدد التمدد مسألة درجة وسيبقى دومًا ذاتيًا إلى حد ما في ظل تعريفات المصطلح الكثيرة. جادل إيوينغ بأن نماء الضواحي لا يشكل بحد ذاته تمددًا بالاعتماد على الشكل الذي يأخذه، جادل جوردون وريتشاردسون بأن مصطلح التمدد يستخدم أحيانًا مرادفًا لنماء الضواحي بصورة ازدراء.

على الرغم من شهرتها بأنها مدينة تمدد عمراني فإن المنطقة الحضرية في لوس أنجلوس على سبيل المثال هي المنطقة الحضرية الرئيسية الأكثر كثافة سكانية في الولايات المتحدة (أكثر من 1,000,000 نسمة)، وهي تفوق المنطقة الحضرية في نيويورك والمنطقة الحضرية في سان فرانسيسكوكثافةً. في الأساس، بُنيت معظم المنطقة الحضرية في لوس أنجلوس لتأوي كثافة سكانية منخفضة إلى معتدلة، ما أدى إلى كثافة إجمالية أعلى بكثير. بخلاف مدن مثل نيويورك أوسان فرانسيسكوأوشيكاغوذات المراكز المضغوطة للغاية والكثيفة جدًا والمحاطة بمساحات واسعة ذات كثافة منخفضة جدًا.

تثير حالات التمدد عبر العالم تساؤلات حول تعريف المصطلح والشروط اللازمة ليعد النموالحضري تمددًا. المناطق الحضرية مثل مكسيكوسيتي الكبرى ومنطقة العاصمة الوطنية في دلهي وبكين، تعتبر مدنًا متمددة (زاحفة) على الرغم من كونها كثيفة نسبيًا ومختلطة الاستخدام.

أمثلة

وفقًا لجرد الموارد الوطنية في الولايات المتحدة، نما نحو8900 كيلومترًا مربعًا (2.2 مليون فدان) من الأراضي في الولايات المتحدة بين عامي 1992 و2002. حاليًا، يصنف جرد الموارد الوطنية نحو100,000 كيلومترًا مربعًا (40,000 ميلًا مربعًا) (ما يقارب مساحة ولاية كنتاكي) على أنها مناطق نماء، زيادةً عن تصنيف مخط الإحصاء الوطني. السبب في ذلك الاختلاف حتى جرد الموارد الوطنية يضم الأراضي التي نمت في المناطق الريفية، والتي بحكم تعريفها لا تعتبر تمددًا حضريًا. حاليًا، وفقًا لإحصاء عام 2000، نحو2.6% من مساحة الأراضي في الولايات المتحدة حضرية. نحو0.8% من الأراضي في 37 منطقة حضرية تأوي أكثر من 1,000,000 نسمة. في عام 2002، دعمت هذه المناطق الحضرية البالغ عددها 37 نحو40٪ من سكان الولايات المتحدة.

ومع ذلك، توسعت بعض المناطق الحضرية مثل ديترويت جغرافيًا حتى مع خسارتها للسكان. فهمًا حتى المناطق الحضرية في الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي خسرت السكان مع تمددها الكبير. وفقًا لبيانات كتاب «المدن والاعتماد على السيارات» كينوورثي ولوب (1999)، حدثت الخسارة السكانية في المناطق الحضرية بالتزامن مع التوسع في التمدد بين عامي 1970 و1990 في أمستردام بهولندا؛ بروكسل في بلجيكا؛ كوبنهاغن في الدنمارك؛ فرانكفورت وهامبورغ وميونخ في ألمانيا؛ زيورخ في سويسرا، فهمًا حتى هذا لم يترافق بتفكيك البنية التحتية كما وقع في الولايات المتحدة.

الخصائص

على الرغم من عدم وجود وصف واضح متفق عليه لما يُعرّف التمدد، فإن معظم التعريفات تربط الخصائص التالية به.

الاستخدام الواحد

يشير الاستخدام الواحد إلى الفصل بين المناطق التجارية والسكنية والمؤسساتية والصناعية. أي  تخصيص مساحات كبيرة من الأراضي لغاية واحدة وتُفصَل المناطق عن بعضها بمساحة مفتوحة أوبنى تحتية أوحواجز أخرى. نتيجةً لذلك، تكون الأماكن التي يعيش ويعمل ويتسوق ويترفه فيها الأفراد بعيدة عن بعضها البعض كثيرًا، عادةً إلى حد يجعل المشي ووسائط النقل العامة والدراجات أمرًا غير عملي، لذا يحتاج التنقل بغية ممارسة هذه الأنشطة السيارة. تُستخدم درجة اختلاط الاستخدامات المتنوعة للأراضي باعتبارها مؤشرًا على التمدد في الدراسات الخاصة بهذا الموضوع.

التمدد المهني وعدم التوافق المكاني

يعد التمدد المهني أحد مظاهر استخدام الأراضي في مجتمعات التمدد العمراني التي تعتمد على السيارات. يُعرّف على أنه أنماط توظيف منخفضة الكثافة ومتناثرة جغرافيًا، إذ توجد غالبية الوظائف في منطقة حضرية خارج المنطقة التجارية المركزية للمدينة، وبشكل متزايد في الضواحي المحيطة. يرجع ذلك غالبًا إلى نقص الاستثمار في المناطق الحضرية، والحرية الجغرافية التي يتمتع بها مكان العمل بفضل الاعتماد الكبير على السيارات في الكثير من الضواحي الأمريكية، ورغبة الكثير من الشركات في انتقاء مسقطها في المناطق منخفضة الكثافة الأقل كلفة والتي توفر إمكانية التوسع في المستقبل. يرتبط عدم التطابق المكاني بالتمدد المهني والعدالة البيئية الاقتصادية. ويُعرَّف بأنه الحالة التي يُهجر فيها الفقراء في المناطق الحضرية، وغالبيتهم من الأقليات، دون قدرة على الوصول إلى الوظائف من المستوى المبتدئ، نتيجة لزيادة التمدد المهني ومحدودية خيارات النقل التي تسمح بسهولة التنقل العكسي من المدن إلى الضواحي.

وُثق التمدد المهني وخضع للقياس بطرق مختلفة. وظهر أنه اتجاه متزايد في المناطق الحضرية الأمريكية. نشرت مؤسسة بروكينغز منطقات متعددة حول هذا الموضوع. في عام 2005، حدد المؤلف مايكل ستول التمدد المهني ببساطة بأنه الوظائف التي تبعد أكثر منخمسة أميال (8.0 كم) عن المركز التجاري للمدينة، وقاس المفهوم بناءً على بيانات الإحصاء الأمريكي للعام 2000. من الطرق الأخرى لقياس هذا المفهوم الحلقات المحيطة بالمركز التجاري للمدينة، والتي تكون أكثر تحديدًا، استُخدمت هذه الحلقات في منطق نُشر عام 2001 بقلم إدوارد جلايسر ومنطق آخر خطته إليزابيث نيبون 2009، يوضح منطق نيبون حتى المناطق الحضرية مترامية الأطراف تستحوذ على المزيد من فرص العمل بينما تخسر المناطق القريبة من المركز التجاري للمدينة الوظائف. استخدم هذان المؤلفان ثلاث دوائر تحصر ثلاث حلقات جغرافية، يصل نصف قطر الدائرة الأكبر إلى 35 ميلًا (56 كم) حول المركز التجاري للمدينة، والحلقات بالترتيب: الحلقة التي تضم محيط المركز التجاري للمدينة ضمن دائرة نصف قطرها ثلاثة أميال (4.8 كم)، الحلقة الثانية بين ثلاثة و10 أميال (16 كم)، والثالثة بينعشرة و35 ميلاً (56 كم). أظهرت دراسة نيبون التوزع المهني على مستوى البلاد في أكبر المناطق الحضرية في عام 2006: 21.3% من الوظائف موجودة في الحلقة الداخلية، و33.6٪ من الوظائف في الحلقة المتوسطة، و45.1٪ في الحلقة الأبعد. مقارنةً مع عام 1998 - 23.3٪، 34.2٪، 42.5٪ على التتالي. أظهرت الدراسة انكماش نسبة التوظيف في المركز التجاري للمدينة، وهجرز نموالوظائف في الحلقات الحضرية الخارجية في الضواحي وخارجها.

انظر أيضا

  • تدمير البيئة
  • حضرية
  • مسار
  • مدن كبرى

المراجع

  1. ^ ما هوالزحف العمراني؟. SprawlCity.orgنسخة محفوظة 05 يناير 2010 على مسقط واي باك مشين.نسخة محفوظة 05 يناير 2010 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ Audirac, Ivonne; Shermyen, Anne H.; Smith, Marc T. (December 31, 1990). "Ideal Urban Form and Visions of the Good Life Florida's Growth Management Dilemma". Journal of the American Planning Association. 56 (4): 470–482. doi:10.1080/01944369008975450. p. 475.
  3. ^ Batty, Michael; Besussi, Elena; Chin, Nancy (نوفمبر 2003). "Traffic, Urban Growth and Suburban Sprawl" (PDF). UCL Centre for Advanced Spatial Analysis Working Papers Series. 70. ISSN 1467-1298. مؤرشف من الأصل (PDF) في سبتمبر 26, 2015. اطلع عليه بتاريخ مايو17, 2015.
  4. ^ Bhatta, B.; Saraswati, S.; Bandyopadhyay, D. (December 2010). "Urban sprawl measurement from remote sensing data". Applied Geography. 30 (4): 731–740. doi:10.1016/j.apgeog.2010.02.002.
  5. ^ Chin, Nancy (مارس 2002). "Unearthing the Roots of Urban Sprawl: A Critical Analysis of Form, Function and Methodology" (PDF). University College London Centre for Advanced Spatial Analysis Working Papers Series. 47. ISSN 1467-1298. مؤرشف من الأصل (PDF) في مارس 4, 2016. اطلع عليه بتاريخ أبريل 19, 2015.
  6. ^ Ewing, Reid (1997). "Is Los Angeles-Style Sprawl Desirable?". Journal of the American Planning Association. 63 (1): 107–126. doi:10.1080/01944369708975728.
  7. ^ Gordon, Peter; Richardson, Harry (1997). "Are Compact Cities a Desirable Planning Goal?". Journal of the American Planning Association. 63 (1): 95–106. doi:10.1080/01944369708975727.
  8. ^ "Growth in Urban Population Outpaces Rest of Nation, Census Bureau Reports". US Census. مؤرشف من الأصل فيخمسة سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 أكتوبر 2013.
  9. ^ Barragan, Bianca (2015-02-17). "Los Angeles is the Least Sprawling Big City in the US". Curbed. Vox Media. مؤرشف من الأصل في 29 سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2017.
  10. ^ Eidlin, Eric. "What Density Doesn't Tell Us About Sprawl". ACCESS. The Regents of the University of California. مؤرشف من الأصل في 20 مارس 2017. اطلع عليه بتاريخ 29 يناير 2017.
  11. ^ Monkkonen, Paavo (2011). "Do Mexican Cities Sprawl? Housing Finance Reform and Changing Patterns of Urban Growth". Urban Geography. 32 (3): 406–423. doi:10.2747/0272-3638.32.3.406.
  12. ^ Lubowski, Ruben N.; Marlow Vesterby, Shawn Bucholtz, Alba Baez, and Michael J. Roberts (May 31, 2006). Major Uses of Land in the United States, 2002 نسخة محفوظة April 9, 2007, على مسقط واي باك مشين.. دائرة البحوث الاقتصادية, . Retrieved on February 7, 2008.
  13. ^ USA Urbanized Areas: 2000 Ranked by Population. Demographia, August 25, 2002. Retrieved on February 8, 2008. نسخة محفوظة 25 أغسطس 2019 على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ Frumkin, Howard (May–June 2002). Urban Sprawl and Public Health. مراكز مكافحة الأمراض واتقائها. Retrieved on February 7, 2008. نسخة محفوظةستة مارس 2019 على مسقط واي باك مشين.
  15. ^ "Residential Construction Trends in America's Metropolitan Regions". Smart Growth. Washington, D.C.: U.S. Environmental Protection Agency (EPA). 2016-07-27. مؤرشف من الأصل فيستة نوفمبر 2018.
  16. ^ Stoll, Michael A. (2005). . Washington D.C.: Brookings Institution, Metropolitan Policy Program. مؤرشف من الأصل في يوليو6, 2008. اطلع عليه بتاريخ يناير 22, 2010.
  17. ^ Glaeser, Edward (2001). . Washington D.C.: Brookings Institution, Metropolitan Policy Program. مؤرشف من الأصل في 15 مايو2016. اطلع عليه بتاريخ 22 يناير 2010.
  18. ^ Kneebone, Elizabeth (2009). . Washington D.C.: Brookings Institution. مؤرشف من الأصل في فبراير 22, 2010. اطلع عليه بتاريخ يناير 22, 2010.
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:43:20
التصنيفات: تخطيط حضري مستدام, تصميم بيئي, تمدد حضري, جغرافيا بشرية, زحف عمراني, لامركزية, مصطلحات التخطيط والدراسات الحضرية, مصطلحات بيئية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, وصلات إنترويكي بحاجة لمراجعة, بوابة طبيعة/مقالات متعلقة, بوابة علم البيئة/مقالات متعلقة, بوابة عمارة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات بها وصلات إنترويكي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد غياب شهرين.. إقالة وزير الدفاع الصيني «المختفي»! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-24 15:25:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 60%

نتنياهو: الحرب ستطول.. وماكرون يحذّر حزب الله - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-24 15:25:49
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

مجلس الوزراء: تعديلات في 3 أنظمة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-10-24 15:25:51
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 55%

دراسة تكشف أن الفياغرا يمكن أن تساهم في علاج الزهايمر - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-10-24 15:25:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية