داخليانية

عودة للموسوعة

الداخليانية والخارجيانية طريقتان متناقضتان في تفسير موضوعات مختلفة في مجالات عديدة من الفلسفة. ويضم ذلك الدافعية البشرية والفهم والتسويغ والمعنى والحقيقة. ينشأ التمايز في الكثير من مجالات الجدل بمعانٍ متشابهة، ولكن متمايزة. وترى الداخلية أنه لا توجد حقيقة بشأن العالم تقدم أسبابًا للعمل بشكل مستقل عن المعتقدات والرغبات. والخارجية هي الأطروحة التي تحدد الأسباب بالملامح الموضوعية للعالم.

الفلسفة الأخلاقية

الدافعية

الداخلية الدافعية (أوالداخلية الأخلاقية) في الفلسفة الأخلاقية المعاصرة، هي الرأي القائل بأن القناعات الأخلاقية (والتي لا تكون معتقدات بالضرورة، مثل مشاعر القبول أوالرفض الأخلاقي) هي دوافع في جوهرها. إلى غير ذلك يعتقد صاحب ممضى الداخلية الدافعية في وجود ارتباط داخلي ضروري بين قناعة الشخص بضرورة القيام بالعمل س وبين دافعية الشخص للقيام بالعمل س. وتزعم الخارجية الدافعية (أوالخارجية الأخلاقية) خلافًا لذلك، أنه لا يوجد ارتباط داخلي ضروري بين القناعات الأخلاقية وبين الدوافع الأخلاقية. ويعني هذا أنه لا يوجد ارتباط بالضرورة بين الاقتناع في خطأ س وبين الدافعية المحركة لعدم القيام بالعمل س. (يعود استخدام تلك المصطلحات لورقة دبليو. د. فالك 1947 بعنوان: الينبغية والدافعية).

تحمل تلك الآراء في فهم النفس الأخلاقي مضامين مختلفة. فإذا كانت الداخلية الدافعية على وجه الخصوص سليمة، فإن اللاأخلاقية تكون مبهمة (ومحالة ميتافيزيقيًا). ليس الشخص اللاأخلاقي مجرد إنسان ليست لديه أخلاق، بل ذلك الشخص الذي يعهد ما هي الأمور الأخلاقية التي عليه حتى يعملها، ولكنه لا يملك الدافع لعملها.قد يكون مثل هذا الفاعل شخصًا مبهمًا بالنسبة لصاحب ممضى الداخلية الدافعية، لأن الأحكام الأخلاقية بشأن الأمور السليمة التي ينبغي عملها، تُدرج ضمن الدوافع المتطابقة مع عمل تلك الأمور التي حكم عليها هذا الفاعل لتمثل الأمور الأخلاقية التي يعملها. الشخص اللاأخلاقي مفهوم بالنسبة لصاحب ممضى الخارجية الدافعية، لأنه يرى حتى الأحكام الأخلاقية بشأن الشيء السليم الذي ينبغي عمله لا تستلزم بعض الدافعية لعمل تلك الأمور التي حُكم عليها بأنها سليمة ويتعين عملها، إذ من الواجب وجود رغبة مستقلة، كالرغبة في عمل الشيء السليم.

الإبستمولوجيا

التبرير

الداخليانية

تتطلب التصورات الداخلية للتبرير المعهدي بشكل عام، حتىقد يكون تبرير الشخص للمعتقد داخليًا بالنسبة لصاحب الاعتقاد بطريقة أوبأخرى. ويوجد نوعان رئيسيان للداخلية المعهدية بشأن التبرير، هما داخلية الوصول والداخلية الأنطولوجية. يشترط أصحاب ممضى داخلية الوصول ضرورة الوصول الداخلي بالنسبة للشخص المُعتقِد لتبرير اعتقاده في ب لكيقد يكون الاعتقاد في ب مبررًا. وبالنسبة لداخلية الوصول فالتبرير يعني مثلًا حتىقد يكون الشخص المُعتقِد على وعي (أوقادر على حتىقد يكون واعيًا) ببعض الحقائق التي تجعل اعتقاده في ب عقلانيًا، أوقد يكون قادر على إعطاء مبررات عقلانية لاعتقاده في ب. وتتطلب داخلية الوصول على الأقل، حتىقد يكون لدى الشخص المُعتقِد نوعًا من الوصول التأملي أوالوعي بكل ما يبرر معتقده. والداخلية الأنطولوجية هي الرؤية التي تؤسس التبرير في معتقد ما على الحالات الذهنية للشخص. ويمكن للداخلية الأنطولوجية حتى تكون متمايزة عن داخلية الوصول، ولكن يُعتقد حتى الإثنين يتحركان معًا، لأننا نعتبر أنهما قادران على الوصول التأملي للحالات الذهنية.

تُعرَف إحدى الحُجج الشائعة للداخلية باسم معضلة الشيطان الماكر الجديد. وتدعم تلك الحُجة بشكل غير مباشر الداخلية، عن طريق الآراء المتنافسة لصاحب ممضى الداخلية بشأن التبرير، وخاصة ممضى الموثوقية. تطلب منا هذه الحُجة حتى نتخيل شخصًا ذا معتقدات وخبرات متطابقة معنا، لكن شيطان ديكارت الماكر خدع هذا الشخص بصورة ممنهجة، ولذلك أصبحت جميع معتقداته خاطئة. وعلى الرغم من هذا الخداع المؤسف للشخص، تمضى الحُجة إلى أننا لا نعتقد حتى هذا الشخص توقف عن التفكير بصورة عقلانية في اتخاذ القرارات التي تشبه قراراتنا. ومن الممكن حتى نُخدع بشكل جذري بنفس الطريقة، ومع ذلك نبرر معظم معتقداتنا التي نتبناها بالرغم من تلك الإمكانية.

الخارجيانية

ظهرت وجهات نظر صاحب ممضى الخارجية للتبرير، في الإبستمولوجيا، خلال أواخر القرن العشرين. تؤكد تصورات صاحب هذا الممضى على حتى الوقائع الخارجية بالنسبة للشخص المُعتقِد يمكن تُقدم بوصفها تبريرًا للاعتقاد. ولا يحتاج الشخص المُعتقِد وفقًا للخارجية، إلى أي وصول داخلي أوإدراك معهدي لأي حقائق أومسببات عقلية، والتي تجعل الاعتقاد مُبررًا. يمكن حتى يتناقض تقدير صاحب ممضى الخارجية للتبرير مع ممضى داخلية الوصول، والتي تتطلب حتىقد يكون لدى الشخص المُعتقِد وصول داخلي تأملي للوقائع أوالأسباب العقلية التي تعزز من اعتقاده، من أجل الإبقاء عليه مُبررًا. ويؤكد الممضى الخارجي من الناحية الأخرى حتى تبرير اعتقاد إنسان ما يمكن حتى يأتي من الوقائع الخارجة تمامًا عن الوعي الشخصي للذات العارفة. يعتبر ألفين جولدمان واحدًا من أكثر المؤيدين المشهورين للممضى الخارجي في الإبستمولوجيا، إذ يُعرَف بتطويره نسخة شائعة من الممضى الخارجي تسمى الموثوقية.

فهم الدلالة

تأتي الخارجية الدلالية في شكلين، معتمدة على ما إذا كان المعنى مُفسرًا بشكل لغوي أم معهدي. والخارجية في التفسير المعهدي هي الطرح القائل بأن ما متاح من المفاهيم أوالمحتويات بالنسبة للمفكر، تُحدده بيئته أوعلاقته بتلك البيئة. والخارجية في التفسير اللغوي هي الطرح القائل بأن معنى الحدثةقد يكون محددًا من الناحية البيئية. ويمكن بالمثل حتى يُفسر المرء الداخلية الدلالية بطريقتين، كإنكار لأي من هاتين الأطروحتين. وترتبط الخارجية والداخلية في فهم الدلالة بشكل وثيق، مع التمييز في فلسفة الذهن المتعلق بالمحتوى الذهني، بما حتى محتويات أفكار الفرد (وتحديدًا الحالات الذهنية القصدية) تُقبَل عادة كموضوعات دلالية قابلة للتقييم بناء على صدقها.

فلسفة العقل

تشير الخارجية ضمن سياق فلسفة العقل، إلى النظرية التي ترى حتى محتويات بعض الحالات العقلية للشخص تعتمد على الأقل في جانب منها على علاقاتها بالعالم الخارجي أوبيئة الفرد. تمحورت المناقشة التقليدية بشأن الخارجية حول الجانب الدلالي للمحتوى العقلي. لا يعتبر هذا اليوم المعنى الوحيد للخارجية، فهي تعني اليوم مجموعة واسعة من وجهات النظر الفلسفية التي تأخذ في الاعتبار كافة جوانب الموضوع والنشاط الذهني. توجد أشكال متنوعة من الخارجية التي تأخذ في الاعتبار إما المحتوى أومحركات العقل أوكليهما. ويمكن حتى تقتصر الخارجية على الفهم الإدراكية، أويمكن حتى تناقش موضوعات الوعي على نطاق واسع.

تأريخ الفهم

يزعم الممضى الداخلي في تأريخ الفهم، حتى الفهم متميز تمامًا عن المؤثرات الاجتماعية، وأن العلوم الطبيعية يمكن حتى توجد في أي مجتمع وأي زمن بالاعتماد على المقدرة الفكرية. يعتبر إمري لاكاتوش مؤيدًا بارزًا لممضى الداخلية التأريخية. والممضى الخارجي في تأريخ الفهم هوالرؤية التي ترى حتى تاريخ الفهم يعود إلى سياقه الاجتماعي، إذ يتحدد التقدم الفهمي بالمناخ السوسيولوجي والسياسي والاقتصاد السائد. ويُعد توماس كون مؤيدًا بارزًا لممضى الخارجية التأريخية.

مراجع

  1. ^ Giuseppina D'Oro, "Collingwood, psychologism and internalism," European Journal of Philosophy 12(2):163–177 (2004). نسخة محفوظة 1 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ Williams, Bernard (1981) "Internal and External Reasons", in Williams's Moral Luck, Cambridge: Cambridge University Press, pp. 101–13.
  3. ^ Falk, W. D. (1947) "'Ought' and Motivation", Proceedings of the Aristotelian Society, 48: 492–510
  4. ^ Brink, David (1989) "Moral Realism and the Foundations of Ethics", New York: Cambridge University Press, Ch. 3, pp. 37–80.
  5. ^ Rosati, Connie S. (2006). "Moral Motivation", The Stanford Encyclopedia of Philosophy Edward N. Zalta (ed.).
  6. ^ Sosa, Ernest, Jaegwon Kim, Jeremy Fantl, Matthew McGrath. Introduction to Part V. Epistemology. By Ernest Sosa, Jaegwon Kim, Jeremy Fantl, Matthew McGrath. Malden: Blackwell, 2008. 305–309. Print.
  7. ^ "The New Evil Demon Problem" by Clayton Littlejohn, The Internet Encyclopedia of Philosophy, ISSN 2161-0002, http://www.iep.utm.edu/, today's date
  8. ^ BonJour, Laurence. “Externalist Theories of Empirical Knowledge.” Epistemology. Ed. Ernest Sosa, Jaegwon Kim, Jeremy Fantl, Matthew McGrath. Malden: Blackwell, 2008. 365. Print.
  9. ^ Goldman, Alvin I. “What is Justified Belief?” Epistemology. Ed. Ernest Sosa, Jaegwon Kim, Jeremy Fantl, Matthew McGrath. Malden: Blackwell, 2008. 333–347. Print
  10. DeRose, Keith (1999) "Responding to Skepticism", Skepticism: A Contemporary Reader.
تاريخ النشر: 2020-06-02 02:29:23
التصنيفات: داخليانية, أخلاقيات فوقية, تبريرية, علم المعاني, مدارس فلسفية, مفاهيم فلسفية, نظريات أخلاقية, نظريات العقل, نظريات معرفية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات بها وصلات داخلية قليلة منذ ديسمبر 2019, جميع المقالات التي بها وصلات داخلية قليلة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة علم الاجتماع/مقالات متعلقة, بوابة علوم/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

شراكة فى الحلم والعمل.. مبادرات تحالف العمل الأهلى التنموية خلال 2022

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:52
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 44%

غدا تقديم المدرب الجديد للرجيش

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:54
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

شرطة مكافحة الشغب البرازيلية تنتشر في نقطة تجمع لأنصار بولسونارو

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

غاريث بيل يعتزل الجلد المدور

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:23:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

إيران تحكم على 3 محتجين آخرين بالإعدام وسط انتقادات دولية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

«السيسي» يكشف طبيعة الأزمة التي تمر بها مصر: بطلوا هري (فيديو)

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:25
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

قد تصل للسيول.. وصايا الأرصاد للمواطنين أثناء سقوط الأمطار

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:23:02
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 45%

محمد محمود يقترب من الانضمام للاتحاد السكندري ضمن صفقة مروان عطية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:58
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 48%

انتظام حركة الملاحة بالمجرى الملاحى لقناة السويس.. صور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:50
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 42%

غرامة 50 ألف جنيه عقوبة الامتناع عن دفع رسوم «الزواج الجديدة»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

مصرع شخص وإصابة 3 آخرين إثر تصادم دراجتين ناريتين بالبحيرة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:20
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

الحكم بإعدام مدرس تربية إسلامية مصري في الكويت بسبب فضيحة جنسية

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:27
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

مسيح‏ ‏بيت‏ ‏لحم‏ .. ‏عجيب‏ ‏في‏ ‏ميلاده

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-01-09 18:22:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية