قناع المعاناة على قابلة أحد المسارح باستوكهولم

المعاناة هي تجربة شخصية يشعر بها من يعاني بعدم السعادة، يرجع مردها إما إلى مسبب مادي كالألم الجسمي أوقد تكون مسبب نفسي كالمشاكل الحياتية المتنوعة عدم تلبية الحاجات الشخصية، فقدان أحد الأفراد المقربين، الانفصال عن المجموعات الاجتماعية، الحد من الحرية، السقم والموت. كما يمكن حتى تتدرج المعاناة من أمور بسيطة إلى أمور غير محتملة، يرجع تقديرها حسب الشخص.

تحدث المعاناة ضمن الكثير من مجالات النشاط البشري. وتختلف أشكال المعاناة حسب طبيعتها، وأصلها وأسبابها، ومعناها ومغزاها، والسلوكيات الشخصية والاجتماعية، والثقافية المرتبطة بها، والعلاجات الخاصة بها، وكيفية إدارتها. وغالبا ما تصنف المعاناة كمعاناة مادية أومعاناة عقلية. قد تأتي المعاناة بدرجات متفاوتة من الشدة، بدءًا من معاناة خفيفة إلى معاناة لا تطاق. قد تختلف المواقف وردود العمل تجاه المعاناة على نطاق واسع، وذلك وفقًا لإمكانية تجنب هذه المعاناة أوكونها لا مفر منها، أوكونها مجدية أوغير مجدية، وكونها مبررة أولا جدوى منها.

فلسفيًا

أرتور شوبنهاور الفيلسوف الألماني المشهور بفلسفته التشاؤمية عام 1852

ينطوي ممضى المتعة على نظرية أخلاقية تدّعي حتى اللذة والألم هما مقياس الخير والشر. وطبقًا للفيلسوف اليوناني إبيقور فإننا ينبغي علينا حتى نسعى أولا لتجنب المعاناة والوصول إلى الطمأنينة الخالية من السعي المثير للقلق أوالمؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها من ملذات زائلة.

وطبقًا لممضى الرواقية، فإنه لابد من ضبط النفس بشكل صارم، والوصول بالروح لحالة من عدم المبالاة باللذة والألم.

وحسب جيرمي بنثام الفيلسوف الإنجليزي ومؤسس ممضى النفعية، وهي مدرسة أخلاقية تقول حتى القيمة الأخلاقية للعمل تتحدد بمقدار إسهامه في النفع العام. بما يعني حتى العمل يقيم بحسب ما ينتج عنه، فالسعادة أوالبهجة لقاء المعاناة والألم. واقترح إجراء يسمى حساب التفاضل والتكامل لتحديد مقدار اللذة والألم الناتج أي عمل.

وفي فلسفة الأعمال الخيرية فإن الجهود الإنسانية يجب حتى تسعى لحمل المعاناة عن عدد أكبر من الكائنات الحية، وجعل من يعانون سعداء بدلًا من جعل من هم سعداء أكثر سعادة. وقد توغلت فلسفة الأعمال الخيرية في الكثير من الفلسفات الأخرى حتى أننا لا يمكن حتى نعتبرها اليوم فلسفة مستقلة بذاتها.

وترى الفلسفة التشاؤمية العالم شرًا مطلقًا، وأنه مليء بالمعاناة التي لا تطاق والتي لا يمكن إيقافها، وأنه لربما كان من الأفضل عدم وجود هذه الحياة من الأصل على الإطلاق. ويوصي أرتور شوبنهاور الفيلسوف الألماني المشهور بفلسفته التشاؤمية باللجوء إلى الفن، والفلسفة، وفقدان الرغبة في الحياة، والتسامح مع "الزملاء الذين يعانون". كما يرى شوبنهاور حتى قليل من التأمل كافٍ لنتأكد حتى الحياة ليست ذات قيمة ولا يوجد أهمية كبيرة للاستمرار فيها، وأن التعلق بالحياة هوعملية عمياء غير عاقلة وغير نابعة من الإرادة .

وعلى النقيض، يرى غوتفريد لايبنتس حتى العالم الذي نحياه هوأحسن العوالم الممكنة، فهويرى حتى الإله عندما أراد حتى يخلق الحياة كان عنده مجموعة لا حصر لها من العوالم في تفكيره، وبالتأكيد اختار هذا العالم ليخلقه من أجل علة ما، وهي أنه “أكمل” العوالم .

وكان لتخصصه وجهة نظر أخرى، فيقول حدثا أردت حتى تكون ناجحًا حدثا بحثت عن المعاناة والفشل، إنهما وقودك للأمام. وعلى لسانه تأتي العبارة الشهيرة “لجميع هؤلاء الذين أهتم لأمرهم، أتمنى لكم المعاناة والكآبة والسقم، سوء المعاملة والإهانات، احتقار الذات وعذاب عدم الثقة بالنفس وانكسار الهزيمة، ولن أحمل لكم الشفقة، لأنني أتمنى حتى تثبتوا بذلك هل يستحق أحدكم حتى يحصل على ما يريد في هذه الحياة أم لا، وهذا الشخص فقط سيتحمل المعاناة” . ولا تأتي فلسفة تخصصه بمعزل عن معاناته هوالشخصية، فقد رفضت الزواج منه من أحبها، وعاش رحلة طويلة من السقم الجسدي والعقلي انتهت بالموت داخل إحدة المصحات العقلية عام 1900 .

دينيًا

عجلة التعاليم التي تشير إلى الطريق النبيل الثماني

تلعب المعاناة دورًا هامًا في الكثير من الأديان، فيما يتعلق بأمور مثل العزاء أوالإغاثة، وفي قواعد السلوك والأخلاق (لا ضرر ولا ضرار، ومساعدة المنكوبين، وإظهارالرحمة)، وفي التقدم الروحي من خلال المصاعب الحياة، وفي رؤية المصير النهائي (الخلاص، الإدانة، الجحيم).

وحسب الثيوديسيا وهي فرع الفلسفة الذي يهتم بفهم معضلة الشر، فإنه من الصعب التوفيق بين وجود إله قدير وخيّر مع وجود الشر في والمعاناة الشديدة، وخاصة معاناة الأطفال الأبرياء.

وفي الديانة البوذية فإن الحقائق النبيلة الأربع هي واحدة من التعاليم الأساسية في البوذية. وهي أربعة عبارات تفسر معنى المعاناة وطبيعتها ومصدرها، والطريق المؤدي إلى إيقافها. وهي من بين الحقائق التي ينطق حتى غوتاما بوذا قد أدركها خلال التنوير. ويظهر في البوذية مفهوم النيرفانا وهي حالة الخلومن المعاناة التي يصل إليها الإنسان بعد فترة طويلة من التأمل العميق، فلا يشعر بالمؤثرات الخارجية المحيطة به على الإطلاق، أي أنه يصبح منفصلا تماما بذهنه وجسده عن العالم الخارجي، والهدف من ذلك هوشحن طاقات الروح من أجل تحقيق النشوة والسعادة القصوى والقناعة وقتل الشهوات، ليبتعد الإنسان بهذه الحالة عن جميع المشاعر السلبية من الاكتئاب والحزن والقلق وغيرها. كما يظهر الطريق النبيل الثماني وهوأحد التعاليم الرئيسية التي تؤدي إلى وقف المعاناة وتحقيق صحوة الذات..

وتعتقد المسيحية أيضًا حتى معاناة الإنسان تلعب دورا هامًا في الدين. فهي تجربة إيجابية في حالة تحقيقها لمعنى أكبر من الحياة، مثل يسوع الذي تحمل المعاناة من أجل حياة المسيحيين الآخرين. وقد يعثر الإنسان على الله وقيمة الإيمان أثناء تعرضه للمعانة. وهذا يسمح للمسيحيين بلقاءة واقع التجربة الإنسانية مع المعاناة وإيجاد تفاهم مع الذات الإلهية.

وفي الإسلام، يجب على المؤمنين تحمل معاناة بصبر وإيمان، ودون مقاومة أوسؤال عن السبب. فيقبل المسلم بالمعاناة لكونها إرادة الله ويقدم عليها لأنها اختبار لإيمانه. ويجب على المسلم حتى يعمل على تخفيف معاناة المسلمين الآخرين.

المعاناة في فهم الأحياء وفهم النفس وطب المخ والأعصاب

تتدخل الكثير من أجزاء المخ والعمليات الحيوية في عملية الشعور بالمعاناة. وقد وجدت الفحوص باستخدام أنواع الأشعة المتنوعة على المخ حتى منطقة التلفيف الحزامي بالمخ هي المنطقة التي تتوهج عن الشعور بالمعاناة كما في حالات الآلام الجسدية أوالضغط الاجتماعي. وتقول نظرية " تداخل الألم" حتى كلًا من الألم الجسدي والاجتماعي ينطويان على نفس الأسس العصبية رغم اختلاف طبيعتهما.

فهم متعة النفس، وفهم الوجدان، وفهم الأعصاب العاطفية هي بعض المجالات الفهمية الناشئة التي يمكن في السنوات المقبلة حتى هجرز اهتمامها على فهم ظاهرة المعاناة.

انظر أيضًا

  • فلسفة الألم

مصادر

  1. ^ Crane Brinton, article Humanitarianism, Encyclopaedia of the Social Sciences, 1937
  2. إسلام محمود يخط: فلسلفة المعاناة وفن التشاؤم | ساسة بوست نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ "فريدريك تخصصه..المعاناة..الوجودية..عشق القوة". rawadm.wordpress.com. 19-4-2010. مؤرشف من الأصل فيثمانية نوفمبر 2016. اطلع عليه بتاريخ 31 مايو2016.
  4. ^ Thanissaro Bhikkhu. "Dhammacakkappavattana Sutta". Access to Insight. مؤرشف من الأصل في 2 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 06 مايو2008.
تاريخ النشر: 2020-06-02 02:47:11
التصنيفات: معاناة, ألم, ألم حاد, حس, حياة شخصية, عملية عقلية, قضايا اجتماعية, مشاعر, مواضيع أساسية في الأخلاق, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, وصلات إنترويكي بحاجة لمراجعة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة الأديان/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, بوابة أخلاقيات/مقالات متعلقة, بوابة طب/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P227

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رسميا/ باستيا الفرنسي يعلن تعاقده مع سوبول لموسمين ونصف

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-01-03 15:07:30
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

طقس الأربعاء.. أجواء باردة مع تكون صقيع بعدد من الجهات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-03 12:30:13
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

طقس الأربعاء.. أجواء باردة مع تكون صقيع بعدد من الجهات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-03 12:30:15
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

رسميا/ تعيين شمس الدين الشطيبي مدرباً لفريق وداد صفرو

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-01-03 15:07:28
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

"حزب الله":"اغتيال العاروري اعتداء خطير على لبنان ولن يمر دون رد"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-03 12:29:40
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

"حزب الله":"اغتيال العاروري اعتداء خطير على لبنان ولن يمر دون رد"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-03 12:29:35
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

تحميل تطبيق المنصة العربية