التوسل هوطلب الوساطة والنادىء بكل ما يعتقد بعلوشأنه عند الله لتمضية حاجة ما. وأيضا يعني التقرب إلى الله تعالى بشيء يحبه ويريده، بل قد يحدث هوالذي أمر به عباده حتى يطلبوا منه الأمور من خلال طريق معينة، ويعتقد بهذا المعنى أغلب المسلمين . ويعتقد أغلب المسلمين بالتوسل ويرون مشروعيته.

التوسل في القرآن

•  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  (سورة المائدة: 35).
•  وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا  (سورة النساء: 64).
•  أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا  (سورة الإسراء: 57).
•  قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ  قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ  (سورة يوسف: 97-98).
•  وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ  (سورة التوبة: 99).
•  خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  (سورة التوبة: 103).
•  وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ  (سورة القصص: 15).

التوسل في أحاديث أهل السنة

• نطق الإمام جلال الدين السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور عند تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه حدثات فتاب عليه : «أخرج الطبراني في المعجم الصغير والحاكم وأبونعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن عساكر عن عمر بن الخطاب نطق نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه، حمل رأسه إلى السماء فنطق: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي،يا ترى؟ فأوحى الله إليه: ومن محمد،يا ترى؟ فنطق: تبارك اسمك. لما خلقتني حملت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب "لا إله إلا الله محمد رسول الله" عملمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك. فأوحى الله إليه: يا آدم انه آخر النبيين من ذريتك، ولولا هوما خلقتك".»
• حديث فاطمة بنت أسد: «عن أنس بن مالك، نطق: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي، ولج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس عند رأسها، فنطق: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسونني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الاخرة"، ثم أمر حتى تغسل ثلاثا وثلاثا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور، سكبه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه، وكفنت فوقه، ثم نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، وأبا أيوب الأنصاري، وعمر بن الخطاب، وغلاما أسود يحفروا، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ، ولج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاضطجع فيه، ونطق: "الله الذي يحيي ويميت وهوحي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين"، ثم كبر عليها أربعا، ثم أدخلوها القبر، هووالعباس، وأبوبكر الصديق رضي الله عنهم.»
• حديث الأعمى: «عن عثمان بن حنيف حتى رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فنطق: ادع الله حتى يعافيني نطق: إذا شئت دعوت وإن شئت صبرت فهوخير لك نطق: فادعه نطق فأمره حتى يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعوبهذا النادىء: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في).» فعاد وقد أبصر - وفي رواية - نطق ابن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى ولج علينا كأن لم يكن به ضر. رواه الإمام أحمد والطبراني والحاكم والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة. نطق أبوإسحاق السبيعي هذا حديث سليم. ونطق الإمام الترمذي هذا حديث حسن سليم غريب لا نعهده إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهوالخطمي وعثمان بن حنيف هوأخوسهل بن حنيف. ونطق الحاكم النيسابوري في المستدرك: هذا حديث سليم الإسناد، ولم يخرجاه. أي لم يخرجه البخاري ومسلم في سليميهما.
• حديث عام الفتق: روى الدارمي في مسنده المعروف بسنن الدارمي عن أبي الجوزاء نطق: قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها: فنطق انظروا إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لاقد يكون بينه وبين السماء سقف فعملوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق.
• حديث اللهم إني اسألك بحق السائلين عليك: «عن أبي سعيد الخدري نطق: نطق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة فنطق: (اللهم إني أسألك بحق السائلين وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء سقماتك أسألك حتى تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إلا وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل عز وجل عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته)".» رواه الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، وابن ماجة، وابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة. وهذا حديث حسن حسَّنه: أمير المؤمنين في الحديث شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في كتاب نتائج الأفكار. والحافظ زين الدين العراقي في المغني عن حمل الأسفار. والحافظ شرف الدين الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح. والحافظ أبوالحسن المقدسي كما في الترغيب والترهيب. والحافظ جلال الدين السيوطي في تحفة الأبرار بنكت الأذكار.
• سيرة الإمام مالك مع أبي جعفر المنصور: وفيها أنه سأل مالكاً فنطق: يا أيا عبد الله أأستقبل القبلة وأدعوأم استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنطق: ولم تصرف وجهك عنه وهووسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به.
• حديث استسقاء بلال بن الحارث بعد وفاة الرسول: روى البيهقي وابن أبي شيبة: حتى الناس أصابهم قحط في خلافة عمر - رضي الله عنه - فاتى بلال بن الحارث - رضي الله عنه - وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ونطق يا رسول الله: استسق لأمتك فإنهم هلكوا فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وأبلغه أنهم سيسقون.
• حديث استسقاء عمر بن الخطاب في عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب: روى البخاري في سليمه: «عن أنس بن مالك حتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فنطق: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. نطق: فيسقون.»
• حديث العتق: روى في الجوهر المنظم حتى أعرابياً وقف على القبر الشريف ونطق: «اللهم إذا هذا حبيبك وأنا عبدك والشيطان عدوك، فإن غفرت لي سرّ حبيبك وفاز عبدك وغضب عدوك، وإن لم تغفر لي غضب حبيبك ورضي عدوك وهلك عبدك، وأنت أكرم من حتى تغضب حبيبك وترضي عدوك وتهلك عبدك، اللهم إذا العرب الكرام إذا توفي فيهم سيد أعتقوا على قبره، وإن هذا سيد العالمين فأعتقني على قبره، نطق الصمعي فقلت: يا أخا العرب إذا الله قد غفر لك وأعتقك بحسن هذا السؤال.»
• حديث السؤال بمحمد والأنبياء: يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده حتى أبا بكر الصديق أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنطق: إني أتفهم القرآن ويتفلت مني فنطق له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل «اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وبموسى نبيك وعيسى روحك وحدثتك وبتوراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد بكل وحي أوحيته وقضاء قضيته.»
• حديث نادىء حفظ القرآن: ذكره موسى بن عبد الرحمن الصنعاني صاحب التفسير بإسناده عن ابن عباس مرفوعاً أنه نطق: «من سَرَّه، حتى يوعيه الله عز وجل حفظ القرآن، وحفظ أصناف الفهم، فليخط هذا النادىء في إناء نظيف، أوفي صحفة قوارير بعسل، وزعفران، وماء مطر، ويشربه على الريق، وليصم ثلاثة أيام، وليكن إفطاره عليه، فإنه يحفظها إذا شاء الله عز وجل، ويدعوبه في أدبار صلواته المكتوبة: "اللهم إني أسألك بأنك مسئول ، لم يسأل مثلك، ولا يسأل، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك، وإبراهيم خليلك وصفيك، وموسى كليمك ونجيك، وعيسى حدثتك وروحك...» وذكر تمام النادىء.
• حديث استفتاح اليهود على المشركين بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. يروي عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نطق: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فحدثا التقوا هزمت يهود فعاذت بهذا النادىء: اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا حتى تخرجه لنا آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم فكانوا إذا دعوا بهذا النادىء هزموا غطفان فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كفروا به فأنزل الله تعالى: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا...).
• روى الإمام أحمد والترمذي «عن أنس بن مالك عن أبيه نطق سألت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يشفع لي يوم القيامة فنطق أنا فاعل نطق قلت يا رسول الله فأين أطلبك نطق اطلبني أول ما تطلبني على الصراط نطق قلت فإن لم ألقك على الصراط نطق فاطلبني عند الميزان قلت فإن لم ألقك عند الميزان نطق فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن.» نطق الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعهده إلا من هذا الوجه.
• روى ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، والنووي في الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار حتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر حتى يقول العبد بعد ركعتي الفجر ثلاثاً: «اللهم رب جبريل، وإسرافيل، وميكائيل، ومحمد النبي صلى الله عليه وسلم، أعوذ بك من النار.»
• روى البخاري والطبراني «نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم". ونطق: "إن الشمس يوم القيامة تدنوحتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، فيقول: لست بصاحب ذلك، ثم موسى، فيقول كذلك، ثم محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع، فيقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا، يحمده أهل الجمع كلهم".»

التوسل بالنبي والأئمة في أحاديث الشيعة

تعتقد الشيعة بأن التوسل بالنبي والأئمة، باب من أبواب التوجه لله سبحانه، وقد يحدث لأجل كون الشخص محبوباً لدية سبحانه وتعالى والمتوسل به، لا يؤثر في المسائل على نحوالاستقلال.

• بحار الأنوار: (اللهم إني أتوسل إليك بهم وأتقرب إليك وأتوجه إليك اللهمَّ اغفر لي بهم وتجاوز عن سيئاتي بهم وارحمنا بهم وأشفعني بهم اللهمَّ أني أسئلك بهم حسن العافية).

حكم التوسل عند طوائف المسلمين

التوسل إلى الله بنادىئه، وبأسمائه وصفاته، وبصالح الأعمال هي أمور متفق عليها بين جميع المسلمين. أما التوسل بالنبي في حياته وبعد مماته، وبسائر الأنبياء والصالحين، فهي مسألة خلافية بين فهماء المسلمين:

• تعتقد بعض الطوائف ومن بينهم فهماء الصوفية حتى التوسل بالنبي في حياته وبعد وفاته هوأمر متفق عليه بين المسلمين طيلة فترة السلف ولم يكن محل نقاش إلا بعد مضي ستة قرون على وفاة النبي محمد فكان حتى أثير الخلاف في التوسل بالنبي بعد مماته والتوسل بغيره كالأئمة ووالأولياء، ويستشهدون بنصوص من الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح من بينها الحديث الذي رواه عثمان بن حنيف وسيرة الرجل مع عثمان بن عفان والتي صححها الطبراني وغيره، والذي ورد فيه النص التالي بجواز التوسل بالنبي محمد في حياته وبعد وفاته: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمــد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي" . بينما أجاب المانعون من التوسل بالذات أنه لم يكن محل نقاش عند القرون المتقدمة لأنه لم يكن معروفا عن القرون الأولى وإنما سقط عند المتأخرين، وأن حديث عثمان بن حنيف السابق هوحجة للاستدلال بنادىء النبي لا بذاته، لأن السيرة كلها تدور على النادىء ليس فيهاذكر شي من الجاه أوالذات، ويذكرون أنه لايصح نسبة المنع لابن تيمية وأنه أول من نطق به، بل سبقه فهماء كأبي الحسن القدروي في شرحه كتاب الكرخي والمتوفى 428هـ وابن بلدجي في شرح المختار . ومنهم من نطق أنه لا يجوز التوسل بأحد من الخلق إلاّ بالنبي محمد وحده دون التفريق بين حياته أومماته، ومن القائلين بهذا الإمام العز بن عبد السلام.
• فالسلفية: يعتقدون بجواز التوسل بنادىء النبي واستغفاره في حياته دون مماته. أما التوسل إلى الله بذات النبي وذوات غيره من الأنبياء والصالحين (كأن يقول: اللهم إني أسألك بفلان، أوأتوسل إليك بحق فلان، أوبجاه فلان)، فهي عبادة غير مشروعة لم ترد بها نصوص سليمة حسب اعتقادهم، ولم يعملها أحد من السلف، وإن كانوا يقرون بأنها مسألة خلافية لا يجوز الغلوفي الإنكار على فاعلها، أوتكفيره. أما التوسل إلى الأنبياء والصالحين بعد وفاتهم، بالتوجه إلى قبورهم وطلب قضاء الحاجات منهم ظناً أنهم يقضون هذه الحوائج، فهوما ينكره السلفية بشدة، ويرون أنه غير مشروع، وأنه مخالف لمقتضيات التوحيد وإخلاص العبادة لله. ويعتقدون حتى حديث عثمان بن حنيف كان مثالاً للتوسل بنادىء النبي حال حياته، وليس فيه توسل بذات النبي، لقول الضرير في الحديث "ادع الله ان يعافيني". وأن الزيادة التي وردت وفيها سيرة الضرير مع عثمان بن عفان، فهي زيادة لم يصح إسنادها عند الألباني.
• الشيعة: اتفق الشيعة بجواز لتوسل بالأنبياء والصالحين سواءً كانوا أحياءً أوأمواتاً. ويأخذ جميع أهل السنة على الشيعة مبالغتهم في التوسل بآل البيت وغلوهم في ذلك.

أنواع التوسل

التوسل منه ما مشروع ومنه ما ممنوع ومنه ما مختلف فيه.

التوسل المشروع

وهوالذي دل عليه الكتاب والسنة وهوثلاثة أنواع وهي:

1. التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا لقوله تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾.
2. التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة. وأفضل شيء يتقرب به العبد إلى الله تعالى إيمانه وعمله الصالح حتى يستجيب الله توسله ونادىءه. ودليله ما اتى في السليمين من سيرة أصحاب الغار، الذين دعوا الله بصالح أعمالهم فأنجاهم الله.
3. التوسل بنادىء الرجل الصالح، للأحاديث الكثيرة التي فيها طالب الصحابة النادىء من النبي .

التوسل الممنوع (المحرم)

التوسل الممنوع باتفاق هو: عبادة غير الله تعالى بحجة حتى المعبود من دون الله سيشفع لمن عبده عند الله، وهذا عمل المشركين الذين نطق الله عنهم: ﴿والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى...﴾. ونطق سبحانه عنهم أيضاً: ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله...﴾.

التوسل المختلف فيه

والتوسل المختلف فيه هو: التوسل بالأنبياء والصالحين، وقد اختلف أهل الفهم في هذا التوسل على قولين:

القول الأول

أن ذلك مشروع، وعلى هذا القول جماهير فهماء الصوفية، ومن تأثر بهم، وأكثر الأشاعرة.

القول الثاني

أن ذلك ممنوع وهوقول أبي حنيفة وابن تيمية وفهماء أهل السنة والجماعة، وعليه كان الصحابة والتابعون وسائر القرون الثلاثة الأولى.

خط عن التوسل

• قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الأسلام ابن تيمية.
• حكم التوسل بالأولياء والصالحين للشيخ ناصر العقل.
• التوسل أنواعه وأحكامه تأليف العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
• مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام — محمد بن موسى بن النعمان المالكي.
• شفاء السقام في زيارة خير الأنام — تقي الدين السبكي، تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر.
• الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم — ابن حجر الهيتمي.
• محق التقول في مسألة التوسل — محمد زاهد الكوثري.
• إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء — عبد الله بن الصديق الغماري.
• التأمل في حقيقة التوسل — عيسى بن عبد الله مانع الحميري.
• عمدة الكلام في إثبات التوسل والتبرك بخير الأنام — جميل حليم الحسيني.
• التوسل بالصالحين بين المجيزين والمانعين — عبد الفتاح قديش اليافعي.
• التبرك بالصالحين بين المجيزين والمانعين — عبد الفتاح قديش اليافعي.
• حمل المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة — محمود سعيد ممدوح.

انظر أيضاً

• التبرك
• الشفاعة
• شد الرحال
• أهل البيت

المصادر والمراجع

وصلات خارجية

• حكم التوسل، مسقط الألوكة
• التّبرّك والتّوسّل جائز بالإجماع
• إثبات حتى التوسل والاستغاثة بالأنبياء والأولياء جائز وأنه ليس شركا
• عدة أدلة على جواز التبرك والتوسل
• التوسل بالأنبياء والصالحين أمر حسن
• المذاهب الأربعة تقر بمشروعية التوسل
• الدليل على جواز التوسل من أقوال المذاهب الأربعة
• خمسين سؤال عن التوسل بالأنبياء والأولياء وزيارة القبور