الياسق

الياسا قانون صدر عام 1206م وضعه جنكيز خان، وهويشتمل على جانب كبير من الأحكام التي تتعلق بالجزاء والعقاب من أجل نشر الأمن في أراتى الإمبراطورية المغولية.

استطاع جنكيز خان من خلال قانون الياسا حتى يقضي على مسببات الفوضى في إمبراطوريته وينشر الأمن في كافة الأنحاء الخاضعة لحكمه والممتدة عبر هضبة منغوليا، ويوضح قانون الياسا كراهية جنكيز خان للسرقة والزنا وشرب الخمر والظلم.

أصل التشريع

الياسا هي حدثة مغولية الأصل، تعني القاعدة أوالقانون أوالحاكم، وقد وردت على أكثر من وجه في العربية والفارسية، فنجدها ياسا أوياسه، وقد تظهر على الشكل التالي: يساق أوياساق أويسق، وهوالحكم الذي يصدر من الأمير أوالحاكم، وقد دون بالأويغورية، وأطلق على هذا القانون اسم: كتاب الياسا الكبير، الذي كان مرجعاً يتم العودة إليه عند جلوس الخان الجديد على عرشه، أوعند انعقاد المجلس المغولي الأعلى.

الياسا في الحضارة الإسلامية

الياسق أوالياسا هوأول نموذج ظهر في العالم الإسلامي ويخرج عن حدود التشريع الإسلامي، تحدث ابن تيمية في فتواه المشهورة عن التتار، وهوأكثر من فصّل في الياسق، وما هوحاله وشأنه وتاريخه. والحافظ ابن كثير ذكر ذلك باقتضاب في تفسير قول الله: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [5:50] نطق: مثل ما يتحاكم به التتار إلى كتابهم الذي يسمى الياسق.

قانون الياسا

الصرامة التي تميزت بها أحكام الياسا كانت هي الكفيلة بإخضاع تلك القبائل الهمجية، وترويضها وإبعاد الفوضى، وبهذا الأسلوب استطاع توحيد المغول، ونظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والمحكومين ببعضهم البعض، كما نظم علاقات الأفراد.

من أبرز ما ورد في هذا القانون الذي أورده القلقشندي:

من عثر عبداً هارباً أوأسيراً قد هرب، ولم يرده إلى صاحبه قتل.
من أطعم أسير قوم أوكساه بغير إذنهم قتل.
من سقط حمله أوقوسه أوشيء من متاعه وهويكر أويفر في حالة قتال وكان وراءه إنسان فإنه ينزل ويناول صاحبه ما سقط منه، فإن لم ينزل ولم يناوله قتل.
لا يأكل أحد من أحد حتى يأكل منه المناول أولا، ولوكان المناول أميراً، ومن يناوله أسيرا.
لا يختص أحد بأكل شيء وغيره يراه، بل يشركه معه في أكله.
لا يتميز أحد منهم بالشبع على أصحابه، وإن مرّ أحدهم بقوم وهم يأكلون، فله حتى ينزل ويأكل معهم وليس لأحد حتى يمنعه.
منعهم من غسل ثيابهم، بل يلبسونها حتى تبلى.
منع حتى ينطق لشيء أنه نجس، فإن جميع الأمور طاهرة.
ألزمهم ألا يتعصبوا لشيء من المذاهب.
منع من تفخيم الألفاظ وروائع الألقاب، فلا يخاطب الشخص مهما علت مكانته إلا باسمه فقط.
ألزم القائم بعده بعرض العسكر وأسلحتها إذا أراد الخروج إلى القتال، وأن يعرض جميع ساقربة (قائد) عسكره، وينظر حتى الإبرة والخيط فمن وجده قد قصر في شيء مما يحتاج إليه عند عرضه إياه، عاقبه.
إلزام نساء العسكر بالقيام بما على الرجال في مدة غيبتهم في القتال.
تنظيم حلقات الصيد، لما لها من أهمية في التدريب على أساليب الحرب.
الزاني يقتل،
من يعين أحد خصمين على الآخر يقتل،
من بال في الماء يقتل،
من منح بضاعة فخسر، ثم منح ثانية فخسر، ثم منح ثالثة فخسر، يقتل.
من ذَبَحَ ذَبْحَ المسلمين يقتل. فقد كان المغول يعمدون إلى لف قوائم الحيوان للذبح وشق جوفه، حيث يدخل أحدهم يده إلى قلبه، فيمرسه في يده حتى يموت.