شكر النعمة
عودة للموسوعة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومناسبات
|
شُّكْرُ النِّعْمَةُ من أجل وأطيب الصفات التي يجب حتى يتصف بها المسلم، وهي من مكارم الأخلاق. الشكر هوالمجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان. الشُّكْرُ لغةً: شكر - يشكر ، شكرا وشكورا وشكرانا ش ك ر: الْعِرْفَانُ لَكَ لِنِعَمِكَ وَفَضْلِكَ، الاعترافُ والامتنانُ بِمَا قَدَّمْتَ. شكره أوله: أثنى عليه وذكر إحسانه ونعمته. المعجم: الرائد
اشهجروا في قناة "walid hcd"
"الشُّكْرُ مِنَ اللَّهِ": الرِّضَا وَالثَّوَابُ. معجم الغني، المعجم الوسيط
النِّعْمَةُ لغةً: النِّعْمَةُ - نِعْمَةُ: والجمع: نِعَمٌ ، وأنْعُمٌ: ما أنْعِمَ به من رزقٍ ومالٍ وغيره. الرَّفاهةُ وطِيبُ العيش. وينطق: لك عندي نِعمةٌ لا تُنكَر: مِنّةٌ وفَضْلٌ. وينطق: أَعملُه نِعْمَةَ عين: أَعملُه إِكرامًا لعينك. المعجم الوسيط
اصطلاحاً
المسلم يشكر جميع من قدم إليه خيرًا، أو خلق إليه معروفًا، ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، حدثة شكر هي: الجزاء على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان. كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم عليه السلام-:
- في سورة النحل إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، في سورة الإسراء فنطق: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا المعلوم حتى الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة، وهوالمستحق لأن يشكر على جميع النعم.
ذكر الشُّكْرُ في القرآن الكريم
والشكر قيد النعم، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة. فأعظم النعم نعمة الدين، وقد أوفد الله الرسل وأنزل الخط حتى أبان لعباده دينه العظيم ووضحه لهم ثم وفقك أيها المسلم وهداك حتى كنت من أهله.
من السنة المطهرة
أنواع الشكر
شكر الله
- المشروع لمن تجددت له نعمة حتى يسجد سجدة الشكر كما ثبت ذلك من عمل النبي ، وعمل جمع الصحابة، وأجاز بعض الفهماء حتى يأتي مكان السجود بالصلاة فإن المقصود من السجود يحصل بها.
- نطق محمد بن نصر المروزي: وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكرا الله عز وجل. فمن ذلك: حتى الله لما أنعم على نبيه بفتح مكة اغتسل وصلى ثمان ركعات شكرا لله عز وجل.
ومضى كثير من الفهماء إلى حتى المشروع عند تجدد النعم هوسجود الشكر، وأنه لا تشرع صلاة تسمى صلاة الشكر، وأما هذه الصلاة التي صلاها رسول الله في بيت أم هانئ يوم الفتح فهي سبحة الضحى، كما صرحت بذلك أم هانئ في رواية مسلم للحديث وهي راوية الخبر وأدرى بمأخذه.
- اتى في حواشي التحفة: يسن مع سجدة الشكر كما في المجموع الصدقة والصلاة للشكر، ونطق الخوارزمي لوأقام التصدق أوصلاة ركعتين مقام السجود كان حسنا.
من أنواع الشكر لله الشكر بالقلب والخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه وهجر معصيته وأن تدعوإلى سبيله وتستقيم على ذلك . ومن ذلك الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير .
شكر الوالدين
أمرالله عز وجل بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول تعالى في:
- سورة لقمان وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ .
فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على سقماتهما، وعدم إغضابهما.
شكر الناس
المسلم يقدِّر المعروف، ويعهد للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما قدموا له من خير. نطق : (لا يشْكُرُ اللهَ من لا يشْكُرُ الناسَ) [أبوداود والترمذي]. ونطق رسول الله : (إن أشكر الناس لله -عز وجل- أشكرهم للناس) [أحمد].
شكر المفهم
وأحق الناس بأن تقدم له الشكر مُعَلِّمُك؛ لما له عليك من فضل، نطق أمير الشعراء أحمد شوقي.:
قُم للمُـعَلِّم وفِّـه التبـجـيـلا | كــاد العلـم حتى يكـون رســولا | |
أفهمتَ أشرفَ أوأجلَّ من الذي | يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا | |
سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ | علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى |
وحثنا النبي حتى نقدم حدثة الشكر لمن خلق إلينا معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا. نطق رسول الله : (من صُنِع إليه معروف، فنطق لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) الترمذي والنسائي.
أبيات شعر قيلت في شكر النعم
- نطق كلثوم بن عمر:
فلوكان يستغنى عن الشكر ماجد | لعزة ملك أوعلومكان | |
لما أمرالله العباد بشكره | فنطق اشكروا لي أيها الثقلان |
- نطق محمد بن اسحاق الواسطي:
والناس في هذه الدنيا على رتب | هذا يحط وذا يعلوفيرتفع | |
فأخلص الشكر فيما قد حبيت به | وآثر الصبر جميع يفترض أن ينبتر |
أركان الشكر
- الاعترافُ بالنعم باطنًا مع محبَّة المُنعِم.
- التحدُّثُ بها ظاهرًا مع الثناء على الله.
- صرفُها في طاعة الله وسقماته واجتناب معاصِيه.
حالات الشكر
الشكر له ثلاث حالات؛ أول حالة حينما تعزوهذه النعمة إلى الله، فهذا أحد أنواع الشكر؛ إذا قلت: الله عز وجل أكرمني بالصحة، معنى هذا أنك عزوتها إلى صاحبها، وإذا امتلأ قلبك امتناناً بالشكر، فهذه نعمة ثانية، أما حينما ترد على النعمة بعمل صالح فهذا أعلى أنواع الشكر، لقوله تعالى: سورة سبأ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ .
فضل الشكر
إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، نطق تعالى: سورة إبراهيم وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ .
ونطق سبحانه: سورة النساء مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا . ونطق الحسن: حدثا شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشكر أعظم منها.
كيف نمارس فن الشكر
- الطريقة الأولى عندما يؤدي لك إنسان ما عملاً ينبغي حتى تشكره بقولك: شكراً لكم، أوإنني أشكرك شكراً جزيلاً، أوتعبر له عن فرحك وسرورك بهذا العمل ومن ثم تشكره على ذلك. وهذا لن ينقص من قدرك شيئاً، لأن بعض الناس يعتقدون حتى شكر الآخرين هوضعف، على العكس هوقوة وطاقة تجد أثرها في نجاحك في المستقبل.
- الطريقة الثانية هي العمل، فينبغي عليك حتى تنجز عملاً للآخرين تعبر لهم عن امتنانك لهم. تساعد أخاك على قضاء حاجة ما، أوتفرج عنه هماً، أوترسم الابتسامة على وجهه، أوتدخل السرور إلى قلب طفلك أوزوجتك أوأخيك أوأبيك...
ويمكن القول إذا الفهماء لم يدركوا أهمية هذه العملية إلا حديثاً جداً، ولكن الإسلام جعل الشكر جزءاً مهماً يمارسه المؤمن عبادة وطاعة لله عز وجل، وقد جعل الله جزاءك الجنة إذا شكرت الله وشكرت الناس.
الفرق بين الشكر والحمد
من وجهين:
- الأول: الشكرقد يكون بالجوارح، والحمدقد يكون باللسان وبالقلب.
ولذلك نسمع بسجود الشكر، ولا نسمع بسجود الحمد، لأن الشكرقد يكون بالجوارح. ومضى في أركان الشكر أنهقد يكون بتسخير النعمة في طاعة الله، وهذا عمل، والعمل بالجوارح.
- الثاني: الشكرقد يكون عند البلاء، والحمدقد يكون على جميع حال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته سراء نطق: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»، وإن هبط به بلاء نطق: «الحمد لله على جميع حال».
ممارسة الأ نبياء للشكر
هذا هوسيدنا سليمان عليه السلام يشكر الله ويقدر نعمه يقول تعالى على لسان سليمان:سورة النمل قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ .
وكذلك سيدنا لقمان شكر الله تعالى، فقد فهمه الله الحكمة وأول قواعد الحكمة الشكر لله، يقول تعالى: سورة لقمان وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ . وكأن الله يريد حتى يعطينا إشارة قوية لأهمية الشكر وأنه جزء من الحكمة بل هوالحكمة: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ).
ونطق الله في حق سيدنا نوح عليه السلام: سورة الإسراء ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا انظروا كيف من الممكن أن يركز القرآن على الشكر ويجعله صفة لأنبياء الله سبحانه وتعالى لنقتدي بهم وهذا هوالنجاح الحقيقي وليس نجاح الثروة والمال
عدم الشكر وآثاره
المسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله - سبحانه - على نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القرآن الكريم، فنطق تعالى:
- سورة النمل قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ .
ونطق الإمام على -رضي الله عنه-: كفر النعمة لؤم. ونطق تعالى:
- سورة إبراهيم وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ .
فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين
قصص عن الشكر
- يحكى حتى رجلا ابتلاه الله بالعمى وبتر اليدين والرجلين، فدخل عليه أحد الناس فوجده يشكر الله على نعمه، ويقول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فتعجب الرجل من قول هذا الأعمى مقطوع اليدين والرجلين، وسأله: على أي شيء تحمد الله وتشكره،يا ترى؟ فنطق له: يا هذا، أَشْكُرُ الله حتى وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا وبدنًا على البلاء صابرًا.
- يحكى حتى رجلا مضى إلى أحد الفهماء، وشكا إليه فقره، فنطق العالم: أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم،يا ترى؟ فنطق الرجل: لا. فنطق العالم: أيسرك أنك اخرس ولك عشره آلاف درهم،يا ترى؟ فنطق الرجل: لا. فنطق العالم: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم،يا ترى؟ فنطق الرجل: لا. فنطق العالم: أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا،يا ترى؟ فنطق الرجل: لا. فنطق العالم، أما تستحي حتى تشكومولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا. فعهد الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.
منطقات ذات صلة
|
مراجع
وصلات خارجية
- الفتاوى الإسلامية.
- دليل المواقع الإسلامية المتكامل.
- الشبكة الإسلامية.
- مسقط الإسلام مسقط متعدد اللغات.
- الموسوعة الحديثية الإلكترونية
- http://islamstory.com/ar
التصنيفات: أخلاق إسلامية, امتنان, مصطلحات إسلامية, مصطلحات عربية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة محمد/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات