المنان (أسماء الله الحسنى)
عودة للموسوعة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة عن: |
مصطلحات مرتبطة
|
تعابير مرتبطة
|
الإيمان والتوحيد
|
منطقات متعلقة
|
انظر أيضاً
|
اسم المنان لم يرد في القرآن الكريم، ولكنه ورد في السنة المطهرة، مراداً به الفهمية، ودالاً على كمال الوصفية، كما تعودنا في أسماءه الحسنى الثابتة، وقد ورد هذا الاسم في سنن أبي داود، من حديث أنس رضي الله عنه، أنه كان مع رسول الله رجل يصلي، ثم نادى، فنطق هذا الرجل: «اللَّهمَّ إني أَسأَلُكَ بِأنَّ لَكَ الحمدَ، لا إِلهَ إِلا أنْتَ، المَنَّانُ، بَديعُ السَّمَواتِ والأرضِ، ذوالجَلالِ والإِكْرَامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، فنطق رسولُ الله لأصحَابِهِ: أتَدرونَ بمَ دَعَا ،يا ترى؟ نطقوا: اللهُ ورسولُهُ أفهم، نطق: والذي نفسي بيده، لَقَدْ دَعا الله باسمه الأعظم، الذي إِذَا دُعِيَ به أَجَابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى».
معنى المنان في اللغة
البتر
المنان في اللغة صيغة مبالغة، مِن العمل منّ يمُن مَناً، معنى منّ، يمن، مناً: أي بتر يبتر، بتر الشيء، ومضى به، معنى ذلك أنه منّ. شيء آخر، منّ عليه، أي أحسن وأنعم عليه. وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (سورة القلم) أي غير محسوب، أوغير مقطوع، أوغير منقوص، هناك معان دقيقة لمنّ منّ، يمن، مناً، اسم المبالغة ( المنان )، على وزن فعّال، كأن تقول: غفّار. وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (سورة طه) إن اسم الله إذا اتى بصيغة المبالغة فيعني مبالغة في الكمّ، أوفي النوع، فالله عز وجل إذا قلت: يا غفار، فإنه يغفر أكبر ذنب تتصوره، وإذا قلت: يا غفار فيغفر مليون ذنب، والصلح مع الله يتم بنظرة واحدة، والدنيا ساعة فاجعلها طاعة، والصلح سريع. أيها الإخوة، بعض الفهماء نطق: المنة ؛ النعمة الثقيلة. قدم إنسانٌ لإنسان هدية بألف ليرة، هذا عمل طيب، أما حتى يعطيك بيتاً، ومركبة، وأرضاً، ورأس مالٍ، بلا لقاء، فهذا عطاء كبير بمقياس البشر. فالمن النعمة الثقيلة، ولا تكون حقيقة إلا لله عز وجل، لأن الله سبحانه وتعالى منحك نعمة الإيجاد، أوجدك، ولم تكن شيئاً مذكورا، منحك نعمة الإمداد، منحك نعمة الهدى والرشاد، فالنعم العظيمة، النعم الجليلة، هي نعم الله عز وجل.
المنن والنعم الثقيلة لا تصح حقيقة إلا لله
شيء آخر: هذه الدنيا أعطاها الله لمن يحب، ولمن لا يحب، أعطاها لقارون وهولا يحبه، وأعطاها لسيدنا عثمان بن عفان، كان غنياً وهويحبه، هذه الدنيا منح الدنيا لمن لا يحب، أعطاه لفرعون، وأعطاه لنبيه الكريم سليمان، لأن الدنيا تنتهي بالموت فلا تعد عطاءً يليق بكرم الله. لذلك المنن ؛ النعم الثقيلة، لا تصح حقيقة إلا بنعم الله، وأكبر نعمة يمكن حتى تصل إليها نعمة الهدى، لأن المال عرض حاضر، يتوقف القلب فتصبح جميع أموالك المنقولة وغير المنقولة للورثة، في ثانية كان إنسان ملء السمع والبصر فأصبح خبراً على الجدران، ينطق فيه: رحمة الله عليه، كان إنسانا فصار جثة، وأحيانا يسافر الإنسان راكبا فيرجع بضاعة في صندوق، لها معاملة، وتخليص، وتقرير، كان إنسانًا فصار خبرًا، فلذلك لا يليق بكرم الله حتىقد يكون عطاءه منبتراً، والدنيا دار انقطاع، لذلك الموت ينهي غنى الغني، ينهي فقر الفقير، ينهي قوة القوي، ينهي ضعف الضعيف، ينهي وسامة الوسيم، ينهي دمامة الدميم، ينهي صحة السليم، ينهب سقم المريض. الدنيا دار بلاء وانقطاع، من جميع شيء إلى لا شيء، من جميع شيء إلى كفن، كان بتوقيع على دفتر شيكات يمنح مليارات، فأصبح ملفوفاً بكفن، والغريب حتى هذا الكفن ليس له جيب يضع فيه دفتر شيكات، هذه الحقيقة. فلذلك المنن ؛ النعم الثقيلة، ولا تصح حقيقة إلا بنعم الآخرة، لذلك: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ (سورة الأحزاب ، الآية 71) البطولة حتى تفوز فوزاً عظيماً، البطولة حتى تستحق الجنة. إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (سورة القمر) البطولة كما نطق الإمام علي رضي الله عنه: << الغنى والفقر بعد العرض على الله >>. ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ (سورة الزمر ، الآية 15) لكن المنان هوالذي يقدم لك نعمة ثقيلة، وعلى الحقيقة هي نعم الله عز وجل، ولكن هناك مَن يمنّ عليك، يقول لك: لحم كتفك من خيري، هذا منٌ بالقول، وهومستقبح، وهناك منٌ بالعمل ؛ حتى يعطيك، حتى يملكك، أما المنّ بالقول فمستقبح، ولكن الفهماء أجازوه في حالة نادرة، حينما تُكفَر النعمة. أفهمه الـرماية جميع يوم *** فلما اشتد ساعده رماني وكم عملته نظم القوافي *** فلما قـال قافية هجاني المنّ حقيقة بالعمل لا يليق إلا لله، أما المنّ بالقول فيعمله معظم السفهاء، لذلك: ﴿ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ (سورة البقرة ، الآية 264 ) هناك إنسان حدثا عمل خيراً يذكره، كيف من الممكن أن البيت ،يا ترى؟ هل أنت مرتاح فيه إذا شاء الله ،يا ترى؟ إذا أعطاه ثيابا، هل أنت مرتاح إذا شاء الله، وهل القياس مناسب ،يا ترى؟ يقولها أمام الناس. ﴿ لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ (سورة البقرة ، الآية 264 ) المنّ القولي مستقبح، إلا في حالة نادرة إذا كُفرت النعمة. ( أَلَمْ تَكُونُوا ضلالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي ،يا ترى؟ ) (أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عباس ) حينما عثر الأنصار على أنفسهم في لعاعة من الدنيا تألف النبي بها قوماً ليسلموا، ووكلهم إلى إسلامهم، فَقَالَ لِلأَنْصَارِ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي ، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي " ، كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ...» فلذلك المنّ مقبول في حالات نادرة ؛ حينما ينسى الإنسان الخير، ينسى العطاء فيذكره غيرُه به.
المصدر
- [1]
الرقم | أسماء الله الحسنى | الوليد | الصنعاني | ابن الحصين | ابن منده | ابن حزم | ابن العربي | ابن الوزير | ابن حجر | البيهقي | ابن عثيمين | الرضواني | الغصن | بن ناصر | بن وهف | العباد |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
154 | المنان |
التصنيفات: أسماء الله الحسنى, مقالات بدون مصدر منذ مايو 2015, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2015, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة القرآن/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات