الالتفات
عودة للموسوعةهواُسلوب بلاغيّ مستعمل في اللغة العربيّة. ويعني نقل الكلام من وِجهة إلى أُخرى. من ضمير المتحدث إلى المخاطب أوالعكس، ومن المخاطب إلى الغائب، إلى غير ذلك. والالتفات في اصطلاح البلاغيين هوالتحويل في التعبير الكلامي من اتجاه إلى اخر.
واللفت لغةَ يعني الصرف، لفت وجهه عن فلان: أي صرفه عنه، والتفت إليه: صرف وجهه إليه.
من أسمائه
للالتفات عدة أسماء، فاختلفت تسمية الالتفات باختلاف النحاة القدامى الذين تطرقوا لهذا الإسلوب. التسميّة المتعارف عليها اليوم هي "الالتفات" ويرجع أصل تسمية المصطلح البلاغي بالالتفات إلى الأصمعيّ.
الهجر والتحويل
ترجع هذه التسمية إلى النحويّ أبي عبيدة معمر بن المثنى(ت 209 ه)، والذي يعدّ من أوائل النحويين الذين تحدثوا عن الالتفات في ثنايا كتابه "مجاز القرآن".
الانتنطق
رجع هذه التسميّة إلى أبي زكريا الفراء (ت 207 ه).
محاسن الكلام
ترجع هذه التسميّة إلى ابن المعتز(ت 296 ه) في كتابه "البديع"، حيث أدرج الالتفات تحت هذا الاسم واعتبره من أوّل محاسن الكلام.
أقسام الالتفات
الالتفات من التحدث إلى الخطاب
ومن شواهده قوله تعالى: "وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه تُرجعون" ومقتضى الظاهر حتى يقول: (وإليه أرجع).
الالتفات من التحدث إلى الغيبة
نطق تعالى:"إنّا أعطيناك الكوثر، فصلِّ لربِك وانحرْ". ولم يقل "صلِّ لنا".
الالتفات من الخطاب إلى التحدث
ومن شواهده، قول الشاعر علقمة بن عبدة :
" طحا بك قلب في الحسان طروب بعيد الشباب عصر حان مشيب
يكلفني ليلى وقد شطّ وليها وعادت عواد بيننا وخطوب ".
ففي البيت الأول يتحدث باسلوب الخطاب (طحا بك)، وفي البيت الثاني يتحدث باسلوب المتحدث (يكلفني ليلى).
الالتفات من الخطاب إلى الغيبة
ومن شواهده قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي یُسَیِّرُكم فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَیْنَ بِهِمْ بِرِیحٍ طَیِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِیحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِیطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ لَئِنْ أَنْجَیْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِینَ". فحتى قوله "في الفلك" كان الخطاب، وعندما نطق "وجرين بهم" انتقل إلى الغيبة.
الالتفات من الغيبة إلى التحدث
ومن قوله: "وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّیَاحَ فَتُثِیرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَیِّتٍ فَأَحْیَیْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ". عند الحدثة "فسقناه" انتقل من الغيبة إلى ضمير المتحدث (نحن).
الالتفات من الغيبة إلى الخطاب
ومن قوله: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ مَالِكِ یَوْمِ الدِّینِ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وٕاِیَّاكَ نَسْتَعِینُ". حيث انتقل إلى اسلوب الخطاب بقوله (إيّاك).
أهداف الالتفات
للالتفات فوائد عامة، وهي التفنن والانتنطق من أسلوب إلى آخر لما في ذلك من تنشیط السامع،واستجلاب بصفائه، واتساع مجاري الكلام، ولفت انتباهه.
المراجع
- ^ الميداني، البلاغة العربية أسسها وعلومها فنونها، دار القلم، دمشق، 1996، ط1، ج1، ص: 479.
- ^ ابن منظور، لسان العرب، دار الخط الفهميّة، بيروت، ط1، مادة(ل، ف، ت)
- ^ شوقي ضيف، البلاغة تطور وتاريخ، دار المعارف، القاهرة، ط9، 1965، ص 30.
- ^ نفس المصدر، ص 29.
- ^ ابن المعتز، كتاب البديع، دار المسيرة، بيروت، ط1982، 3، ص:58.
- ^ سورة يس، آية 22
- ^ القزويني، الايضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع، دار الخط الفهميّة، بيروت، ص 75.
- ^ سورة الكوثر، آية 1/2.
- ^ سورة يونس، آية 22
- ^ الميداني، البلاغة العربية أسسها وعلومها فنونها، دار القلم، دمشق، 1996، ط1، ج1، ص:488.
- ^ سورة فاطر، الآية 9
- ^ الميداني، ص 493.
- ^ سورة الفاتحة، آية 2-5.
- ^ الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج 3،ص: 325/326.
التصنيفات: اللغة العربية, بلاغة, مقالات بها وصلات داخلية قليلة منذ أغسطس 2017, جميع المقالات التي بها وصلات داخلية قليلة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, مقالات يتيمة منذ أغسطس 2017, جميع المقالات اليتيمة, بوابة علوم اللغة العربية/مقالات متعلقة, بوابة اللغة العربية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات