ابتلاء
عودة للموسوعة
|
هذه الموضوعة جزء من سلسلة: |
شخصيات محورية
|
أعياد ومناسبات
|
ابتلاء وردت حدثة الابتلاء ومشتقاتها في القرآن سبعاً وثلاثين مرة، وهي من المفردات التي يكثر تداولها في أدبيات خط التفسير والتاريخ والسير ونحوها.
تعريف
يعهد الابتلاء اصطلاحًا، الاختبار والامتحان، والبلاءقد يكون في الخير والشر، كما نطق تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾، نطق أبوالهيثم: «البلاءقد يكون حسنًا ويكون سيئا، وأصله المحنة»، والله -عز وجل- يبلوعبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره، ويبلوه بالبلوى التي يكرهها ليمتحن صبره.
الألفاظ المقاربة للمصطلح أولها علاقة به
- الفتنة: وتأتي بمعنى الاختبار والامتحان ، كما أنها تأتي بمعان أخرى كالإضلال، كقوله تعالى : ﴿فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ﴾.
- المحنة: بمعنى التصفيـة والتهذيب، كما نطق تعالى : ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ﴾ . نطق أبوعبيدة : صفاها وهذبها، وتأتي بمعنى الاختبار كما في قـوله تعالى : ﴿إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ أي اختبروهن .
والخلاصة : إذا حدثات الابتلاء والفتنة والمحنة تشهجر في معنى الامتحان والاختبار، كما حتى بعضها قد يتضمن معاني لا يتضمنها الآخر .
من حِكَم الابتلاء
- تكفير السيئات :
الابتلاءات التي تصيب المؤمن فيصبر عليها سبب لتطهيره من السيئات كما نطق تعالى ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ، (( أي تنقيتهم من الذنوب بالابتلاءات )) .وعن أبي هريرة عن النبي نطق : (( ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه )) ، وإنما نطق : (( من خطاياه )) لأن بعض الذنوب لا تكفر إلا بالتوبة وإرجاع الحق إلى أهله . وعن أبي هريرة نطق : نطق رسول الله : (( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة )) .
- حمل الدرجات (في الدنيا والآخرة):
نطق ابن القيم في ذكره للحكم والغايات المحمودة من ابتلاء يوم أُحد : (( إنه سبحانه هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته، لم تبلغها أعمالهم، ولمقد يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة، فقيض لهم الأسباب التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه .. كما نطق تعالى :﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ .
- تحقيق العبودية لله في السراء والضراء :
نطق ابن القيم في ذكره لحكم الابتلاءات : (( استخراج عبودية أوليائه وحزبه في السراء والضراء، وفيما يحبون وما يكرهون، وفي حال ظفرهم وظفر أعدائهم بهم، فإذا ثبتوا على الطاعة والعبودية فيما يحبون ويكرهون فهم عبيده حقا، وليسوا كمن يعبد الله على حرف واحد من السراء، والنعمة والعافية )) .
- بيان حقيقة الناس ومعادنهم :
نطق الفضيل بن عياض :" الناس ما داموا في عافية مستورون فإذا هبط بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم فصار المؤمن إلى إيمانه والمنافق إلى نفاقه"..،ففي الابتلاءات يتميز الناس، ويظهر جميع واحد على حقيقته كما نطق تعالى : ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْب﴾ .نطق ابن القيم : (( أي ما كان الله ليذركم على ما أنتم عليه من التباس المؤمنين بالمنافقين حتى يميز أهل الإيمان من أهل النفاق، كما ميزهم بالمحنة يوم أُحد ))
حواشي
- ^ انظر للتوسع مادة (( بلا )) ، لسان العرب لابن منظور ، دار المعارف ، جـ1 ، ص 355 .
- ↑ الجامع لأحكام القرآن ،القرطبي ، جـ1 ، ص 387 ، جـ 2 ، ص 173 .
- ^ انظر للتوسع مادة (( بلا )) ، لسان العرب لابن منظور ، دار المعارف ، جـ1 ، ص 355 .
- ^ لسان العرب مادة (( محن )) ، جـستة ، ص 4150 .
- ^ ابن القيم في زاد المعاد ، جـ ثلاثة ، ص 223
- ^ زاد المعاد ، ابن القيم ، بتحقيق الأرناؤوط ، جـ ثلاثة ، ص 221 .
- ^ زاد المعاد ، ابن القيم ، بتحقيق الأرناؤوط ، جـ ثلاثة ، ص 220 .
- ^ البيان والتبيين للجاحظ (ص 453)
- ^ زاد المعاد ، جـ ثلاثة ، ص 220 ، وانظر أيضا طريق الدعوة في ظلال القرآن ، ص 222
وصلات خارجية
- مسقط إسلام ويب
- مسقط الإسلام سؤال وجواب
مواضيع ذات صلة
- صبر
التصنيفات: أخلاق إسلامية, أخلاقيات اجتماعية, صبر, مصطلحات إسلامية, صفحات لا تقبل التصنيف المعادل, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات