الصديق المهدي
ولد في أم درمان (العاصمة الوطنية للسودان) عام 1911م. والده الإمام عبد الرحمن المهدي باعث المهدية في طورها الثاني وإمام الأنصار. والدته السيدة خديجة ابنة الخليفة شريف (خليفة الكرار) وأحد خلفاء الإمام المهدي عليه السلام.
تعليمه
تلقى بعض الدروس في القرآن والفقه بخلوة مسجد الهجرة (الشهير بمسجد الإمام عبد الرحمن) بودنوباوي على يدي الفكي ود أحمد. ثم تفهم الكتاب بودنوباوي. تخرج من كلية غردون التذكارية قسم الهندسة، على ما يرجّح، عام 1933م. شكّل هووأحمد سليمان ومكي المنا وسبعة أعضاء آخرين لجنة الزعفران، وهي اللجنة المسئولة عن تسيير إضراب كلية غردون الشهير (نوفمبر 1931 - 31 يناير 1932م)، وهوالإضراب الذي قام للمطالبة بحقوق الطلاب في التعليم العالي الأكاديمي، وحقوق الخريجين الوظيفية، والذي ساهم الإمام عبد الرحمن –والده- بدور أساسي في إنجاح المفاوضات التي أنهته في 31 يناير 1932م.
حياته العملية
بعد تخرجه من قسم الهندسة بكلية غردون توجه لجزيرة أبا ومكث فترة فيها لتلقي المزيد من المعارف الدينية والعلوم، ولمعايشة الأنصار عن قرب والاشتراك في حياتهم الاجتماعية.
تقلّد بعد ذلك إدارة مشاريع والده دائرة المهدي بكافة أعمالها الزراعية، والعقارية، والتجارية.
شارك في العمل السياسي من حزب الأمة، وقاد وفد الجبهة الاستقلالية لمجلس الأمن في نيويورك 1947م، وذلك أثناء مناقشة مجلس الأمن للمسألة السودانية في الفترة من يوليوإلى سبتمبر 1947م وكان في الوفد أيضا السادة عبدالله خليل، ومحمد صالح الشنقيطي، ومحمد أحمد المحجوب.
أنتخب كأول رئيس لحزب الأمة عام 1949م1. في الانتخابات العامة لعام 1953م فاز ممثلاً لحزب الأمة في دائرة كوستي الشمالية. وهي الانتخابات التي فاز فيها حزب الأمة بـ22 مقعدا في لقاء 53 مقعدا لمنافسه الأول الحزب الوطني الاتحادي، ولكن سرعان ما تتالت الانقسامات داخل الحزب الوطني الاتحادي بعد دخول الأزهري في لقاءة مع السيد علي الميرغني زعيم الختمية. وفي نهاية يونيو1956م سقطت حكومة الأزهري وتمّ تشكيل حكومة الائتلاف من حزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي الموالي للختمية، وتكونت الحكومة الجديدة برئاسة السيد عبد الله خليل سكرتير عام الحزب.
احتدم الخلاف بعدها داخل حزب الأمة بين تيار يقوده رئيس الحزب السيد الصديق المهدي وسكرتير عام الحزب السيد عبد الله خليل. التيار الأول كان يرى فض الائتلاف مع حزب الشعب الديمقراطي، وعقد ائتلاف بديل مع الحزب الوطني الاتحادي، وانتخاب الزعيم إسماعيل الأزهري رئيسا للوزراء ضمن معادلة للإسراع بإجازة الدستور. الذي استقر في ذهن هذا التيار في حزب الأمة حتى حزب الشعب الديمقراطي كان غير جاد في إجازة الدستور. وكان واضحا من توازن القوى داخل حزب الأمة وداخل هيئته البرلمانية حتى الحزب متجه نحوهذا الخيار، ولكن رئيس الوزراء آنذاك السيد عبد الله خليل كان متشككا في صحة هذا الخيار، وقرر بتر الطريق أمام هذا الاحتمال وسلّم السلطة لقيادة القوات المسلحة ضمن اتفاق سياسي معهم على حتى يرتبوا أوضاع البلاد ويضعوا لها دستورها وبعد ستة أشهر يعودوا إلى ثكناتهم.
كانت أغلبية حزب الأمة الممثلة في التيار الذي كان يقوده الرئيس رافضة للانقلاب وأول ضحاياه. ولكن استطاع رئيس الوزراء حتى يقنع الإمام عبد الرحمن المهدي بهذه الأهداف فأخرج بيان التاييد للحكم العسكري وأذيع للجماهير البيان الذي تلاه السيد عبدالرحمن علي طه قطب الحزب الشهير، بالرغم من أنه و13 من أعضاء المخط السياسي للحزب، وعددهم الكلي 15، كان معارضا لتسليم السلطة للحكم العسكري.
حينما تم ذلك في 17 نوفمبر 1958م كان الصديق المهدي (رئيس الحزب) في رحلة لإيطاليا خارج البلاد فبتر رحلته ورجع للبلاد معبرا عن معارضته البالغة لإجراء تسليم السلطة للعسكر، وقام بقيادة معارضة حكم عبود.
بعد وفاة الإمام عبد الرحمن المهدي في 25 مارس 1959م تمت مبايعته إماما للأنصار. في هذه الفترة قاد عملية معارضة النظام العسكري قوميا حيث كان بيت الأمة "مجمع بيت الإمام المهدي وفيه قبة المهدي" هومركز معارضة الحكم العسكري. بادر بكتابة الكثير من المذكرات الموجهة لقيادة الحكم العسكري بضرورة الإيفاء بعهودهم وإجراء الانتخابات العامة وإجراء التحول الديمقراطي وغير ذلك من المطالب القومية، وظل يعارض كافة الإجراءات التسلطية بيدي الحكم العسكري، حتى عدت وفاته بحق ضربة أساسية لحركة المعارضة للحكم العسكري.
تأثر تأثرًا بالغا بحوادث المولد الشهيرة في 21 أغسطس 1961م والتي هجمت فيها القوات الحكومية بالذخيرة الحية على معسكر الأنصار العزل بساحة المولد فأردت فيهم 17 من الشهداء، وتصدوا لها ببسالة وكبدوها بعض الخسائر في الأرواح برغم أنهم عزل بدون أسلحة. وأدى ذلك في النهاية إلى إصابة الإمام الصديق بالذبحة الصدرية حيث رقد طريح الفراش فترة ثم أسلم الروح إلى بارئها في 2 أكتوبر 1961م.
وصـيته
وهوعلى فراش السقم وبحضور الأطباء وعدد من الشهود أدى وصيته بعد حتى طلب حتى يمثل أمامه نجله السيد الصادق المهدي وأملاه الوصية التالية:
ونطق عن الشأن الأنصاري:
أسرته
تزوج من ثلاث من قريباته هنّ:
- ابنة عمه علي: السيدة صفية علي المهدي، وأنجب منها صفوة الكرام، وعمر، وسميرة، وأصفى، وعلي.
- ابنة عمته أم سلمة: السيدة رحمة عبدالله جادالله وأنجب منها الصادق المهدي، وعصام الدين، وفيصل، ووصال، وصلاح الدين.
- وكريمة ابن عمته زينب: السيدة ملكة حسين الخليفة شريف، وأنجب منها مصطفى، ونور الشام، وصافية، وصديقة، وعبد الرحمن المتوكل.
هامش
1 حينما تكون الحزب في مارس 1945 أنتخب السيد عبد الله خليل سكرتيرا عاما.
مراجع
- جهاد في سبيل الديمقراطية: أشرف على إعداده الصادق المهدي.
- يوسف بدري: قدر جيل: مذكرات العميد يوسف بدري.
- الصادق ضوالبيت : تاريخ الجزيرة ابا
- تاريخ الانتخابات البرلمانية في السودان- بنك المعلومات السوداني 1986م.