اقتصاد الفقاعة
مصطلح اقتصاد الفقاعة أوالبالون "The Bubble Economy" هووصف لحالة تحدث عندما تتسبب المضاربة على سلعة ما في تزايد ثمنها، بكيفية تؤدي لتزايد المضاربة عليها. وقتها يبلغ ثمن هذه السلعة مستويات خيالية، في تشبيه انتفاخ البالون، حتى يبلغ فترة ما يسمى بانفجار الفقاعة أوالبالون (الانهيار) وحدوث هبوط حاد ومفاجئ في ثمن هذه السلعة.كذلك يُقصد بهذا التعبير وصف بعض الاقتصادات التي تشهد رواجاً اقتصادياً كبيراً لفترات زمنية محدودة، دون حتى تستند إلى قاعدة إنتاجية متينة قادرة على توليد الدخل المنتظم والاستمرار في الرفاهة والرواج على أسس دائمة ومتواصلة.
يُنظر عامة إلى الفقاعات الاقتصادية على أنها ذات تأثير سلبي على حالة الاقتصاد، لأنها تسبب حدوث حالة التوزيع غير العادل للموارد، في اتجاه استخدامات غير مثلى. بالإضافة لذلك، الانهيار الذي يلي الفقاعة الاقتصادية يمكن له حتى يدمر ويفني مقداراً كبيراً من الثروات، ويتسبب في حالة من السقم الاقتصادي مثل ما وقع في الكساد العظيم عام 1930 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي اليابان عام 1990.
من ضمن السمات السلبية الأخرى للفقاعات الاقتصادية تتمثل في صورة التأثير السلبي على معدلات إنفاق المستهلكين، إذ ينفقون المزيد من الأموال لشراء سلع بأسعار مغالاً فيها، مثل سوق العقارات في انجلترا وأسبانيا وبعض أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ينفق المستهلكون هناك المزيد من الأموال فقط لأنهم يشعرون أنهم أغنى مادياً.
خلال السنوات الأخيرة، ساعد علــــى ظهور "الفقاعات الاقتصادية" وتفاقمها في الكثير من البلدان العربيــة، الميل نحوالمضاربة في أسواق الأراضى والعقارات وبورصات الأوراق المالية، ما نتج منه حصاد ما يسمى "الأرباح القدرية" "Windfall Profits"، وهي الأرباح التي يتم جنيها من دون جهد مبذول أوإنتاج عملي ملموس. وترتبط بذلك دورات إنفاق إضافية تؤدي إلى حدوث المزيد من الرواج الاستهلاكى الترفي، الأمر الذي يغذي دورة جديدة من الإنفاق تساهم في ازدهار إقتصاد الفقاعات. في النهاية يؤدي ذلك لتضخـــم أسعار بعــض الأصول الاقتصادية نتيجة المضاربات المحمومة والتي تؤدي بدورها لحدوث طفرات متوالية في أسعار الأسهم والأراضى والعقارات، دون الاستناد إلى أداء اقتصادى حقيقى.
سبب حدوث مثل هذه الفقاعات محل خلاف كبير، فالبعض يرى حتى الفقاعات الاقتصادية ذات صلة وثيقة بالتضخم وبالتالي فأسباب التضخم هي ذات مسببات الفقاعات بدورها. البعض الآخر يرى حتى هناك ما يسمى "قيمة أساسية" لأي أصل من الأصول، وأن الفقاعات تمثل الزيادة في القيمة الحالية فوق هذه القيمة الأساسية، وأن القيمة الحالية يجب حتى تنخفض في نهاية الأمر إلى القيمة الأساسية.
أمثلة على حالات الفقاعات الاقتصادية التي حدثت على مر التاريخ:
- جنون أزهار التيوليب الهولندية 1637
- شركة البحر الجنوبي (ساوث سي) 1720
- فقاعة القنوات الإنجليزية
- فقاعة الطرق الحديدية
- فقاعة سوق البناء في فلوريدا 1926
- فقاعة بوسايدون 1970
- فقاعة شركات إنترنت 2000