هاروت وماروت
يعتقد المسلمون حتى الملَكين هاروت وماروت نزلا ليظهرا للناسِ الفرقَ بين السحر المطلوب تجنُّبه، وبين المعجزةِ التي هي دليلُ نبوّة الأنبياء عليهمُ السلام، فكانا يعلّمان تعليمَ إنذارٍ لا تعليمَ تشجيع له، كأنهما يقولان: لا تعمل كذا، كما لوسأل سائل عن صفة الزنا أوالقتل فأُخبر بصفته ليجتنبه، أويقولان: فلا تكفر، أي فلا تتفهم السحرَ معتقدًا أنّه حقّ فتكفُرَ.
من القرآن
نطق الله تعالى في سورة البقرة :{وما كفَرَ سليمانُ ولكنَّ الشياطينَ كفروا يُعلّمون الناسَ السحرَ وما أُنزِل على الملكينِ ببابلَ هاروتَ وماروتَ وما يُعلّمانِ من أحدٍ حتَّى يقولا إنما نحنُ فتنةٌ فلا تكفُرْ فيتعلَّمونَ منهما ما يُفرّقونَ بهِ بينَ المرءِ وزوجِه وما هُم بضارّينَ بهِ من أحدٍ إلاَّ بإذن اللهِ ويتعلَّمونَ ما يضرُّهم ولا ينفعُهم (102) .
عصمة الملائكة
يعتقد المسلمون ان هاروت وماروت ملَكان كريمان من ملائكةِ اللهِ الذين لا يعصون اللهَ ما أمرهم ويعملونَ ما يؤمرون، فلا صحَّة أبدًا للقصّة التي تقول إذا هاروتَ وماروتَ ملكان التقيا بامرأة جميلة فعملا معها الفاحشة، فهذا الكلام يعتقد المسلمون انه كفر لان فيه تكذيب للقرءان الكريم.
روابط خارجية
هاروت وماروت
السيرة الكاملة
مسقط السيرة في القرآن الكريم:
ورد ذكر السيرة في سورة البقرة
نطق الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوالشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة: 102]. السيرة: والسيرة: حتى اليهود نبذوا كتاب الله واتبعوا خط السحرة والشعوذة التي كانت تُقْرَأ في زمن ملك سليمان عليه السلام. وذلك حتى الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلى الكهنة، وقد دونوها في خط يقرؤونها ويفهمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليه السلام، حتى نطقوا إذا الجن تفهم الغيب، وكانوا يقولون هذا فهم سليمان عليه السلام، وما تمَّ لسليمان ملكه إلا بهذا الفهم وبه سخر الجن والإنس والطير والريح، فأنزل الله هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وبين كلام السحرة. وما يُعلِّم هاروت وماروت من أحدٍ حتى ينصحاه، ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله، فمن تفهم منا السحر واعتقده وعمل به كفر، ومن تعلَّم وتوقَّى عمله ثبت على الإيمان. فيتفهم الناس من هاروت وماروت فهم السحر الذيقد يكون سبباً في التفريق بين الزوجين، بأن يخلق الله تعالى عند ذلك النفرة والخلاف بين الزوجين، ولكن لا يستطيعون حتى يضروا بالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى، لأن السحر من الأسباب التي لا تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه. فيتفهم الناس الذي يضرهم ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا الفهم لمضرة الأشخاص. ولقد فهم اليهود حتى من استبدل الذي تتلوه الشياطين من كتاب الله ليس له نصيب من الجنة في الآخرة، فبئس هذا العمل الذي عملوه. والخلاصة: حتى الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي اتى به سليمان وأتم له الله به ملكه، وبين الباطل الذي اتىت الكهنة به من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر. وإن ورد غير ذلك في شأن هذه السيرة فلا يبعد حتىقد يكون من الروايات الإسرائيلية.