الصليب (رمز مسيحي)
تهتم الكنيسة المسيحية بالصليب اهتماماً عظيماً ، فالصليب هوموضع الحب الإلهي للبشرية جمعاء برأي الكنيسة ، حيث أظهر الله قمة محبته للناس فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك جميع من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو3 : 16).
فمعنى حدثة الصليب الروحي عند الكنيسة هوجميع عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع بموته الكفاري ، فهوتوفي لأجل خطايا الناس مسمراً على صليب العار لكي يهبنا حياة المجد والفخار. حتى حتى الرسول بولس في كرازته لم يعزم حتى يعهد شيئاً إلا " يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1 كو2 : 2).
كما حتى حدثة الصليب تعني عمل المصالحة ، صالح السماء مع الأرض. صالح اليهود مع الأمم، بل وصالح الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه (كو1 : 20).
والصليب هوايضاً في المسيحية علامة الفوز حيث جرد الابن الحبيب قوات الشر الروحية من رياسات وسلاطين شيطانية جهاراً " ظافراً بهم فيه (في الصليب)" ، ماحياً صك إدانتنا الذي كان ضداً لنا "مسمراً إياه بالصليب" (كو2 : 15 ، 14).
والصليب بالنسبة لنا هومسقط تجلي "قوة الله وحكمة الله" (1 كو1 : 24). فقد استطاع عن طريقه حتى يحل معضلة الإنسان بطريقة فائقة ، ويعيده إلى رتبته الأولى. لم يكن أحد غيره يستطيع حتى يفكر بهذه الطريقة... حتى يحمل الابن لعنتنا وخطيتنا بقوة عظيمة وحكمة رائعة حينما وهبنا الخلاص الذي لا يقدر غيره حتى يعد به أويهبه ، لأنه ليس بأحد غيره الخلاص.
وقد اهتم الكتاب المقدس كثيراً بالصليب فوردت حدثة الصليب 28 مرة في العهد الجديد ، وورد عمل الصلب 46 مرة.
معني حدثة صليب
وحدثة صليب staurov تدل على أداة التعذيب والعقاب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف لنا في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبه مستعرضة لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها ، أوتربط بالحبال.
وهنا نرى الله في محبته ، وكيف يستخدم تطور آلة التعذيب في إعلان محبته ، ففي اليدين المفتوحتين على الصليب يعلن قبوله للجميع، يعلن حتى خلاصه ليس قاصراً على فرد بعينه أوعلى شعب بمفرده بل هوخلاص للجميع كما يقول :"وأنا إذا ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع" (يو12 : 32).
طريقة الصلب
أما عن طريقة الصليب فيمكننا حتى نتعهد عليها تماماً عن طريق الاكتشافات الأثرية فقد كشف فريق من الأثريين - في صيف 1968- عن أربعة قبور يهودية في "رأس المصارف" بالقرب من أورشليم، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمى لشاب توفي مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بينسبعة ، 66م. كما تدل عليه الأواني الفخارية – من عصر الهيرودسيين- التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم "يوحانان". وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن مسببات وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب يسوع المسيح.
كان ذراعا الرجل مسمرتين إلى خشبة الصليب. والأرجح حتى ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على بترة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكان الساقان منحنيين عند الركبتين إلى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كان مصنوعاً من خشب الزيتون. وكان الساقان مكسورين كما يظهر حتى بضربة عنيفة مثلما وقع مع اللصين اللذين صلبا مع يسوع (يو19: 32).
ويبدوحتى طريقة الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الإمبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدوحتى العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 8).
عيد الصليب
يقع عيد الصليب جميع عام في 14 أيلول .
تاريخ
يعود أصل هذا العيد إلى مطلع القرن الرابع عشر عندما زارت المؤمنة هيلانة والدة ألامبراطور قسطنطين فلسطين .
كانت أم ألامبراطور أمرأة مؤمنة وتقية فاضلة تدفعها عبادتها الصادقة والنابعة من عمق أيمانها بالرب يسوع المسيح ، فمضىت إلى القدس لتبحث هناك عن ألاماكن التي قدسها السيد المسيح أثناء حياته ورغبتها في الحصول على خشبة الصليب وسائر الآلات التي استخدمت في آلامه . ففتشت في المكان الذي دفنها فيه المسيحيون أثناء الاضطهادات ، فوجدت ثلاثة صلبان ووجدت الكتابة والمسامير على حدة ، فاحتارت في ايهماقد يكون صليب الفداء ، فاتىوا بالصلبان الثلاثة ووضعوا الواحد تلوالآخر على امرأة مريضة ، فلما لمس صليب الفداء جسم المريضة برئت في الحال من سقمها ونالت الشفاء وتأكد لهم أنة الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح . وقد أوفدت القديسة هيلانة قسماً من الصليب والمسامير إلى قسطنطين وأبقت القسم الباقي في القدس حيث بنت كنيسة فخمة في مكان قبر السيد المسيح المخلص على نفقتها الخاصة وأوفدت القسم الثالث إلى قداسة البابا في روما . ثم زارت بيت لحم محل مهد السيد المسيح وبنت هناك أيضاً كنيسة عظيمة مازالت قائمة حتى الان .
أما الامبراطور فقد أصدر مرسوماً ملكياً يحرم فيه أستعمال الصليب ألة للتعذيب أوتطبيق حكم الموت ، فأضحى الصليب مكرماً ومقدساً وعلامة ورمز للمسحيين .
احتلال القدس
في عام 616 أنقضت على كنائس فلسطين هجمة شديدة بقيادة الملك كسرى احد ملوك الفرس ، ففتح القدس ودمر ونهب الكثير من المدن الفلسطينية وغنم الغنائم بما فيها خشبة الصليب المقدس المعروضة في كنيسة القيامة التي أبقتها القديسة هيلانة .
ولما أعتلى ملك الروم كرسي الملك في القسطنطينية سعى إلى الصلح مع الملك كسرى لكن الأخير لم يرضى ان يعقد صلحاً مع هرقل مهما تساهل في الشروط .
وأظب الملك هرقل على الصلاة والصوم واعتمد على عون الله وجيش جيشاً كبير وهاجم جيوش الفرس الثلاثة وهزمها الواحد بعد الاخر وفر الملك كسرى طالباً النجاة فقتله أبنه شيروه وأسرع الاخير في مفاوضة هرقل ، وكان أول شرط في عقد الصلح أسترجاع خشبة الصليب المقدس والتي كانت في حوزة الفرس لآكثر من ستة عشر سنة ، فتسلمها الملك هرقل من جيش الفرس المهزوم واتى بها إلى القدس ليردها إلى مكانها عام 629 .
دخول الجلجلة
دخل الملك هرقل المدينة حاملاً خشبة الصليب المقدس على منكبه لابساً التاج والأرجوان ولكنه لما دنا من الجلجلة وحاول التقدم شعر بمانع غير منظور يمنعه من السير ، فتعجب هووموكبه وسألوا البطريرك زكريا فنطق : أنظر أيها الملك هل يليق بأن تحمل صليب الفداء وأنت تتفاخر بالألبسة الملكية الفاخرة ، حيث حمله الفادي الألهي بالتواضع والهوان تحت سياط وسيطرة الجنود في طريق الآلام ، فخلع الملك التاج والأرجوان وحتى الحذاء وأرتدى لباساً حقيراً وواصل المسير بالصليب المقدس إلى الجلجلة ووضعه هناك من حيث سلبه الفرس .
عادات وتنطقيد احتفالية
ولهذا العيد طقوس خاصة ومنها اشعال النار . سيرة اشعال النار كما يسردها الكثيرين هي : انه عند اكتشاف صليب السيد المسيح أراد القيمون في القدس ايصال الخبر المفرح إلى الملكة هيلانة في القسطنطينية، فكانت أفضل وسيلة هي إشعال النار على رؤوس وقمم الجبال. فكانت جميع المنطقة ترى النار مشتعلة تقوم بإشعال النار في منطقتها إلى حتى وصل الخبر إلى الملكة هيلانة. فمن هنا اتى هذا التقليد الذي مازال قائما حتى يومنا هذا في كافة المناطق المؤهلة بالمسيحين ..
انظر ايضاً
صلب المسيح
المصادر
- ^ http://www.geocities.com/dryoussefnattia/cross.htm
- ^ http://www.ichk.nl/magazijn/cross.htm
- ^ http://www.qunaya.com/magazine/modules.php?name=News&file=article&sid=297