الهدية الحميدية

الهدية الحميدية أول معجم كردي - عربي وضعه يوسف ضياء الدين باشا الخالدي المقدسي (1884~ 1906) في عام 1892 ، خط القاموس بالاحرف العربية ، أثناء حرب العثمانيين مع روسيا, نفي الخالدي مع آخرين, فوصل فلسطين ليصبح مرة أخرى رئيساً ليلدية القدس. وبعد سنوات من الصراعات الداخلية مع منافسيه في تقلد الوظائف سافر إلى فيينا مرة ثانية ليطبع هناك ديوان الشاعر الجاهلي لبيد العامري, ليصبح ذلك الديوان مرجع المستشرق الألماني هوبر في نقل شعر لبيد إلى الألمانية. بعدها عاد إلى بلاده ليتنقل من بلدة إلى أخرى قاممقاماً حتى انتهى به المقام حوالي 1884 إلى بلدة موتكي الكردية في بدليس. هناك تعهد إلى اللغة الكردية التي يظهر من الواضح أنها استهوته فقام بعمله الخلاق وخط قاموسه الهدية الحميدية في اللغة الكردية الذي حوى الآلاف من مفردات اللغة الكردية الأصيلة. وقد لقي القاموس بعد طبعه سنة 1892 في إسطنبول حفاوة كبيرة من لدن المثقفين الكرد, وقد خط الكثير منهم أشعاراً تؤرخ لصدور هذا القاموس وتمدح مؤلفه مما يشير على الفرحة العارمة التي غمرت قلوب أولئك الكرد وقد رأوا مفردات لغتهم المهملة تضمها دفتا كتاب.

يرى البعض حتى اسم القاموس, ويقصدون من ذلك نسبته إلى السلطان عبد الحميد ( الهدية الحميدية), هوالذي يسره للطباعة والنشر في إسطنبول ، إلا حتى البعض لايوافق هذا الرأي, لأن ذلك كان عادة متبعة وسنة قديمة في تأليف الخط, مثل الحديقة الناصرية, نسبة إلى الشاه ناصر الدين القاجاري, والدرة النادرية نسبة إلى نادر شاه الأفشاري, ولوأراد هذا الرجل المتنفذ طبعه في فيينا لتمكن من ذلك دون حاجة إلى المداهنة والمناورة. وعلى جميع حال فإنه قد أسدى إلى المخطة الكردية واللغة الكردية بشكل خاص معروفاً لا يمكن نسيانه مدى الزمن. اما بالنسبة للنقاش المحتدم حول أصله أهوكردي أم عربي, فالواضح مما تقدم من سيرته أنه فلسطيني ينتمي إلى عائلة عريقة مرموقة لم تدعي النسب الكردي . احتفى به كثيرون من الكرد وغيرهم, واحتفت به الصحافة الاوروبية أيضاً . ومن الذين احتفوا بالكتاب وصاحبه, الشيخ عبد الرحمن ابن مفتي سيرت ومن أشهر فهماء الكرد في عصره كما يقول محمد أمين زكي ويقول الشيخ عبد الرحمن في مدح يوسف ضياء الدين باشا من قصيدة له:

وغدت مآثره الحميدة تخط

عن سيد تجاوز الكرام سليلا

أعني ضياء الدين يوسف من بقدومهٍ

اضحى البلا محلولا

شمس بأرض القدس شيم ضياؤها

فتنورت منها البقاع شعولا

حق علينا شرح متن ثنائه

في جميع يوم بكرة واصيلا

ويورد محمد أمين زكي ابياتا نسبها لمن سماه يوسف ضياء افندي بن الشيخ حسن بن مصطفى مفتي سيرت ويقول مؤرخا لصدور القاموس:

أحلى كتاب في لغى الاكراد قد

جمع الجميع وقد سما ترتيبا

وحوى الاصول الغر غير مغادر

في الكشف إفرادا ولا هجريبا

مذ تم إملاء الهدية أرخت

أملى الكتاب ابن الخليل اديبا

المصراع الثاني من البيت الاخير أملى الكتاب ابن الخليل اديبا ، يوافق وفق حساب الجمل الابجدي تماماً العام الف وثلاثمئة وعشرة للهجرة الموافق للعام الميلادي 1892, 1893, وهوالعام الذي اكده الدكتور محمد مكري في مقدمة القاموس دون حتى يحيل القارئ إلى مصدر معين.

في الحين الذي كان أعلام الكرد يشكرونه على خدمته الجليلة للغتهم الكردية المهملة, كان هويشكر بدوره القنصل الروسي في سوريا وفلسطين على مساعدته بنشر قاموس الهدية الحميدية. ولا يظهر من الرسالة التي أوفدها للقنصل كيف من الممكن أن ساعده القنصل بذلك هل أخذ القنصل نسخاً من الكتاب وأودعها في أرشيف المخطة الشهيرة في بطرسبرورغ مثلاً.

مصادر

الباحث جليلي جليل عن منطق نجم الدين ملا في روزي نوي العدد 12 عام 1970 .

نهضة الأكراد الثقافية والقومية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. نقله عن الروسية بافي نازي ود. ولاتو, كدر. دار المحرر بيروت لبنان الكبعة الأولى 1986.