سعيد بن هبة اللّه
سعيد بن هبة اللّه (436 - 495 هـ) هوأبوالحسن سعيد بن هبة الّله بن الحسين من الأطباء العراقيين المتميزين في صناعة الطب ، وكان أيضاً فاضلاً في العلوم الحكمية مشتهراً بها وكان في أيام المقتدي بأمر اللّه وخدمه بصناعة الطب وخدم أيضاً ولده المستظهر باللّه.
وحدثني الحكيم رشيد الدين أبوسعيد بن يعقوب النصراني حتى أبا الحسن سعيد ابن هبة اللّه كان يتولى مداواة السقمى في البيمارستان العضدي وأنه كان يوماً في البيمارستان وقد أتى إلى قاعة الممرورين لتفقد أحوالهم ومعالجتهم وإذا بامرأة قد أتت إليه واستفتته فيما تعالج به ولداً لها فنطق ينبغي حتى تلازميه بتناول الأمور المبردة المرطبة فهزأ به بعض من كان مقيماً في تلك القاعة من الممرورين ونطق هذه صفة يصلح حتى تقولها لأحد تلامذتك ممنقد يكون قد اشتغل بالطب وعهد أشياء من قوانينه وأما هذه المرأة فأي شيء تدري ما من الأمور المبردة المرطبة وإنما سبيله حتى تصف لها شيئاً معيناً تعتمد عليه ثم نطق له بعد ذلك ولا ألومك في قولك هذا فإنك قد عملت ما أحب منه فسأله عن ذلك فنطق صنفت كتاباً مختصراً وسميته المغني في الطب ثم إنك صنفت كتاباً آخر في الطب بسيطاًقد يكون على قدر أضعاف كثيرة من ذلك الكتاب الأول وسميته الإقناع وكان الواجب حتىقد يكون الأمر على خلاف ما عملته من التسمية فاعترف بذلك لمن حضره ونطق واللّه لوأمكنني تبديل اسم جميع واحد منهما بالآخر لعملت وإنما قد تناقل الناس الكتابين وعهد جميع واحد منهما بما سميته به.
أقول وكان أبوالحسن سعيد بن هبة اللّه موجوداً في سنة 489 هـ لأني وجدت خطه في ذلك التاريخ على كتابه التلخيص النظامي وقد قرأه عليه أبوالبركات ولسعيد بن هبة اللّه من الخط كتاب المغني في الطب صنفه للمقتدي بأمر اللّه منطقة في صفات تراكيب الأدوية المحال عليها في كتاب المغني كتاب الإقناع كتاب التلخيص النظامي كتاب خلق الإنسان كتاب في اليرقان منطقة في ذكر الحدود والفروق منطقة في تحديد مبادئ الأقاويل الملفوظ بها وتعديدها جوابات عن مسائل طبية سئل عنها.