عبد الرحمن شنجول
أبوالمطرف عبد الرحمن بن المنصور الملقب بشنجول (ت. أول رجب 399 هـ) ثالث وآخر حكام الدولة العامرية. تولى الحكم بعد موت أخيه الملك المظفر عبد الملك بن المنصور مسموماً.
مولده ونشأته
أمه عبدة (كان اسمها اورّاكا Urraca) هي ابنة سانشوالثاني من بنبلونة.
سوء المنقلب
اتبع عبد الرحمن شنجول، آخر بني عامر، سلوكاً أخرقاً قوامه الاستهتار بالرعية والانصراف إلى الملذات ومعاشرة سوقة الناس والرعاع، وإذلال الأشراف، وانتهاك الحرمات وتشجيع النادىرة والزنا (ثم تجاوز ذلك كله إلى حتى حمل بعض أصحابه على بعض بحضرته، وفي مجلس شرابه وخلوته). وأحاط نفسه بحاشية من أصحاب السوء السوء حتى أنه اصطحب معه في غزوته إلى جليقية رجلاً (من سفال أهل قرطبة ينطق له ابن الرسان جعله صاحب شرطته وأدناه منه).
وقد رفض هذا السلوك أمراء بني أمية ورجالات قرطبة وكافة أهاليها. لذلك فقد قرر الباقون من بني أمية انتهاز فرصة ابتعاد شنجول عن قرطبة لخروجه في غزوة إلى جليقية للثورة عليه. وكان في مقدمة الأمويين الثوار محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر. وقد ساعدتهم الذلفاء، أم عبد الله والذي اتهمته (أي اتهمت شنجول) بقتل ولدها (الذي هوشقيقه) بالسم، فحقدت عليه وسعت إلى اغتياله وسخرت للمهمة رجلاً من الصنطقبة كان موالياً للأمويين، فاتصل بالأمويين ونادىهم لاسترجاع دولتهم بسماعدة الذلفاء التي تشترط القضاء على شنجول والثأر لولدها عبد الملك. وعملاً أرشدوا الصقلبي إلى محمد بن هشام بن عبد الجبار الذي كان عبد الملك المظفر قد اغتال أباه. ونطقوا للصقلبي حتى هذا الرجل (حران ثائر جسور مخاطر، وقد بلغنا أنه تطلّب هذا الأمر منذ قتلتم أباه، وتآلف من شرار الناس كثيراً، وشيعتنا تلقاه وتؤمله، فلا يناسبكم غيره). واتصل به الرجل ونقل إليه رسالة الذلفاء فوافق على الأمر. وكان الأمويون في هذه الفترة (حدثتهم يومئذ في بغضاء العامريين متفقة، ونفوسهم من مخافتهم مختلسة، فلاذوا بمحمد بن هشام وبايعوه سراً).
المصادر
- ^ وديع أبوزيدون. تاريخ الأندلس. عمـّان: الأهلية للنشر والتوزيع. pp. 290–297.
- ^ ابن عذارى المراكشي. "ج 3". البيان المغرب في تاريخ الأندلس والمغرب. pp. 42–52.
