محمد التابعي

عودة للموسوعة

محمد التابعي

المحرر الكبير محمد التابعى

ولد محمد التابعي محمد وهبة في 18 مايو1896 صحفي مصري. وهومؤسس آخر ساعة ولقب بامير الصحافة.

بدأ محمد التابعى 1924 يخط منطقات فنية في جريدة 'الأهرام' تحت توقيع 'حندس'.

وكان التابعي في البداية يخط في 'روزاليوسف' بدون توقيع، فقد كان يعمل موظفا في البرلمان المصري. وكادت منطقاته السياسية تحدث أزمة سياسية بين الدستوريين والسعديين.

واستنطق التابعي من وظيفته الحكومية وتفرغ للكتابة في 'روزاليوسف' وكان ثمن 'روزاليوسف' في ذلك الوقت خمسة مليمات مصرية، وتسببت منطقات التابعي السياسية القوية في زيادة توزيع 'روزاليوسف'. وأصبح ثمنها قرش صاغ!.

كما أسس مجلة أخر ساعة الشهيرة 1934 وشارك في تأسيس جريدة المصري مع محمود أبوالفتح وكريم ثابت. وجدير بالذكر حتى محمد التابعى هوالصحفى المصرى الوحيد الذى رافق العائلة الملكية في رحلتها الطويلة لأوروبا عام 1937 وكان شاهدا ومشاركا للعديد من الأحداث التاريخية أنذاك. واشتهر التابعي بأنه صحفي يتحقق من معلوماته قبل نشرها.

وكان يحصل علي الأخبار من مصادرها مهما كانت. وكان اسلوبه ساخرا عندما يهاجم. لكنه كان رشيقا مهذبا وأصبح مدرسة خاصة في الكتابة الصحفية.


محمد التابعى مع زوجته وابنه

ومن ضمن أسلوب التابعى الساخر حتى أطلق أسماء هزلية على بعض الشخصيات السياسية المعروفة، وكان يكفى حتى يشير التابعى في منطق إلى الاسم الهزلي ليتعهد القراء على الشخصية المقصودة.

وكما نطق عنه تلميذه مصطفي أمين : «كانت منطقاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع، وحدثا سقط علي الأرض قام يحمل قلمه ويحارب بنفس القوة ونفس الإصرار.

تتلمذ على يديه عمالقة الصحافة والسياسة والأدب مثل محمد حسنين هيكل، مصطفى أمين وعلي أمين، تام الشناوي، إحسان عبد القدوس، أحمد رجب وغيرهم.


الولد البليد في الخط العربي.. أميراً للصحافة

اسمه كاملاً «محمد التابعي محمد وهبة»، ولد علي شاطئ بحيرة المنزلة أما أسرته فهي من المنصورة، وفي أوراق كثيرة نجد تاريخ مولده وهو١٨ مايوعام ١٨٩٦ أي منذ ١١٢ عاماً، لكننا نجد في طلب استنادىئه إلي محكمة الجنايات عام ١٩٢٨، ما يقول: محمد أفندي التابعي ٣٠ سنة - موظف بمجلس النواب، ومقيم بشارع جلال رقم ١٠ قسم الأزبكية للحضور في جلسة الجنايات التي ستنعقد في المحكمة المذكورة يوم السبت ٢١ مارس عام ١٩٢٨م - الساعة ٨ أفرنكي صباحاً وكان عمره المدون في طلب الاستنادىء المؤرخ في مارس عام ١٩٢٨م أنه ثلاثون عاماً، ومعني هذا أنه ولد عام ١٨٩٨م وليس ١٨٩٦م.

هجره والده وهوفي السابعة من عمره عام ١٩٠٣م، والتحق محمد التابعي بالمدرسة الأميرية الابتدائية في المنصورة، وحصل علي الابتدائية عام ١٩١٢م وكان ضعيفاً جداً في مادة الخط العربي.. ثم هبط إلي القاهرة والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية وكان فكري أباظة صديق عمره، ثم انتقل التابعي إلي مدرسة داخلية في محرم بك في الإسكندرية وحصل علي التوجيهية عام ١٩١٧م والتحق بحقوق القاهرة وكانوا أربعة أصدقاء يقضون ليلهم في مسارح شارع عماد الدين وهم: محمد التابعي وفكري أباظة ومحمود حافظ وعلي شريف مسعود، حصل التابعي علي ليسانس الحقوق في عام ١٩٢٣م، وحينما كان يعمل موظفاً في إدارة التموين بمدينة السويس تولي الإشراف علي توزيع مواد التموين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي إلي حتى انتقل إلي القاهرة وعمل موظفاً في قلم الترجمة بمجلس النواب، وهنا بدأت فترة جديدة في حياته.

وأثناء دراسة التابعي في كلية الحقوق، عام ١٩٢١م ظهرت الميول الصحفية بقوة وبوضوح وحين نشرت جريدة «الإجيبشن ميل» منطقاً يهاجم فيه المظاهرات الوطنية للطلبة، خط طالب الحقوق آنذاك - التابعي - منطقاً باللغة الإنجليزية يرد فيه علي ما نشرته الجريدة، ثم أتبعه بمنطق آخر يعرض فيه لمواقف الموظفين الإنجليز في الإدارة المصرية،

ثم طلب منه رئيس التحرير حتى يخط رؤية نقدية بالإنجليزية حول مسرحية «غادة الكاميليا» التي كان يقدمها مسرح رمسيس وخط التابعي منطقاً ينتقد فيه عميد المسرح العربي «يوسف وهبي» بطريقة ساخرة، وراح بعد ذلك يخط في جرائد «السياسة» و«أبوالهول»، و«النظام» و«الأهرام»، بتوقيع «حندس» وتميزت أفكاره بالوضوح ولغته بالسهولة حتي قيل عنه إنه بدأ مدرسة مسرحية أسلوبية جديدة، ووصفه يوسف وهبي قائلاً عنه «الناقد الذي يسقيني السم في برشامة»، ثم خط التابعي نقداً لتمثيل «روزاليوسف» وعزيز عيد وكان يسقط هذه الموضوعات بالإنجليزية بحروف «م.ت.م» أي محمد التابعي محمد.

ولغت «روزاليوسف» منطقه في نقد غادة الكاميليا لأنه لم يجد ما يأخذه علي «روزاليوسف» إلا حتى كعب حذائها كان مزوداً ببترة من الكاوتش، فيما وصف جورج أبيض بأنه فوق النقد، ووصف بشارة واكيم قائلاً «إن المسرح المصري يفخر به».

وعندما ولدت فكرة مجلة «روزاليوسف» في محل حلواني اسمه كساب تطرق الحديث إلي مجلة فنية وظهرت المجلة يوم الأحد ٢٥ أكتوبر عام ١٩٢٥م.

وكان التابعي لايزال يعمل في قلم الترجمة في «البرلمان» ويخط نقداً فنياً لجريدة «الأهرام» بتوقيع «حندس» فيما كان زكي طليمات يخط عن الأدب العالمي الذي لم يكف التابعي عن السخرية منه، ودعت «روزاليوسف» محمد التابعي للعمل معها في المجلة واستجاب وحرص التابعي حتى يخط في السياسة.

وبدأ بباب نسائي يحرره هوبتوقيع «الآنسة حكمت» ثم باب «حواري» وبعض الموضوعات الأخري.

وبعد نقل مقر مجل «روزاليوسف» من ١٠ شارع جلال - قسم الأزبكية - وهوالمنزل الأول لأمير الشعراء إلي مقر حديث يطل علي ميدان التحرير لم يعد التابعي يأتي، ويختفي فوق دراجة وهويحمل أوراق التحرير، بل أصبح رزيناً ورشيقاً، وأصبحت له رهبة، ثم هجر التابعي «روزا» ليقيم لنفسه مجتمعاً خاصاً به يسميه «آخر ساعة» وأخذ معه في هجرته جميع العناصر الرئيسية ومنهم «صاروخان» ومصطفي أمين، وسعيد عبده، فوضعت «روزا» محمود عزمي رئيساً للتحرير وأصبح العقاد الذي انتقل من جريدة «الجهاد» لتوفيق دياب إلي «روزا» من أعمدة المجلة ثم هجر مصطفي أمين «آخر ساعة» ليعمل في «دار الهلال»،

لكن «آخر ساعة» قابلت أزمة فباعها التابعي لمصطفي أمين وكانت «آخر ساعة» قد ظهرت للوجود في ١٤ يوليومن عام ١٩٣٤م، وكان التابعي قد اختار هذا التاريخ الذي يوافق يوم الثورة الفرنسية التي تحمل الشعارات الثلاثة «الحرية - الإخاء - المساواة».

روشتة «الأمير» للشباب: الاسم النظيف هومعيار نجاح الصحفي الشاب

في حدثة قصيرة منسوبة لمحمد التابعي في مجلة «الجيل الجديد» عام ١٩٥٦، تحت عنوان «الاسم النظيف» يقول إذا باب النجاح مفتوح للصحفي الشاب، الذي لا يتملق الرأي العام والذي يؤمن بقضيته مادام علي حق.

ويضيف أنه لوبدأ شريط حياته من أول الطريق، فإنه سيختار الصحافة ليدخل من باب النجاح، والنجاح في الصحافة هو«الاسم النظيف».. ويقول: «والنجاح يختلف برغبة جميع إنسان فهناك من يقيس النجاح بالفلوس، أما بالنسبة لي فهو(الاسم النظيف) وهوأبرز من الثروة، فلوأنني شاب أريد حتى أنجح في الصحافة فلن أحيد عن المراحل التي سرت فيها، وسوف أفرغ ما في صدري ولن يهمني الرأي العام، مادمت أقف بجانب الحق وأناصر المظلوم، فإذا كان الرأي العام لا يتقبل فلن أنزل علي رأيه، فمن واجب الصحفي حتى يفرض رأيه، وكذلك المثابرة علي العمل هي سر نجاح الصحفي».


حروب «التابعي» مع الملك فؤاد والسفارة البريطانية والسراي

عهد القراء محمد التابعي باسم «حندس» علي صفحات «الأهرام»، وحيد عمل مع روزاليوسف حرص علي ألا يبدأ بالموضوعات السياسية لكنه بدأ الرأي السياسي في شكل تعليقات منذ يونيوعام ١٩٢٦.. ومنذ البداية وقف إلي صف سعد زغلول، وظل يمجد ذكراه، ثم انتقل يدعو- من بعده - إلي مصطفي النحاس، وانغمس في السياسة، ووقف أمام محكمة الجنايات عدة مرات، وبخاصة حينما تحولت روزاليوسف من مجلة فنية إلي مجلة سياسية وخاضت المجلة ومعها التابعي الكثير من المعارك السياسية إلي جانب الوفد في لقاءة حكومة الأقلية، وراح التابعي يغمز في الملك أحمد فؤاد وولي عهده «فاروق» وبعض الأمراء الآخرين،

وفي صيف عام ١٩٢٧ بدأ في تعرية ملوك وملكات أوروبا قاصدًا تشويه النظم الملكية، وفي ٢٨ يوليوعام ١٩٢٧ نشرت المجلة منطقاً بعنوان «ولي عهد مصر يجري في عروقه دم فرنسي لأن أمه الملكة نازلي هي حفيدة سليمان باشا الفرنساوي وهوالكولونيل سيف الذي ولج في خدمة محمد علي الكبير.

وفي ٢٩ سبتمبر عام ١٩٢٧ خط منطقاً آخر بعنوان «اعتدي علي سلطة البرلمان فطاحت رأسه» ومع الموضوع صورة لشارل الأول متوجهًا إلي ساحة الإعدام، وفي ١٥ ديسمبر عام ١٩٢٧ نشرت المجلة موضوعًا بعنوان «ما بين الخديوإسماعيل والملكة فيكتوريا - معلومات لم يسبق نشرها»، وفي هذا يقول التابعي: «دخلت السجن في شهر ديسمبر عام ١٩٢٧ وكنت يومئذ موظفًا بسكرتارية مجلس النواب، ولم أكن رئيسًا للتحرير ولا أسقط باسمي، وبادر رجال البوليس إلي القبض علي مع اثنين من أصدقاء المجلة وأودعونا السجن وأكبرت شهامة الصديقين فقد أنكرا معهدتهما بمحرر الموضوع، لكنني اعترفت في الصباح وأفرج المحقق عن الصديقين وقرر استمرار حبسي إلا إذا دفعت كفالة قدرها ٥٠ جنيهًا وبقيت ٧ أيام لعدم توافر الكفالة ثم أفرجوا عني وعهدت حتى صديقي اللدود يوسف وهبي هوالذي دفعها عندما فهم بعجزي عن الوفاء بها.

حارب التابعي السفارة البريطانية والسراي الملكية بضراوة كما حارب وزارة محمد محمود «وزارة اليد الحديدية» وحارب وزارة «إسماعيل صدقي» ثعلب السياسة المصرية وكان محمد محمود حينما تسلم وزارته في ٢٨ أكتوبر ١٩٢٩، أعرب أنه سيحكم البلد بيد من حديد، فسخر منه التابعي قائلاً: «إن يده من صفيح لا من حديد» فأصدر محمد محمود قرارًا بمصادرة المجلة، فنشر التابعي في العدد التالي في الصفحة الأولي بعنوان «عطلها بأه» وعملاً قام محمد محمود بتعطيلها ومصادرتها.

ووقف التابعي أمام محكمة الجنايات يوم السبت في ٢١ مارس عام ١٩٢٨ لمحاكمته بمجموعة اتهامات:

أولاً: لأنه في يوم ٢ أكتوبر عام ١٩٢٧ في القاهرة عاب علنًا في حق حضرة صاحب الجلالة «شاه العجم».

ثانيا: لأنه في يوم ٣ نوفمبر عام ١٩٢٧ عاب علنًا في حضرة صاحب جلالة ملك السويد.. ثالثًا: لأنه في التاريخ ذاته عاب في حق ملكي الدنمارك والنرويج والملكة فيكتوريا، وصدر الحكم بحبس التابعي ستة أشهر، مع إيقاف التطبيق وصدر الحكم في ١٥ أبريل عام ١٩٢٨..

أما القضية الثانية للتابعي فهي المعروفة باسم «الحصانية»، ويتلخص الحادث في حتى رجال الإدارة مضىوا إلي قرية «الحصانية» مركز السنبلاوين في فبراير عام ١٩٣٣، حيث عطلوا وابور الطحين ومضربًا للأرز، اللذين يملكهما الشيخ طلبة صقر وهومن الوفديين المعروفين، وتصدي الشيخ طلبة لهذه الإجراءات القمعية، فأطلق البوليس النار، وقتل ثلاثة أشخاص في هذه اللقاءة..

فخط التابعي ساخرًا من وزير العدل ومأمور القسم فوجهت النيابة للتابعي تهمة السب والقذف في حق وزير العدل أحمد باشا علي والنائب العام محمد لبيب عطية باشا، ومأمور مركز السنبلاوين ونظرت القضية يوم ٢٥ مايوعام ١٩٣٣ وترافع فيها صبري باشا أبوفهم وصدر الحكم في ١٢ مايوعام ١٩٣٣ بالحبس لمدة أربعة شهور.. ودخل التابعي «قرة ميدان» وكان معه في السجن الرسام رخا الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات للعيب في ذات الملك فؤاد.

ابنة «التابعي» تروي تفاصيل عن علاقته بـ «زوزو» وأسمهان وحليم وثومة ويوسف وهبي.. وناصر والسادات

حوار- صدام كمال الدين

بدأ حياته الصحفية دفاعًا عن الموظفين المصريين، منتقدًا الموظفين الإنجليز، الذين يستنزفون أموال الدولة دون عمل، وقيل عنه إنه مؤسس حرية الرأي في الصحافة المصرية وواضع حجر الأساس لها. نطق عن الصحافة: «خلعوا علي الصحافة لقب صاحبة الجلالة، لكن صاحبة الجلالة تحمل علي رأسها تاجًا من الأشواك وحجارته من المتاعب والاتهام والشكوك!

فالصحفي يخط وسيف الاتهام مصلت فوق رأسه، وقليلون منا نحن الصحفيين الذين أوتوا الشجاعة لإبداء رأيهم، ولا يبالون حتى يتهموا في نزاهتهم وأنهم مأجورون ينالون ثمن منطقاتهم من دولة ما أومن جهة ما.. إذا خط الصحفي اتهم في نزاهته، وإذا لم يخط اتهم في شجاعته بأنه لا يؤدي رسالته».

تذكر ابنته شريفة أنها وعت عليه كمحرر وصحفي مشهور أثناء طفولتها، فكانت تنصت إلي مناقشاته في البيت مع أصدقائه فريد الأطرش وكمال الشناوي ونجاة الصغيرة وعبد الوهاب وغيرهم.

وتقول: علاقته بمصطفي وعلي أمين بدأت مع عشرينيات القرن الماضي عندما انضم التابعي لمجلة روزاليوسف، ولأنها كانت مجلة فنية لم يخط لها النجاح اقترح التابعي علي السيدة روزاليوسف حتى تصدر في ثوب سياسي.

وتذكر شريفة التابعي أنه في عام ١٩٣٤ قرر التابعي حتى ينفصل عن روزاليوسف بسبب خلاف في العمل، وبالرغم من هذا لم تتأثر صداقتهما، وبعد رحيل التابعي عن روزا أسس مجلة «آخر ساعة» لينضم إلي العمل معه تلميذاه مصطفي وعلي أمين.

في عام ١٩٤٦ أصيب التابعي بأزمة شديدة نتيجة للضغوط وكثرة العمل، فنصحه الأطباء بالراحة لثلاثة أوأربعة أشهر، ولأنه كان يميل إلي حتىقد يكون صحفيا أكثر من كونه مالك الجريدة وافق علي عرض مصطفي أمين بشراء «آخر ساعة» منه.

وتضيف شريفة التابعي: إنه «علي مر السنين تناقلت الصحف مزحة مفادها حتى التابعي اشتري فكرة آخر ساعة بخمسة قروش وباعها بعشرين ألف جنيه، والحقيقة أنه في بداية تأسيسه المجلة طلب من المحررين حتى يبحثوا معه عن اسم للمجلة، وكتشجيع لهم أبلغهم بأنه سيكافئ صاحب أفضل فكرة بخمسة قروش فاقترح مصطفي أمين اسم آخر ساعة ففتح الدرج وأعطاه الخمسة قروش».

وتذكر شريفة حتى التابعي كان يفضل الاستيقاظ مبكراً، في السادسة صباحاً يتناول إفطاره وهويمارس رياضة المشي ليعود بعد ذلك إلي مخطه ويبدأ عمله، وكان يتناول الغداء في تمام الواحدة والنصف ظهراً، وكانت هذه الوجبة الرسمية لاجتماع العائلة، ولم يكن يرد علي التليفونات أثناء الطعام وكانت والدتها تتولي أمرها وبعد الغداء يرتاح قليلاً حتي الساعة الخامسة..

وكان ممنوعاً إيقاظه من أجل تليفون مهم، وتضيف أذكر حتى الممثل الشخصي للرئيس جمال عبدالناصر وهو«حسن صبري الخولي» اتصل بوالدي وهونائم وطلب إيقاظه فرفضت والدتي فطلب منها إبلاغه بأن ما خطه عن دور الروس في حرب ١٩٦٧ سيعترض عليه السفير السوفيتي، ولهذا يجب حذف إحدي فقراته، فنطقت له والدتي إما حتى ينشر الموضوع كاملاً أولا ينشر وانتهت المكالمة، وبعد استيقاظ والدي انتظرت والدتي حتي تناول طعامه ثم أبلغته بأمر المكالمة، وقتها رنَّ جرس التليفون ليخبروا أبي حتى الرئيس عبدالناصر وافق علي نشر الموضوع كما هو، وأذكر حتى والدي لم يغضب مما نطقته إذ كانت تنوب عنه في بعض الأمور.

وتقول شريفة إذا التابعي كان له الكثير من الأصدقاء المقربين منهم العقاد وكانت بينهما علاقة ودية وتبادل للخط والإهداءات، وفي مخطة التابعي يوجد الكثير من خط العقاد بإهداءاته، وفي فترة سجنومعًا بالإضافة إلي هيكل الذي يطلق علي نفسه آخر العنقود وتذكر أيضًا حتى التابعي كان له طريقة ساخرة ولاذعة في تعليم الآخرين،

ومن أعز أصدقاء التابعي أيضًا سليمان نجيب وكانت تربط بينهما صداقة حميمة استمرت حتي وفاته ولهما ذكريات جميلة معاً في رأس البر مع نجيب الريحاني وتوفيق الحكيم وأم كلثوم وعبدالوهاب والذي كانت تربطه به صداقة قوية، إذ كان الوحيد من أصدقائه المسموح له بأن يدخل حجرة التابعي ويختار من دولابه أي كرافتة تعجبه ولكن في الفترة التي اقتبس فيها عبدالوهاب بعض الألحان الموسيقية انتقده في عدة منطقات من ضمنها «امسك حرامي»،

ولم يؤثر هذا علي صداقتهما، لكن في الفترة الأخيرة لم يكن عبدالوهاب يسأل عنه، وأيضاً يوسف وهبي الذي أطلق علي التابعي أنه صديقه الذي يسقيه السم في برشامة وعندما سئل «لماذا لا تدافع عن نفسك؟» نطق: أفضل حتى يهاجمني التابعي في صفحة كاملة علي حتى يمتدحني في سطور قليلة».

وتضيف السيدة شريفةالتابعي: علي الجانب الشخصي كان للتابعي الكثير من قصص الحب، والتي ربطت بينه وبين الكثير من الفنانات حتي أطلق عليه «دونجوان الصحافة المصرية» بالإضافة إلي الكثير من الألقاب الأخري مثل «أمير الصحافة المصرية والعربية».

وعن علاقاته النسائية تقول: عهدت كغيري حتى الأستاذ كان متزوجاً من زوزوحمدي الحكيم، ولم يدم زقابلما لفترة طويلة، أما أسمهان فكانت مخطوبة له رسمياً، والسبب في معهدتهما ببعض كان عبدالوهاب الذي كان مؤمناً بموهبتها، لأن أسمهان لم تكن معروفة في ذلك الوقت، والوحيد الذي كان بيده حتى يشهر أي شخصية، سواء علي المستوي الأدبي أوالفني، كان التابعي فعهدهما ببعض، وحدث بينهما إعجاب وتمت خطبتهما وفسخا الخطوبة ورجعا لبعض، ثم قرر التابعي حتى يفسخ العلاقة تماما،

وذلك لعدة مسببات منها العاملون معه في آخر ساعة، الذين أبلغوه حتى هذه العلاقة ستؤثر عليه بالسلب، ولن يعطي جهده لآخر ساعة، وهددوا بالاستنطقة في حالة إتمام الزواج، وعندما خط كتاب «أسمهان تروي قصتها»، الذي أعيد نشره مؤخراً خط تاريخها بمنتهي الموضوعية ولم يذكر الجانب الشخصي كصديقة مقربة، لكنه ذكر سيرة حبه لأسمهان في سيناريوبعد تغيير الأسماء، وتحدث عن علاقة الحب التي جمعتهما والخطوبة. أما علاقته بأم كلثوم فكانت علاقة صداقة عميقة جدا، لدرجة أنها كانت تغني أحيانا في منزله.

أما علاقته بالقصر فكانت علاقة حب وكره، بمعني أنه في البداية كان مع الملك، وكان يطلق عليه «الملك المأمول والمحبوب» وكانت له أخطاؤه، وفي الوقت نفسه كان ضحية الحاشية الفاسدة من حوله، والتابعي كان يذكر رأيه بمنتهي الصراحة في الملك، ولذلك كان يرفض حتى يسافر علي نفقته، حتي لا يصبح مدينا لأحد عندما يقول رأيه بصراحة. ومن المعروف أنه عندما وصل الملك فاروق لحد الطغيان ووصل مداه خط عدة منطقات مشهورة تداولتها الجماهير منها «يحيا الظلم»، و«يحيا ظلم جميع جبار»..

ومن صفات التابعي أنه كان شديد الدقة في كتابة مذكراته، فكان يخطها يوماً بيوم، وكان من ضمنها جزء يتحدث فيه عن السيدة زوزوحمدي الحكيم، ولم يتم نشر هذه المذكرات. وتضيف ابنته شريفة: من ضمن أوراق التابعي خطابات من العندليب أثناء تلقيه العلاج بلندن ردا علي منطقات للتابعي خط فيها حتى أسرة عبدالحليم تجهده بالعمل المستمر من أجل المال، وأيضاً حتى عمر الشريف يجهد عبدالحليم بالسهر والحفلات في لندن.

وعن علاقة الحب بين والدها ووالدتها تقول: «والدتي كانت إحدي المعجبات وقرأت كتاب (أسمهان تروي قصتها)، وكانت معجبة جدا بأسمهان وخط التابعي، وكانت بالصدفة موجودة مع الأسرة في شاطئ سان استيفانوفتعارفا وأعجب بها أبي، لأنها كانت تجمع بين الثقافة والشخصية، وبعد الزواج كانت بمثابة سكرتيرة له وتحاول تلبية طلباته كما يريد»..

وفي رصد سريع لعلاقة التابعي بعبد الناصر والسادات تقول شريفة إذا علاقة التابعي كانت في البداية علاقة طيبة مع جميع قادة الثورة، وكانوا يتقابلون في مخطه بآخر ساعة بمثابة مستشار لهم، يعطيهم نصائح سياسية، لأنه كان يأمل حتى تصحح الثورة ما أفسدته الفترة الأخيرة من الحكم الملكي، لكن عندما رأي ما حدث، وكان الفساد قد أضحى أكثر مما كان عليه، بدأ يهاجم عبد الناصر وينسحب من الساحة.

أما السادات فكان من أشد المحبين للتابعي، لدرجة حتى كتاب «من أسرار السياسة» طبع مرتين بناء علي طلب السادات.


المصادر

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=105336&IssueID=1042

تاريخ النشر: 2020-06-04 05:11:41
التصنيفات: صحفيون مصريون, مواليد 1896

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

نتائج البحث عن VPN | حوحو للمعلوميات

المصدر: حوحو للمعلوميات - المغرب التصنيف: تقنية
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:16:27
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

الملك محمد السادس يهاتف أمير قطر ويهنئه على حسن تنظيم كأس العالم

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:45
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 48%

مطالب بإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في برامج “فرصة” و”أوراش”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:52
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 49%

كأس العالم/ هولندا تهزم قطر (2-0) وتتأهل في صدارة المجموعة الأولى

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:16:41
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

استفحال ظاهرة نهب الرمال بقوة بشواطئ أزمور ضواحي الجديدة + صور

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:49
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 39%

الجزائر تنفي إجراء مناورات مع روسيا قرب حدود المغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:44
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 38%

رسميا.. السنغال وهولندا تتأهلان للدور الثاني من “المونديال”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:43
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 38%

التقدم والاشتراكية يطالب بتأطير وظيفة أعوان السلطة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:46
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 36%

المغرب يرصد 199 إصابة جديدة دون وفيات بـ”كورونا” خلال 24 ساعة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:51
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 45%

إنطلاق مهرجان مراكش لعلم الفلك في دورته الـ22

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-29 18:15:40
مستوى الصحة: 16% الأهمية: 26%

تحميل تطبيق المنصة العربية