سورة الصف

سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهوالعزيز الحكيم (1) يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تعملون (2) كبر مقتا عند الله حتى تقولوا ما لا تعملون (3) إذا الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص (4) وإذ نطق موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تفهمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين (5) وإذ نطق عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما اتىهم بالبينات نطقوا هذا سحر مبين (6) ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهويدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين {الصف: 1- 7 .

بين يدي السورة

سورة مدنية ، شأنها شأن السور المدنية في الاهتمام بجانب التشريع والأحكام، وقد تحدثت هذه السورة الكريمة عن القتال في سبيل الله، وبينت أنه أحب الأعمال إلى الله، وأنكرت على الذين يقولون ما لا يعملون، وذكرت موقف بني إسرائيل من أنبيائهم، وخصت بالذكرموسى وعيسى ابن مريم عليهم السلام، كما ضربت المثل لأعداء الله في محاولتهم القضاء على دين الله، بالذي يريد حتى يطفئ نور الشمس بفيه، وما هوبمطفئه، وكذلك أعداء الله يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون، ثم أرشد الله سبحانه عباده المؤمنين إلى نوعٍ من التجارة خاصٍ، ربْحُهُ النجاة من النار، وبِضَاعَتُه تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. وختمت السورة بأمر المؤمنين حتى ي كونوا أنصار الله كما نطق عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله نطق الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين.

تفسير الآيات

قد تجاوز الكلام على تسبيح ما في السماوات والأرض بحمد الله، كما تجاوز بيان معنى كونه سبحانه العزيز الحكيم، أما قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تعملون (2) كبر مقتا عند الله حتى تقولوا ما لا تعملون (3) إذا الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، فقد اتى في سبب نزولها عن عبد الله بن سلام نطق: قعدنا نفرٌ من أصحاب رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فتذاكرْنا فقلنا: لونفهم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى لعملناها، فأنزل الله تعالى: سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهوالعزيز الحكيم حتى ختمها، فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها. {سليم. رواه الترمذي (3363-85-5) . لقد كان المؤمنون في مكّة قلّةً مستضعفةً، وكان المشركون لا يألون جهدًا في إيذائهم، وكانت هذه القلة المستضعفةُ ترغب القتال للدفاع عن نفسها، إلا أنه لم يُؤْذَنْ لها، لأنها ما زالت ضعيفةً غيرَ قادرةٍ على لقاءة العدوّ، وتحمّل أعباء القتال، وأُمرتْ هذه القلةُ بإعداد أنفسها الإعدادَ الإيمانيّ بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولكنها كَفّتْ عن القتال على مضض، وظلّت تتطلع إلى القتال، حتى بعد الهجرة سألوا: أيّ الأعمال أحبّ إلى الله، فأبلغهم الله حتى القتال في سبيله أحبّ الأعمال إليه، ثم نطق لهم بعد ذلك: خط عليكم القتال وهوكره لكم، فثقل عليهم الأمر، ونكل عنه بعضهم، فعاتبهم الله تعالى في موضعين، هنا: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تعملون (2) كبر مقتا عند الله حتى تقولوا ما لا تعملون، وفي سورة النساء نطق تعالى: ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما خط عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أوأشد خشية ونطقوا ربنا لم خطت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا {النساء: 77 . ولكن إذا كانت الآياتُ الأولى من السورة نزلت عتابًا للمؤمنين على قولهم ما لا يعملون في أمرٍ ما، إلا أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهي إذن عتابٌ ولومٌ لكلّ من خالف قولُه فِعْلَه، فالواجب على المؤمن حتى يوافق ظاهرُه باطنَه، وسرُّه علانيته، وأن توافق أقوالُه أفعالَه، أما حتى يقول ولا يعمل، فذلك أمر ممقوت كبر مقتا عند الله حتى تقولوا ما لا تعملون، وقد أنكر الله على هؤلاء في موضعٍ آخر فنطق: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون {البقرة: 44 ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نطق: "يُؤْتَى بالرجل يومَ القيامة فيُلْقَى في النّار فتندلقُ أقتابُ بطنِه فيدورُ حولَها كما يدور الحمارُ في الرحى، فيأتيه الناسُ فيقولون: يا فلان، ما لك،يا ترى؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر،يا ترى؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه". {متفق عليه . ويدخل في هذا الوعيد الرجل الذي ينقض عهده، ولا يفي بوعده، نطق صلى الله عليه وسلم : "أربعٌ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلةً منهن كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". {متفق عليه . وعن عبد الله بن عامر نطق: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا صبيّ، فذَهَبتُ لأخرجَ لأَلْعَبَ، فنطقت أُمي: يا عبد الله تعالَ أُعْطِكَ، فنطق لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "وما أردتِ حتى تعطيه؟" نطقت: أردتُ أَنْ أُعطيَه تمرًا. فنطق: "أما إنّك لولم تعملي كُتِبَتْ عليك كذبة". {حسن. رواه أبوداود (4970-335-13) . وقوله تعالى: إذا الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص اختلف أهل التأويل في المراد من قوله تعالى: صفا كأنهم بنيان مرصوص هل المراد حتى يقوم المقاتلون صفًا واحدًا متمكاسًا تماسك اللبنات في البنيان،يا ترى؟ أم ذلك كنايةٌ عن اجتماعهم وتآلفهم،يا ترى؟ فنطقوا: إذا صور القتال تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، فإذا كان القيام صفًا واحدًا صالحًا للقتال فهوالمطلوب، وهذا هوالذي عمله النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، صفّهم صفًا واحدًا، وسوّاهم كما كان يسوّيهم للصلاة، وأما إذا دعت طبيعةُ القتال إلى التفرق وانقسام المقاتلين إلى مجموعات فهذا أَوْلَى، ويكون المراد أنّهم في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كالبنيان المرصوص، وإن انقسموا مجموعات. ثم ذكر الله تعالى موقف بني إسرائيل من أنبيائهم، فنطق: وإذ نطق موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تفهمون أني رسول الله إليكم تقدير الكلام: واذكرْ يا نبينا إذ نطق موسى لقومه، لتفهم أنه قد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لحدثات الله {الأنعام: 34 ، فاصبر كما صبر أولوالعزم من الرسل ولا تستعجل لهم {الأحقاف: 35 ، يا قوم لم تؤذونني وقد تفهمون أني رسول الله إليكم، أئن ذكرتم {يس: 19 ، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان {الرحمن: 6 ، وهل هناك إحسانٌ بعد إحسان الله أفضلُ وأعظمُ من إحسان الأنبياء لأممهم،يا ترى؟ إنّ الأنبياءَ بهم أخرج اللهُ الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الغيّ إلى الرشاد، فالواجب ألا يكذبوا وألا يُؤْذَوا، بل يقابَلُوا بالتصديق والاتباع والإحسان والشكر والعهدان، ولكنّ بني إسرائيل لم يقدّروا أنبياءهم حق قدرهم، فكذبوا فريقًا، وفريقًا قتلوا. وممن كذّبوا وآذوا موسى عليه السلام، وإيذاءُ بني إسرائيل لموسى إيذاءٌ متطاول متعدّد الألوان، وقد ذكر القرآن الكريم في قصص بني إسرائيل صورًا شتى من ذلك الإيذاء، ومن ذلك الإيذاء ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة نطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنّ موسى كان رجلاً حييًا ستّيرًا، لا يُرى من جلده شيءُ استحياءً منه، فآذاه مَنْ آذاه مِن بني إسرائيل، فنطقوا: ما يستترُ هذا التسترُّ إلا من عَيْب بجلده: إمّا برصٌ، وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد حتى يبرئه مما نطقوا، فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه عريانًا أحسن ما خَلَق اللهُ وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربًا بعصاه، فوالله إنّ بالحجر لَنُدَبًا من أثر ضربه ثلاثًا أوأربعًا أوخمسًا". ولقد استفاد النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر الله له نبأ موسى وإيذاءَ بني إسرائيل، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول: "يرحم الله موسى، قد أُوذي بأكثر من هذا فصبر". {متفق عليه . ولقد نهى الله تعالى المؤمنين حتى يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما آذت بنوإسرائيل موسى، فنطق تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما نطقوا وكان عند الله وجيها {الأحزاب: 69 . ولقد بذل موسى عليه السلام جهدًا كبيرًا في هداية بني إسرائيل وتقويم اعوجاجهم، وكانت النهاية أنهم زاغوا بعدما بُذلت لهم كلَّ مسببات الاستقامة، فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم، جزاء وفاقا {النبأ: 26 ، ولا يظلم ربك أحدا {الكهف: 49 ، وإنما عاقبهم الله على زيغهم فأزاغ قلوبهم، كما نطق تعالى: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون {الأنعام: 110 ، وكما نطق تعالى: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا {النساء: 115 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة، والمقصود حتى الهداية أنواع، وأهمها هداية البيان والإرشاد، وهداية التوفيق، فأما الأولى فهى إلى الأنبياء وأتباعهم من المصلحين، وأما الثانية فهي إلى الله وحده، نطق تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم {الشورى: 52 ، فهذه هداية البيان والإرشاد، وهي التي نطق الله فيها: إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا {الإنسان: 3 ، ونطق: ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء {البقرة: 272 ، ونطق: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهوأفهم بالمهتدين {القصص: 56 ، وهذه هداية التوفيق إلى صراط الله المستقيم، وهذه الهداية الثانية مترتبة على قبول الهداية الأولى، فمن أجاب المرسلين واتبع سبيلهم هداه الله إلى صراط مستقيم: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا، نطق تعالى: وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون {فصلت: 17 ، ونطق تعالى عن قوم موسى: فلما زاغوا أي عدلوا عن اتباع الحق مع فهمهم به أزاغ الله قلوبهم ثم نطق تعالى: والله لا يهدي القوم الفاسقين. وإذ نطق عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم فصرح هنا أنه رسول الله، كما صرح عند ولادته أنه عبد الله، ولم يقل قط: إنه الله، ولا إنه ابن الله، ولا إنه أقنوم من أقانيم الله، وقوله: مصدقا لما بين يدي من التوراة التي اتى بها موسى، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد، وأحمد كمحمد من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، نطق صلى الله عليه وسلم : "إن لي خمسة أسماءً: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحوالله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب". {متفق عليه . وليس عيسى وحده هوالذي بشّر بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وإنما الأنبياء جميعًا قد بشّروا به صلى الله عليه وسلم ، وأخذ الله عليهم العهد إذا بُعث وهم أحياء حتى يؤمنوا به ويتّبعوه، نطق تعالى: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم اتىكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه نطق أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري نطقوا أقررنا نطق فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين {آل عمران: 81 ، وقد أبلغنا الله سبحانه حتى أهل الكتاب يعهدون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعهدون أبناءهم، وذلك من كثرة نعوته صلى الله عليه وسلم في الخط التي بأيديهم، نطق تعالى: ورحمتي وسعت جميع شيء فسأخطها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون (156) الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل {الأعراف: 156- 157 ، بل إذا أمة محمد معروفة أيضًا عند أهل الكتاب لما نعتها اللهُ به في التوراة والإنجيل، نطق تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كغرس أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما {الفتح: 29 . ولهذا كله هاجر نفرٌ من فهماء بني إسرائيل إلى يثرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، انتظارًا لبعثته، وكانوا إذا وقع بينهم وبين الأوس والخزرج شيءٌ يستفتحون عليهم برسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إنه سيُبعث نبي في آخر الزمان نقتلكم معه اغتال عاد وإرم، فلما اتىهم ما عهدوا كفروا به {البقرة: 89 لأنهم كانوا يرجون حتىقد يكون من بني إسرائيل، فلما كان من بني إسماعيل كفروا به حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق {البقرة: 90 ، وبغيا حتى ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده {البقرة: 90 ، فلما اتىهم أي: أحمد المبشّر به بالبينات نطقوا هذا سحر مبين، كبرت حدثة تخرج من أفواههم إذا يقولون إلا كذبا {الكهف: 7 ، ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهويدعى إلى الإسلام أي: لا أحد أظلم ممن يفتري الكذب على الله، ويجعل له أندادًا وشركاء، وهويُدْعى إلى التوحيد والإخلاص، ومثل هذا لا يهديه الله أبدًا ؛ لأن الله لا يهدي القوم الظالمين. وللحديث بقية إذا شاء الله تعالى.

• [ المصدرhttp://www.altawhed.com/detail.asp?InServiceID=89&intemplatekey=mainpage&Inmagflag=1 مجلة التوحيد تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية]