محمد داود عودة
ولد محمد داود عودة (أبوداوود) عضوالمجلس الوطني الفلسطيني وعضوالمجلس الثوري لحركة فتح, في التاسع عشر من مايوعام 1937 في بلدة سلوان القريبة من القدس.كان أحد قادة منظمة ايلول الاسود بالاضافة إلى أبواياد مؤسس هذه المنظمة وأبومحمد العمري المسؤول عن عملية اغتيال وصفي التل في القاهرة وعلي حسن سلامة (أبوحسن سلامة) واخرين غيرهم,حيث تم إيفاده للمشاركة في أول دورة أمنية أوفدتها حركة فتح منتصف العام 68 ضمت عشرة من الرعيل الأول المؤسس للمؤسسة العسكرية والأمنية الفلسطينية التي ستبهر العالم فيما بعد وستضع القضية الفلسطينية،وتحولها من قضية اللاجئين إلى قضية شعب وهوية،وقد شارك في هذه الدورة فخري العمري ، علي حسن سلامة ، مجيد الأغا،غازي الحسيني ،مهدي بسيسو،نزار عمار،وشوقي المباشر ،ومريد الدجانى ،حيث تم توزيع عمل هؤلاء القادة الأمنيين فيما بعد تحت مسؤولية جميع من الشهيد أبوعمار والشهيد أبوجهاد،والشهيد أبوإياد،ومن المعروف حتى هذه الدورة تمت في معهد البحوث الإستراتيجية التابع للمخابرات العامة المصرية والمتخصص في تخريج قادة العمل الامنى والعسكري. عمل مدرسا للفيزياء والرياضيات في احدى مدارس اريحا قبل ان ينتقل للعمل في الكويت تولى أبوداود قيادة المليشيات الفلسطينية في الأردن التي كانت تضم أربعة عشر ألف مسلح، وشارك في أحداث أيلول التي عُرفت بإسم أحداث أيلول الأسود عام 1970، والتي سقطت في الأردن بين الأردنيين والفلسطينيين.
شارك في التخطيط وأشرف على التطبيق في الهجوم الذي استهدف الفريق الإسرائيلي في دورة ميونيخ الأوليمبية عام1972,التي سميت بعملية ميونخ فيما بعد.
قاد في عام 1973 فريقاً من الفدائيين الفلسطينيين للقيام بعمليات في عمّان تهدف إلى السيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأميركية في عمان بهدف الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأردن، إلا حتى العملية كُشفت، وحُكم على أبوداود ومرافقيه بالإعدام إلا حتى الحكم خُفِّف بعد ذلك وأُفرج عن أبوداود بعد عدة أشهر بعد زيارة قام بها الملك حسين إليه في سجنه. انتقل أبوداود بعد ذلك إلى بيروت، وعُيِّن قائداً عسكرياً لمنطقة بيروت الغربية وخاض حرب العامين 1975 و76 التي سقطت في لبنان.
اختلف أبوداود مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عهدات عام 78، وذلك بسبب قبول عهدات وقف إطلاق النار أوباتفاق وقف إطلاق النار مع الإسرائيليين آنذاك. تعرض أبوداود لمحاولة اغتيال في وارسوعام 1981، وأُصيب بسبع رصاصات في أماكن مختلفة من جسده، إلا حتى هذه الرصاصات لم تمنعه من الركض وراء الشخص الذي حاول اغتياله في ردهات الفندق. حتى إذا كثيراً من الحضور كانوا ينظرون إلى المشهد وكأنه فيلم سينمائي، وظل أبوداود ينزف طيلة ساعتين حتى وصلته سيارة الإسعاف.
عايش أبوداود الخروج الفلسطيني من بيروت عام 82، كما كان وسيطاً رئيسياً في الخلاف الذي دب داخل حركة فتح عام 83 بين أبوموسى وياسر عهدات، وانتهى بخروج عهدات من طرابلس عام 84.
كان صديقاً لأبونضال ثم خصماً له، حتى حتى محاولة الاغتيال التي سقطت لأبوداود في وارسوكان وراءها أبونضال,صديق حميم لأبوإياد منذ بداية انتمائه لحركة فتح وحتى استشهاد أبوإياد بعد ذلك في تونس. في صيف 1999م ، فجّر القائد العسكري الفلسطيني السابق محمد داود عودة (أبوداود) قنبلة غير عسكرية هذه المرة ، وهوالمسؤول عن تفجيرات عسكرية كثيرة ، حين نشر كتابه (فلسطين من القدس إلى ميونخ) الذي يتحدّث فيه للصحافي الفرنسي جيل دوجونشية ، عن رحلته من مسقط رأسه في سلوان بالقرب من القدس إلى تخطيطه لعملية ميونخ ، واعترافه بمسئوليته المباشرة عن تلك العملية ، التي أودت بحياة 11 رياضياً صهيونياً ورجل شرطة وطياراً ألمانيين ، ونافياً أي علاقة لآخرين ارتبطت أسماؤهم بمنظمة أيلول الأسود أوميونخ بتلك المنظمة أوالعملية أمثال أبوحسن سلامة الذي اغتيل في بيروت عام 1978م رغم أنه أصدر بياناً بمسؤولية المنظمة عن إحدى العمليات التي قام بها ، وكذلك أبويوسف النجار الذي اغتيل في عملية فردان في بيروت 1972م والذي أصدر بياناً أعرب مسؤولية منظمة أيلول الأسود عن اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن ، وحتى خليل الوزير الرجل الثاني في فتح الذي اغتالته المخابرات الصهيونية عام 1988 في تونس لم يكن له علاقة بمنظمة أيلول الأسود أوعملية ميونخ ، رغم أنه أصدر في إحدى المرات بياناً أعرب فيه مسؤولية أيلول الأسود عن عملية نفّذها رجال أبوجهاد في بانكوك ، وهذا كله على مسؤولية أبوداود ، بعد سنوات طويلة من الصمت ،ويشار هنا الي حتى جهات عديدة في منظمة التحرير ساءها نشر هذا الكتاب ،واتهمته بأنه يزيف التاريخ بنسب مسؤولية عملية ميونخ لنفسه مثله مثل الآخرين الذين ذكرهم!!حيث حتى المسؤول المباشر عن العملية كان أبومحمد العمري ( طلال ) الذي درب الشباب وأوصلهم ثم مضى الي تونس ليدير العملية من هناك حسب ماذكر أبوإياد بنفسه في كتابه فلسطينيي بلا هوية عام1987 .
ولدى الإعلان عن نشر الكتاب بالفرنسية ، وإعطاء أبوداود أحاديث عديدة للصحافة عن حقيقة ما وقع في ميونخ بالأسماء والمعلومات ، أعربت (إسرائيل) عن عدم سماحها لأبي داود بالعودة إلى فلسطين ، والتي كان دخلها في ظروف سمحت فيها (إسرائيل) لأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني بالدخول إلى غزة لعقد اجتماع جاء جلسته الافتتاحية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقرر المجلس إلغاء بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني كانت (إسرائيل) تشترط إلغاءها . ولم تكن (إسرائيل) وحدها التي أثارها ما نطقه أبوداود من معلومات جديدة عن عملية ميونخ ، فالأرجح أنها كانت تعهد الكثير من الحقائق عن تلك العملية وعن مسؤولية صلاح خلف (أبوأياد) وأبوداود عنها ، بل أعربت فرنسا مثلاً بأن أبوداود إنسان غير مرغوب فيه ومنعته من دخول البلاد عندما دعته دار النشر (أن كاري ير) التي أصدرت كتابه (فلسطين : من القدس إلى ميونخ) للحضور إلى فرنسا احتفالاً بصدور الكتاب .
وأصدرت ألمانيا مذكرة توقيف بحق أبوداود لاعترافه بمسئوليته عن العملية التي جرت فصولها الرئيسية على أرضها . والمذكرة أصدرها المدعي العام في جمهورية بافاريا ألفريد فيك ، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يحدث فيها هذا ، ففي عام 1977م أوقف أبوداود في باريس ، بموجب طلب تسليم من محكمة بافاريا ، ولكن السلطات الألمانية الفدرالية أبطلت ذلك الطلب في حينه وأبلغت فرنسا بذلك,وحظي أبوداود بتكريم بعض الجهات ، فمنح جائزة (فلسطين - محمود الهمشري) والهمشري كما أشرنا ممثل منظمة التحرير الفلسطينية الذي اغتيل في فرنسا فهم 1973م ، لسنة 1999م ، تكريماً له بعد نشر كتابه ، وأنشأت الجائزة جمعية التضامن العربية - الفرنسية ومجلة فرنسا - البلاد العربية ، بعد اغتيال الهمشري .
المصادر:
[[1]]
[[2]]
فلسطين:من القدس إلى ميونخ (أبوداوود)
فلسطيني بلا هوية (صلاح خلف) عملية ميونخ