كارل كلاوس فون در دكن
البارون كارل كلاوس فون در دكن Karl Klaus von der Decken (و.ثمانية أغسطس 1833 في كوتسن، براندنبورگ - 2 اكتوبر 1865 بارديرا، الصومال) كان مستكشفاً ألمانياً لشرق أفريقيا، وأول اوروبي يحاول تسلق جبل كيليمانجارو. وكان من الرواد الذين قاموا بإرتياد بعض المناطق الصومالية، وكان عالما باللغة العربية مما سهل له حركة الارتياد في الجزائر والجنوب العربي ودراسة المجتمع العربي هناك.
وفي عام 1276 هـ (1860 م ) وصل در دكن إلي زنجبار وممبسة وساحل تنجانيقا وكينيا وتوغل في الأراضي الصومالية في منطقة عروسى وأشار در دكن إلي حتى الغرض من رحلاته هوالتعهد على الأحوال الأقتصادية ودراسة المراكز التجارية التي أنشأها العرب على ساحل الصومال .وقد منحته الجمعية الجغرافية في لندن وساماً مضىياً على كشوفه الفهمية في شرق أفريقيا.
وفي عام 1281-1865 أصدرت الحكومة الألمانية أمراً إلى در دكن ليشهجر مع السفن الألمانية في ارتياد واكتشاف سواحل وأنهار أفريقيا الشرقية التي لم يصل إليها أحد (من قبل) من الأجانب ، ودراسة أمكانياتها الإقتصادية ، ومدى أهمية تعامل ألمانيا مع سكان هذه الجهات ، وتقديم تقرير واف مقروناً بالملاحظات والاقتراحات العملية التي يمكن اتخاذها بسرعة قبل حتى تدخل دول أخرى في مجال الكشف والارتياد لسكان أرض تلك المناطق.
قام در دكن مع السفن الألمانية المتجه إلى زنجبار ومنها إلى ساحل الصومال حيث هبط عند مصب نهر جوبا ، وقام بدارسة رأس كامبوني ، ثم عرج إلى خليج يودكا وكان يعتقد أنه مصب النهر ولكن اتضح له بعد دراسته أنه مجرى بحري (ذراع) يتجه نحوداخل اليابسة وذكر حتى سكان هذه المنطقة قد استقبلوه بالترحاب ، وكانت لهم زراعة من الأرز.
وبدأ در دكن رحلته الملاحية على نهر جوبا على باخرة صغيرة تحطمت بٌعد خمسة وعشرين ميلاً إلى الشمال من بلدة برديرا ولذلك اضطر دردكن وأعضاء البعثة المرافقين له حتى يسيروا على الأقدام متابعين الجانب الأيمن للنهر، لأن النهر في منطقة بارديرا يتصف بالاتساع وقلة العمق مما يحول دون سير السفن حتى الصغيرة منها لانخفاض منسوب المياه.
وقد تعرض أفراد البعثة لهجمات الوطنيين في أكتوبر عام 1865م مما أدى إلى اغتال عدد كبيرمن أعضاء البعثة وهرب الباقون ومنهم در دكن الذي تمكن من الوصول إلى بارديرا غير أنه لقى حتفه في بارديرا لحدوث سوء تفاهم بينه وبين بعض الأفراد الوطنيين والرؤساء المحليين ، أما بقية أعضاء البعثة الذين قدرت لهم النجاة فقد وصلوا إلى كسمايوسيراً على الأقدام .
وصلت أخبار البعثة إلى ألمانيا وكانت والدة در دكن سيدة ذات ثراء واسع تحب ابنها كثيراً ولذا كلفت كينزلباخ وبرنز القيام على رأس بعثة كشفية للبحث عن ابنها في الصومال على نفقتها الخاصة .. كما كانت الحكومة الألمانية تهتم بأمر البعثة فأوفدت بعثة أخرى تأديبية لأهالي برديرا ، والعودة بالأعضاء الأحياء الذين تمكنوا من الوصول إلى كسمايو، وقامت بعثة الانقاذ ومعها رسالة من حاكم جزيرة لامولوضع حامية عسكرية تحت تصرفهم ، وعادت البعثة الثانية (بعثة الانقاذ) إلى ألمانيا في عام 1886.
وفي نفس عام (1886) كان الرحالة كينزلباخ قد وصل إلى مقدشوه في محاولة الوصول إلى بارديرا عن طريق مقدشوه ولكنه توفي أثناء سيره ، أما الرحالة برنز فإنه اتخذ نقطة البداية لرحلته فيما بين مالندي ومقدشوه غير أنه لم يتمكن من الوصول بارديرا وإنما وصل إلى مدينة ويت Witu التي تقع على مسافة عشرة أميال على مصب نهر تانا في خليج فرموزا.
وفي ألمانيا صدر كتاب خطه در دكن قبل وفاته، وهويحتوي على معلومات كثيرة عن رحلاته وأنباء هامة عن نهر تانا ونهر جوبا حتى مدينة بارديرا. ويذكر در دكن عن مدينة بارديرا أنها تتألف من عدة مساكن جديدة فقد كانت الحروب الكثيرة بين براوه وقلديدى سبباً في تخريب مسكن كثيرة في بارديرا لذا ظهرت مسكن جديدة بفضل همة الشيخ حمادي بن شيري حاكم المدينة وفي الوقت نفسه هوزعيم ديني . وأحد رؤساء الطرق الدينية في بارديرا فهوالمؤسس الحقيقي لبارديرا. ويحكى عنه أنه قدم بعد أداء فريضة الحج عام 1819م - 1234هـ عبر الصحراء إلى نهر جوبا مع جماعة من أتباعه يفهمهم الدين وتعاليم الإسلام ، فاختار بارديرا لتكوين مركزاً للدعوة الإسلامية فتوافد إليها طلاب الفهم والمريدين من القرى والبوادي ، وكثر المترددين عليها حتى أصبحت مدينة كبيرة فأنشأ لها مجلساً إدارياً مكوناً من شيوخ القبائل ، على حتى يتولى الرياسة أحد أعضاء المجلس بالانتخاب.
وفي كتاب در دكن دعوة خاصة للحكومة الألمانية بضرورة العمل السريع نحوانشاء مستعمرة ألمانية في شرق أفريقيا لضخامة إمكانياتها الإقثصادية في الوقت الحالي والمستقبل ، على حتى نجاح المستعمرة أولاً وأخيراً يتوقف على مدى ضمان الأمن في هذه الجهات حتى يمكن العمل والاستثمار والاستغلال وفق المصالح والاعتبارات الخاصة.
الهامش
ببليوجرافيا
- Charles Dundas, Kilimanjaro and its People, London: Frank Cass Publishers, 1968 (ISBN 0-7146-1659-1; reprint of original 1924 edition).