سهيل بن عمرو
نسبه
سهيل بن عمرو المكنى بـ أبي يزيد، من اشراف قريش وأفصحهم، سهيل بن عمروبن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العامري، أمه حبي بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حيان بن غنم بن مليح بن عمروالخزاعية. يكنى أبا يزيد.
أسره
سقط سهيل بن عمروأسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر كافراً، فنطق عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمروحتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم " فأجابه رسول الله: "لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وإن كنت نبيا " ثم أدنى عمر منه ونطق :" يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك " وكان الذي أسره يوم بدر مالك بن الدخشم. وأسلم سهيل يوم الفتح.
في صلح الحديبية
ارسلت قريش سهيل بن عمروإلى الرسول كمفاوض، ونادى الرسول علي بن أبي طالب ليخط الصلح فنطق :" اخط بسم الله الرحمن الرحيم " فنطق سهيل:" لا أعهد هذا، ولكن اخط باسمك اللهم" فخطها علي، ثم نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخط هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو" فنطق سهيل :" لوشهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اخط اسمك واسم أبيك"، فنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخط هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيلا بن عمرو"
يوم فتح مكة
يوم فتح مكة, نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة :" يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم ؟" فأجابه سهيل بن عمروقائلا: "نظن خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم" فأجابه الرسول الكريم ونطق: "امضىوا فأنتم الطلقاء"
إسلامه
اسلم يوم الفتح ثم حسن إسلامه. عن سعيد بن مسلم، نطق: لم يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم فأسلموا يوم الفتح، أكثر صلاة ولا صوماً ولا صدقة، ولا أقبل على ما يعينه من أمر الآخرة، من سهيل بن عمرو، حتى إنه كان قد شحب وتغير لونه، وكان كثير البكاء، رقيقاً عند قراءة القرآن، لقد رؤي يختلف إلى معاذ بن جبل يقرئه القرآن وهويبكي، حتى خرج معاذ من مكة، فنطق له ضرار بن الأزور: يا أبا يزيد، تختلف إلى هذا الخزرجي يقرئك القرآن! ألاقد يكون اختلافك إلى رجل من قومك؟ فنطق: يا ضرار، هذا الذي خلق بنا ما خلق حتى سبقنا جميع السبق، لعمري أختلف، لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية، وحمل الله أقواماً بالإسلام كانوا في الجاهلية لا يذكرون، فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا، وإني لأذكر ما قسم الله لي في تقدم أهل بيتي الرجال والنساء، ومولاي عمير بن عوف فأسر به، وأحمد الله عليه، وأرجوحتىقد يكون الله نفعني بنادىئهم ألا أكون هلكت على ما توفي عليه نظرائي وقتلوا، فقد شهدت مواطن كلها أنا فيها معاند للحق، يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الخندق، وأنا وليت أمر الكتاب يوم الحديبية يا ضرار، إني لأذكر مراجعتي رسول الله يومئذ، وما كنت ألظ به من الباطل، فأستحي من رسول الله وأنا بمكة، وهويومئذ بالمدينة، ثم اغتال ابني عبد الله يوم اليمامة شهيداً، فعزاني به أبوبكر، ونطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشهيد ليشفع لسبعين من أهل بيته"، فأنا أرجوحتى أكون أول من يشفع له"
موقفه
كان ذلك المقام حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي ارتجت مكة، لما رأت قريش من ارتداد العرب، واختفى عتاب بن أسيد الأموي أمير مكة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقام سهيل بن عمروخطيباً، فنطق: يا معشر قريش، لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد، والله إذا هذا الدين ليمتدم امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إلى غروبهما في طلام طويل، مثل كلام أبي بكر في ذكره وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحضر عتاب بن أسيد، وثبتت قريش على الإسلام
روى جرير بن حازم، عن الحسن، نطق: جاء الناس باب عمر بن الخطاب، ، وفيهم سهيل بن عمرو، وأبوسفيان بن حرب، والحارث بن هشام، وأولئك الشيوخ من مسلمة الفتح، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب، وبلال، وعمار، وأهل بدر، وكان يحبهم، فنطق أبوسفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا، فنطق سهيل بن عمرونطق الحسن: ويا له من رجل، ما كان أعقله! فنطق: أيها القوم، إني والله قد أرى ما في وجوهكم، فإن كنتم غضاباً فاغضبوا على أنفسكم، دعى القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتاً من بابكم هذا الذي تنافسون عليه. ثم نطق: أيها الناس إذا هؤلاء سبقوكم بما ترون، فلا سبيل، والله، إلى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله حتى يرزقكم الشهادة، ثم نفض ثوبه، فقام، فلحق بالشام. نطق الحسن: صدق والله عبداً أسرع إليه كعبد أبطأ عنه.
وخرج سهيل بأهل بيته إلا ابنته هند إلى الشام مجاهداً، فماتوا هناك، ولم يبق إلا ابنته هند، وفاختة بنت عتبة بن سهيل، فقدم بهما على عمر، وكان الحارث بن هشام قد خرج إلى الشام، فلم يرجع من أهله إلا عبد الرحمن بن الحارث، فلما رجعت فاختة وعبد الرحمن نطق عمر: زوجوا الشريد الشريدة، فعملوا، فنشر الله منهم عدداً كثيراً، فقيل توفي سهيل في طاعون عمواس، في خلافة عمر، سنة ثمان عشرة.
وفاته
قيل: استشهد باليرموك وهوعلى كردوس، وقيل: بل استشهد يوم الصفر، وقيل: توفي في طاعون عمواس، والله أفهم. أخرجه الثلاثة.