أبوعثمان المازني
المازني النحوي (ت249هـ):
اسمه:
أبوعثمان بكر بن محمد بن عثمان - وقيل: بقية، وقيل: عدي - بن حبيب المازني البصري النحوي.
شيوخه وتلامذته:
كان إمام عصره في النحووالأدب، وأخذ الأدب عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي الأنصاري وغيرهم، وأخذ عنه أبوالعباس المبرد وبه انتفع وله عنه روايات كثيرة.
خطه:
له من التصانيف:
كتاب ما تلحن فيه العامة.
وكتاب التصريف وشرحه الإمام أبوالفتح، عثمان بن جني (ت392هـ)، وحققه إبراهيم مصطفى وعبد الله أمين، وطبع في وزارة المعارف، في مصر، عام، 1954.
وكتاب العروض.
وكتاب القوافي.
وكتاب الديباج عللاً خلاف كتاب أبي عبيدة.
أخباره:
نطق أبوجعفر الطحاوي الحنفي المصري: سمعت القاضي بكار بن قتيبة، قاضي مصر، يقول: ما رأيت نحوياً قط يشبه الفقهاء إلا حيان بن هرمة والمازني، يعني أبا عثمان المذكور، وكان في غاية الورع. ومما رواه المبرد حتى بعض أهل الذمة قصده ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار في تدريسه إياه، فامتنع أبوعثمان من ذلك، نطق: فقلت له: جعلت فداك، أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة إضاقتك، فنطق: إذا هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا وكذا آية من كتاب الله عز وجل، ولست أرى حتى أمكن منها ذمياً غيرة على كتاب الله وحمية له؛ واتفق حتى غنت جارية بحضرة الواثق بقول العرجي :
أظلوم إذا مصابكم رجلاً ... أهدى السلام تحية ظلم
فاختلف من كان بالحضرة في إعراب (رجلاً)، فمنهم من نصبه وجعله اسم إن، ومنهم من حمله على أنه خبرها، والجارية مصرة على حتى شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب، فأمر الواثق بإشخاصه. نطق أبوعثمان: فلما مثلت بين يديه نطق: ممن الرجل قلت: من بني مازن، نطق: أي الموازن،يا ترى؟ أمازن تميم أم مازن قيس، أم مازن ربيعة،يا ترى؟ قلت: من مازن ربيعة، فحدثني بكلام قومي، ونطق: باسمك؛ لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميماً، نطق: فكرهت حتى أجيبه على لغة قومي كيلا أقابله بالمكر، فقلت: بكر يا أمير المؤمنين، ففطن لما قصدته، وأعجب به، ثم نطق: ما تقول في قول الشاعر:
أظلوم إذا مصابك رجلاً ...
أتحمل رجلاً أم تنصبه،يا ترى؟ فقلت: بل الوجه النصب يا أمير المؤمنين، فنطق: ولم ذلك فقلت: إذا مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم، فأخذ اليزيدي في معارضتي، فقلت: هوبمنزلة قولك: إنَّ ضَرْبَك زيداً ظُلم، فالرجل مفعول مصابكم، وهومنصوب به، والدليل عليه حتى الكلام معلق إلى حتى تقول ظلم فيتم، فاستحسنه الواثق، ونطق: هل لك من ولد قلت: نعم، بنية يا أمير المؤمنين، نطق: ما نطقت لك عند مسيرك،يا ترى؟ فقلت: طافَتْ حولي وأنشد وهي تبكي قول َالأعشى:
أيا أبتا لا ترم عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم
أَرانا إِذا أَضمَرَتكَ البِلا دُ نُجفى وَتُقطَعُ مِنّا الرَحِم
نطق: فما قلت لها نطق: قلت لها ما نطق جرير لابنته:
ثِقي بِاللَهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ وَمِن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَجاحِ
نطق: علي النجاح، إذا شاء الله تعالى، ثم أمر لي بألف دينار، وردني مكرماً، نطق المبرد: فلما عاد إلى البصرة نطق لي: كيف من الممكن أن رأيت يا أبا العباس رددنا لله مائة فعوضنا ألفاً. وكان أبوعثمان مع فهمه بالنحومتسعاً في الرواية؛ نطق أبوالقاسم الكوكني: حدثني العنزي نطق: أنشد رجل أبا عثمان المازني شعراً له ونطق: كيف من الممكن أن تراه نطق: أراك قد عملت عملاً بإخراج هذا من صدرك لأنك لوهجرته لأورثك السل. وروى المبرد عنه أيضاً نطق: قرأ علي رجل كتابسيبويه في مدة طويلة، فلما بلغ آخره نطق لي: أما أنت فجزاك الله خيرا، وأما أنا فما فهمت منه حرفاً.
وفاته:
توفي أبوعثمان المازني المذكور في سنة تسع وأربعين ومائتين، وقيل: ثمان وأربعين، وقيل: ست وثلاثين ومائتين بالبصرة، رحمه الله تعالى.
وفيات الأعيان 1/283-286