معجم
المعجم (ويجمع على معجمات ومعاجم) هوقاموس، كتاب يضم مفردات لغوية مرتبة ترتيباً معيناً، وشرحاً لهذه المفردات أوذكر ما يقابلها بلغة أخرى. (وهوتعريف المعجم العربي الأساسي) وهناك عدة معاجم ذاع صيتها:
- المعجم العربي الأساسي (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - طبعة لاروس 1989)، وهوإجماع مجامع اللغة العربية المتنوعة.
- المعجم الوسيط (اصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة).
- المصباح المنير
- مختار الصحاح
- معجم الغني
التعريف
المعجم هوكتاب يشتمل على عدد كبير من مفردات اللغة مرتبة ترتيبا معيّنًا، مقرونة بطريقة نطقها وشرحها وتفسير معانيها. ويُطْلق عليه أحيانًا اسم القاموس. ولا يعهد أول من أطلق حدثة المعجم ولا تاريخ أول استعمال لها بالمعنى المتداول اليوم. .
أهمية المعجم
ترجع أهمية المعجم إلى أنه يحتوي على معاني الكثير من الحدثات التي لا يمكن حتى يحيط بها فرد واحد من أفراد تلك اللغة مهما بلغ حرصه على استقصاء هذه الحدثات. ومفردات اللغة تتوزع بين أفراد أبنائها، جميع بحسب بيئته وثقافته. ومن تلك الحدثات التي تتداول جميع يوم: (خبر) و(ما) و(إلى)، أوحدثات أدبية مثل: (ينتقد) و(يشرئب) و(منسجم)، أوحدثات فهمية وتقنية مثل : (مقدار) و(هيدروجين) و(وراثة) … إلخ. كما تتضمن هذه الحدثات ألفاظًا أصيلة مثل: (جمل) و(خط) و(رسم)، وألفاظًا معرّبة أودخيلة، مثل: (استبرق) و(عسجد) و(سروال)، أوألفاظًا مولّدة مثل: (مُنطاد) و(أَطْلَقَ) بمعنى جعله يقذف ما فيه، و(الطّشاش) لضعف البصر. فثروة اللغة من المفردات تزداد يوما بعد يوم نتيجة الاحتكاك والتداخل الذي يحدث بين الأمم من خلال التجارة أوالتنقل، وأخيرًا وسائل الاتصال التي أحدثت طفرة في المعلومات كالأقمار الصناعية ووسائل الإعلام وغيرها. جميع ذلك جعل اللغات تستعير بعضها من بعض. وأنّ ثراء اللغات يجعل كمًا قليلاً أوكثيرًا من الحدثات مجهولاً لهذا الفرد أوذاك، ويختلف هذا المجهول قلة وكثرة باختلاف الوسط الثقافي للأفراد. ومن جهة أخرى فإن تطور اللغات وازدياد مفرداتها يلقي عبئًا كبيرًا على من يقومون بتحرير المعاجم، لأن عليهم مراعاة المواد الجديدة التي ستضاف، والصور التي تكون عليها الحدثات الجديدة في اللغة.
المواصفات المطلوبة
يُفترض في المعجم حتى يقدِّم معلومات معينة عن الحدثة قصدًا إلى التوضيح وللمزيد من البيان. ومن أبرز هذه المعلومات ما يلي :
النطق والهاتى
من المعلوم أنَّ النظام الكتابيّ في مجمله لا يمثِّل النطق تمثيلاً دقيقًا، إذ ليس جميع ما يُكْتب يُنطَق، وليس كلُّ ما يُنْطق له لقاءٌ كتابي. ومن ثمّ كان احتمال الخطأ في النطق واردًا في بعض الحالات أوفي كثير منها، وفقًا لنظام الكتابة والهاتى في اللغة العربية عند غياب علامات الحركات القصيرة وغيرها مما لا يُرسم في بنية الحدثة ذاتها، كعلامة التنوين والهمز مثلاً.
وقد جرت المعاجم العربية، قديمها وحديثها على لقاءة هذه المشكلات بطرق مختلفة، أكثرها اتباعًا ضبط الحدثة بالشكل الكامل، أوالإحالة على حدثة معروفة مشهورة، أوبالطريقتين معًا، كأن ينطق مثلاً حَكَّ من باب «ردَّ». وقد يُؤكَّدُ الأمر في ذلك بالتصريح باسم الحركة نفسها، مثل «والحِلّ» (بالكسر) الحلال، وهوضد الحرام. ويكثر هذا التأكيد بوجه خاصّ إذا كان الهاتى واحدًا لحدثتين مختلفتين نطقًا ومعنى، كما في نحوقولهم: (الآخِر) بكسر الخاء: بعد الأول، و(الآخَر) بفتحها: أحد الشيئين.
وفي حالة اتفاق الحدثتين نطقًا واختلافهما هاتىً، يُؤتَى بما يميز إحداهما عن الأخرى، فينطق «يَحْيى» بالقصر عَلَمُ، ويَحيَا تُمَيَّزُ بذكرها مصاحبة لماضيها وهو«حَيىَ»، وفي مثل «غزا» و«رمى»، حيث تنتهي الحدثتان بصورة نطقية واحدة مع اختلاف الهاتى، يُفَرَّق بينهما بالإحالة على الأصل، حيث يُنَبَّهُ على أنَّ الأولى أصلها واويّ والثانية يائية الأصل. ويُتَّبع هذا النهج بصورة أكثر تأكيدًا عندما تعود الحدثة الواحدة إلى أصلين صرفيين مختلفين، كقولهم مثلاً: «قلي السويق واللحم فهومَقْلِيُّ ومَقْلُوُّ وبابه رمى (أي يائي) (وعدا) (أي واوي).
التحديد الصرفي
وعلى المعجم حتى يحدد نوع الحدثة أهي اسمٌ أم صفةٌ أم عملٌ…إلخ. ويجب كذلك حتى يشير إلى وضعها من حيث التذكير والتأنيث، وكيف تؤنث. والأوْلَى ـ وهوالمتَّبع في جملة المعاجم العربية ـ حتى يشير إلى تعديتها ولزومها إذا كانت الحدثة فِعْلاً، وإلى الصور الاشتقاقية التي يمكن حتى تتولد منها، إلى غير ذلك من الخواصّ الصرفية التي تمهِّد لتعرّف الخواصّ النحوية والدلالية. وقد حاولت المعاجم العربية حتى تقوم بشيءٍ غير قليل من ذلك، يمكن الوقوف عليه بالرجوع إلى تراثنا المعجميّ، وهوتراثٌ ضخم متنوِّع المنهج والزمان والمكان.
والملاحظ، على جميع حال، أنَّ المعاجم العربية لم تشغل نفسها بالخواص النحوية، بل هي هجرز اهتمامها الأساسي على المعاني وشرحها.
الشرح=
أيْ بيان المعاني، هوالعمل الأساسيّ للمعجم. ومن ثَمَّ ، ينبغي حتى يأخذ المعجم في حسبانه بيان هذه المعاني بدقةٍ ووضوح، مع الإشارة إلى تعدّد المعنى للحدثة إذا كان الأمر كذلك مع التمثيل لها بأمثلة عملية أوعلى الأقل، بالإشارة إلى مجال استعمالها: في الطب، في الهندسة، في الزراعة…إلخ. ويُشترط في تحديد المعاني حتىقد يكون موجزًا بلا فضول، خاليًا من الغموض واللبس، مراعيًا الحدود المنطقية في التعريف.
أنواع المعاجم
مجموعة من المعاجم في اللغة والأدب والبحرية والهندسة والفولكلور والأمثال والقانون. تتنوع المعاجم بتنوع أهدافها ومناهجها ومن حيث مادتها من زاوية العموم والخصوص.
وفيما يلي ذكرٌ لأهم هذه الأنواع:
المعاجم بحسب الهدف
ونعني بذلك تصنيف المعاجم بحسب وفائها بحاجة الدارس: أهوباحثٌ عن معنى اللفظ المعيَّن أم هوراغبٌ في فهم اللفظ المناسب لمعنى يدركه. من هذه الزاوية تقع المعاجم العربية في ثلاثة أنواع، هي:
معاجم الألفاظ. هدفها بيان معاني الألفاظ. فاللفظ هنا معلوم لكن المعنى مجهول، وهذا هوما عليه الحال في أغلب المعاجم العربية كالصحاح للجوهري والقاموس المحيط للفيروز آبادي ولسان العرب لابن منظور وتاج العروس للزبيدي والمصباح المنير للفيومي…إلخ.
معاجم المعاني
هدفها بيان الألفاظ المناسبة للمعاني، فالمعنى هنا معلوم، لكن اللفظ الدقيق الدالّ عليه هوالمجهول. ومنها كتاب البئر لابن الأعرابي، وكتاب الوحوش للأصمعي وغيرهما مِمَّا يعهد بالكتيِّبات أوالرسائل اللغوية، ومن أبرز معاجم المعاني المُخَصَّص لابن سيده.
معاجم الأبنية
وهي تهدف إلى حصر الألفاظ العربية موزعةً على أبنيتها (الأوزان الصرفية)، فالأبنية هنا هي أساس العمل، ثم تأتي المفردات تابعةً لهذا البناء أوذلك. فبناء الثلاثيّ المجرَّد مثلاً ينظم كلَّ الأفعال المجرَّدة، وكذلك الأسماء، إلى غير ذلك في الرباعي والخماسي. ومن أشهر تلك المعاجم ديوان الأدب للفارابي.
مجموعة من المعاجم يتمثل فيها المعجم الخاص والمعجم العام.
مجموعة معجمية تبدوفيها نماذج من المعاجم المتداولة في العالم العربي.
مجموعة من المعاجم تمثل المعاجم أحادية اللغة والمعاجم ثنائية اللغة والمعاجم ثلاثية اللغة.
المعاجم بحسب المنهج
تختلف المعاجم فيما بينها في ترتيب المفردات، إذ إذا هناك أكثر من طريقة لهذا الترتيب، وباختلاف كيفية الترتيب يختلف المعجم. وفي العربية أربعة أنواع من المعاجم من هذه الناحية، هي:
المعاجم الصوتية التقليبية
في هذه المعاجم تُرتَّبُ المفردات وفقًا للترتيب الصوتي، فالمفردات التي تحتوي على أعمق الأصوات تُذْكَر أوَّلاً، ثم يليها الأقل عُمْقًا فالأقل إلى غير ذلك، ثُمَّ تُذْكَر المادة اللغوية بكل تقليباتها الممكنة، فالمادة (ج ر ح)، يذكر معها أيضًـا (ج ح ر) و(ر ج ح) و(ر ح ج) و( ح ر ج)، و(ح ج ر). ثم يُنصّ على ما استخدمه العرب وما أهملوه، ومن أشهر هذه المعاجم العين للخليل بن أحمد، وتهذيب اللغة للأزهري.
المعاجم الألفبائية التقليبية
وهي معاجم حافظت على فكرة التقليب السابقة، لكنها رتبت المواد اللغوية وفقًا لأسبقية الحروف في الترتيب الألفبائي، فالحدثات التي تحتوي على حرف الهمزة تذكر أولاً ثم تليها التي تحتوي على حرف الباء في بدايتها، ثُمَّ التي تحتوي على حرف التاء، إلى غير ذلك. ومن أشهر تلك المعاجم الجمهرة لابن دريد.
معاجم الألفبائية بحسب الأول
وهذه المعاجم تتخلَّى عن فكرة التقليب، فترتب المواد اللغوية وفقًا للحرف الأول فيها، حيث نجد المواد التي تبدأ بحرف الهمزة كلها في باب الهمزة، والتي تبدأ بحرف الباء كلها في هذا الباب، وكذلك التي تبدأ بالتاء أوالثاء …إلخ. ومن أشهر هذه المعاجم الجيم للشيباني وأساس البلاغة للزمخشري، ففيهما نجد أنَّ (أثر) و(أخذ) و(أدب) و(أمر) و(أوى) كلها في باب واحد هوالهمزة.
المعاجم الألفبائية بحسب الآخر
وتُسَّمى معاجم القافية وهي معاجم ترتب المواد اللغوية وفقًا للترتيب الألفبائيّ كالسابقة لكنها تضع الحدثات التي تنتهي بحرف واحد في إطار ما سَمَّوْه بالباب، فالحدثات التي تنتهي بحرف الهمزة توضع في باب واحد هوباب الهمزة، والتي تنتهي بحرف الباء في باب الباء، والتي تنتهي بالتاء في باب التاء، إلى غير ذلك، ببتر النظر عن أوائلها، فلهذه الأوائل تصنيفها في صورة فصول. ومن أشهر هذه المعاجم، الصحاح ولسان العرب والقاموس المحيط، حيث نجد أنّ (جرع)، (جزع)، مثلاً في باب واحد هوباب العين وفي فصل واحد أيضًا هوفصل الجيم أما (باع) و(جاع)، فهما من باب واحد ولكنهما من فصلين مختلفين، و(برك) و(بعث) من بابين مختلفين ولكلٍّ منهما فصلٌ في بابه.
وكل معجم من هذه المعاجم، على اختلاف مناهجها، لابد حتى يشير في مقدمته إلى المنهج الذي سار عليه في ترتيب موادّه، وإلى الرموز التي يوظِّفها في عمله.
خطوات البحث
عند البحث عن حدثة في المعجم، لا بد من فهم أصل هذه الحدثة، وللوصول إلى ذلك يلزم حتى تتبع المراحل التالية:
التجريد من الزيادة
إن كانت الحدثة المراد الكشف عنها مزيدة، مثل: (استعلام) التي زادت عن أصلها (فهم) بأربعة حروف هي (أ، س، ت، ا)، لا بد من تجريدها من تلك الزيادة حيث تظل أصول الحدثة التي هي (ع ل م).
الردّ إلى المفرد
أما إذا كانت الحدثة مثنى أوجمعًا فلا بد من الإتيان بمفردها، فحدثة (قوسان) ترد إلى مفردها (ق وس) وحدثة (رجال) ترد إلى مفردها (ر ج ل)، وحدثة (هندات) ترد إلى مفردها ( هـ ن د).
الردّ إلى الماضي
إن كانت الحدثة المراد الكشف عنها عملاً مضارعًا أوأمرًا فلا بد من ردّها إلى الماضي؛ لأنها في صورة المضارعة أوصورة الأمر تفقد بعض أصولها خلال الاستعمال فحدثة مثل: (يعي) المضارع، إذا رددتها إلى الماضي كان عملها (وعى) فإنّ الواوحذفت من المضارع ولكنها عادت عند الإتيان بالماضي. وحدثات مثل: (صِلْ) و(قُلْ) و(بِعْ) و(الْهُ)، أفعال الأمر إذا رددناها إلى ماضيها كانت على الترتيب (وصل) و(نطق) و(باع) و(لها).
ردّ الألف إلى أصلها
فإن كان أحد أصول العمل الماضي ألفا ردّت إلى أصلها (الواوأوالياء)، ذلك بالإتيان بمضارع العمل المتضمن ألفًا مثل: (يقول) في (نطق) و(يبيع) في (باع)، و(يلهو) في (لها). إذن فأصل الألف في (نطق) الواو(ق ول) وفي (باع) الياء (ب ي ع) وفي (لها) الواو(ل هـ و)، وقد تردّ هذه الألف بالاستناد إلى ضمائر الحمل المتحركة مثل (لهوت). أما الألف في الأسماء فغالب أمرها أنها زائدة تحذف تبعا لتجريد الحدثة من الزيادة مثل ألف (جالس) تصير الحدثة بعد حذفها ( ج ل س).
بعد حتى تجتاز الكملة هذه المراحل، تكون مهيأة إلى حتى يكشف عنها في معجم ما. وتبعا لترتيب الألفاظ داخل المعاجم العربية، برزت طريقتان لذلك:-
الطريقة الأولى
هي التي سار عليها الخليل بن أحمد حين رتّب مادته على ترتيب الحروف حسب مخارجها دون النظر إلى أوائلها أوأواخرها. انظر: العين، كتاب.
الطريقة الثانية
هي التي اتخذت الألفبائية. في ترتيب أبوابها وتمثلت في نهجين:-
الأول يرتب ألفاظه باعتبار الأواخر أبوابا والأوائل فصولاً والوسط حشوًا. والثاني يرتب ألفاظه باعتبار أوائل الأصول فالثواني فالثوالث، والنهج الأخير هوالذي ساد المعاجم الحديثة. والنموذج التالي يوضح كيفية هذه الطرق.
الطريقـــة الحدثـــة حرف الترتيب
طريقة المخارج شعر العين
لمع العين
فهم العين
الطريقة الألفبائية شعر الراء
بحسب الأواخر لمع العين
فهم الميم
الطريقة الألفبائية شعر الشين
بحسب الأوائل لمع اللام
فهم العين.
المعاجم بحسب العموم والخصوص
مفردات اللغة ليست كلها على مستوى واحد من الاستعمال والشهرة، فبعضها يستعمله المتكلّم العادي في أحاديثه وكتاباته، وبعضها لا يستعمله عادة إلا المتخصّصون في مجالاتهم ذات الاهتمام الخاص، فهميةً أوثقافيةً. ومن ثَمَّ كان هناك نوعان من المعاجم:
المعاجم العامة
وهي التي تهتم في الأساس بالمفردات ذات الشيوع والذيوع، أي تلك التي تنتمي إلى النوع الأول. وفي هذه الحالة قد تُذْكَرُ بعض المصطلحات الفهمية التي لها قسط كبير من الشهرة.
المعاجم المتخصصة
وهذه توجه اهتمامها إلى فئة معينة من البشر، فتقتصر على تسجيل المفردات التي تَفي بحاجاتهم الخاصة كما هوالحال في المعاجم الطبية والهندسية والفيزيائية والفلسفية والجغرافية والنقدية وتراجم الأعلام والبلدان والخط والعلوم.
المعاجم بحسب الزمن
معلوم حتى المعاني تتطور من زمن إلى آخر، ومن النادر حتى تحافظ المفردات على معانيها الأصلية. يبرز لنا من هذه الناحية نوعان من المعاجم:
المعاجم غير الزمنية
وهي التي لا تهتم بتطور معاني المفردات زمنيا، وتقتصر على ذكر معاني الحدثة دون تمييز بين المعنى الأصلي والمعنى المتطوّر، وعلى هذا النحوتسير جميع المعاجم العربية تقريبًا. أما تطور الألفاظ ذاتها فهونادر ولم يتنبَّه إليه واضعوالمعاجم العربية قديمها وحديثها على السواء.
المعاجم التاريخية
هي تلك التي تعنى بالإنضمام التاريخي لمعاني جميع حدثة مع محاولة ذكر تواريخ هذه المعاني حسب ظهورها واستعمالاتها وغالبًا ما توضِّحُ هذه المعاجم كيفية استعمال الحدثة خلال المراحل الزمنية المتنوعة. وواضح حتى المخطة العربية تخلومن هذا النوع، وإنْ كانت هناك محاولة متواضعة من هذا النهج يقوم بها الآن مجمع اللغة العربية بالقاهرة في معجمه الموسوم بالمعجم الكبير.
المعاجم بحسب وحدة اللغة وتعدُّدها
هناك في السوق الفهمية ما يسمَّى بمعاجم أُحادية اللغة، ومعاجم متعددة اللغة.
المعاجم أحادية اللغة
وهي المعاجم التي تقتصر في عملها على الانشغال بألفاظ لغة واحدة معينة، ومعاني هذه الألفاظ، كما هوالحال في جميع المعاجم العربية القديمة الموروثة، وعدد كبير من المعاجم العربية الحديثة.
المعاجم متعددة اللغة
تهتم المعاجم في العصر الحديث بالانشغال بأكثر من لغة، فتورد ألفاظ لغة ما وترتبها بحسب المنهج المأخوذ به في هذه اللغة وتجعلها مداخل المادة، ثم تذكر ما يقابلها من حدثة في لغة أخرى أوأكثر. وذلك كأن تذكر الحدثة العربية متبوعةً بما يقابلها في الإنجليزية أوالفرنسية أوكلتيهما. وهذه تسمى بالمعاجم ثنائية اللغة أوثلاثيتها، وفي المخطة العربية الآن نماذج كثيرة من هذين النوعين كليهما، مثل معاجم: إلياس والمورد ولاروس.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة معاجم يطلق عليها المعاجم الحاسوبية وتتألّف مادتها بتخزين مفردات لغة ما في الحاسوب مع مايقابلها من لغة أولغات أخرى، تتجاوز سبع لغات أحيانًا. والكشف في هذه المعاجم يتم بطريقة آلية، إذْ يكتفي الباحث بالضغط على الأزرار التي تحمل حروف الحدثة المطلوبة فتُبرز له على شاشة الآلة مصحوبةً بما يقابلها في اللغة أواللغات المخزونة.
ومن هذا النوع نموذج آخر أكثر تطورًا وهومايسمَّى المعجم الناطق الذي يقدم لمستخدمه النطق السليم للحدثة، بالإضافة إلى ما قد يقدمه من طريقة كتابتها.
نبذة تاريخية
التأليف المعجمي قديم قدم الحضارات الإنسانية، فالأمم السابقة ذات الحضارات القديمة وضعت الأسس الأولى للمعاجم في شكل تصنيف رسائل وجداول وجدت آثارها في بعض مخطات العالم.
البابليون والأشوريون
عهدوا هذا النوع من التأليف في القرن الخامس قبل االميلاد، وتمثلت معهدتهم في أسطوانات رأسية في ألواح خزفية، وجدت مثل هذه الألواح في المخطة الأشورية في بلدة نيانيقيا، وتعد المصدر الرئيسي لمعهدتنا بثقافة ما بين النهرين، لأن هذه الألواح اشتملت على تفسيرات للغة الأشوريين والبابليين.
اليونانيون
عهدوا تأليف المعاجم في القرن الثالث قبل الميلاد عندما أكمل أرسطوفانس البيزنطي (257 – 180ق م) أمين مخطة معبد الإسكندرية، قائمة الحدثات اليونانية الغريبة والصعبة، ثم فسرها وحدد معانيها، ثم تلته محاولات جادة ابتدأها بامقليوس السكندري (-6م) بكتابة معجم في 96 كتابًا استوعب فيه المعاجم التي سبقته. كما ألف إليوس دينسيوس (120م) معجمًا للحدثات الأثينية في عشرة خط، ويعد اليونانيون آباء المعاجم الغربية الحديثة.
الصينيون
ألفوا معاجم كثيرة بعضها مرتب حسب المعنى، وبعضها الآخر مرتب حسب الصورة أي الرمز الكتابي للحدثة. لم يعهد الصينيون ترتيب المعاجم حسب اللفظ إلا في القرن السادس الميلادي وأول معجم عهد للصينيين يوبيان لمؤلفه كوي وانج. ومعجم اسمه شووان ألفه هوشن وقد طبع هذا المعجم الأخير في عام (150ق.م). أما أول معجم صيني يرتب المفردات حسب نطقها فهومعجم هوفاين الذي ألف بين عامي (581 – 601م). ويعدّ هذا تطورًا كبيرًا في كيفية الترتيب عند الصينيين.
الهنود
ألفوا كثيرًا من المعاجم التي تشرح ألفاظ نصوصهم الدينية وأشعارهم، وأقدم معجم هندي هومعجم الأماراكاكا الذي يرجع تاريخ تأليفه إلى القرن الخامس الميلادي، وهويرتب الألفاظ حسب معانيها، ولم يعهد الهنود الترتيب الألفبائي إلا في القرن العاشر الميلادي.
تطور المعجم العربي
بدأت فكرة المعجم عند العرب بعد نزول القرآن الكريم، وتمثل كثير من لهجات العرب فيه، ودخول غير العرب في الإسلام، واستعصاء بعض مفردات القرآن على كثير منهم، مما استدعى شرح غريب القرآن والحديث ولغة العرب عموما.
وقد بدأت الحاجة لشرح غريب اللغة في أوائل القرن السابع الميلادي في زمن الرسول ³، وأصحابه رضوان الله عليهم. وكانت أولى الرسائل المعجمية في غريب القرآن تنسب لعبد الله بن عباس (ت 68هـ ، 687م)، أجاب فيها عن أسئلة نافع بن الأزرق (ت 65هـ ، 684م) المسماة مسائل نافع بن الأزرق في غريب القرآن، ثم تتالت الرسائل في هذا المجال مثل: غريب القرآن، لأبي سعيد أبان بن تغلب (ت 141هـ ، 758م) وتفسير غريب القرآن لأبي عبدالله مالك بن أنس بن مالك (ت 179هـ ، 795م) وغريب القرآن لأبي فيد مؤرج بن عمروالسدوسي (ت 195هـ ، 810م). وغيرها كثير. أما المعاجم بمعناها العام والكامل فقد ظهرت في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري بتأليف الخليل بن أحمد (ت 177هـ ، 793م) لمعجمه المسمى العين الذي اعتمد تبويب وترتيب مادته على حروف الهاتى حسب مخارجها الصوتية، تم اقتفى أثره أبوعلي النطقي (ت 356هـ، 966م) في معجمه البارع حيث رتبه حسب مخارج الحروف وهوأول معجم يظهر في الأندلس. وممن اقتفوا أثر الخليل، ونحوا نحوه في الترتيب والتبويب على طريقة المخارج أبومنصور الأزهري (ت 370هـ، 980م)، في كتابه تهذيب اللغة والصاحب بن عباد (ت 458هـ، 1065م) في كتابه المحكم والمحيط الأعظم، أما ابن دريد الأزدي (ت 321هـ، 933م) فقد حاول الخروج على طريقة الخليل بن أحمد في الترتيب والتبويب في معجمه جمهرة اللغة إذ خالفه باتخاذه الطريقة الألفبائية غير أنه لم يطبقها تماما. وسار على هذا الصنيع الأخير في الخلط بين الطريقة الألفبائية وتبويب المادة حسب بنية حدثاتها أحمد بن فارس (ت 395هـ ، 1004م) في معجمه مقاييس اللغة. أما أبونصر الجوهري (ت 400هـ ، 1009م) فقد أحدث طريقة في ترتيب معجمه الصِّحاح خالف فيها ما ألف قبله، فقد اتبع الترتيب الألفبائي ولكنه شذ في اتخاذ كيفية ترتيب الألفاظ داخل الأبواب حسب الحرف الأخير.
وفي أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس الهجريين ألف الزمخشري (467 – 538هـ، 1074- 1143م) معجمه أساس البلاغة الذي تفرد فيه باتباع الطريقة الألفبائية، حيث رتب الحدثات حسب أوائلها ثم ثوانيها فثوالثها، وهي الكيفية التي انتهجتها المعاجم الحديثة في ترتيب الألفاظ. وقد سبقه إلى هذا الترتيب نفسه، بأكثر من قرنين من الزمان، علي بن الحسن الهُنائي المعروف بكراع النمل (ت 310هـ) في معجمه المنضّد الذي وضعه على ترتيب حروف ألف با تاء ثاء كما نص على ذلك ياقوت في معجمه، وغيره من المترجمين. توالى التأليف في المعاجم العامة مستفيدا من تجارب السابقين في تأليف المعاجم، فقد ألف ابن منظور (630 – 771هـ، 1232 – 1369م) كتابه لسان العرب متبعًا فيه طريقة الجوهري في صحاحه. وقد سار على منهج الصحاح واللّسان الفيروزآبادي (729 – 817هـ، 1328- 1414م) في كتابه القاموس المحيط. وقد اعتمد المرتضى الزبيدي (1145 – 1205هـ، 1732 -1790م) على القاموس المحيط في تأليف معجمه المسمى تاج العروس من جواهر القاموس وزاد عليه في أنه تحدث عن حرف جميع باب من أبواب معجمه مبينًا خصائص ذلك الحرف واستعمالاته اللغوية. وقد صاحب تطور المعجم العربي العام، الذي يهدف إلى شرح المعاني والكشف عن غوامضها وهوما يعهد بمعاجم الألفاظ، نوع آخر من المعاجم توسم بمعاجم المعاني، هدفها إيجاد الألفاظ والصياغات التي يستطيع المحرر حتى يعبّر بها عن معاني عنده أواستجدت في حياته. وقد أخذ هذا النوع من المعاجم منحى يختلف عن معاجم الألفاظ في ترتيب مادته حيث اتخذ طريقة الموضوعات. وأول مؤلفات هذا النوع كتاب الألفاظ، لابن السكيت (186 – 244هـ، 802- 858م)، ثم تتابع التأليف في ذلك، فألف عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني (ت 320هـ، 932م) كتابه الألفاظ الكتابية الذي سار فيه على هدى كتاب ابن السكيت في الترتيب الموضوعي مقسمًا موضوعاته أبوابًا متعددة. أما قدامة بن جعفر (ت 320هـ، 932م) فألف كتاب جواهر الألفاظ بعد اطلاعه على كتاب الهمذاني فلم يشبع نهمه ويشفي غليله. وقد ألف أبوهلال العسكري (ت 394هـ، 1003م) أبرز الخط في هذا الباب تنظيما واتساعًا، وهوكتاب التلخيص لأنه يرقى إلى مستوى المعجم بالرغم من إيجازه واختصاره. وقد ألف في هذا الميدان كذلك أبومنصور الثعالبي (350 – 429هـ، 961 – 1037م) كتابه فقه اللغة. وقد توّج هذا النوع من التأليف ابن سيده الأندلسي (398 – 458هـ، 1007 – 1065م) في كتابه المخصص حيث بلغ مرتبة عالية من التبويب والتنظيم، والشمول والاستيعاب، فهوأكبر معجم من معاجم المعاني العربية حتى الآن، وأغزرها مادة وأجدرها بحمل اسم معجم المعاني.
شخصيات وجهات مهمة في صناعة المعجم العربي
المعجم | المؤلف | تاريخ الإصدار |
---|---|---|
غريب القرآن | عبد الله بن عباس | 687م |
غريب القرآن | أبوسعيد أبان بن تغلب | 758م |
العين | الخليل بن أحمد | 793م |
غريب القرآن | أبوعبد الله مالك بن أنس | 795م |
كتاب الألفاظ | يعقوب بن إسحاق ابن السكيت | 858م |
جواهر الألفاظ | قدامة بن جعفر | 932م |
جمهرة اللغة | ابن دريد الأزدي | 933م |
البارع | أبوعلي النطقي | 966م |
تهذيب اللغة | أبومنصور الأزهري | 980م |
المحيط الأعظم | الصاحب بن عباد | 1065م |
كتاب التلخيص | أبوهلال العسكري | 1003م |
مقاييس اللغة | أبوالحسين أحمد بن فارس | 1004م |
الصحاح | أبونصر الجوهري | 1009م |
فقه اللغة | أبومنصور الثعالبي | 1037م |
المخصص | ابن سيده الأندلسي | 1065م |
أساس البلاغة | أبوالقاسم محمود الزمخشري | 1143م |
مختار الصحاح | محمد بن أبي بكر الرازي | 1261م |
لسان العرب | محمد بن منظور | 1311م |
المصباح المنير | أبوالعباس الفيومي | 1368م |
القاموس المحيط | محمد بن يعقوب الفيروز آبادي | 1414م |
تاج العروس | المرتضى الزبيدي | 1790م |
محيط المحيط | بطرس البستاني | 1882م |
أقرب الموارد | سعيد الخوري | 1918م |
البستان | عبد الله البستاني | 1930م |
المنجد | لويس معلوف | 1945م |
متن اللغة | أحمد رضا | 1953م |
المعجم الكبير | مجمع اللغة العربية بالقاهرة | 1955م |
المعجم الوسيط | مجمع اللغة العربية بالقاهرة | 1960م |
المعجم العربي الأساسي | المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم | 1989م |
المعجم العربي اليوم
لم ينبتر التأليف في معاجم الألفاظ حتى الوقت الحاضر، وقد أخذ هذا التسلسل أشكال المختصرات والشروح، من ذلك ما قام به أبوعبدالله محمد بن أبي بكر الرازي (ت 660هـ،1261هـ) من اختصاره لمعجم الصحاح في كتاب سماه مختار الصحاح، من هذه المختصرات كذلك معجم المصباح المنير لأبي العباس أحمد بن محمد الفيومي (ت 770هـ).
ألف بعد ذلك بطرس البستاني (1235-1301هـ، 1819- 1883م) معجمه محيط المحيط الذي أراد مؤلفه حتى يحوي ما في القاموس من مفردات مع زيادات كثيرة أخرى، ولكنه سار على الطريقة الألفبائية وفق أوائل الأصول، مخالفا بذلك القاموس. وبعده ألف سعيد الخوري الشرتوني (1266- 1337هـ، 1849 ـ 1919م) معجمه أقرب الموارد وهوقد اعتمد على القاموس المحيط إلا أنه لم يهمل جميع خط اللغة التي سبقته، واتى ترتيبه على أوائل الأصول أسوة بالمعاجم الحديثة. وألف لويس معلوف (1293- 1366هـ، 1876-1946م) معجمه المنجد، وقد سار في ترتيبه على أوائل الأصول مضيفا إليه كثيرا من الصور والأشكال بجانب القسم الخاص باللغة والأدب والأعلام. ألف عبد الله البستاني (1854- 1953م) معجم متن اللغة وهومرتب ترتيبا ألفبائيا حسب أوائل الأصول.
أما المعجم الوسيط فهومعجم أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة، يسير على الطريقة الحديثة في الترتيب. وقد بدأ المجمع بإصدار المعجم الكبير الذي يعد معجمًا كبيرًا شاملاً لألفاظ اللغة العربية قديمها وحديثها وذلك ضمن نطقب موسوعي مسهب منظم.
تواريخ مهمة في صناعة المعجم العربي
القرن 1 هـ | بداية ظهور رسائل الغريب |
القرن 2 هـ | بداية ظهور معاجم الألفاظ التي تبحث عن معاني ألفاظ تدور في الاستخدام اللغوي. |
النصف الأول من القرن ثلاثة هـ | بداية ظهور المعاجم الخاصة، التي تختص بألفاظ موضوع معين، كالوحوش، والإنسان والإبل. |
النصف الثاني من القرن ثلاثة هـ | بداية ظهور معاجم المعاني التي تبحث عن ألفاظ تمكن الكتاب أوالمتحدثين من استخدامها في معان عندهم. |
انظر أيضا
- Terminology extraction
المصادر
- ^ "معجم". الموسوعة المعهدية الكاملة.
وصلات خارجية
- The Glossarist - Large list of glossaries
- The TAO of Topic Maps
- Glossarytool - tool for glossary generation
- Online glossary software - Make your own public glossaries
- GlossExtractor - A web application to automatically learn specialized glossaries from the web
- Babel Linguistics Glossaries Selected Multilingual Glossaries by Industry
- Parasitology GlossaryWords related to Parasitology