البحر المحيط ( تفسير أبوحيان الأندلسي)
جزء من سلسلة
| |
أمهات التفاسير | |
أهل السنة:
شيعة:
| |
التفاسير السنة | |
| |
التفاسير الشيعة | |
| |
التفاسير الصوفية | |
| |
التفاسير المعتزلة | |
| |
مصطلحات فهم التفسير | |
|
البحر المحيط في تفسير القرآن الكريمأشهر أعمال أبوحيان الأندلسي وأبقاها. وهومن التفاسير المدرجة ضمن التفاسير بالرأي حيث ان مؤلِّفه اعتمد أساساً على اللغة، نحوًا وصرفًا، في تفسير القرآن الكريم، وهذا للعقل فيه مدخل.
كما يعد قمة التفاسير التي عنيت بالنحو، وتوسعت في الإعراب ورواية القراءات وتوجيهها والاحتجاج لها والدفاع عنها، وهذا العمل الفذ هوخلاصة فهم أبي حيان ونتاج حياته الحافلة بالدرس والتحصيل، وضعه بعد حتى رسخت قدمه في العربية وعلومها، ونضجت خبرته، وساعده على إنجازه قيامه بالتفسير في قبة السلطان الملك المنصور سنة 710هـ وهوفي السابعة والخمسين من عمره.
فالجانب النحوي هوأبرز ما في هذا التفسير، إذ إذا المؤلف قد أكثر من ذكر مسائل النحو، وتوسع فيها غاية التوسع، وذكر مسائل الخلاف فيها، حتى كاد الكتاب أقرب ماقد يكون كتاب نَحْوٍ منه كتاب تفسير!!
بَيْدَ حتى أبا حيان لم يهمل الجوانب التفسيرية الأخرى في كتابه، بل كان يتعرض لغير مسائل النحو؛ كذكره المعاني اللغوية للآيات، والأسباب الواردة في نزولها، ويتعرض أيضًا لذكر الناسخ والمنسوخ، وأوجه القراءات القرآنية، والأحكام الفقيهة المتعلقة بآيات الأحكام .
منهج الكتاب
وقد بين أبي حيان منهجه في مقدمة كتابه فنطق: "إني أبتدئ أولاً بالكلام على مفردات الآية التي أفسرها لفظة لفظة فيما يحتاج إليه من اللغة والأحكام النحوية التي لتلك اللفظة، وإذا كان للحدثة معنيان أومعان ذكرت ذلك في أول موضع فيه تلك الحدثة، لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في جميع موضع تقع فيه فيحمل عليه، ثم أشرع في تفسير الآية ذاكرًا سبب نزولها وارتباطها بما قبلها حاشدًا فيها القراءات، ذاكرًا توجيه ذلك في فهم العربية، بحيث إني لا أغادر منها حدثة وإن اشتهرت حتى أتحدث عليها مبديًا ما فيها من غوامض الإعراب ودقائق الآداب."
وقد ذكر أبوحيان في مقدمة كتابه منهجه في تفسير القرآن الكريم، وحاصل منهجه نستعرضه وفق الآتي:
- يبدأ الكلام على مفردات الآية القرآنية، فيشرحها حدثة حدثة، ويبين معانيها .
- وبعد حتى يذكر سبب نزول الآية، إذا كان ثمة سبب لـنـزولها، يشرع في تفسير الآية كاملة.
- ثم يذكر تناسب الآية مع ما قبلها من الآيات .
- وكان من منهج أبي حيان ذِكْرِ أوجهالقراءات القرآنية الواردة في الآية، مع توجيهه لتلك القراءات وفق مقتضيات اللغة العربية .
- ثم إذا أبا حيان ينقل أقوال السلف والخلف الواردة في معاني الآيات، ويختار منها ما يراه الأقوى دليلاً، والأصح ثبوتاً .
- وكان لـ أبي حيان - وهوفارس اللغة - اهتمام خاص ببيان النواحي البلاغية في الآية التي يريد تفسيرها.إذ نجده يبين أوجه البلاغة فيها غاية البيان .
- أما معالجته لآيات الأحكام فهذا من منهجه أيضًا، فكان ينقل أقوال الفقهاء في المسألة موضع البحث، ويرجح منها ما يرى حتى الدليل يؤيده، والعقل يصوبه .
يُلاحظ من منهج أبي حيان في تفسيره أنه لا يُحمِّل النص القرآني ما لا يحتمل، ولا يخرج به عن ظاهره إلا لدليل يقتضي هذا الخروج، ولذلك وجدناه لا يعرض في تفسيره لأقوال أهل الفلسفة، ولا يُعرِّج، لا من قريب ولا بعيد، على أقوال الفرق الباطنية، التي تعتمد التأويل المرجوح لآيات القرآن الكريم .
والمتأمل في هذا التفسير، يلمس حتى أبا حيان كان في منهجه بعيداً عن أقوال أهل الفلسفة، وبريئاً من ممضى أهل الاعتزال؛ غير أنه ، في اللقاء، لم يلتزم ممضى أهل السنة والجماعة في مسائل الأسماء والصفات، وإن ظهرت عنده بعض اللمسات التي تدل على تمسكه بمنهج أهل السنة والجماعة في ذلك .
مصادر المؤلف
اعتمد أبوحيان في جمع مادة تفسيره على كتاب التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير لـ ابن النقيب ، كما أنه كان كثيراً ما ينقل عن الزمخشري ، وابن عطية ، خاصة في مسائل النحو، ويتعقبهما في كثير من المسائل، مع اعترافه لهما بمنزلتهما الفهمية .
والكتاب مطبوع متداول بين أهل الفهم.
المصادر
مسقط اسلام ويب