معركة الحاضر (قنسرين)
سقطت معركة الحاضر بين الإمبراطورية البيزنطية ووحدة الفرسان سريعة التنقل التابعة لجيوش الخلافة الإسلامية الراشدة. وكان ذلك في شهر يونيومن عام 637 ميلادي في منطقة الحاضر على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من بلدة قنسيرن الواقعة في سوريا الحالية.
مقدمة
بعد فتح القدس وعودة الخليفة عمر بن الخطاب إلى عاصمة الخلافة المدينة المنورة توجه يزيد بن أبي سفيان وفق تعليمات الخليفة عمر بجيش إلى القيصرية ليفتحها مجدداً، بينما توجه عمروبن العاص وشرحبيل بن حسنة لإعادة فتح فلسطين والأردن، حيث أنهيا مهمتهما في نهاية ذلك العام، كما توجه أبوعبيدة بن الجراح بجيشه مع خالد بن الوليد البالغ عدده 17 ألف مقاتل من القدس لغزوشمال سوريا.
زحف أبوعبيدة إلى دمشق التي كانت بيدي المسلمين وتابع مسيرته إلى حمص التي رحبت بقدومه، وكان يسعى للوصول إلى قنسرين التي كان خالد يقترب إليها على رأس "سرية الفرسان سريعة الحركة" كطليعة لجيش أبي عبيدة. وصلت هذه السرية إلى منطقة الحاضر على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من قنسرين حيث تعرضت إلى هجوم بيزنطي.
وكان قائد الحامية البيزنطية في قنسرين يدعى ميناس، وهومقاتل متميز يتمتع بمحبة كبيرة من رجاله. وعهد ميناس أنه سيتعرض لحصار جيش الخلافة الإسلامية طالما بقائه في قنسرين وربما سيضطر للاستسلام، حيث لا يتسقط وصول دعم من طرف الإمبراطور هرقل. ولذلك فقد قرر ميناس حتى يهاجم طلائع جيش الخلافة الإسلامية (سرية الفرسان سريعة الحركة) على مشارف المدينة وهزيمتها قبل حتى تجتمع مع القسم الرئيسي من الجيش المسلم. ولم يكن يفهم حتى خالد كان موجوداً في صفوف تلك الوحدة المتقدمة في الجيش الإسلامي، أوأنه لم يصدق ما كان يسمعه عن خالد بن الوليد.
المعركة
بدأت المعركة في منطقة الحاضر التي تشكل سهلاً يبعد ثلاثة أميال عن قنسرين، حيث نشر خالد وحدته سريعة التنقل في الوضعية القتالية، بينما شكل ميناس جيشه في جناحين وقلب، وكان على رأس جيشه في المقدمة كما كان خالد في مقدمة جيشه. وبعد برهة وقع شيء فظيع، فقد اغتال ميناس في المراحل المبكرة من المعركة، وعندما إنتشر نبأ مقتله بين الجنود استشاط الجنود البزنطيين غضباً وبدؤوا هجوماً عنيفاً ووحشياً إنتقاماً لمقتل قائدهم المحبوب. ولكنهم تعثروا في لقاءة أكثر المقاتلين إمتيازاً في ذلك الوقت.
وأخذ خالد قسماً من الفرسان من أحد أجنحة الجيش ليقوم بمهاجمة الجيش البيزنطي من الخلف مما تسبب بزعزعة تام الجيش البيزنطي، مما أدى بدوره إلى فشل الغرض من ذلك الإندفاع البيزنطي في القتال، إنتقاماً وغيظاً، حيث لم ينج أحد من الروم البيزنطيين في معركة الحاضر.
بعد المعركة
بعد المعركة خرج أهالي الحاضر لتحية خالد ونطقوا بأنهم عرب وليس لهم النية بمهاجمته. وقبل خالد خضوعهم وتابع تقدمه إلى قنسرين. هناك في قنسرين تحصن الروم الباقون في الحامية في القلعة. وعند وصوله مباشرة أوفد خالد لهم رسالة: إذا كنتم في السحاب فإن الله سيحملنا إليكم أوينزلكم إلينا للمعركة. واستسلمت بعدها قنسرين بدون تردد، حسب الطبري، وكان ذلك في عام 637 ميلادي.
بعد ذلك تابع جيش الخلافة الإسلامي سيره للقاءة الحامية الرومية في معركة حلب وليفتح الشمال بعدها تمهيداً لإسقاط أنطاكية.
معارك اسلامية خالدة | |
---|---|
معركة الحيرة| معركة عين التمر | معركة الانبار | معركة الولجة | معركة أليس | معركة عين التمر | معركة دومة الجندل | معركة ذات السلاسل | معركة نهاوند | مسقطة الجمل | نهروان (معركة) | سقطة صفين| معركة أجنادين | معركة البويب | مسقطة الجسر | معركة الحاضر (قنسرين) | معركة اليرموك | معركة اليمامة | معركة بزاخة | معركة الفراض | معركة القريتين | معركة المضيح| معركة الثني | معركة الزميل | فتح بصرى | معركة مرج راهط | مسقطة جلولا | معركة فحل | فتح المدائن | فتح حمص | معركة القادسية | فتح حلب | معركة عمورية | واقعة الحرة|معركة حطين |
مصادر
كتاب خالد بن الوليد، سيف الله، حياته وغزواته، أكرم، روالبندي، باكستان، 1970. (إنكليزي)