مرسي عطا الله
مرسى إسماعيل عطا الله (و. 1943)، صحفي مصري ورئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام السابق.
نشأته
ولد مرسى عطاالله عام 1943 في قرية الجميزة في وسط الدلتا التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية في منزل مثل جميع منازل الفلاحين الطيبين، يفخر به مرسي عطاالله حتي هذه اللحظة، ويراوده الحنين إليه وإلي قاعته المتسعة وإلي صوامع الغلال الصغيرة التي كان يختبئ فيها طفلا في مرحه البريء مع شقيقه وأصدقائه في القرية. في كتاتيب القرية بدأت رحلته مع الحدثة، وفي مدرستها التمهيدية وفي فصول حامد أفندي البسيوني، تلقي تعليمه الأول في الفترة الابتدائية قبل حتى ينقله والده مع الفترة الإعدادية إلي إحدي المدارس الخاصة مستثمرا فيه وفي أشقائه. فكان والداه الحاج إسماعيل عطاالله، والحاجة وفيقة السيد غزالة هما أبرز ما امتلك الرجل، أدركا من البداية أهمية الاستثمار في تعليم أبنائهما، وكانت نقطة التحول الفارقة في حياة الأسرة حين انتقل الوالد إلي ديوان وزارة الزارعة بالجيزة، ونقل إثر ذلك إقامة الأسرة إلي ميدان الجيزة، ليلتحق مع شقيقه الأكبر بالمدرسة السعيدية الثانوية بجوار جامعة القاهرة. أثمرت جهود الوالدين، وجنيا ما حصدا بأولادهما، الأكبر عطاالله الذي توفي وهووزير مفوض بوزارة الخارجية، ومرسي رئيس مجلس إدارة الأهرام، وحسني الأستاذ الجامعي بإحدي الجامعات الفرنسية،
المشوار مع مرسي بعد السعيدية الثانوية لم يكن سهلا، ولكن إشاراته كانت مفتوحة أمام عينيه، أهمية السعيدية كمدرسة وجيرتها لجامعة القاهرة جعلت آفاق الرجل تتسع، وتزداد اتساعا مع التحاقه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، في وقت كانت فيه هذه الكلية هي صانعة النجوم في جميع المجالات.
كفاحه
كانت الحرب هي حدثة السر تقريبا في حياة مرسي عطاالله، وأثرت في حياته بشكل بالغ، وساهمت كذلك في صعوده، وما بين حرب أكتوبر ١٩٧٣ وحرب تحرير الكويت في فبراير ٩١، كان مستقبل مرسي عطاالله يتخذ منحي آخر، ويسير في اتجاه الصعود.
التحق مرسي عطاالله بالقوات المسلحة عقب النكسة في دفعة المؤهلات العليا التي بدأ بها بناء الجيش المصري، استعدادا لفوز أكتوبر المجيد، وهناك كان شاهدا علي حياة جديدة، ومستقبل حديث تصنعه دماء الشهداء لمصر ولأبنائها، من هناك، حيث الحد الفاصل بين الحياة والموت، بدأ طريقه الحقيقي، خاصة حين التحق بمخط المتحدث العسكري الرسمي، وصار نائب المتحدث، وكان مسؤولا عن صياغة بيانات الحرب الصحفية، كان أحد الأضلاع التي استعادت الثقة والمصداقية لهذه البيانات التي انهارت مع هزيمة يونيو٦٧، في ظل منظومة جديدة للقوات المسلحة ساهمت في فوز أكتوبر، وقدمته للناس ساعتها لحظة بلحظة دون تهويل أوتهوين. وضعت الحرب أوزارها وعاد مرسي عطاالله ليطارد مستقبله، وانضم إلي مؤسسة الأهرام، وساهم برصانته ودقته في الحفاظ علي عراقة الجريدة المحافظة من خلال وجوده في معبد الديسك المركزي للجريدة العريقة. وكان الرجل - الذي منحته حرب أكتوبر خبرة لا تقدر بثمن في الفهم العسكري والاستراتيجي، وجعلته أحد أبرز المتخصصين فيها- علي موعد حديث مع الحرب، وكانت في تلك المرة حرب الخليج، اقتحمت جيوش صدام حسين الكويت في أغسطس ١٩٩٠ وعاد، طوال شهور الاحتلال التي انتهت بتحرير الكويت، اسم مرسي عطاالله للبروز كأحد أبرز المحللين الاستراتيجيين والسياسيين في المنطقة ولما كانت أحداث الحرب تتلاحق جميع لحظة وتلهث وراءها وسائل الإعلام في مصر دون حتى تتمكن من اللحاق بها كاملة، كانت فكرة «الأهرام المسائي» قد ظهرت لتعويض هذه الفوارق الزمنية، وهنا تجلت قدرة مرسي عطاالله كإداري صارم، وصحفي مهني، ليقود مجموعة من شباب الصحفيين النابهين، ويصدر الجريدة المسائية بشكل يومي في وقت قياسي، ولم تتجاوز فترة الإعداد لذلك بضعة أيام تعد علي أصابع اليد الواحدة. وفي وقت قياسي أيضا تحولت الأهرام المسائي إلي واحدة من أبرز الصحف توزيعا، خاصة بعد انتهاء حرب الخليج، ووضع مرسي عطاالله من خلالها مهاراته في الصحافة الرياضية ليجعلها من أبرز الصحف لدي جمهور الرياضة، إلي جانب أهميتها للقارئ المتابع الذي يحرص علي متابعة ما لم تلحق به الصحف الصباحية.
اهتماماته الرياضية
إلي جانب وضعه المهني كمحلل سياسي رفيع المستوي - جعلته الاختيار الوحيد أمام الدكتور ممدوح البلتاجي وزير الشباب السابق، الذي كلفه بقيادة مجلس إنقاذ لنادي الزمالك في ديسمبر ٢٠٠٥، اجتهد في استعادة الاستقرار للنادي العريق الذي فرقته الصراعات. اليوم وبعد صدور قرار مجلس الشوري بتعيينه رئيسا لمجلس إدارة الأهرام- يقف مرسي عطاالله علي قمة أهدافه المهنية، يطالع الرحلة خلفه وهويمسح عن جبينه عرق المشوار الطويل، ويتذكر الحاج إسماعيل والحاجة وفيقة وهويسلم بصحة رهانهما المبدئي عليه وعلي أشقائه، ويقرأ لهما الفاتحة، ويدعومخلصا: «يرحمهما الله».