القوات الفرنسية في ساحل العاج
القوات الفرنسية في ساحل العاج، هي قوات أوفدتها فرنسا للتدخل عسكريا في ساحل العاج إثر الأزمة التي شهدتها ساحل العاج منذ العام 2002 بعد اندلاع حرب أهلية مدمرة بين الرئيس المنتهية ولايته لوران گباگبووحلفائه المسيطرين على المناطق الغربية والجنوبية، والمتمردين (القوات الجديدة)المسيطرة على الشمال.
الأهداف
واتى التدخل الفرنسي بداية - وفق ما معلن - لحماية الجالية الفرنسية في ساحل العاج المقدرة بنحوعشرين ألف شخص، لكنها مع الوقت أصبحت تلعب أدوارا أكبر لصالح هذا الطرف أوذاك.
وكانت ساحل العاج قد سقطت اتفاقا للتعاون العسكري مع فرنسا عام 1962، لكن التدخل العسكري الفرنسي لم يأت استجابة لذلك الاتفاق الذي يسمح للفرنسيين بالتدخل العسكري بساحل العاج في حالة تعرضها لخطر خارجي فقط.
الأحداث
وبدأت القوات الفرنسية بالتدخل إثر أحداث 2002 بنحوألف جندي فقط، ثم تطورت لاحقا لتصل إلى نحوخسمة آلاف جندي، وتم سحب بعض هؤلاء ليستقر أمرها في الوقت الحالي على نحوألف فقط.
وعملت في سنواتها الأولى للفصل ما بين قوات الحكومة المهيمنة على الجنوب، وقوات المتمردين المسيطرة على الشمال وعلى أجزاء كبيرة من البلاد، ووسعت من أدوارها لتضم حماية الغربيين، وضمان الاستقرار، ومراقبة وقف إطلاق النار.
ورغم أنها أعربت حتى قواتها لن تتدخل في الصراع، بدأت السلطات الفرنسية مبكرا وقبل نهاية العام 2002 في التصدي لقوات المتمردين، وخاضت معها اشتباكا مسلحا لمنعها من التقدم نحوالمواقع التي تسيطر عليها الحكومة.
وفي لقاء ذلك ظل الموالون للرئيس المنتهية ولايته گباگبويتهمون القوات الفرنسية بالانحياز للمتمردين، وهوما ولد حالة من الرفض والكراهية للوجود الفرنسي.
وبلغ التوتر بين معسكر گباگبووالقوات الفرنسية أوجه أواخر عام 2004 حين قصفت قوات الجيش التابعة لگباگبومركزا للقوات الفرنسية أدى لمقتل تسعة فرنسيين وجرح عدد آخر منها، ولكن القوات الفرنسية لم تتأخر في الرد حيث قامت وعلى الفور بتدمير جميع سلاح الجوالعاجي المكون من نحوسبع طائرات عسكرية.
وأدى ذلك الحادث إلى تفاقم مشاعر الكراهية للفرنسيين في ساحل العاج حيث خرج عشرات الآلاف من أنصار گباگبوللتظاهر ضد الفرنسيين، وسجلت حوادث عنف ضد الرعايا الفرنسيين، وهوما حتم إجلاء عدد منهم.
ورغم محدودية عدد القوات الفرنسية حاليا في ساحل العاج فإها تتمتع بنفوذ وحضور قوي بتلك المستعمرة الفرنسية السابقة، كما حتى الوجود الفرنسي العسكري الطويل بساحل العاج مكنها من اكتساب خبرة طويلة وعميقة في التعامل مع الاضطرابات والقلاقل التي تفاقمت واشتدت في العشرية الأخيرة منذ استيلاء گباگبوعلى السلطة.
ورفض الفرنسيون والأمين العام للأمم المتحدة مطالبات گباگبوبإجلاء قواتهم من ساحل العاج بعد حتى بدأت تضطلع بأدوار هامة في صالح الرئيس الفائز بالانتخابات الحسن وتارا.
انظر أيضا
- الأزمة العاجية 2010-2011
المصادر
- ^ القوات الفرنسية في ساحل العاج. الجزيرة نت، أربعة أبريل 2011