تاريخ اليمن الإسلامي

عودة للموسوعة

تاريخ اليمن الإسلامي

جزء من عن
التاريخ القديم
مملكة سبأ
مملكة معين
مملكة حضرموت
مملكة قتبان
مملكة حمير
التاريخ الإسلامي
العصر الأموي
العصر العباسي
الدولة الصليحية
الدولة الطاهرية
بنويعفر
العصر الأيوبي
الدولة الرسولية
العهد العثماني
التاريخ الحديث
المملكة المتوكلية
الإستعمار البريطاني لعدن
ثورة الدستور 48
إنقلاب 55
اتحاد إمارات الجنوب العربي
ثورة 26 سبتمبر
اتحاد الجنوب العربي
ثورة 14 أكتوبر
اليمن الجنوبي
الجمهورية العربية اليمنية
حرب 1986
الوحدة اليمنية
حرب صيف 1994
ثورة الشباب 2011
بوابة اليمن
عصر الخلافة ██ في عهد الرسول محمد 622-632 ██ Under the Patriarchal Caliphate, 632-661 ██ في عهد الخلافة الأموية 661-750

دخل الإسلام اليمن في عهد مبكر منذ بدأت رسائل النبي محمد بن عبد الله إلى أهل اليمن نادىهم فيها للإسلام وكانت نتيجتها مقولته الشهيرة: " أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة. الإيمان يمان والحكمة يمانية".

ذكر القرآن الكثير من القصص، نالت أرض اليمن ورجال اليمن نصيباً كبيراً منها، ومن تلك القصص: سيرة أصحاب الجنة، سيرة أصحاب الأخدود، إرم ذات العماد، سيرة النبي سليمان وملكة سبأ، سيرة السيل العرم، سيرة ذوالقرنين، سيرة الفيل وأبرهه ومحاولة هدم الكعبة... وغيرها.


اليمن والردة

في النقاشات الفقهية الكثيرة حول الردة القديمة والمعاصرة لم يعد من السهل الوقوف على رأي شرعي نهائي يحدد متىقد يكون المسلم قد ارتد هل بهجره جميع الدين أوجزء منه أوبوقف ولائه لدولة الإسلام مع بقائه على الدين ،يا ترى؟ ومع ذلك فإن اصطلاح الردة أوحركة الردة قد أوردته المصادر ليصف الوضع الذي نشأ في الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وهوالوضع الذي تتفاوت تفاصيله من منطقة لأخرى، لكنه في جميع حال كان وضعاً رفض فيه قسم من القبائل مجدداً تعاليم الإسلام وعادت إلى عبادة أصنامها ورفضت سلطة الخليفة الأول للمسلمين عليها، وقسم آخر أراد البقاء على الإسلام ورفض سلطة الخلافة في المدينة والواجبات تجاهها فنطقوا: نؤد الصلاة ولا نؤد الزكاة. ولم تشذ القبائل اليمنية كثيراً عن هذا الوضع العام إثر وفاة الرسول(ص) ، فسواء أكانت الردة ارتداداً عن الإسلام أورفضاً لسلطة المدينة أوقريش كما نطقوا، فإن الثابت في جميع الأحوال هي ثبوت صفة الردة على كثير من قبائل اليمن، إذ ثبتت قلة من أهل اليمن على الإسلام وهي التي شاركت جيوش الخلافة فيما بعد في القضاء على حركات الردة خاصة في حضرموت وكندة. ولا ينبغي النظر إلى ردة أهل اليمن بتشنج عاطفي وطني أوديني ، بل بموضوعية وعقل يتفهمان الموقف في ظروفه التاريخية، فالرسول الكريم بجماعته الإسلامية وشخصيته النافذة تمكن من إدخال الناس في الإسلام رغبة ورهبة، وربطت كثيراً من القبائل إسلامها بمنافع تجنيها من الإسلام كعقيدة أوقوة مادية، ولذلك لا غرابة حتى يسمى العام العاشر بعد هزيمة قريش عام الوفود ، أي عام الوفود التي وفدت إلى المدينة لإعلان الإسلام، وقد أظهرت المصادر حتى معظم القبائل لم تسلم بشكل نهائي لهيبتها قريشاً، لكن بعد هزيمة قريش وسقوط هيبتها ، فلابد من الاعتراف بالقوة الجديدة وهي قوة الإسلام والمسلمين .

وبوفاة الرسول(ص) تختفي الشخصية النافذة المُجَمِّعَة والمُوحِّدَة وينظر القوم إلى الخلافة على أنها توريث غير مسبوق لسلطة أقروها في إنسان الرسول(ص) ولا يريدون إقرارها لغيره، كما ظهر ذلك في بعض شعرهم.

وبهدوء وموضوعية يمكن تفهم حركة الردة في اليمن وغير اليمن على ضوء التجربة الضخمة التي شيد بداياتها الرسول الكريم وأنشأ نواة لدولة مركزية في المدينة، تخضع لمبادئ الإسلام، وعلى ضوء الزمن القصير الذي لا يمكن معه تصور رسوخ المبادئ الإسلامية أومعنى الاحتكام إلى سلطة واحدة في مساحة جغرافية بمساحة شبه جزيرة العرب ، وهما أمران خطيران بالقياس إلى تعدد الآلهة والوضع القبلي المشرذم سياسياً في جميع أنحاء الجزيرة. أما صحابة الرسول(ص) الأوائل الذين تشربوا منه مباشرة تعاليم الإسلام واختبروا في مواقع كثيرة ليصفوا إسلامهم، فقد ثبتوا على الإسلام وألهم الخليفة أبوبكر رأيا سديداً في قتال المرتدين ، فهولم يقبل كغيره من بعض الصحابة الأخيار بأن لا يقاتل من يشهد بأن لا إله إلا الله، بل أصر على ضرورة الخضوع لعاصمة الإسلام المدينة قائلا: والله لومنعوني عنطق بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه. وقد لعبت جيوش الخلافة ومن ثبت معها على الإسلام دوراً في الحفاظ على الإسلام كدين وعلى دولة الإسلام التي رسختها بعدئذ خلافة عمر المهابة والنعم التي حصل عليها المسلمون وهم يفتحون الأرض شرقاً وغرباً، وعليه فلا وطنية ولا انتهازية في حركة الردة، بل فترة تاريخية من مراحل تثبيت الإسلام في النفوس يمكن تفهمها على ضوء الأوضاع التي سبقت الإسلام وما ارتبط بإسلام البعض من تصورات نفعية تصححت مع الزمن وحسن إسلام الناس بعدئذٍ ، أما ما يخص حركة الأسود العنسي عبهلة بن كعب في اليمن والتي لا يمكن إدراجها ضمن حركة الردة لعدم ثبوت إسلام الأسود العنسي أولاً ولوقوعها زمنياً في حياة الرسول ثانياً، فهي الأخرى حركة تمثل صداماً بين سياسات الرسول الكريم في اليمن والهادفة إلى ربط اليمن بالإسلام وعاصمته المدينة وبين طموح الأسود العنسي في الإستيلاء على منطقيد الحكم من يد الأبناء بالتعاون مع بعض القبائل المنافرة للأبناء، وقد لعب الزمن الذي سقطت فيه حركة الأسود وتبدلات الأحلاف القبلية على أساس وجود قوة جديدة هي قوة الإسلام دوراً في الإطاحة بطموح الأسود السياسي، فتمكن لفترة ضمن الأوضاع الجديدة من السيطرة على صنعاء لكنه خسر الجولة في النهاية وانتصر الحلف الموالي لسياسات الرسول في اليمن .

وبالقضاء على حركة الأسود العنسي وحركة الردة في اليمن يبدأ دور حديث لأهل اليمن في الفتوحات وبناء الخلافة الإسلامية في جميع بلاد الإسلام، فكانت لهم الإسهامات العظيمة في فتح فارس وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي والأندلس كجيوش وقيادات مشهورة، ونحن ننظر إلى تلك الأدوار البارزة على أساس حتى اليمن وأهل اليمن جزء من دار الإسلام، ولا يجب أبداً النظر إلى ذلك الدور على أساس قطري أوجهوي فهوقديماً والآن مخالف لطبائع الأمور والأصل هوالنظر إلى وحدة ديار العرب وديار الإسلام وما اليمن إلا وحدة إدارية من وحداته الكثيرة برز أهلوه في مسطح العالم الإسلامي كغيرهم من الأقوام حيث تمازجت الأنفس والأخلاق ونشأ عن ذلك بعدئذٍ ما يعهد بالحضارة العربية الإسلامية .

وفي زمن الخلافة الراشدة كان اليمن بمخاليفه وتقسيماته الإدارية الخاصة به حيناً والمرتبطة مع بعض بلاد الحجاز أوكلها حيناً آخر ولاية أوولايات تابعة للخلافة الإسلامية، ولم تشهد أحداثاً جساماً إلا ما كان في زمن الفتنة وهوصراع أقطاب قريش على السلطة بعد مقتل الخليفة عثمان إذ نجد مشاركة لليمنيين في جميع ميادين الصراع على السلطة في العراق والشام والحجاز، وشاركوا في القتال في جميع من معارك الجمل وصفين والنهروان، مدفوعين بقناعات في الوقوف إلى جانب هذا الفريق أوذاك خاصة والوقت وقت فتنة عميت فيه الأبصار والقلوب، أما في اليمن فكان نصيبها من الصراع بين على ومعاوية بعد مقتل الخليفة عثمان هووصول الوالي بسر بن أبى أرطأة من قبل معاوية فتتبع شيعة على في اليمن بالقتل والمطاردة، ثم فر أمام والي علي بن أبى طالب جارية بن قدامة السعدي الذي تتبع هوالآخر عثمانية اليمن وأعوان معاوية بالقتل والتشريد، ثم غادر اليمن إلى العراق بعد سماعه بمقتل الخليفة على بن أبي طالب والذي مهد مقتله للوصول مع الحسن بن على إلى ذلك الاتفاق مع معاوية وبأن تصير الأمور شورى بين المسلمين بعد معاوية بن أبي سفيان وبهذا الاتفاق الذي حصل عام 40 للهجرة والذي عهد بـ(عام الجماعة) تمهد الطريق لبني أمية لإرساء خلافتهم وحكم المسلمين زمناً ناهز القرن .


العصر الأموي

لا تسعفنا مصادر التاريخ الإسلامي العامة في رسم صورة واضحة لأوضاع اليمن في الزمن الأموي، إذ يظهر حتى انتنطق مركز الثقل السياسي إلى الشام وما رافق ذلك من أحداث عامة متنوعة هناك بالإضافة إلى الفتوحات في المغرب والأندلس قد غطى على الأحداث المحتملة التي جرت في اليمن خلال ما يقارب القرن من الزمان، وربما تعلق الأمر ـ بعد خروج معظم أهل اليمن للجهاد ـ بفترة هدوء تنفس فيها أهل اليمن الصُعَدَاء ، حتى إذا انصرم قرن من الزمان ، تبدأ الأحداث ثانية بالظهور، ولذلك فإن المصادر التاريخية لهذه الفترة لا تجود إلا بذكر أسماء الولاة ومددهم في اليمن في الفترة من 41 ـ 132 هـ وهوزمن خلافة بني أمية في اليمن والتي بترتها خلافة ابن الزبير في الأعوام 64 ـ73 هـ ، فقد ولي اليمن أكثر من خمسة وعشرين والياً بمدد مختلفة لعل أطولها ولاية يوسف بن عمر الثقفي الذي ولي اليمن ثلاث عشرة سنة ابتداءً من خلافة هشام بن عبد الملك 105هـ وقد استأثر الثقفيون عامة بثقة بني أمية فأكثروا من توليتهم ولايات مختلفة من بينها اليمن، وأحدهممحمد بن يوسف الثقفي أخوالحجاج وهوالذي استنابه عنه في اليمن وأبرز ما تذكره المصادر في زمن محمد بن يوسف هذا هوأنه هم بحرق المجذومين بصنعاء ، إذ جمع حطباً عظيما لأجل ذلك ، بيد حتى منيته عاجلته قبل تطبيق الحرق، ولا تعطي المصادر أسباباً لكثرة العزل والتولية خاصة وقد طرأ على إدارة الولايات نمط حديث من التولية يجوز بمقتضاه للوالي حتى يرسل من ينيب عنه إلى ولايته فيما يستقر هوبجانب الخليفة أوحيث شاء وهوما يفيد التكريم بالمناصب والموافقة على جناية منافعها دون تجشم عناء المسئولية، ولنا حتى نتصور حتى مهمة هؤلاء الولاة كانت الحفاظ على مخاليفهم من جهة الأمن والاستقرار وفض الخصومات والولاء للخلافة وتقديم الزكاة والأعشار وسائر المدفوعات الأخرى، لترسل إلى عاصمة الخلافة بعد الصرف منها على شؤون الولايات، وبهذا الصدد تذكر المصادر حتى بحيرا بن ريشان الحميري وهومن القلائل من أهل اليمن الذين تولوها من قبل يزيد بن معاوية قد قبل ولاية اليمن على مال يؤديه للخلافة جميع عام ولعله أساء السيرة في أهل اليمن لجمع الأموال لنفسه والخلافة حتى يستحق وصف المصادر له بأنه كان عاتياً متجبرا .

ثم إذا اليمن في خلافة ابن الزبير 64ـ73 هـ خرجت من حظيرة الدولة الأموية واستطاع ابن الزبير حتى يرسل إليها الولاة من قبله، وهم الذين سرعان ما كان يتم استبدالهم أيضاً حتى حتى فترة بعضهم لم تتجاوز الشهور، ولذلك تميزت اليمن بالاضطراب زمن خلافة ابن الزبير ، وربما كانت أبرز الأحداث في فترة الخلافة الأموية وتداخلها مع خلافة ابن الزبير المغمورة الذكر في المصادر والأبحاث الحديثة هي خروج عباد الرعيني ضد الوالي يوسف بن عمر الثقفي ولكن الأخير قتله هووأعوانه في عام 107 هـ ، أما في أواخر الدولة الأموية فقد غلب الخوارج على اليمن وهم الذين كانوا في حرب متواصلة ضد الدولة الأموية، وكان زعيمهم عبد الله بن يحيى الحضرمي الملقب بطالب الحق والذي ثار بحضرموت وتمكن بمن معه من رجال من دخول صنعاء وإلقاء الخطب الدينية المؤثرة فيها واستمر زحف الخوارج شمالاً باتجاه مكة فسقطت بأيديهم ووليها أبوحمزة الخارجي نائب عبد الله بن يحيى الحضرمي ثم استولى بعد ذلك على المدينة وبعدها شخصت أبصار خوارج اليمن نحوالشام فساروا باتجاهها إلا ان مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية أعد لهم جيشاً خاصاً قابلهم بوادي القرى وأخذ يلحق بهم الهزائم ويطاردهم حتى وصل إلى حضرموت منطلقهم الأول حيث كان آخر نفس لهم، إلا حتى عبد الملك السعدي قائد قوات مروان بن محمد اغتال في الجوف في طريقه إلى مكة لرئاسة موسم الحج .

ثم عين مروان بن محمد والياً جديداً على اليمن هوالوليد بن عروة ، وكان هذا آخر ولاة بني أمية فقد تسارعت الأحداث على الخلافة الأموية وآخر خلفائها، وبدأت الجيوش العباسية زحفها من خراسان في العام 129هـ لتصل إلى الكوفة في العراق عام 132هـ حيث أعربت خلافة بني العباس وهزم مروان بن محمد في مسقطة الزاب الشهيرة وطورد هوبعدئذٍ ليلقى مصرعه في بوصير بصعيد مصر قرب إحدى الكنائس، ثم يبدأ عهد الخلافة العباسية.

العصر العباسي

يقسم المؤرخون خلافة العباسيين إلى عصرين: عصر قوة أول وعصر ضعف ثان. وفي العصر الأول تمكن العباسيون من بسط سيادتهم على جميع رقعة الخلافة باستثناء الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا، كما تمكنوا من القضاء على الثورات التي هاجت ضدهم، أما في العصر الثاني فقد أدى الضعف المتنوع الأسباب إلى خروج كثير من الأنطقيم عن سيطرتهم، وسنجد آثار العصرين في اليمن ، ففي العصر الأول سار العباسيون من جهة نظام الحكم سيرة الأمويين قبلهم وأوفدوا الولاة إلى اليمن بمخاليفه المتعددة أومضموماً إليها الحجاز، كما تفاوتت مددهم قصراً وطولاً واستمر كذلك نظام الاستنابة، ومجمل القول :إن اليمن وفي العصر العباسي الأول عهدت ولاةً عباسيين أقوياء تمكنوا من ضرب الثورات التي قامت ضدهم خاصة في حضرموت زمن الوالي معن بن زائدة الشيباني الذي ولي اليمن لأبي جعفر المنصور وجهات تهامة والساحل زمن الوالي حماد البربري الذي ولي اليمن لهارون الرشيد ، والذي عانى من ثورة قام بها الهيصم بن عبد الصمد الحميري استمرت فترة طويلة، وقد بدأت أولاً نخوة على العار ضد الوالي العباسي لتتحول بعدئذ إلى ثورة للإطاحة بالوجود العباسي في اليمن، وقد استخدم حماد البربري الشدة والخداع في القضاء على هذه الثورة بموافقة هارون الرشيد كما يظهر والذي أُثِرَ عنه أنه نطق لواليه حماد -بعد حتى أطلعه الأخير على أوضاع أهل اليمن-: أسمعني أصواتهم إلى هنا. وقد صمَّ الرشيد أذنيه عن جميع شكايات أهل اليمن من ظلم حماد، ومع ذلك تذكر المصادر إذا عهد حماد كان عهد استقرار وأمان وخصب وعمار، كما يذكر بالخير أيضاً الوالي محمد بن خالد البرمكي الذي قام بجر غيل إلى صنعاء عهد بغيل البرمكي، أما الأكثر من ولاة بني العباس فقد اشتهروا بالظلم وفساد الذمة والشذوذ وهوما سيمهد عند ضعف الدولة العباسية لتكون اليمن مركزاً لنشوء الدويلات المنفصلة أوالمستقلة عن الخلافة العباسية ، ويمكن حتى نقرر أنه حتى أوائل القرن الثالث الهجري كانت اليمن ولاية تابعة للدولة العباسية مباشرة حتى مع وجود دولة بني زياد التي ساهم المأمون في إنشائها في تهامة عام 203 هـ .

وقد عانت اليمن مثل غيرها من بقاع العالم الإسلامي من المجابهات الدموية بين العباسيين وبني عمومتهم العلويين الذين قاموا بثورات متكررة للإطاحة بحكم بني العباس بحجة حتى بني العباس مغتصبون للخلافة وأن الأحق بها هم العلويون .

وقد جرب أحد العلويين حظه في اليمن للحصول على نطاق جغرافي يحكمه وهوإبراهيم بن موسى الذي تنعته المصادر بالجزار، ويكفي لقبه هذا دليلاً على كثرة سفكه الدماء بين أهل اليمن، ومع أنه حورب من القوى المحلية وولاة العباسيين، إلا أنه وهويفر في جهات اليمن مهزوماً أمام القوى المحلية وجيوش العباسيين يتم تعيينه والياً رسمياً على اليمن من قبل الخليفة العباسي المأمون الذي كان كما يظهر يجهل سيرته في اليمن، لكن كان للتعيين صلة برغبة المأمون في جعل الخلافة من بعده علوية، إذ عين المأمون أخا إبراهيم الجزار هذا علي بن موسى الملقب بعلي الرضا وليا للعهد، ولبس المأمون اللون الأخضر شعار العلويين، وقد أدت هذه المستوى المختلف على تفسير دوافعها بين المؤرخين من قبل المأمون إلى ردود أفعال عند باقي العباسيين وأعوانهم من الخراسانية في بغداد انتهت بعزل المأمون عن منصبه وتعيين عمه إبراهيم بن المهدي خليفة بدلاً عنه، ولما تدارك المأمون موقفه بموت أوبسم علي الرضا هذا عاد إلى بغداد عباسياً بلونه الأسود، وهذا الاضطراب الذي شهدته بغداد شهدته كذلك اليمن، أولاً لتثبيت سلطة إبراهيم الجزار الشرعية، ثم لعزله وإقصائه بعد انقلاب المأمون على العلويين .

هذه الأحداث التي سقطت مطلع القرن الثالث الهجري غذَّت القوى المحلية برغبات في الانفصال عن الخلافة العباسية وهم يشهدون غيرهم من الولاة والمتطلعين إلى السلطة يحاولون الانفصال والاستقلال، ويبدوحتى الخلافة العباسية قد أدركت توثبات أهل اليمن نحوالاستقلال من جراء الثورات الكثيرة التي كانت تقع في المرتفعات والسهول، فقامت بدعم حكم في جهات تهامة هوحكم آل زياد السني في العام 203هـ كي تضمن على الأقل بقاء الطرق التجارية البحرية بعيدة عن تقلبات الأحوال السياسية في المرتفعات وهي التقلبات والصراعات العنيفة على السلطة، بين زعامات قبلية وممضىية ستستغرق ما يناهز الأربعة القرون ابتداءً من نشوء الدولة الزيادية في تهامة وانتهاءً بوقوع اليمن تحت الحكم الأيوبي في عام 569هـ.

أمَّا القوى التي شاركت في الصراع على السلطة في أنطقيمها أوحاولت الاستيلاء على جميع اليمن متمكنة من ذلك لبعض الوقت ، فكانوا:

  • آل زياد في زبيد في الفترة من 203 – 409 هـ/ 819 – 1019م ،
  • آل يعفر الحواليين الحميريين ، وكانوا على الممضى السني ومراكزهم: صنعاء وشبام في الفترة من 225 –393 هـ/ 839 – 1003م.
  • الأئمة الزيديِون في دولتهم الأولى ، نسبة إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الذي خالف الإمام جعفر الصادق في مبدأي التقية والاستتار وأسس لمبدأ الثورة على الظلم متى ما عثر هذا الظلم وهوشرط الخروج والثورة ، ويتميز الممضى الزيدي باعتداله، وانفتاحه على المذاهب الأخرى وبجعل الاجتهاد ضرورة دائمة وهوما أدى إلى إثراء الممضى الزيدي بالفكر وظهر له في الفترات التاريخية المتأخرة فهماء كبار أجلاء في أوقات كان فيه الجمود يضرب أطنابه في مسطحي العالمين العربي والإسلامي، ويعد الممضى الزيدي عامة أقرب المذاهب الشيعية إلى السنة، التي تأخذ عليهم حصرهم الإمامة في أولاد الحسن والحسين ومع ذلك فإنهم يجوزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل كما ينبذون مبدأ العصمة والتقية ويجيزون الخروج على الظلم، كما يجيزون خروج إمامين في وقت واحد وهوما أدى في فترات كثيرة من تاريخ الدول الزيدية في اليمن إلى خروج أكثر من إمام دارت بينهم صراعات عنيفة أراقت الدماء وأهلكت الغرس والضرع، لكن مبدأ الخروج هذا رغم ويلاته هوالذي احتفظ للطامحين من الأئمة الزيدِيين بجذوة الثورة مكنتهم من قيادة محاولات متعاقبة لتأسيس حكم علوي وراثي سنصادفها لاحقاً. ولوحتى هذا المبدأ فيما بعد قد آل إلى تنافس بين الطامحين لا من أجل حمل الظلم بل لتأسيس ملك وسلطان، وقد اتخذت الدولة الزيدية الأولى بزعامة مؤسس الدولة والممضى الزيدي في اليمن العلوي يحيى بن الحسين الرسي المنعوت بالهادى إلى الحق، من صعدة مركزاً لها في الفترة 284 –444 هـ/ 897 –1052م ؛
  • الإسماعيليون القرامطة في دولتهم الأولى ومراكزها المذيخرة، ولاعة في الفترة 291 – 321 هـ/ 903 – 933م وهم أيضا شيعة يرون حتى الإمامة انتقلت من العلوي جعفر الصادق إلى ابنه الأكبر إسماعيل فشايعوه ودعوا باسمه وحفظوا الإمامة في أعقابه وهم على خلاف الممضى الزيدي يجوزون الاستتار للإمام إذا لم تكن له قوة يظهر بها، كما يؤمنون بالنظر الباطني للأمور ولهم آراء حول العلاقة بين النبوة والإمامة ؛
  • ثم الصليحيون وهم الإسماعيليون أوالقرامطة في دولتهم الثانية ، والتي كانت تابعة لحكم الفاطميين في القاهرة ، وقد اتصفت بالتسامح الممضىي فلم تفرض على أحد اتباع ما تمضى إليه من فقه سياسي وشرعي، ومراكزهم جبل مسار في حراز، وصنعاء وجبلة وحصن أشيح في آنس في الفترة 439 –532هـ / 1048 – 1138 م ؛
  • بنونجاح في زبيد، وهم وارثوالدولة الزيادية وكانوا عبيداً لهم من الأحباش فتمكنوا من السيطرة على الدولة بعدئذٍ وأبقوا على ممضىها السني في الفترة 403 – 555 هـ / 1013 – 1161م ؛
  • بنوزريع في عدن وهم من أتباع الدولة الإسماعيلية في الفترة 470 – 569 هـ / 1078 – 1174 م ؛
  • بنوحاتم في صنعاء وكانوا على الممضى الإسماعيلي في الفترة 494 – 569 هـ/ 1101 – 1174م ؛
  • بنومهدي الحميريون في زبيد ، نسبة إلى المؤسس علي بن مهدي والذي قضى على حكم النجاحيين وخلفهم في زبيد في الفترة 553 – 569 هـ / 1159 – 1174 م .

وقد وجدت مختلف الطموحات السياسية في أوضاع اليمن القبلية وتصارعها مع بعضها البعض خير وسيلة للحصول على الأعوان الذين رغبوا في الانتقام من بعضهم تحت مسمى القيادات المتنوعة، وقد تصارعت القوى المتعاصرة مع بعضها البعض وتبادلت النصر والهزيمة سجالاً وأطيح بأسر حاكمة لتحل محلها أخرى إلى حين ، وتمكن بعضها من السيطرة على ديار بعض فكانت الغلبة أولاً لآل زياد ثم كانت للقرامطة على حساب اليعفريين والزيديين ثم كانت لليعفريين والزيديين في تحالفهم بعد صراع ومجابهات ضد الجزء الخطر من القرامطة وهوعلي بن الفضل ثم اتى دور الصليحيين ليتمكن مؤسس الدولة علي بن محمد الصليحي، ، التلميذ النجيب والنابه للداعية الإسماعيلي سليمان الزواحي من الإطاحة بكل القوى القبلية والحاكمة ، وتوحيد اليمن تحت حكمه بل أنه أدخل مكة تحت حكمه، ويخلف بنونجاح آل زياد في زبيد ويتبادلون النصر والهزيمة مع الصليحيين ، والصليحيون تنقسم دولتهم بعد وفاة المكرم زوج السيدة بنت أحمد الصليحي محمودة السيرة والذكر فتأخذ بالتدريج في الضعف والزوال فيبسط النجاحيون دولتهم في التهائم ، ويقوى آل زريع ولاة الصليحيين في عدن ويؤسسون دولتهم المسيطرة على عدن وأبين وتعز ، ويتداول السلطة في صنعاء وما حولها أسر همدانية كآل حاتم وآل القبيب وآل عمران ، وفي زبيد يحل بنومهدي كما أسلفنا محل آل نجاح ،وكانت لكثير من هذه القوى المتصارعة في اليمن ارتباطاتها العملية أوالاسمية، فآل زياد يدينون بالولاء لبني العباس. واليعفريون حسب أوضاع القوة والضعف تارة يستقلون نهائياً وأخرى يعترفون بالخلافة العباسية أوهي تعترف بهم وتقرهم على أوضاعهم .

والإسماعيليون القرامطة يدينون بالتبعية والولاء للفاطميين في عاصمتهم الأولى المهدية بتونس وفي القاهرة بمصر فيما بعد، ثم ينشق فريق منهم بزعامة علي بن الفضل الحميري ويستقل بالحكم لنفسه ويبقى الفرع الآخر بزعامة منصور بن حوشب الملقب بالمنصور تابعاً للخلافة الفاطمية حتى تعصف منافسات السلطة بالأعقاب ليعلن الحسن بن المنصور عام 321 هـ نبذه للإسماعيلية واعتناقه لممضى السنة لتسقط سلطته بعدئذ تحت ضربات قوى قبلية محلية موالية لبني العباس، أما دولة الأئمة الزيدية فقد كانت منذ البداية منافسة للحكم العباسي كما أنها كانت تجسيداً لطموح العلويين في الحكم معتبرين أنفسهم أهل حق في قيادة المسلمين، ومتهمين العباسيين باغتصاب السلطة من أهلها، ولا بد من الإشارة إلى حتى بعض هذه الدول كالزيدِيِّة والإسماعيلية (الصليحية) ، بل والزيادية قد قامت على أساس فكري أوممضىي في إطار صراع الأفكار والمذاهب التي ظهرت في الخلافة الإسلامية عامة، ولا تزال فترة الصراع الطويلة هذه بحاجة إلى مزيد من الدراسات الحديثة لكشف غموضها وفك أسرارها، لأننا نعتقد حتى هذه الفترة قد ساهمت إلى حد بعيد قي تشكيل الملامح اليمنية الممتدة إلى اليوم جغرافيا وسكانياً وممضىياً، وإلى جانب تلك الدول والكيانات الرسمية هناك حشد من أسماء القبائل أوالأسر أوتحالفاتها والتي شاركت في الصراع الدائر بين الطامحين في السيادة والسلطة، وفي حالات نادرة فقط حاولت الخلافة العباسية وهي تحاول استعادة قوتها ومجدها التدخل لإقرار ما تراه مناسباً بحكم كونها الخلافة الإسلامية المهيمنة وقد ساعدها على ذلك كونها ظلت – في زمن الانقسامات والفوضى العسكرية - الغطاء الشرعي والروحي الذي لجأ إليه المتقاتلون أحياناً للحصول على غطاء شرعي أوروحي من خلافة المسلمين وفيما عدا فترات قصيرة من العصر العباسي الثاني وفي أزمنة خلفاء مثل المعتمد حيث حاول أخوه الموفق 278 هـ / 891 م فرض السيطرة العباسية على اليمن ثم محاولات المعتضد 289هـ / 907 م والمكتفي 295 هـ/ 907 م ، كانت الخلافة تنتظر فقط من يفد إليها أويراسلها بغرض استمدادها الشرعية والغطاء الروحي لما تغلبوا عليه، وقد ظلت الأوضاع تلك على حالها حتى مجيء الأيوبيين إلى اليمن فتغيرت الخارطة السياسية في اليمن لصالحهم.


اليمن في العصر الأيوبي

الأيوبيون أوأيوبيواليمن: فرع من السلالة الأيوبية حكم في اليمن مابين 1173-1228 م. بعد حملات الناصر صلاح الدين -عام 1173 م- إلى اليمن والتي كللت بالسيطرة على البلاد والقضاء على الإمارات المحلية، أسس قائد الأيوبيين توران شاه (1173-1181 م) -أخوصلاح الدين- سلالة محلية، تم بعد ذلك إكمال السيطرة على مكة والحجاز. آل الحكم بعدها إلى أخوه الثاني سيف الإسلام طغتكين (1181-1196 م) وذريته. إنتقل حكم اليمن بعد الأيوبيين إلى الرسوليين -كانومن رجال الأيوبيين- وكان ذلك العام 1229 م.

الدولة الرسولية

الدولة الرسولية (حكمت 626- 858 هـ/ 1229- 1454م) هي أسرة حاكمة مسلمة حكمت اليمن وحضرموت، بعد حتى هجر الأيوبيون المقاطعات الجنوبية لولايتهم في جزيرة العرب.

أعرب الرسوليون استقلالهم عن الدولة الأيوبية في مصر في العام 630 هـ/1232م وخطبوا للخليفة العباسي المعاصر لهم بعد حتى طلبوا منه أمر نيابة مباشر عنهم في اليمن دون وساطة الأيوبيين، وكانت الخلافة العباسية في نزعها الأخير ولا تملك إلا الموافقة على طلبات من لا يزال يرى في غطائها الروحي أهمية لتوطيد ملكه وهوبالضبط ما احتاج إليه الرسوليون الذين ظلوا على ولاء للخلافة العباسية ويخطبون في مساجدهم لآخر خلفائها المستعصم دهراً طويلاً بعد وفاة دولتهم في بغداد عام 656 هـ/ 1258 م على يد المغول، إذ يذكر الخزرجى مؤرخ بني رسول المعاصر والمتوفى عام 812 هـ/1409م حتى المستعصم: " هوالذي يدعى له على سائر المنابر إلى وقتنا هذا من سنة ثمان وتسعين وسبعمئة " أي بعد مائة وستة وخمسين عاماً من انتهاء الخلافة العباسية ، وربما استمر بعد ذلك وإلى بدايات تصدع الدولة .

الدولة الطاهرية

الأئمة الزيديون والعثمانيون

بعد القضاء على الدولة الطاهرية تغيرت الأحلاف وموازين القوى وأخذ الإمام شرف الدين يقاتل حلفاء الأمس من المماليك الذين أسماهم قبلاً " غزاة كرماء ". ويتحالف مع والي الدولة الطاهرية في ثلا، في حين تحالف الأشراف الحمزات مع المماليك نكاية بالإمام شرف الدين، وقد ضعفت معنويات الجند المماليك كثيراً بسبب سقوط دولتهم في مصر على يد الأتراك العثمانيين بعد قليل من القضاء على الدولة الطاهرية في نفس العام 923 هـ/1517م ، مما اضطر المماليك في اليمن إلى الاعتراف بالسيادة العثمانية، إلى غير ذلك دخلت اليمن تحت السيادة العثمانية عبر تبعيتها السابقة للمماليك، لكن العثمانيين أنفسهم لم يصلوا اليمن إلا عام 945 هـ/ 1538 م وهي حملتهم الأولى إلى اليمن بعد حتى وضحت لهم أهمية مسقط اليمن الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر وبحر العرب، في إطار صراعهم كقوة دولية مع القوة البرتغالية البحرية المتنامية في المحيط الهندي وبحر العرب ،والتي أخذت تحول الطريق التجاري من البحر الأحمر عبر رأس الراتى الصالح مع ما يتبع ذلك من خسائر في عائدات الموانئ الخاضعة لسيطرة العثمانيين .

أما مصير المماليك في اليمن قبل قدوم العثمانيين فقد آل إلى قوة صغيرة منحصرة في زبيد بعد حتى تمكن الإمام شرف الدين بمعارك طاحنة مع المماليك من مطاردتهم مهزومين حتى زبيد. وقد تولى قيادة الحملات الحربية المطهر ابن الإمام شرف الدين، أحد فرسان الحرب المرموقين في هذه الفترة ،والمتصف مع ذلك بالقسوة والجبروت إلى حد حتى أباه الإمام شرف الدين برأ إلى الله أمام الملأ من بعض أفعاله. لقد حصر نفوذ المماليك في زبيد، لتقضي عليهم بعدئذ القوة الهجرية الغازية، وليجد الإمام شرف الدين، الذي كان قد ضم معظم اليمن من عدن إلى صعدة تحت حكمه- نفسه وجها لوجه مع العثمانيين .

وابتداء من هذه الفترة التي تولى قيادتها الإمام شرف الدين وحتى قيام الثورة في 26 سبتمبر 1962 م تنسحب الأحداث التاريخية الكبرى وزمام المبادرة من المناطق الجنوبية السهلية لليمن لتهجرز في الجهات الجبلية الشمالية بزعامة الأئمة الزيديين وأتباعهم في اليمن الأعلى ، وإلى جانب عدد كبير من الأئمة الطامحين تمكنت فقط أسرتان من الأسر الهاشمية من تحقيق السيادة والنفوذ ، وإن كان ذلك بشكل متبتر ، وبين وهن وقوة ، هما: أسرة شرف الدين، وأسرة آل القاسم. وفي فترة الوجود العثماني الأول في اليمن كان الإمام شرف الدين وابنه المطهر رجلا الفترة ، فخاضا حرباً ضروساً ضد العثمانيين ، كان يمكن حتى تكلل بالنجاح سريعاً لولا التنافس على النفوذ داخل أسرة شرف الدين الذي أسهم في طول هذه الحرب وبقاء الأتراك في اليمن ، إذ قامت المنافسات بين الإمام شرف الدين وابنه المطهر وفيما بعد بين المطهر وإخوته لينقسم معسكرهم بين مؤيد لهذا ومؤيد لذاك . وأخذت القوى القبلية تحاول الحصول على مساحة نفوذ تتحكم فيها، إلى جانب منافسات أئمة آخرين لآل شرف الدين، وقد أدت هذه المنافسات والحروب إلى الاستعانة بالعثمانيين لترجيح الكفة ضد المنافسين، ومع ذلك فقد كان الأئمة الزيديون في هذه الفترة إجمالاً هم القوة المهيمنة والمتصدرة لعظائم الأمور ضد هيمنة الأتراك العثمانيين، وكان آل كثير في حضرموت قد استغلوا الفراغ السياسي في جهاتهم وكونوا الدولة الكثيرية بزعامة السلطان بوطويرق 844 – 915 هـ /1438- 1510 م ، إلى غير ذلك كانت اليمن في هذه الفترة موزعة بين ثلاث قوى:الأتراك في الجهات الغربية، والأئمة من بيت شرف الدين في الجهات الشمالية، وآل كثير في حضرموت .

وبوفاة المطهر بن شرف الدين زعيم الجبهة الزيدية وقائد المقاومة عام 980 هـ / 1572 م ينتهي دور آل شرف الدين لتعقبهم فترة تدهور للمقاومة ضد الأتراك تستمر ربع قرن ليظهر الإمام القاسم بن محمد ، قائداً لثورة عارمة ضد العثمانيين وليؤسس لجيل حديث آخر من الأئمة الزيديين سيستمر في الحكم بين أعطى وجزر حتى زمن الثورة الجمهورية عام 1962م، وقد تميز تاريخ الفترة اللاحقة بالنضال الدؤوب من قبل اليمنيين جميعاً بزعامة الأئمة من بيت الإمام القاسم بن محمد الذي تمكن من فرض صلح مع الوالي العثماني محمد باشا يحق للإمام بمقتضاه من حكم المناطق الشمالية لصنعاء على الممضى الزيدي المخالف لممضى العثمانيين السني الحنفي ، وبعد وفاة الإمام القاسم عام 1029هـ/ 1620 م يخلفه ابنه محمد الملقب بالمؤيد وهوالذي تمكن بعد انتقاض الصلح بين الطرفين من مقارعة الأتراك ليتم طردهم نهائياً من اليمن عام 1045هـ/ 1635 م ولتكون بذلك اليمن أول ولاية عربية تخرج عن فلك الدولة العثمانية ، والتي ستعود إلى اليمن ثانية عام 1266 هـ / 1848 م أي بعد أكثر من قرنين من الزمان .


المصادر

  • Original text from U.S. State Dept. Country Study
  • (1): DAUM, W. (ed.): Yemen. 3000 years of art and civilisation in Arabia Felix., Innsbruck / Frankfurt am Main / Amsterdam [1988]. pp. 53–4.
  • History of Yemen
  • Yemenite Virtual Museum - excellent site with many pictures.
  • A Dam at Marib
  • Das Fenster zum Jemen (German)
  • Geschichte des Jemen (German)

المصادر


قراءات إضافية

  • Alessandro de Maigret. Arabia Felix, translated Rebecca Thompson. London: Stacey International, 2002. ISBN 1-900988-07-0
  • Andrey Korotayev. Ancient Yemen. Oxford: Oxford University Press, 1995. ISBN 0-19-922237-1 [1].
تاريخ النشر: 2020-06-04 09:51:44
التصنيفات: تاريخ اليمن, تاريخ إسلامي

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أبرز عناوين الصحف السياسية السودانية الصادرة اليوم الأحد 2 أبريل 2023

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:28:17
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

إمام عاشور يغضب جماهير الزمالك بعد تعليقه على احتفال كهربا

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:24:43
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

الزمالك يستعد لتقديم شكوى ضد «رامز نيفر إند»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:24:57
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

"هشجع الأهلي".. قرار مفاجئ من نجم الزمالك السابق بعد فوز الأهلي

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:24:38
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون عودة العمل بالتوقيت الصيفي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:23:13
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

الطن بـ 230 ألف جنيه.. أسعار النحاس في الأسواق اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:23:17
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

تعرف على ترتيب الدوري المصري الممتاز قبل انطلاق الجولة الـ"23"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:26:00
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 49%

سعر الريال السعودى اليوم الأحد 2 أبريل 2023 فى البنوك

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:23:20
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

"التضامن" تصرف معاشات أبريل اليوم من فروع بنك ناصر بزيادة 15%

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:25:47
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 43%

صباح الخير يا مصر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:23:50
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

بالفيديو.. تعليق ناري من عمرو أديب على هدف كهربا في الهلال

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:24:49
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

خبير مياه: الملء الرابع يساوي الثلاث مرات الأولى

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:25:20
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

أهداف السبت.. سقوط ليفربول أمام السيتي ورباعية برشلونة والبايرن

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:25:42
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 49%

مواعيد عرض الحلقة 11 من مسلسل ضرب نار على ON وON دراما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:26:09
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 39%

التأخيرات المتوقعة اليوم فى مواعيد القطارات بالسكة الحديد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-02 09:25:37
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 37%

تحميل تطبيق المنصة العربية