سيرابيون أسقف تيمي
سـِراپيون أسقف تيمي Serapion of Thmuis هوأسقف طمويس Thmuis ويلقب بالعلامة، وذلك لأنه جمع ما بين الفهم الروحية والعلوم العالمية. وقد تتلمذ بعض الوقت في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ثم اعتزل في الصحراء حيث صار راهبًا، كما تصادق مع الأنبا أنطونيوس. أُجبِر سرابيون على هجر عزلته ليجلس على كرسي أسقفية طمويس في جنوب مصر بالقرب من ديوسبوليس Diospolis.
دفاعه عن الإيمان
شارك في مجمع سارديكا سنة 347م، وكان من المقرّبين للقديس أثناسيوس في دفاعه عن الإيمان المستقيم، ويقول القديس جيروم أنه نُفي بأمر الإمبراطور قسطنطين. قد اشهجر أيضًا في مقاومة بدعةمقدونيوس Macedonian، بالإضافة إلى مقاومته للأريوسيين، كما ألَّف كتابًا عظيمًا ضد المانيين Manicheans..
كتاباته
ألَّف عدة خط فُقد معظمها، ولكن أبرز أعماله هوEuchologion الذي اكتُشِف وتم نشره في نهاية القرن الماضي.
يقول سقراط حتى القديس سرابيون كان يردد هذه المقولة التي تلخص سموّ المسيحية: "العقل يتنقى بالفهم الروحية (أوبالتأمل المقدس والصلوات).
مع القديس أنبا أنطونيوس
يقول عنه القديس جيروم أنه كان الصديق الشخصي للقديس الراهب أنبا أنطونيوس. وقد ورد ذكره مرتين في كتاب "حياة أنطونيوس" للبابا أثناسيوس الرسولي.
في المرة الأولي إذ كان يتحدث عن رؤى القديس أنبا أنطونيوس، كان الاخوة يرونه صامتًا وهوجالس أوماشٍ وبعد فترة يستأنف حديثه معهم، فكان رفقاؤه يدركون أنه شاهد رؤيا.
لأنه عندما كان يجلس علي الجبل كثيرًا ما كان يشاهد ما يحدث في مصر، وكان يرويه لسيرابيون الأسقف الذي كان معه في مغارته.
أما المرة الثانية فعند نياحته طلب توزيع ثيابه بتقديم أحد جلود الغنم للبابا أثناسيوس والرداء الذي استلمه من الأسقف سيرابيون جديدًا يردوه إليه باليًا لكي يحتفظ بمسوحه.
رئاسته لجماعة رهبانية
روي لنا المؤرخ سوزومين أنه كان قبل سيامته أسقفًا رئيسًا لجماعة رهبانية في صعيد مصر، ويشهد له أنه كان متميزًا بقداسة عجيبة وقوة البيان. كما يشهد البابا أثناسيوس صديقه الحميم أنه كان رئيسًا علي عددٍ كبيرٍ من الرهبان، كما اتى في رسالته إلى دراكونتيوس ليحثه علي قبول الأسقفية وهورئيس محبوب للدير.
مساندته للبابا أثناسيوس
كان يسنده في جهاده ضد الأريوسية، بمثابة يده اليمنى له، إذ كان يتخذه نائبًا عنه في غيابه. في عام 340م كلفه البابا حتى يعلن عن موعد الفصح، ويُعتقد انه أنابه في كتابة الرسالة الفصحية في عامي 341 و342م.
نفيه
في 18 مايوعام 353م عندما أوفد البابا أثناسيوس بعثة للإمبراطور قسطنطينوس بعد فوزاته وتوليه الإمبراطورية علي الشرق والغرب وقد سمع عن الوشايات التي بدأ الأريوسيون يخططون لها عنده. كانت هذه البعثة تحت رئاسة الأسقف سيرابيون ، تضم خمسة أساقفة وثلاثة كهنة، ومعهم وثيقة مسقطة من 80 أسقفًا من مصر يؤيدون فيها البابا أثناسيوس.
فما كان من الإمبراطور إلا أنه نفي القديس من أجل استقامة إيمانه، لهذا دُعي بالمعترف. قام اختياره على قدرته على الدفاع عن الإيمان والإقناع والصمود في اللقاءة أمام الإمبراطور وأمام الضغط الأريوسي. وقد تنيح في المنفي. رسائل القديس أثناسيوس له بعث إليه القديس أثناسيوس بخمس رسائل عقيدية:
1. رسالة عن موت آريوس، فيها ينفي القديس أثناسيوس حتى آريوس عاد عن رأيه وأنه تصالح مع الكنيسة قبل موته. خطها البابا عام 358 م وهوفي المنفي.
2. أربع رسائل عن الروح القدس، وهي في غابة الأهمية. فقد تجاوز فأوفد القديس سيرابيون إلي البابا يشكوله من سرعة انتشار التعليم ضد الروح القدس الذي يحسبه مخلوقًا لكن أعلي من الملائكة. تُعتبر هذه الرسائل أول درس منهجي لاهوتي عن الروح القدس. وأول رسالة تاريخها عام 339.
كتاباته
1. ضد المانيين: يكشف هذا العمل عن براعة القديس سيرابيون البلاغية واللاهوتية والفلسفية. فيه اكتفي بنقد النقاط الرئيسية في فكر أتباع ماني، خاصة نظرتهم الثنائية (إله النور وإله الظلمة)، واعتراضاتهم علي العهد القديم وبعض أجزاء من العهد الجديد. كما اثبت تناقض أفكار أتباع ماني وعدم منطقيتها.
2. رسائله: منها رسالة تعزية موجزة مرسلة إلي الأسقف افجوكيوس الذي كان مريضًا. ورسالة إلى رهبان الإسكندرية فيها يستخدم تعبير: "الثالوث المساوي في الجوهر" (هوموسيوس ترياس). ورسالة إلي بعض تلاميذ القديس أنطونيوس عند نياحته سنة 356 م.
3. أعمال أخري يعتقد بعض الدارسين أنها من وضعه مثل "عظة عن البتولية"، و"رسالة إلي المعترفين"، وشذرات من تفسير سفر التكوين، كما ذكر القديس جيروم عمله.
4. خولاجي القديس سيرابيون ، وهويمثل الليتورجيا الكنسية في مصر في القرن الرابع، وربما ترجع إلي فترة قبل ذلك. تحمل انعكاس فكر مدرسة الإسكندرية في القرن الثالث الخاص بلاهوت الحدثة "اللوغوس" بعدما أضيفت إليها ما يتناسب مع القرن الرابع ردًا على البدعة الأريوسية.
كثير من الصلوات الواردة بها هي بعينها الواردة بليتورجيا القديس مرقس وتلك الخاصة بانافورا "النظام الكنسي" للكنيسة الأثيوبية. جميع الصلوات تخاطب الله بكونه أب الابن الوحيد، وتشكره من اجل تحننه المملوء ترفقًا، المعلن خلال أعمال ربنا يسوع المسيح الخلاصية.
ينطق أنه تنيح أثناء نفيه حوالي سنة 370م، وإن كان تاريخ نياحته غير مؤكد.
من خولاجي القديس سيرابيون
أطلب إليك حتى ترسل روحك القدوس إلي عقلنا. وامنحنا حتى نفهم خطك المقدسة الموُحي بها، لكي ما تفسرها باستقامة واستحقاق، حتى يستفيد منها جميع المؤمنين الحاضرين ههنا... أعطنا روح النور، حتى نعهدك أنك أنت هوالحق، ويسوع المسيح الذي أوفدته (يو17:3) امنحنا الروح القدس، حتى نقدر حتى نعلن بسعة عن أسرارك التي لا توصف، ونخبر بها. ليتحدث فينا الرب يسوع والروح القدس وليمجدانك بواسطتنا..
المصادر
- ^ سيرابيون أسقف تيمي، الموجهة القبطية
