تل الكسرة

عودة للموسوعة

تل الكسرة

ملف:Dir1.JPG
تل الكسرة في دير الزور

المسقط الجغرافي

ملف:Hanaa.png
الفرات الأوسط

يقع تل الكسرة على الضفة اليسرى من نهر الفرات إلى الشمال الغربي من مدينة دير الزور ويبعد عنها حوالي 40 كم. الحالة الراهنة للمسقط متداعية بشكل كبير بالمقارنة مع الصورة الجوية المأخوذة عام 1934 فنلاحظ مثلا امتداد وادي حديث يبتر السور الشمالي في جداره الغربي، عدة طرق تخترق الأسوار والمدينة، مقبرة حديثة احتلت المنطقة الغربية ضمن المسقط نفسه، لكن الأسوأ من هذا كله حالة النهب التي تعرض لها المسقط وبخاصة أثناء عمليات الدفن في المقبرة الحديثة.


التسمية والتاريخ

الاسم القديم لهذا المسقط ما يزال مجهولاً ولكن ذكره A.Poidebard باسم (آلان)، نأمل حتى تقدم لنا الأبحاث الجارية معلومات جديدة حول الاسم القديم للمسقط. حجم هذه المدينة 27 هكتار، السور والبناء المدني للمسقط يحملنا على الاعتقاد بأنه مدينة قديمة ( polis ) ومن الممكن حتىقد يكون تل الكسرة قد شكل مسقط مهم بسبب سياسة الإمبراطور جوستنيان الذي اخذ على عاتقه إعادة التشكيل والتنظيم العسكري في المنطقة، حيث منح أهمية كبيرة للعمل من أجل تحصين مدن الضواحي من بلاد الرافدين، وعليه فإن المسقط يجب حتى يضم ضمن محتواها التاريخي عدة تغيرات بدءاً من القرن الخامس إلى بداية الفترة الإسلامية.

تاريخ الأبحاث في المسقط

ملف:Dir3.JPG
التنقيب الأثري على سطح التل

المسقط اكتشف لأول مرة من قبل الإرسالية البريطانية التي كانت مهمتها دراسة المناطق المتوضعة على الفرات والتي قام بهاChesney عام /1849/ حيث ذكر باسم (سور الحُمر).

كما قام بدراسة المسقط ومسحه Ed.Sachau عام /1879/,وكذلك السيدة Gertrude Bill عام/1909/ وقد قامت بتصويره وذكرته تحت اسم (أم الركُوبا),كما حتى المسقط مسح فيما بعد عن طريق A.Poidebard خلال فترة الانتداب الفرنسي.

أما نتائج التنقيب التي توصلنا إليها في الموسم الأربعة اتىت لتأكد صحة وجود استيطان بيزنطي بل وجود مدينة عائد للفترة البيزنطية من القرن الخامس زادت أهميتها وشهدت نهضة عمرانية جديدة خلال القرن السادس وذلك من خلال دراسة المدفنين المكتشفين في المنطقة الشمالية الغربية من المسقط استمر استيطان هذه المدينة إلى الفترة الإسلامية.

وصف المسقط

ملف:Dir4.JPG
من اثار المسقط

التل محاط بسور من اللبن النيئ وهوظاهر في ثلاث جهات ومدمر في الجهة الشمالية الغربية , الثلث الغربي من المسقط سقط تحت تأثير جريان مياه الأمطار وذلك على شكل شبكة من التشققات العميقة التي تستمر بشكل منحدر حتى تتلاقى مع السهل النهري الذي ينخفض بعمق /20م/ عن مستوى سطح التل. يوجد على سطح التل مقبرة حديثة حالياً تقع في القسم الغربي منه.

السور الشمالي

يمتد على طول/500م/تقريباً. ارتفاعه 1.50 م في الأماكن الكاملة، يتألف من جدارين (أ- ب) على جانبي الزاوية الشمالية الغربية امتدادهما واضح ضمن الصورة المأخوذة عام 1930.

ملف:Dir5.JPG
من نتائج التنقيب في المسقط

أ – الجدار الشرقي: امتداده مستقيم بطول /350م/ تقريباً, بالقرب الزاوية الشمالية الغربية مدمر بسبب مرور طريق إسفلتي حديث متجه نحوالسهل الموجود أسفل الهضبة هذا التدمير ساعد على فهم بناء التل فيما بعد, يوجد هناك منخفضات ضمن هذا الجدار والتي استخدمت كممرات للعوام من المحتمل حتى تكون بوابة قديمة من بوابات المدينة ب – الجدار الغربي: يمتد 160م هذا الجار تام بارتفاعات بسيطة مؤلفة من مدماك أومدماكين من اللبن النيئ مشيدة مباشرة على الأرض الطبيعية للمسقط,ضمن الطرف الغربي اللبن تماماً مختفي. يأخذ هذا الجدار شكلاً منحرفاً بشكل طفيف نحوالشمال الغربي ب/70م/ من طرف الوادي، حيث أنه من المحتمل حتىقد يكون برجاً.

السور الشرقي

طوله/250م/ نلاحظ وجود عدد من التلال الصغيرة والتي قد تكون أبراج.


السور الجنوبي

وهوأيضاً يضم جدارين الجدار الغربي يأخذ الاتجاه جنوب- غرب طوله250م تقريباً حتى الزاوية الممتدة في المكان الذي يغير السور فيه اتجاهه, حيث أنه من الواضح بالرغم من الحت النهري للمنطقة نرى بأن الزاوية محمية عن طريق برج مستطيل. 4 – السور الغربي بالكامل مدمر. إذا تل الكسرة مسقط محصن بسور من اللبن الطيني والذي يظهر بشكل واضح ضمن طبوغرافية التل، هذا السور الدفاعي يشكل مدينة ذات مخطط خماسي الشكل، هذا السور مدعم بخط دفاعي أمامي تعبير عن خندق محفور ضمن الصخر الطبيعي ويمتد أمام وبمحاذاة الأسوار يمكن تميزه على السطح وخاصة في الصور الجوية القديمة. الجزء الغربي من هذه الأسوار مفقودة لايعهد السبب بعد، ولكن باقي الأسوار من الجهات الشمالية والشمالية الشرقية والشرقية محفوظ بشكل جيد، الدراسة الطبوغرافية سمحت لنا بتخمين وجود ثلاث أبواب، بوابة لكل جزء من أجزاء السور.

أهم المكتشفات

ملف:Dir6.JPG
من المكتشفات

بوابة الحصن

اكتشفت في السور الشمالي من خلال السبر C في الموسم 2006,حيث وجدت مكوناتها الحجرية الأساسية وبعض بتر الحديد التي تؤكد حتى باب المسقط كان مؤلف من درفتين ومصنوع من الحديد.

مدافن القطاع E

أ‌-المدفن E1: من خلال أعمال البعثة الوطنية في الموسم 2007تم الكشف في الجهة الشمالية الغربية من التل ضمن الأسوار على هذا المدفن وهومؤلف من طابقين,الطابق العلوي مبني من الحجر الكلسي الفراتي الأبيض مبلط في بعض الأماكن ببلاطات قرميدية,وظهرت لنا في الطرف الجنوبي من السبر كتلة من الأحجار الكلسية الرخامية على شكل حرف L وهي مؤلفة من أربعة مكعبات من الرخام أبعادها 60×64×40سم.أسفل هذه الأحجار الكلسية اكتشفنا مدخل المدفن الذي يتجه غرب شرق بداخله معزب واحد يتجه شمال شرق.

ب‌- المدفن E2: في موسم 2008 تم الكشف على مدفن يعتبر من المدافن المهمة من حيث النمط المعماري والمكتشفات التي وجدت في داخله.

وصف المدفن

المدفن شبه مربع، مساحته الكلية 20.75 متر مربع ومحيطه18.23م. ساحته الداخلية شبه مربعة مساحتها 6.53 متر مربع ومحيطها 9.83 م.

- عرض بوابة المدفن 55 سم ترتفع عن أرضية باحة المدفن الداخلية

- تلي البوابة مباشرة إلى الداخل عتبة .

- تليها عتبة عريضة .

- على جانبي هذه العتبة يوجد معزبين.

- يلي هذه العتبة باحة المدفن الداخلية تحوي ثلاث معازب موزعة على الجدران الباقية منها المعزبين الغربي والشمالي يمتدان ضمن الكتلة البنائية للجدران حيث حتى الفتحة تأخذ شكل قوس وهي مطلية بطبقة رقيقة من الجص من الداخل والخارج. وهناك معزب يقع بلقاءة البوابة. يعتبر المدفن E2 من المدافن الفريدة في المنطقة حيث يختلف في بنيته الإنشائية عن شقيقه الموجود في تل السن, حيث نرى بأن جدران هذا المدفن مبنية من الحجر المغموس (بازلت +جص اسمر) طليت جدرانه بطبقة من الجص الأبيض، ليس له درج واصل إلى البوابة المدفن,ونرى بأن جدار من اللبن يحيط بكامل محيط المدفن ويرتكز على حجر إغلاق البوابة.بالإضافة إلى أنه قد عثر تمثالين نصفيين للشخص مصنوع من الجص بطريق النطقب وقد وجدت قاعدة لتثبيت التمثال عليها.وهذا لم يوجد في تل السن.

ج – الحمام ولوحة الفسيفساء:

ملف:Dir2.JPG
لوحة الفسيفساءفي الحمام

من خلال عمل البعثة الوطنية الأثرية العاملة في تل الكسرة للموسم الرابع للعام 2009,تم الكشف في المنطقة الشمالية الغربية من التل على بنية معمارية تبين من خلال دراستها بأنه حمام حيث تم الكشف على القاعة الباردة وقد حوت أرضيتها على لوحة فسيفساء جميلة تبلغ مساحتها44.82متر مربع) قسم من هذه اللوحة مفقود، وبلغت مساحة القسم المفقود (11.88متر مربع),يحيط باللوحة إطار على شكل جدائل وهي تمثل حركة التيارات المائية لنهر الفرات مع مشاهد حيوانية (أسماك+بطة+أشكال هندسية)). اللوحة ذات رسوم حيوانية فقد ظهرت خلال المشهد عدة حيوانات وهي من أبرز الحيوانات وتبرز أهميتها من خلال وجود بعض الحيوانات التي لم يسبق ظهورها ضمن لوحات الفن البيزنطي المكتشفة (المهر- الفيل) هذا المشهد قسم إلى قسمين الأول:

يصور المهر يقابله حيوان مفترس وهوالضبع بحالة انقضاض وتحتهما حيوان مائي وهواللقلق وإلى خلف المهر لوحظ وجود جزء من رأس فيل مع خرطومه وأنيابه وما تظل منه مخرب,ويدل وجود المهر على عراقة منطقة الجزيرة والفرات كونها من الأماكن التي تعيش فيها الخيول العربية الأصيلة مما يشير على أصالة منطقتنا العربية.

القسم الثاني وإلى الأعلى من القسم الأول في الجهة الجنوبية الغربية من اللوحة لوحظ وجود حيوان خرافي من إبداع الفنان البيزنطي يمثل جسد حيوان مفترس له جناحان مع فم تعبير عن منقار لطير جارح ينقض على حيوان أليف تسيل من رقبته الدماء,وإلى جانب الحيوان الأليف نبتة يقابلها جزء لرأس حمار مع قوائمه الأماميتان والباقي مخرب.تعد هذه اللوحة هي الاكتشاف الأول في منطقة الفرات الأوسط السوري ومنطقة الجزيرة بالإضافة بأنه قد تم الكشف عن القاعة الحارة وهي بشكل مسبح يوجد تحت أرضيته فراغ لمرور الهواء الحار والبخار والماء الساخن,من أجل تسخين أرضية المسبح.

ومن خلال دراسة الفخار المكتشف تم تأريخ الحمام إلى الفترة البيزنطية القرن الخامس.

ملف:Dir7.png
لوحة فسيفسائية تعود للعصر البيزنطي

الأعمال الأثرية للبعثة الوطنية السورية والتي جرت أعمالها من عام 2006 وحتى 2009 في السويات البيزنطية من مسقط تل الكسرة أكدت لنا وجود مدينة محصنة تعود لهذه الفترة البيزنطية ،حيث اتسعت فيها رقعة استيطان المسقط ليصبح مدينة حقيقية, هذه المدينة التي نجهل اسمها القديم حتى الآن. يحد المسقط من الشمال قناة ملاحية تدعى سميراميس ( هذه الاسم الذي أطلقه عليها Isidoro de Charax والتي كانت تستخدم للملاحة بين نهر الفرات بالقرب من مسقط حلبية ونهر الخابور ) أما من جهة الجنوب فيحد المسقط نهر الفرات. لعب مجرى نهر الفرات دورا هاما ضمن النظام الدفاعي للحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية ومن ثم البيزنطية والتي تعهد من قبل الفهماء بخط الـ Lims أي خط الحدود الشرقي لهاتين الإمبراطوريتين، فقد ضمت هذه الحدود عدد من التحصينات الحدودية، كانت الغاية منها صد الهجمات الناشئة والمتلاحقة من قبل الفرس والساسانيين. الإمبراطور ديوقليسيان (284-305 ) خص جهود كبيرة لتشييد سلسلة من الحصون ضمن هذه المنطقة الحدودية، والتي شهدت في فترة لاحقة إعادة التدعيم والتقوية على يد الإمبراطور جوستنيان وذلك في وجه الهجمات الشديدة من قبل الفرس. في الواقع فإن تاريخ الولايات الحدودية في منطقة الفرات خلال القرن السادس تميز بوجود سلسلة من اللقاءات بين البيزنطيين والفرس وذلك حتى بداية الفتح العربي الإسلامي للمنطقة. تم توقيع اتفاقية سلام عام 532 (والذي عهد بالسلام الأبدي) بين البيزنطيين والفرس بعد تقدم قوات الفرس عام 531 واختراقها للمنطقة بالقرب من Circesium (مدينة البصيرة اليوم) ومن ثم صعود قواتها لوادي الفرات الأوسط، إلا حتى خرق هذه الاتفاقية من قبل كوسروس عام 540 دفع بالإمبراطور جوستنيان إلى تخصيص جهود كبيرة لإصلاح التنظيم العسكري وإعادة تقوية النظام الدفاعي على الحدود الشرقية من إمبراطوريته، هذا المشروع الضخم وصلنا صداه عن طريق المؤرخين القدماء مثل Césarienne في بداية كتابه الثاني والمعروف بالـ Aedificiis ، إلى جانب المؤرخين نجد الآثاريين الذين قدموا لنا دلائل هامة عن تلك المواقع والتحصينات الحدودية والتي نذكر منها: حلبية، زلبية، طابوس، الكسرة وغيرها، جميع هذه المواقع كانت نتيجة للسياسة التي اتبعها الإمبراطور جوستنيان في إعادة التنظيم العسكري لمدن الولايات الحدودية في منطقة وادي الفرات الأوسط، Osrhoena et d’Eufratesia . يمكن فهم التطور التاريخي للمدينة البيزنطية في تل الكسرة ضمن المحتوى التاريخي لمنطقة الحدود الشرقية للإمبراطورية البيزنطية من القرن السادس الميلادي وحتى الفتح الإسلامي، طبيعة المسقط وتوضعاته الطبقية تجعل منه مسقطا مميز لفهم النظام الدفاعي ونموذج الحياة والتنظيم الاجتماعي_الاقتصادي والمعتقدات الدينية لمجموعة مسيحية من وادي الفرات الأوسط السوري.


المراجع

العبد الله، يعرب.2010؛ محاضرة نتائج ومكتشفات البعثة الوطنية بتل الكسرة2006-2009. الندوة الدولية للأوابد الأثرية بدير الزور، سوريا. دائرة الاثار دير الزور.

تاريخ النشر: 2020-06-04 10:28:01
التصنيفات: صفحات تحوي وصلات ملفات معطوبة, مواقع أثرية في سوريا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. حريق مهول يلتهم إسطبلات خيول “الكوتشي” بمراكش + صور

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:15:28
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 44%

لاعب دولي مغربي يهدي ملعبا لأطفال محتاجين بالبيضاء

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:15:26
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 37%

حداد على الطفلة مريم ضحية الإغتصاب والإجهاض السري

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:15:23
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 36%

حملة “الباكالوريا لا تموت” تصل إلى البرلمان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:15:30
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 39%

الملكة إليزابيث الثانية: صور استثنائية من جنازة الملكة الراحلة

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:16:22
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 94%

أوغندا: وزارة الصحة تؤكد تفشي فيروس الإيبولا في البلاد

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:16:32
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 91%

الجوع ينهش أطفال الصومال

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:16:30
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 88%

مقتل مواطن مغربي في قصف أوكراني استهدف دونيتسك

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:15:27
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 36%

بورصة موسكو تسجل تراجعا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:16:38
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 96%

تمديد مهلة تقديم الطعن في حكم إعدام المغربي إبراهيم سعدون

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-20 15:15:29
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 37%

تحميل تطبيق المنصة العربية