گابرييل مالاگريدا

عودة للموسوعة

گابرييل مالاگريدا

گابرييل مالاگريدا

گابرييل مالاگريدا Gabriel Malagrida (عاش 18 سبتمبر أوستة ديسمبر 1689، منادجيو(على بحيرة كومو) - 20 سبتمبر 1761، ساونيكولاو، لشبونة) كان مبشراً يسوعياً إيطالياً في البرازيل وشخصية هائلة النفوذ في الحياة السياسية في البلاط الملكي البرتغالي. وقد وصف زلزال لشبونة 1755 المدمر بأنه عقاب إلهي.

انجرّ مالاگريدا إلى قضية تاڤورا وأُعدِم بتهمة العيب في الذات الإلهية والهرطقة بعد قضية أمام محكمة التفتيش البرتغالية عيـَّن فيها رئيس وزراء البرتغال سباستياوجوزيه ده كارڤالوإ ملو، مركيز پومبال شقيقه كبيراً للمفتشين فيها بعد فشل المحاولة الأصلية لإعدامه بتهم الخيانة العظمى التآمرية، والتي كانت قد رفضها قبيل ذلك كبير مفتشين آخر، والتي لم يمكن استصدار حكم بإعدامه من محكمة فهمانية لكونه قساً يسوعياً.

سيرته

وتميز على أقرانه في المدرسة بما مارس من غض يديه حتى يدميهما، وكان يقول أنه بهذه الطريقة يعد نفسه لتحمل آلام الاستشهاد. ثم التحق بجمعية اليسوعيين، وأبحر إلى البرازيل مبعوثاً. وراح يبشر الهنود في الأدغال بالإنجيل من 1724 إلى 1735. وأفلت من الموت عدة مرات-من أكلة لحوم البشر، ومن التماسيح، ومن الغرق في السفينة، ومن السقم. وابيضت لحيته في بواكير كهولته. ونسبت إليه قوى خارقة، وكانت الجموع المترقبة تتبعه أينما ظهر في مدن البرازيل. وبنى الكنائس والأديرة، وأسس المدارس اللاهوتية. وفي 1747 قدم على لشبونة في طلب المال من الملك يوحنا. وحصل عليه، ثم أبحر قافلاً إلى البرازيل وأسس المزيد من البيوت الدينية، وكثيراً ما شارك بيديه في أعمال البناء. وفي 1753 عاد إلى لشبونة ثانية، لأنه كان قد وعد بأن يعد الملكة الأم للقاء ربها. وقد عزا زلزال 1755 لخطايا الشعب، وطالب بإصلاح الأخلاق، وتنبأ مع غيره من أفراد طائفته بمزيد من الزلازل إذا لم تنصلح الأخلاق. وأصبح بيت خلوته الدينية بؤرة للمؤامرات ضد بومبال.

وكان بعض أسر النبلاء ضالعين في هذه المؤامرات. واحتجوا بأن ابن مالك أرض ريفي حقير قد سود نفس على البرتغال، وقبض على منطقيد حياتهم ومقدراتهم. وكان أحد هذه الأحزاب الأرستقراطية تحت زعامة دوم خوزيه دي ماسكارينهاس، دوق أفيرو، وآخر يرأسه ابن أخي الدوق وهوالمركيزة دونا ليونور، إحدى زعيمات المجتمع البرتغالي، تلميذة شديدة التحمس للأب مالاً جريداً كثيرة التردد عليه. وكان أكبر أبنائها، الدوم لويز برناردو، "مركيز طابوره الأصغر" متزوجاً من عمته. فلما رحل لويز إلى الهند جندياً، أصبحت هذه "المركيزة الصغيرة" الفاتنة الرائعة الجمال خليلة ليوسف الأول، وهذا أيضاً لم ينسه قط آل أفيرووطابوره. وافقوا اليسوعيين صادقين على أنه لوأزيح بومبال لتحسن الموقف.

ورد بومبال بإقناع يوسف بأن جمعية اليسوعيين تشجع سراً المزيد من الثورة في پارگواي، وأنها لا تتآمر على الوزارة فحسب بل على الملك أيضاً. ففي 19 سبتمبر 1757 أقصى مرسوم ملكي عن البلاط أباء اعتراف الأسرة المالكة اليسوعيين. وأمر بومبال ابن عمه، فرانسسكودي ألمادا إ مندونسا، المبعوث البرتغالي لدى الفاتيكان، بألا يضن بالمال في سبيل تشجيع وتمويل الحزب المناوئ لليسوعيين في روما. وفي أكتوبر قدم المادا لبندكت الرابع عشر قائمة بالتهم الموجهة إلى اليسوعيين: اتهموا بأنهم "ضحوا بكل العهود والواجبات المسيحية، والدينية، والطبيعية، والسياسية في رغبة عمياء...في جعل أنفسهم سادة على الحكومة". وبأن الجمعية مدفوعة "بشره لا يشيع لاقتناء الأموال الأجنبية وتكديسها، بل حتى لاغتصاب أملاك الملوك(14)"، وفي أول إبريل 1758 أمر البابا الكردينال دي سالدانها، بطريرك لشبونة، بالتحقيق في هذه التهم. وفي 15 مايونشر سالدانيا مرسوماً يعلن حتى اليسوعيين البرتغال يمارسون التجارة. "مخالفين بذلك جميع القوانين السماوية والبشرية"، وأمرهم بالكف عنها. وفيسبعة يونيو، بتحريض من بومبال في أغلب الطن، وأمرهم بالامتناع عن سماع الاعترافات أوعن الوعظ. وفي يوليونفي يسوعي لشبونة إلى مسافة ستين فرسخاً عن القصر الملكي: وخلال ذلك (3 مايو1758) توفي بندكت الرابع عشر، فعين خليفته حدثنت الثالث عشر لجنة تحقيق أخرى، قررت حتى اليسوعيين براء من التهم التي رماها بها بومبال(15).


قضية تاڤورا

الاعتداء على الملك جوزيه الأول من البرتغال، في ضاحية بليم خارج لشبونة.

خامر الناس بعض الشك في حتى جوزيه الأول سيؤيد وزيره مركيز پومبال في هجومه على جماعة اليسوعيين، ولكن تحولاً فجائياً في الأحداث دفع الملك تماماً إلى صف بومبال. ذلك حتى جوزيه كان في ليلة الثالث من سبتمبر 1758 قافلاً إلى قصره القريب من بليم من لقاء غرام سري مع مركيزة تاڤورا في أغلب الظن. وقبيل منتصف الليل انبعث ثلاثة رجال مقنعين من عقد قناة وأطلقوا النار على المركبة دون حتى يصيبوا هدفهم. وأطلق السائق لجواده العنان، وما هي إلا لحظة حتى انطلقت رصاصتان من كمين آخر، وأصابت الأولى السائق والأخرى الملك في كتفه وذراعه اليمينين. وقررت محكمة تحقيق لاحقة حتى كميناً ثالثاً أعده أفراد من آل طابوره كان ينتظر المركبة على مسافة أبعد على الطريق العام إلى بيليم. ولكن جوزيه أمر السائق حتى يحيد عن الطريق الرئيسي ويقصد بيت جراح الملك، الذي ضمد جراح الرجلين. ولعل الأحداث التالية التي أحدثت ضجة في جميع أراتى أوربا، كانت تختلف جميع الاختلاف لونجح الكمين الثالث في الاغتيال المبيت.

وتصرف بومبال بتدبر ودهاء. فنفيت إشاعات الهجوم رسمياً، وعزى اعتكاف الملك المؤقت إلى كبوة كباها، وظل جواسيس الوزير ثلاثة أشهر يجمعون الأدلة. فوجدوا رجلاً يشهد بأن أنطونيوفريرا استعار بندقية منه في ثلاثة أغسطس وردها إليه فيثمانية سبتمبر. وقيل حتى رجلاً نطق حتى فريرا استعار مسدساً منه في ثلاثة سبتمبر ورده بعد أيام. ونطق الشاهدان حتى فريرا في خدمة دوق أفيرووشهد سلفادور دوراو؛ وهوخادم في بيليم، بأنه في ليلة الهجوم، بينما كان في لقاء خارج بيت أڤيرو، سمع عفواً أفراداً من أسرة أڤيروعائدين من مغامرة ليلية.

وأعد بومبال لقضيته في حيطة وجرأة. فضرب صفحاً عن الإجراء الذي يتطلبه القانون، والذي كان سيحاكم الأشراف المشبوهين أمام محكمة من كبار النبلاء؛ ومحكمة كهذه لن تدينهم أبداً. وبدلاً من هذا، أصدر الملك فيتسعة ديسمبر مرسومين، وكان هذا الإصدار أول كشف علني عن الجريمة: فعين المرسوم الأول الدكتور بدور جونزالڤيس پريرا قاضياً يرأس محكمة خاصة بقضايا الخيانة العظمى، وأمره الآخر بأن يميط اللثام عن المسئولين عن محاولة اغتال الملك ويقبض عليهم ويعدمهم. وخول جونزالڤيس پريرا]] سلطة إغفال جميع الأشكال المألوفة للمحاكمات، وأمرت المحكمة بتطبيق أحكامها يوم إعلانها. وأضاف بومبال إلى المراسيم بياناً رسمياً علق في جميع أراتى المدينة، يروي أحداث ثلاثة سبتمبر، ويعد بمكافأة أي إنسان يقد الأدلة التي تعين على القبض على القتلة.

استجواب مالاگريدا
استجواب دوق أڤيرو.

وفي 13 ديسمبر قبض 13 موظفاً حكومياً على دوق أڤيرو، وعلى ابنه المركيز جوفيا البالغ من العمر ستة عشر عاماً، وعلى خادم أنطونيوفريرا، وعلى مركيزي طابوره الأب والابن، وعلى المركيزة طابوره الأم، وعلى جميع خدم الأسرتين، وعلى خمسة نبلاء آخرين. وطوق الجند في ذلك اليوم جميع الكليات اليسوعية، وأودع السجن مالاجريدا واثنا عشر آخرون من زعماء اليسوعيين. وتعجيلاً للفصل في الأمر، أباح مرسوم ملكي صدر في 20 ديسمبر (بخلاف ما جرى عليه العهد في البرتغال) استعمال التعذيب لاستخلاص الاعترافات من المتهمين. وفحص خمسون سجيناً بالتعذيب أوالتهديد بالتعذيب. وورطت عدة اعترافات دوق أڤيرو، واعترف هونفسه بذنبه تحت وطأة التعذيب، واعترف أنطونيوفريروا أنه أطلق النار على المركبة، ولكنه أقسم أنه لم يكن يفهم حتى ضحيته المحتمل هوالملك. وتحت وطأة التعذيب عرض عدة خدم تلك الأسرة بجملتها للخطر، واعترف المركيز الابن باشتراكه، أما المركيز الأب الذي عذب حتى كاد يلفظ أنفاسه فقد أنكر أنه مذنب. وكان بومبال ذاته يحضر فحص الشهود والمسجونين. وكان قد أمر بتفتيش البريد، فزعم الآن أنه عثر ضمنه أربعاً وعشرين رسالة خطها دوق أفيرو، وعدة أفراد من آل طابوره، ومالاجريدا وغيره من اليسوعيين، لإحاطة أصدقائهم أوأقربائهم في البرازيل بالمحاولة الفاشلة، واعدينهم بمزيد من الجهود لقلب الحكومة. وفي أربعة يناير 1759 عين الملك الدكتور اوزيبيوتاڤاريس دي سكوبرا للدفاع عن المتهمين. ودفع سكوبرا بأن الاعترافات التي انتزعت تحت التعذيب عديمة القيمة في الدلالة على الجريمة، وأن جميع النبلاء المتهمين يستطيعون إثبات غيابهم ليلة الجريمة. على حتى المحكمة قضت بأن الدفاع غير مقنع، ورأت حتى الرسائل المعترضة سليمة وأنها تؤيد الاعترافات، وفي 12 يناير حكمت المحكمة بأن جميع المتهمين مذنبون.

التعذيب في قضية تاڤورا.
اعدام ليونور ده تاڤورا.

وأعدم تسعة منهم في 13 يناير في ميدان بيليم العام، وأول من تقرر إعدامه كان مركيزة طابوره الأم. فانحنى الجلاد ليوثق قدميها وهي على المقصلة فدفعته قائلة "لا تمسني إلا لتقتلني"(18) وبعد حتى أكرهت على رؤية العدة التي سيموت بها زوجها وابناها-وهي دولاب التعذيب، والمطرقة والحطب-ضرب عنقها. وحطم ولداها على الدولاب ثم شنقا، وظلت جثتاهما على المشنقة حين صعد إليها دوق أڤيروومركيز طابوره الأب. وذاقا مرارة الضربات المحطمة ذاتها، وهجر الدوق ليطول عذابه حتى تم إعدامه آخر المتهمين-وهوأنطونيوفريرا الذي أحرق حيا. ثم أحرقت جميع الجثث وذر رمادها في نهر تاجه. ومازال الجدل قائماً في البرتغال حول هؤلاء النبلاء، هل تعمدوا حقاً اغتال الملك الأم لا،يا ترى؟ هذا مع التسليم بعدائهم لبومبال.

أكان اليسوعيون ضالعين في تلك المحاولة،يا ترى؟ لم يكن هناك في حتى مالاجريدا في غضباته المضربة كان قد تنبأ بسقوط وبموت الملك وشيكاً،(19) ولم يكن هناك شك في أنه هووآخرون من اليسوعيين كانوا قد اجتمعوا مرات بأعداء الوزير من الأشراف. وكان قد دل ضمناً على فهمه بمؤامرة ما بكتابته إلى إحدى نبيلات البلاط يرجوها حتى تنبه يوسف إلى الحذر من خطر وشيك. فلما سئل وهوفي السجن كيف من الممكن أن فهم بهذا الخطر أجاب في "كرسي الاعتراف"(20). وفي غير هذا (كما يقول مؤرخ من خصوم اليسوعيين) "ليس هناك مرشد إيجابي يربط اليسوعيين بهذا الاعتداء". ولكن بومبال اتهمهم بإثارة حلفائهم بوعظهم وتعاليمهم إثارة دفعتهم إلى محاولة الاغتيال. وأقنع الملك حتى الموقف يتيح للملكية الفرصة لتعزيز قوتها إزاء الكنيسة. وعليه ففي 19 يناير أصدر يوسف مراسيم بضم جميع ممتلكات اليسوعيين في المملكة، وبإلزام جميع اليسوعيين بيوتهم أومدارسهم حتى يفصل البابا في التهم الموجهة إليهم. واستخدم بومبال أثناء ذلك مطبعة الحكومة ليطبع-ويوزع عماله على نطاق واسع في الداخل والخارج-كراسات تبسط الحجج التي تدين الأشراف واليسوعيين، وكانت هذه فيما يظهر أول مرة استخدمت فيها حكومة من الحكومات المطبعة لتفسر تصرفاتها للأمم الأخرى. وربما كان لهذه المنشورات بعض الأثر في المعاونة على طرد اليسوعيين من فرنسا وأسبانيا.

كرسي الاعتراف في قضية تاڤورا.

وفي صيف 1759 استأذن بومبال حدثنت الثالث عشر في تقديم اليسوعيين المعتقلين للمحاكمة أمام محكمة الخيانة العظمى، وزاد بالاقتراح بأن يحاكم جميع الكنسيين المتهمين بجرائم ضد الدولة، منذ الآن، أمام البابا بعزم الملك على طرد اليسوعيين من البرتغال، وأعربت عن الأمل في حتى يوافق الباب على هذا الإجراء باعتباره إجراء تبرره تصرفاتهم، وضرورياً لحماية الملكية. وصدمت هذه الرسائل حدثنت، ولكنه خشي حتى قاومها صراحة حتى يقنع بومبال الملك ببتر الصلات جميعها بين الكنيسة البرتغالية والبابوية. وتذكر ما عمله هنري الثامن من إنگلترة، وكان يعهد حتى فرنسا أيضاً تزداد عداء لجماعة اليسوعيين، ففي 11 أغسطس بعث بالإذن بمحاكمة اليسوعيين أمام المحكمة المدنية، ولكنه قصر بوضوح موافقته على تلك الحالة بعينها. ثم وجه إلى الملك نداء شخصياً يدعوللرأفة بالقساوسة المتهمين، وذكر جوزيه بإنجازات هذه الطائفة الماضية، وأعرب عن رجائه بألا يؤخذ جميع اليسوعيين البرتغاليين بجريرة فئة قليلة منهم.

اعدامات قضية تاڤورا

ولكن نداء البابا فشل. ففي ثلاثة سبتمبر 1759-وكان اليوم ذكرى الاغتيال المبيت-أصدر الملك مرسوماً ضمنه قائمة طويلة بجرائم منسوبة لليسوعيين، وأمر بما يأتي:

"إن هؤلاء الرهبان، نظراً إلى فسادهم وسقوطهم المؤسف بعيداً عن رهبنتهم المقدسة، ولما أصابهم عن عجز واضح عن العودة إلى شعائرها بسبب هذه الرذائل البشعة المتأصلة، يجب حتى ينفوا نفياً حقيقياً عملاً ... وأن يحاكموا ويطردوا من جميع أهلاك جلالته، باعتبارهم عصاة سيئي السمعة وخونة، وأعداء، اعتدوا على شخصه الملكي وعلى مملكته ... ويقتضي الأمر ألا يقبلهم أي إنسان كائناً ما كانت مكانته أووضعه في أي من ممتلكاته وألا يتصل بهم بتاتاً سواء بالحديث أوالمراسلة، وإلا كان جزاؤه الموت الذي لا رجوع فيه.

واستثنى من المرسوم اليسوعيين الذين لم ينذروا أنفسهم النذر الوثيق للرهبنة، والذين يجب عليهم حتى يلتمسوا إعفائهم من نذورهم الأولية. وصادرت الدولة ثروة اليسوعيين كلها، ومنع المنفيون من حتى يأخذوا معهم غير ملابسهم الشخصية(23). واقتيدوا من جميع أراتى البرتغال في مركبات أوسيراً على الأقدام إلى سفن أقلتهم إلى إيطاليا. وتم رحيلهم على هذا النحومن البرازيل وغيرها من الممتلكات البرتغالية. ووصلت أول شحنة من المنفيين إلى تشيفيتافكيا في 24 أكتوبر، ورثى لحالهم حتى ممثل بومبال هناك. كان بعضهم ضعيفاً لكبره، وبعضهم يكاد يتضور جوعاً، وبعضهم توفي في الطريق. ورتب قائد الجماعة، لورنتسوريكي، استقبال الأحياء منهم في بيوت يسوعية في إيطاليا، وشارك الأخوة الدومنيكان في استضافتهم. وفي 17 يونيو1760 أوقفت الحكومة البرتغالية العلاقات الدبلوماسية مع الڤاتيكان.

وبدا نصر بومبال نصراً مؤزراً، ولكنه كان عليماً بأنه نصر لا تحبه الأمة، وأفضى مع الشعور بعدم الأمان إلى توسيع سلطته إلى الدكتاتورية الكاملة، فبدأ حكماً من الاستبدادية والإرهاب حتى عام 1777. وكان جواسيسه يبلغونه بكل ما يكشفونه من ألوان المقاومة لسياساته أوأساليبه، وسرعان ما اكتظت سجون لشبونة بالمسجونين السياسيين. وقبض على الكثيرين من الأشراف والكهنة لاتهامهم بمؤامرات جديدة على الملك، أوباشتراكهم في المؤامرة القديمة. وأصبحت قلعة جنكيرا، المتوسطة المسقط بين لشبونة وبيليم، سجناً خاصاً للأشراف زج فيه كثير منهم حتى قضوا نحبهم. وفي سجون أخرى أودع اليسوعيون المجلوبون من المستعمرات والمتهمون بمقاومة الحكومة-وظل بعضهم نزيلها تسعة عشر عاماً.

أما مالاجريدا فقد ظل يذوي في سجنه اثنين وثلاثين شهراً قبل حتى يمثل أمام المحكمة. وسلى الشيخ سجنه بتأليفه كتاب "حياة القديسة حنه البطولية، أم مريم، أملتها القديسة حنه ذاتها للأب المبجل مالاجريدا"، وصودر المخطوط بأمر بومبال، وقد عثر فيه عدة سخافات يمكن حتى توصف بالهرطقة: فقد نطق مالاجريدا حتى القديسة حنة حبل بها كما حبل بمريم، دون حتى تلوثها الخطيئة الأصلية، وأنها كانت تتحدث وتبكي في بطن أمها. وبعد حتى عين بومبال أخاه بول دي كارفالورئيساً لديوان التفتيش في البرتغال، أمر بأن يستدعى مالاجريدا للمثول أمامه، وخط بيده ورقة اتهام تتهم اليسوعيين بالجشع، والرياء، والدجل، وانتهاك المقدسات، وبتهديدهم الملك بالتنبؤ مراراً بموته. وإذ كان مالاجريدا-الذي بلغ الآن الثانية والسبعين-قد أصبح نصف مخبول لشدة ما كابد من عذاب، فقد أبلغ قضاة التفتيش بأنه تحدث مع القديس إگناتيوس لويولا والقديسة تريزا. وأراد قاضٍ منهم حتى يوقف المحاكمة إشفاقاً على الشيخ، فنـُحـِّيَ بأمر بومبال. وفي 12 يناير 1761 حكمت المحكمة المقدسة بأن مالاجريدا مذنب بالهرطقة، والتجديف، والضلال، وبخداع الشعب بما زعم من إعلانات إلهية له. ومد في أجله ثمانية شهور أخر. وفي 20 سبتمبر سيق إلى المشنقة في البراسا روسيو، فشنق، وأحرق مشدوداً إلى خازوق. ونطق لويس الخامس عشر معقباً بعد سماعه بالإعدام "لكأني أحرقت الشيخ المخبول نزيل مستشفى البتيت (ميزون) الذي يزعم أنه الله الأب(26). وكان رأي ڤولتير في الحادث وهويسجله "أنه حماقة وسخف مقرونان بشر غاية في البشاعة".


ذكراه

وقد أقيم تمثال تكريماً له في 1887 في الكنيسة الأبرشية في بلدة مناجيو، مسقط رأسه.

المصادر

  • ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)


المراجع

  • Mury, Histoire de Gabriel Malagrida (Paris, 1884; 2nd ed., Strasburg, 1899; Ger. trans., Salzburg, 1890);
  • Un monumento al P. Malagrida in La Civilità Cattolica, IX, series XIII (Rome, 1888), 30-43, 414-30, 658-79;
  • Sommervogel, Bibliothèque de la Compagnie de Jésus, V (Brussels, 1894), 394-95;
  • Butina, Vida de Malagrida (Barcelona, 1886).

وصلات خارجية

  • (1910) article

 هذه الموضوعة تضم نصاً من مطبوعة هي الآن مشاع: هربرمان, تشارلز, ed. (1913). الموسوعة الكاثوليكية. Robert Appleton Company. Missing or empty |title= (help)

تاريخ النشر: 2020-06-04 10:58:30
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Pages with citations lacking titles, Articles incorporating text from the 1913 Catholic Encyclopedia with no article parameter, Persondata templates without short description parameter, مواليد 1689, وفيات 1761, مبشرون مسيحيون في البرازيل, مبشرون مسيحيون إيطاليون, يسوعيون إيطاليون, أشخاص أعدمتهم محاكم التفتيش البرتغالية, People executed for blasphemy, معدومون بتهمة الهرطقة, أشخاص من مناجيو, مبشرون كاثوليك

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

موعد مباراة الأهلى والاتحاد المنستيرى فى دورى أبطال أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:24
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 43%

يوم الجمعة «عبير الجدّات»

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:23:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

أوكرانيا: روسيا تهاجم زابوريجيا بطائرات مسيرة إيرانية انتحار

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

لافروف: حلف الناتو يدعم أوكرانيا لمواجهة روسيا وفرض الهيمنة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:55
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:04
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

الأمم المتحدة تدين الهجوم على أماكن رعاية الأطفال في تايلاند

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

مقتل 19 من حركة الشباب بمعارك مع الجيش في إقليم شبيلي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:47
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

سول: القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية تعزز تطوير منظومة "ث

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:51
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

الشرطة الأمريكية تعتقل شخصا قتل 2 وأصاب 6 طعنا بسكين فى لاس فيجاس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:27
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 49%

قتيل وأكثر من 100 مصاب فى أحداث شغب بملعب مدينة لا بلاتا الأرجنتينية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:19
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 37%

هالاند يتفوق على أساطير الدوريات الأوروبية الكبرى "بيج 5".. إنفوجراف

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:30
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 37%

إضراب المصارف في لبنان يتجدد إلى أجل غير مسمى

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:39
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

تعديل متوقع للتشكيلة الحكومية في الكويت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:35
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 65%

الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة.. والعظمى بالقاهرة 29 درجة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:28
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 41%

لهجرة غير الشرعية: اجتماع 5 دول متوسطية لمناقشة تدفق الهجرة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:22:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

الحرية والتغيير: انتخاب السودان يقوض نزاهة ومصداقية مجلس حقوق الإنسان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-07 12:23:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية