موسى الجون

موسى بن عبد الله بن الحسن الحسني الطالبي، أحد عظماء أهل البيت في القرن الثاني الهجري ,ولد في المدينة في حدود سنة 130هـ.

حليته ولقبه

أبوه شيخ بني الحسن أبومحمد عبد الله بن الحسن، وأمه هند بنت أبي عبيدة بن زمعة بن الأسود بن المطلب، كان أديباً فاضلاً، وشاعراً لبيباً، وكان أسود اللون فلقبته أمه بالجون,، وكانت ترقصه وهوطفل وتقول :

إنك إذا تكون جوناً أفرغاً ,,,,,,,,, يوشك حتى تسودهم وتبرعا

حبسه أبوجعفر المنصور في محبس الهاشمية بالعراق مع جملة من أبناء الحسن بن الحسن.

فهمه ومنعه من التحديث

نطق عبد الله في العلل : سمعت أبي يقول : رأيت موسى بن عبد الله بن حسن وكان رجلاً صالحاً وهومن ولد الحسن بن علي بن أبي طالب. وروى الخطيب في التاريخ بسنده، أنه نطق : منعت من الحديث، ولولا ذلك لحدثتك. وروى الخطيب أيضًاً، نطق يحيى أبن معين : موسى بن عبد الله ثقة مأمون. ونطق المضىي في الميزان : نطق جماعة عن ابن معين ثقة.

ونطق أيضاً : ونطق البخاري: فيه نظر، وله حديث في تحريم الدبر".اهـ.

قلت : أما قول البخاري فيه نظر، وذلك لجهالة حاله عند البخاري، فالبخاري متوقف في أمره ولم يجرحه. وكل من ذكر موسى بن عبد الله في الضعفاء، ذكره لجهالة حاله عنده، وأحال القول للبخاري، كالمضىي في المغني (2/440)، والعقيلي في الضعفاء (4/159)، ولم يجرحه أحد، فقد ذكره أبن عدي(ت365هـ) في الكامل (8/62)، وبين سبب ذكره ووهوجهالة حاله، حيث نطق :وموسى بن عبد الله هذا هومثل موسى الأسواري لايعهدان. وذكره ابن أبي حاتم (ت327) في الجرح (8/173) ولم يجرحه، حيث نطق : روى عن أبيه، روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي.

قلت : جهالة حاله، لتخفيه، وتستره من الحاكم، وقد بالغ الحاكم حتى منعه من التحديث، وعند الله تجتمع الخصوم، فقد روى الخطيب في تاريخه : حتى نطق موسى، نطق : قد منعت من التحديث، ولولا ذلك لحدثتك.

قلت : فلا يستغرب قول البخاري، حتى يجهل حال رجل قد تخفى في البصرة، وسويقة، وفوق ذلك منع من التحديث، أما من عهد حاله, ورأه فقد وثقه وأقر له بالصلاح، فقد نطق عنه يحيى بن معين : كمارواره الخطيب في التاريخ (15/13) بسنده ,: موسى بن عبد الله ثقة مأمون، ونطق عنه أحمد في العلل (2/44 : رأيت موسى بن عبد الله بن حسن وكان رجلاً صالحا ًوهومن ولد الحسن بن علي بن أبي طالب

قلت : جميع من ذكر موسى بن عبد الله كالخطيب وأخرج له حديث ((كل صلاة لايقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج)) ولم يجرحه، حتى محقق تاريخ بغداد الدكتور بشار عواد لم يجرحه وهومن أهل الصنعة، نطق عن إسناد الحديث : إسناده ضعيف لضعف أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، وأحمد بن إبراهيم، ومحمد بن أحمد لم نعهدهم، وكذلك ذكره ابن عدي ولم يجرح، وبرر قول البخاري، وذكره المضىي والعقيلي وابن حجر وابن أبي حاتم ولم يحرحوه، ولاشك حتى توثيق ابن معين لسماعه منه أوعنه.

قلت : موسى بن عبد الله : ثقة، صالح من أتباع التابعين، وثقه جميع من رأه وسمع منه، وسكت وتوقف فيه من جهل حاله عنده، ولم يجرحه أحد، والله العالم.

وفاته

ونطق أبونصر البخاري في سر السلسلة : توفي موسى بن عبد الله بسويقة المدينة.

ونطق أبوإسماعيل بن طباطبا : بسويقة : صاحبها أبوعبد الله موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.

ونطق ابن خلدون في تاريخه : كان موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط لما اختفى أخواه محمد وإبراهيم، طالبه أبوجعفر المنصور باحضارهما فضمن له ذلك ثم اختفى وعثر عليه المنصور فضربه ألف سوط، فلما اغتال أخوه محمد المهدي بالمدينة، اختفى موسى الجون إلى حتى هلك. عاش موسى بن عبد الله إلى عهد الرشيد وتخفى في سويقة المدينة، توفي وقبر بها سنة 180هـ ؛ وكان عمره عند وفاته خمسين سنة.

قلت : زرنا سويقة، ورأينا في طرفها مقبرة قديمة، وسورها حديث، والراجح إذاقد يكون بها قبر موسى الجون، والله العالم.