«هـِدا گابلر» لإبسن هي مزيج خلاّق من فدرا الأسطورية والليدي ماكبث Hedda Gabler إذا كان معظم الشخصيات التي ابتكرتها مخيلة المحرر المسرحي النرويجي الكبير هنريك إبسن، تميزت -إذ خطت في فترة انعطافية من تاريخ الوعي الاجتماعي- انطلاقاً من تعاطف مع المرأة وأمثلة لوجودها، بكونها تعبيراً عن مقدرة هذه المرأة اللامتناهية على العطاء والتحرر، في لقاءة مجتمع لا يكف عن منعها من ذلك، فإن شخصية هيدا گابلر، في مسرحيته المعروفة بالاسم نفسه، تبدومختلفة الى حد بعيد، حتى وإن كان لم يفت جمهور المتفرجين دائماً حتى يتعاطف معها. ومن الواضح ان هذا التعاطف انما ينبع من سوء فهم رافق على الدوام تلقي هذه التي تعتبر الأقسى والأغرب بين مسرحيات إبسن، فالجمهور الذي يشاهد المسرحية أويقرأها لا ينتبه عادة الى حتى المحرر إنما كان يريد ان يبدع معادلاً معاصراً لشخصيتين ظلت مخيلته تهجس بهما دائماً: «فيدرا» من المسرح الإغريقي القديم، و«الليدي ماكبث» من مسرحية وليام شيكسپير الشهيرة، ففي شكل أوآخر، كان من المفترض دائماً حتى كلتا الشخصيتين تمثل ما يمكن اعتباره الشر المطلق. المرأة في أقصى حالات العمل المنحرف، لكن إبسن، في الوقت الذي عكست فيه مسرحيته «هـِدا گابلر» رغبته في إبداع هذا المعادل العصري، كان من الواضح أنه -مخلصاً لسياقه الفكري الاجتماعي- أراد أيضاً حتى يطرح اسئلة حادة، وربما غير مسبوقة، حول الدوافع الحقيقية التي تحرك امرأة من هذا النوع، وتدفعها الى أفعال تبدوفي نهاية الأمر انانية وشريرة. بالنسبة الى إبسن، ليس الشر الذي تبديه هيدا غابلر، عضوياً نابعاً من طبيعتها، بل هوناتج بعد جميع شيء من الظروف الاجتماعية، عن الوضعية التي وجدت فيها بطلته نفسها، فحرّكت -حتى من دون إرادة واعية منها- نوازع الشر دافعة إياها الى ارتكاب ما ارتكبت. إلى غير ذلك، في الوقت الذي كان إبسن يحاول تقديم نموذج بشري/ نسائي يحلل من خلاله مجتمع وطبقة وثقافة، كَمُنَ سوء التفاهم في حتى المتلقين اعتبروه يقدم هنا نموذجاً صالحاً للمحاكاة، لامرأة قوية أرادت حتى تقبض على مصيرها ومصير الآخرين، بقوة وعناد، لكنها في نهاية الأمر سقطت ضحية مسعاها: سقطت في الفخ الذي نصبته لغيرها.

هل يجب حتى نتعاطف مع هـِدا گابلر، أوتجب إدانتها،يا ترى؟ ذلكم هوالسؤال الأساس الذي يظهر ان هنريك إبسن شاء طرحه هنا. وحتى لئن كان قد عاقب في نهاية المسرحية هيدا، مورداً إياها مورد الهلاك، فإن من اللافت حتى تلعب هذه البطلة المسرحية الاستثنائية، لعبتها حتى النهاية: قتلت نفسها بنفسها، وبالمسدس الذي كان أداة الشر في يدها. وهي انتحرت مبتسمة، مازحة، من دون حتى يرفّ لها جفن، تماماً مثلما كانت عملت سابقاً حين مارست شرّها على الآخرين. من هنا، يمكن اعتبار هذه المسرحية عملاً حول الإرادة الإنسانية بامتياز. حول الاختيار الذي قد يصدم الآخرين، لكنهقد يكون حقيقياً بالنسبة الى صاحبه، يسير في سياق تفكيره وممارساته. وعبر هذا إذاً، نطق إبسن هنا -مرة أخرى- حدثتَه بالنسبة الى الإنسان وحرية اختياره، نطقها في تعبير الحد الأقصى، وفي زمن كانت المرأة في أوروبا تحاول حتى تحصل على حرية حياتها وتصرفاتها، فإذا به هنا يعطيها الحرية المطلقة: حرية اختيار موتها.

ملخص

منذ البداية يقدم لنا هنريك إبسن، شخصيته الرئيسة هذه بوصفها ابنة طبقة معينة، هي الطبقة العليا المثقفة في المجتمع، فهيدا حفيدة الجنرال غابلر، وهي امرأة سؤوم، لا تعهد في البداية ما تريده حقاً، تزوجت واحداً من معجبيها الكثر، جورج تسمان، لكنه كان الأقل ذكاء وثقافة بينهم. وواضح ان هذه الصفة كانت سبب اختيارها له، إنها ترغب دمية تلعب بها، وحين تعود من شهر العسل تكتشف ان المسألة لم تكن على تلك البساطة، فيعاودها شعور السأم المريع وتمضي وقتها لاهية بالعبث بمسدسات جدها، بينما تعامل زوجها بكل احتقار ولؤم. غير ان ذلك كله لا يجعلها راغبة في الإقدام على أي علاقة عاطفية. ومع هذا، يظهر ذات يوم في المدينة محرر لامع وذكي هوإيليرت لافبورغ، كان رفيقها في الدراسة وخليلها ذات يوم، وكان اختفى واعتبره الجميع رجلاً منتهياً، لكنه إذ يعود اليوم يعود قوياً، والفضل في ذلك يعود الى ثيا ألفستيد، التي كانت بدورها رفيقة دراسة لهيدا. ثيا هجرت من أجل ايليرت زوجها وعائلتها، وراحت توجّه عشيقها المحرر صوب الخير والنجاح، يحفزها خوف عودته الى الشراب والرذيلة. وتحت تأثير ثيا، يخط ايليرت كتابه الكبير الذي لا يزال حتى الآن على شكل مخطوطة خطها بخط يده. ازاء هذا كله، تشعر هيدا ان عليها حتى تتملك صديقها السابق، فإن لم يستجب، يجب حتى تعود الى إيراده موارد الرذيلة والشراب والهلاك، تعبيراً منها عن رغبتها في الاستحواذ على الآخرين وجعلهم مجرد دمى تلهوبهم، أوعلى الأقل تبدووكأنها راغبة في إفشال الإنجاز الذي حققته صديقتها اللدودة ثيا بالنسبة الى اصلاح ايليرت. إلى غير ذلك، ترسل هذا الأخير ليحضر حفلة ماجنة في بيت القاضي براك العازب، الذي يلاحق هيدا بغزله.

خلال تلك الحفلة يشرب إيليرت، ويفقد مخطوطته، ويبدوواضحاً انه ضاع، وان مخطط هيدا نجح. لكن المخطوطة تقع في الحقيقة في يدي جورج، الذي يعطيه الى زوجته هيدا فتحرقه، كعمل يعلن فشل جميع الجهد الذي بذلته ثيا. إزاء هذا، يشعر ايليرت بالضياع، وتكون الفرصة أمام هيدا مناسِبة، فترسل اليه واحداً من مسدسات جدها، فلا يعتم ان يستخدمه وينتحر. وبانتحار ايليرت، تكون هيدا إذاً قد حققت فوزها الأكبر. غير ان الفوز لم يكتمل، لأن براك يدرك حقيقة ما حصل، ويخمّن ان المسدس هومسدس هيدا، فيحاول ابتزازها لكي يصل هوالى غاياته معها، فتجاريه حتى يعطيها المسدس وتنتقل هي في تلك اللحظة، مازحة ضاحكة، وتطلق النار على نفسها. أما ثيا وجورج، فإنهما سعيا الى اعادة هجريب مخطوطة إيليرت، انطلاقاً من يومياته وملاحظاته.

إذاً، بين أعمال هنريك إبسن كلها، تتفرد «هيدا غابلر» في احتوائها على قدر من العمل الشرير لم يسبق لهذا المحرر أنْ جمعه في رواية أوشخصية واحدة، ومن هنا حيّرت المسرحية الناس طويلاً، غير ان وضعها في سياقها الفلسفي والاجتماعي عاد وبرّر جميع تفاصيلها وأعطاها قيمتها بصفتها أكثر مسرحيات إبسن تعمّقاً في نزعات الروح الانسانية، وبصفتها -أولاً وأخيراً- نصّاً عن الفشل. فهيدا منذ البداية، كانت ترغب حتى تكون ذات روح نبيلة، لكنها لم تتمكن من ذلك، تحت وطأة مجتمع كان هويملي عليها أفعالها، فيما كانت هي تعتقد أنها تلهوبأن تملي على الآخرين أفعالهم.

تاريخ

عندما خط إبسن «هـِدا گابلر» كان في الثانية والستين من عمره، وكان أنجز كتابة القسم الأكبر من مسرحياته التي زاد عددها على الست والعشرين مسرحية. وكانت مسرحياته الكبرى قد أضحت وراءه، هوالذي كان بدأ الكتابة المسرحية في العام 1849، بمسرحية «كاتالينا»، وظل منذ ذلك الحين ينتج ما معدله مسرحية جميع عامين. وإبسن الذي ولد في سكيان بالنروج عام 1828، اعتُبر خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من أعظم الكتاب في تاريخ المسرح، وذلك بفضل أعمال غلب عليها الطابع الاجتماعي والنفسي، ووقفت دائماً تناصر المرأة والحق. ومن أبرز أعماله «براند» و«بير جنت» و«أعمدة المجتمع» و«بيت الدمية» و«الأشباح» و«البطة البرية» و«مفهم البناء»... وغيرها من أعمال جعلته يوم رحيله في العام 1906، يمجَّد كواحد من أبرز الكتاب الذين عبّروا عن الشعور الإنساني في التاريخ.

الشخصيات

• Hedda Gabler, the wife of Jørgen Tesman
• Jørgen Tesman, the husband of Hedda; an academic
• Miss Juliane Tesman, aunt of Jørgen
• Mrs. Thea Elvsted, friend of Jørgen, school rival of Hedda, confidant of Ejlert
• Judge Brack, friend of the Tesmans
• Ejlert Løvborg, Jørgen's academic rival whom Hedda previously loved
• Berte, servant to the Tesmans and to Jørgen as a child

انظر أيضاً

• Chekhov's gun

المصادر

قراءات خارجية

• , available at Project Gutenberg.
• , available at Project Gutenberg. نطقب:Eo icon
• Ibsen, Henrik. Hedda Gabler trans. Kenneth McLeish, Nick Hern Books, London, 1995. ISBN 978-1-85459-184-5
• Novelguide: Hedda Gabler

وصلات خارجية

Wikisource has the text of the 1905 New International Encyclopedia article هدا گابلر.

• at the Internet Broadway Database
• at the Internet off-Broadway Database
• Photos of the Irish Classical Theatre Company's 2009 production of Hedda Gabler
•  Frank W. Chandler (1920). "Hedda Gabler". Encyclopedia Americana.