الجنس الآخر
ISBN | 0-679-72451-6 |
---|---|
20905133 |
الجنس الاخر The Second Sex، بالفرنسية (Le Deuxième Sexe)،هوكتاب مهم في نشأة الحركات النسوية الغربية، وقد صدر لأول مرة بالفرنسية عام 1949 على يد المفكرة والفيلسوفة الفرنسية المعروفة سيمون دي بوڤوار.
المحتوى
في هذا الكتاب تناقش المؤلفة سؤالين مركزيين: "كيف وصل الحال بالمرأة إلى ماهوعليه اليوم (أي حتى تكون "الاخر"؟) وماهي الأسباب لعدم تكتل النساء سوية ولقاءة الواقع الذكوري الذي فرض عليهن؟
لغرض الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، قسمت بوڤوار كتابها إلى عدة فصول، الفصل الأول اسمته "مصير"، وهومقسم إلى ثلاث مجموعات أخرى:
المعطيات البيولوجية
في هذا القسم حللت بوڤوار الهجريبة البيولوجية لدى المرأة، ودورها في ترسيخ مكانتها كآخر. وناقشت بوڤوار بعض الإنادىءات التي فسرت دونية المرأة من خلال مقارنة ذلك مع دونيتها في العملية الجنسية، خلصت بوڤوار إلى النتيجة بأن ترسيخ الوظيفة الجنسية للمرأة وكذلك ضعفها الجسدي أصبحا عاملين مهمين في بلورة مكانتها بسبب تذويتها لمكانتها في المبنى الإجتماعي القائم وقبوله كأمر مفروغ منه، لكن، الإنادىء حول الإختلاف البيولوجي بين الرجل والمرأة لايعطي تفسيرا من وجهة نظر بوڤوار لتحول المرأة إلى آخر.
وجهة النظر الفهم نفس-تحليلية
في هذا القسم تتطرق بوڤوار إلى تحليل فهم النفس لمكانة المرأة، فناقشت المواقف المتنوعة لفهماء نفس رجال، والذين ناقشوا المبنى النفسي للمرأة وتطوره بناء على النموذج الذكري، فعقدة الكترا لدى الإناث وفق فرويد مبنية على سبيل المثال على نموذج عقدة أوديب لدى الذكور، لذا، ليس بالإمكان الإلتاتى إلى نظريات فهم النفس التحليلي لدعم الإنادىء حول الإختلاف بين الجنسين لسبب مهم: أنها تتطرق إلى الذكر، ومايلائم الذكر لايلائم الأنثى بالضرورة.
وجهة نظر المادية التاريخية
في هذا القسم ناقشت بوڤوار التحليل المطريالي تاريخي لوضع المرأة. وفق هذا التحليل فإن وضع المرأة المتدني ناتج عن صراع الطبقات، فيصبغ صراع المرأة بالرجل وفق هذا التحليل بالصبغة الطبقية. نقد بوڤوار لهذا التحليل ينبع أساسا من رؤيته كسطحي وغير معبر بصدق عما حدث. فمثلا، انادىء انجلز بأن الإنتنطق من نمط الحياة المشهجر الذي كان مبنيا على العمل الجماعي في المجتمعات البدائية إلى عمل فرديقد يكون فيه الرجل هوصاحب الأملاك، هذا الإنادىء سطحي ولايشرح لنا من وجهة نظر بوڤوار كيف من الممكن أن تم استعباد المرأة! كما أنه لايشرح العلاقة بين الإنسان والملكية التي هي أساس المؤسسات الاجتماعية. بوڤوار توسع نقدها ضد انادىء انجلز الأساسي: أي المشابهة بين وضع المرأة وبين وضع طبقة العمال. فتشير المحررة إلى عدم شرعية هذه المشابهة لسببين رئيسيين: العامل ابتكر وعيا ذاتيا يمكنه من التمرد بالسيد. أما المرأة فإنها عاشت مع الرجل، وتتضامن معه، فالمرأة البيضاء تشعر بالقرب من الرجل الأبيض أكثر منه من المرأة السوداء وهلم جرا. السبب الآخر بيولوجي فالمرأة ليست عاملا فقط بل هي أيضا ذات وظيفة إنجابية، وهي وظيفة لاتقل أهمية عن الجانب الإنتاجي لديها، حيث حتى إنجاب الأطفال في فترة معينةقد يكون أبرز من العمل بالمحراث.
في الفصل الثاني، تحت عنوان "تاريخ" قامت بوڤوار بإعطاء تحليلها وشرحها لوضع المرأة والمرتكز على رؤيا تاريخية. وفق بوڤوار، التاريخ وحده كفيل بإعطائنا الإجابات. فتفحص من خلال تاريخ البشرية المسقط الإجتماعي، اقتصادي، ثقافي وقيادي للمرأة، وصولا إلى الحاضر في محاولة منها لإنارته. خلال هذه المراجعة للماضي تثبت بوڤوار بأن جميع القوى ذات التأثير كانت بيد الرجل، وأن التاريخ تحقق من رؤيته هووفهمه هوللواقع، بصورة أدت في نهاية المطاف إلى إنتاج المرأة بصورة الآخر المطلق له. وفق تحليلات سيمون دي بوڤوار، في بداية الإنسانية، حيث كانت القبائل متنقلة، عمل الرجل والمرأة سوية. أيام الطمث والحمل صعبت على المرأة في أخذ دور أكثر فاعلية. الرجل اكتسب أهمية أكبر في فترة لاحقة بسبب عمله في الصيد ولقاءته المخاطر. لقاءة المخاطر اعتبرت في نظر المجتمعات البدائية إحدى الأمور التي تعطي الأفضلية للفرد، وهومالم تستطع المرأة القيام به بسبب انهماكها في الحمل (اذ انعدمت في تلك الفترة موانع الحمل والخ). في اللقاء، بسبب القيمة المنخفضة للحياة البشرية، لم يعتبر انجاب الأطفال عملا ذوافضلية. وفق النتيجة التي توصلت إليها بوڤوار، الجنس البشري لايعطي الأفضلية للجنس الذي ينجب بل للجنس الذي يقتل. في محاولة من الرجل للحفاظ على الإمتيازات التي حصل عليها، ابتكر مجالا أنثويا ومجالا ذكوريا. لكن، في هذه الفترة لم تكن فوقية الرجل ملموسة ومؤسسة كما وقع لاحقا، لدى استيطان هذه القبائل في أماكن ثابته. الإستيطان في أماكن ثابته حول هذه القبائل (بسبب تغير طريقة حياتها) إلى قبائل زراعية. لدى هذه القبائل الإستيطانية تغيرت النظرة إلى الولادة فأصبحت ايجابية: هذه القبائل أصبحت تقدس الآباء القدامى وتصبوا للإستمرارية. لذا، المرأة أصبحت ذات وظيفة مهمة، فعن طريقها تحافظ القبيلة على استمراريتها. النظرة إلى المرأة باتت تعتريها مسحة من التقديس، فصورت الآلهة على إنها من الإناث. الرجل، بسبب عدم تقيده كالمرأة بمسائل الإنجاب وبسبب قوته الجسدية طور أدوات العمل الزراعية، ومن ثم جلب العبيد ليعملوا بالأرض التي وسع نفوذه فيها، فيما انحصرت مملكة المرأة رويدا رويدا في البيت. مع حصول الرجل على الأملاك تحولت المرأة إلى ملك له. ومع ظهور الأملاك، انهار منصبها وارتبط تاريخها بالأملاك الشخصية وبالإرث التي تعطي القيمة لمالكها، القوة والسلطة. فأصبح الأطفال، الأراضي، المال والخ كلها أمور تابعة للرجل. وهنا نشأت المؤسسات الذكورية الأبوية بحيث تكون الأنثى ملكا للرجل- الأب، الأخ، الزوج.
في تتمة الفصل حللت بوڤوار واقع المرأة مرورا بالحضارة اليونانية والرومانية والعصور الوسطى، مرورا بالثورة الفرنسية ووصولا إلى النصف الأول من القرن العشرين، بناء على هذا المبنى من علاقات القوة الذي نشأ بين الجنسين، بحيث حتى هذه المجتمعات عملت على الأغلب على ترسيخ هذا المبنى.
في الفصل الثالث المسمى "أساطير" تتطرق بوڤوار إلى أساطير مختلفة حول المرأة ترمي إلى اختزالها واحتواء ال"حقيقة" الوحيدة للمرأة، بحيث تصبح الأسطورة هي الواقع، والمرأة التي لاتتوفر فيها شروط الأسطورة (مثلا أسطورة عدم طهارة المرأة وقت الطمث) هي إنسانة شاذة، فلا يتم النظر إلى الأسطورة على أنها هي الخطأ. أهمية هذه الأساطير وفق بوڤوار أنها تعطي الشرعية لكل الأفضليات والإمتيازات التي حصل عليها الرجل. كما حتى هذه الأساطير تزيل الشعور بالذنب عن الرجل حيث أنها تبرر مصير المرأة بإرادة الطبيعة، إلى غير ذلك يتم استلاب حقوق المرأة والتعامل معها كجارية أوحتى حيوان نقل. أسطورة "الغموض" هي أكثر الأساطير انتشارا لدى الرجال، وعن طريق هذه الأسطورة يقومون بتفسير جميع تصرف مبهم وغير مفهوم لديهم الناتج عن تصرف معين لامرأة. وبذلك ينتجون المرأة بصورة الآخر المطلق لهم.
الهامش
انظر أيضاً
- Feminist existentialism
- The Female Eunuch
- Fear of Flying
- خط لوموند المائة للقرن
وصلات خارجية
- review
- (London) review
- review
- (London) review
- 'The Second Sex' by Simone de Beauvoir (Free English Translation of a small part of the book)