رينيه ديكارت

عودة للموسوعة

رينيه ديكارت

رينيه ديكارت
رينيه ديكارت
وُلـِد 31 مارس، 1596
La Haye en Touraine [ديكارت الآن]، Indre-et-Loire، فرنسا
توفي فبراير 11, 1650(1650-02-11) (عن عمر 53 عاماً)
ستوكهولم، السويد
العصر فلسفة القرن السابع عشر
المنطقة فلسفة غربية
المدرسة Cartesianism، عقلانية، مؤسساتية
الاهتمامات الرئيسية
ميتافيزيقا، نظرية الفهم، العِلم، الرياضيات
الأفكار البارزة
Cogito ergo sum، طريقة الشك، احداثيات كارتيزية، Cartesian dualism، ontological argument لوجود إله؛ يـُعتبر مؤسس الفلسفة المعاصرة

رينيه ديكارت René Descartes (و. 31 مارس 1596 - ت. 11 فبراير 1650) يعهد أيضا بكارتيسيوس Cartesius فيلسوف فرنسي ورياضياتي وعالم يعتبر من مؤسسي الفلسفة الحديثة ومؤسس الرياضيات الحديثة. يعتبر أبرز وأغزر الفهماء نتاجا في العصور الحديثة. الكثير من الأفكار والفلسفات الغربية اللاحقة هي نتاج وتفاعل مع كتاباته التي درّست وتدرّس من أيامه إلى أيامنا. لذلك يعتبر ديكارت احد المفكرين الأساسيين وأحد مفاتيح فهمنا للثورة الفهمية والحضارة الحديثة في وقتنا هذا. يمجد اسمه بذكره في ما يدعى هندسة ديكارتية التي يتم بها دراسة الأشكال الهندسية ضمن نظام إحداثيات ديكارتي ضمن نطاق الهندسة المستوية التي تدمجها مع الجبر.

يعارض ديكارت الكثير من أفكار أسلافه. ففي مقدمة عمله عاطفة الروح Passions of the Soul، يمضى بعيدا للتأكيد أنه سيخط في هذا الموضوع حتى لولم يكن احد سبقه لطرح هذا الموضوع. بالرغم من هذا فإن الكثير من الفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة والرواقية في القرن السادس عشر أوفي فكر أوغسطين.

يعارض ديكارت هذه المدرسة في نقطتين أساسيتين: أولا يرفض تقسيم الجسام الطبيعية إلى مادة وصورة (شكل) كما تعمل معظم الفلسفات اليونانية. ثانيا يرفض الغايات أوالأهداف - سواء كانت غايات ذات طبيعة إنسانية أوإلهية لتفسير الظواهر الطبيعية. أما في الإلهيات فهويدافع عن الحرية المطلقة لعمل الله أثناء الخلق.

نص كتاب انفعالات النفس انقر على الصورة للمطالعة

أسهم في الشك المنهجي استهدف في شكه الوصول الي اليقين وأسباب الشك لديه أنه يلزم حتى نضع موضع الشك جميع الأمور بقدرالأمكان ويبرر الشك أنه تلقى كثيرا من الآراء الباطلة وحسبها سليمة فكل ما بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لاقد يكون إلا مشكوكا فيها إذن يلزم حتى نقيم شيئا متينا في العلوم حتى نبدأ بكل شئ من حديث وأن توجه النظر إلى الأسس التى يقوم علينا البناءمثال المعطيات الخاصة للحواس فالحواس تخدعنا أحيانا والأفضل الا نثق بها أما الأمور العامة كالعيون والرؤوس والأيدي التى يمكن أنتتألف منها الخيالات يمكن ان تكون نفسها خيالية محضة.

أزول ما نذكره نع ديكارت أنه تلقى تعليمه على أيدي الجزويت. وكان هذا التعليم نقطة البداية وجحر الشحذ عند جميع الهراطقة الفرنسيين، ابتداء من ديكارت ثم فولتير، ورينان وأناتول فرانس "بين جدران المعبد صنعت المعاول التي تحطم بها المعبد".

حياته

Graduation registry for Descartes at the Collège Royal Henry-Le-Grand, La Flèche, 1616

ولد في لاهاي، وهي بلدة صغيرة بمنطقة التورين بفرنسا. وماتت أمه بالسل بعد ولادته بأيام قلائل، وورث عنها السقم. وكان في صباه شاحب اللون، يسعل سعالاً يثير الإشفاق، إلى حد لأن الطبيب لم يبشر بأي أمل في إنقاذه، ولم تتخلَ عنه السقمعة يأساً من بقائه على قيد الحياة، ولكنها أمدته بالدفء والغذاء من جسدها هي، فعاد إلى الحياة ثانية. وربما سمي لهذا السبب، باسم رينيه (وهي لفظة مشتقة من أصل لاتيني بمعنى ولد من جديد). وكان والده محامياً موسراً، وعضواً في برلمان رن، وهجر لابنه عند وفاته دخلاً يقدر بستة آلاف فرنك في العام.

وألحق في سن الثامنة بكلية لافيش اليسوعية، التي يقول عنها أحد المفكرين الأحرار المتحمسين ومشاهير الرياضيين "يبدوأنها زودته بقدر من الرياضيات أعظم كثيراً مما كان يمكن حتى يحصل عليه في معظم الجامعات في ذلك العصر" وتبين مفهموه ضعف جسمه ويقظة ذهنه فأباحوا له البقاء في الفراش بعد الوقت المحدد للاستيقاظ، ولحظوا أنه استغل الوقت في التهام الخط، الواحد بعد الآخر، وفي جميع جولاته في الميتافيريقا، ظل يحتفظ بإعجابه الشديد بأستاذته الجزويت، كما أنهم بدورهم، نظروا إلى شكوكه بشيء من التسامح الأبوي.

وقصد في سن السابعة عشرة إلى باريس ليلهوويعبث، ولكنه لم يجد شيئاً ينغمس فيه، لأنه لم يكن يحفل بالنساء أويميل إليهن، ولكنه بوصفه رياضياً ضليعاً، انصرف إلى الميسر، مقدراً أنه يستطيع الاستيلاء على خزانة نادي القمار. والتحق بجامعة بواتييه حيث حصل منها على درجات فهمية في القانون المدني والقانون الكنسي. وما حتى استرد عافيته وقوته، حتى أذهل أصدقاءه، بانخراطه في جيش الأمير موريس ناسو(1618). ولما نشبت حرب الثلاثين عاماً انضم إلى قوات مكسيمليان أمير بافاريا، وتذكر رواية غير مؤكدة أنه اشهجر في معركة "الجبل الأبيض".

رينيه ديكارت (يمين) مع الملكة كريستينا من السويد (يسار).

وفي غضون هذه الحملات. وبخاصة في شهور الشتاء الطويلة التي تعوق مواصلة القتل، كان ديكارت يتابع دراسته، وفي الرياضيات بصفة خاصة. وذات يوم (10 نوفمبر 1619) في نيوبرج بالقرب من أولم في بافاريا، اتقى البرد بالقبوع في "موقد" (من المحتمل حتى تكون غرفة مدفأة خصيصاً له) وفيها-كما يقول هو-رأى فيما يرى النائم في ثلاث رؤى أوثلاثة أحلام، ومضات من النور، وسمع رعداً، وبدا له حتى روحاً سماوية كانت توحي إليه بفلسفة جديدة. وبعد خروجه من "الموقد" (الغرفة) كان-كما يؤكد لنا-قد صاغ الهندسة التحليلية، وتصور فكرة تطبيق المنهج الرياضي في الفلسفة.

ورجع إلى فرنسا في 1622، ورتب أموره المالية. ثم استأنف جولاته، فقضى قرابة سنة في إيطاليا: فقصد من البندقية (ويقولون سيراً على الأقدام) إلى لوريتوحيث قدم إجلاله للعذراء. ورأى رومة في فترة الغفران (1625)، ومر بفلورنسة ولكنه لم يزر جاليليو. ثم قفل عائداً إلى باريس وهناك في الريف تابع دراسته الفهمية. وصحب الرياضي المهندس العسكري جيرار ديسارج في حصار لاروشيل (1628). وفي أخريات هذا العام قصد إلى هولندة، حيث قضى في المقاطعات المتحدة بقية أيام حياته تقريباً، اللهم إلا بعض فترات قصيرة قصد فيها إلى فرنسا لتدبير شؤونه المالية.

ولسنا نعهد لما هجر فرنسا، ويحتمل حتى هذا يرجع إلى أنه "بعد حتى أفصح عما لديه من مسببات للشك في أشياء كثيرة "وخشي حتى يتهم بالهرطقة، مع أنه كان له أصدقاء كثيرون من رجال الكنيسة هناك، مثل مرسن وبيرول. وربما حاول حتى يتجنب الأصدقاء والأعداء على حد سواء، أملاً في حتى يجد في بلد غريب عزلة اجتماعية (لا فكرية) يستطيع بها حتى يشكل الفلسفة التي كانت تعتلج بين جنبيه لقد كره ضجيج باريس وثرثرتها، ولكن لم تقلقه الحركة النشيطة التي تلطفها القنوات-في أمستردام، وهويقول "هناك، وسط الجموع المكتظة من شعب عظيم نشيط، استطعت حتى أعيش وحيداً منعزلاً، وكأني في صحراء نائية". وربما كانت رغبته في حتى يتوارى عن الأنظار ويخفي اهتماماته هي دفعته إلى تغيير أماكن إقامته أربعاً وعشرين مرة في السنوات العشرين التالية، من فرانكر إلى أمستردام إلى دنفتر، إلى أمستردام إلى أوترخت، ثم إلى ليدن، ولكن بالقرب من جامعة أومخطة عادة. ومكنه دخله من الاستمتاع بطيبات الحياة الاجتماعية في قصر صغير مع عدد من الخدم. وامتنع عن الزواج ولكنه اتخذ خليلة (1634) أنجبت له طفلة. وإنا لنسر إذ نسمع حتى الروح الإنسانية تجلت فيه حين بكى الطفلة بعد موتها في الخامسة من عمرها. وقد نحا في الصواب إذا ظنناه فاتراً لا تحركه الأحداث الدنيوية، ولسوف نجد أنه يبرر كثيراً من الأهواء والمشاعر التي يشجبها رجال الأخلاق عادة. وما كان هونفسه ليتجرد منها، فهوعرضة للزهووالغضب والغرور.

ضريح ديكارت (في المنتصف تفاصيل شاهد القبر)، في دير سانت جرمين-ده-پريه، باريس

لقد بذل ديكارت جهداً جباراً لتحقيق هدفه. أنظر إلى ما ألزم نفسه بدراسته الرياضيات، الفيزياء، الفلك، التشريح، الفسيولوجيا، فهم النفس، ميتافيزيقا، نظرية الفهم، الأخلاق، اللاهوت. فمن ذا الذي يجرؤ اليوم على حتى يجول بين هذا كله؟. ومن ثم طمع في العزلة والاحتجاب عن الأنظار، وأجرى التجارب والمعادلات والرسوم البيانية. وقدر فرص تجنبه محكمة التفتيش أوتهدئتها، وحاول حتى يهيئ لفلسفته منهجاً رياضياً. ولحياته منهجاً فلسفياً.


معتقدات دينية

إن فكرة الله، وفكرة النفس، وفكرة المكان والزمان، وفكرة الحركة، والبديهيات الرياضية كلها فطرية متأصلة، بمعنى حتى النفس لا تستمدها من الإحساس والخبرة، بل من جوهرها وعقلانيتها. (وهنا قد يعترض لوك، ويوافق كانت). ومهما يكن من أمر، فإن هذه الأفكار الفطرية قد تظل لا واعية حتى تخرجها الخبرة في صورة واعية، والنفس حينئذ لا تكون نتاجاً للخبرة، بل شريكها النشيط المبدع في إنتاج الفكر. إذا هذه النفس العقلانية "القدرة على التعقل" واضح أنها غير مادية، وليس لأفكارها طول ولا عرض، ولا مسقط ولا وزن، ولا أية خاصية أخرى من خواص المادة. "إني أنا، أي النفس التي أنا بها كما أنا عليه الآن، هي أساساً متميزة عن الجسد بل حتى من الأيسر حتى نعهدها مما نعهده". وعلى ذلك فإن هذا العقل أوالنفس غير المادية يمكن حتى تظل بعد الجسد، ولا بد أنها تبقى.

ترى هل كانت تلك النتائج القويمة التي انتهى إليها ديكارت صادقة مخلصة، أوأنه أضفى عليها لوناً وقائياً؟. هل كان ديكارت تواقاً إلى متابعة دراسته الفهمية في هدوء وسلام بعيداً عن الاضطهاد والتعذيب، إلى حد أنه كان ينفث الميتاقيزيقا مثل غشاوة مربكة تحول دون انقضاض الطيور الجارحة عليه،يا ترى؟ لسنا نملك الجزم بشيء في هذا الصدد. وقد يتسنى لامرئ حتىقد يكون عالماً فاضلاً على الأقل في الفيزياء، والكيمياء، والفلك، إذا لم يكن في البيولوجيا-وفي نفس الوقت يتقبل التعاليم الأساسية في المسيحية. وفي إحدى منطقاته أكد ديكارت حتى العقل لا يحول دون تصديق أشياء هبط بها الوحي الإلهي، على أنها أكثر يقينية من أرسخ معهدتنا وأجدرها بالثقة "وتنم رسائله مع إليزابث أميرة البالاتين، في أسلوب فصيح عن التقى والتمسك بالصراط المستقيم. وزاره سالاميوس في ليدن 1637 فوصفه بأنه "كاثوليكي غيور جداً".

العمل الفلسفي

رينيه ديكارت أثناء عمله

ومن أين يبدأ،يا ترى؟ إنه في "منطق في المنهج "، وهوالكتاب الفذ الذي يعتبر فاتحة عصر جديد، أعرب عن أول مبدأ، كان يمكن في حد ذاته، حتى يقيم عليه الدنيا ويقعدها ويثير عليه غضب أولي الأمر، إلى غير ذلك كان. فقد كان الموضوع مكتوباً في لغة فرنسية متميزة ميسرة، في صيغة المتحدث الحية الساحرة. لقد أحدث ثورة كبيرة في التفكير، ونطق ديكارت أنه كان سعيداً ينبذ جميع النظريات والمبادئ والتعاليم، ويطرح جميع جهد ومرجع، ويوجه خاص الفيلسوف أرسطو. وسيبدأ بصفحة جديدة خالية من أي شيء، ويشك في جميع شيء. "إن السبب الأساسي في أخطائنا يمكن في أهواء طفولتنا... فالمبادئ التي اعتنقها في شبابي، استمر على الأخذ بها دون حتى ‎أتحرى حقيقتها ومبلغ الصدق فيها".

ولكنه يمضي قدماً، إذا ساوره الشك في جميع شيء؟. ولما كان مولعاً بالرياضيات، وفوق جميع شيء بالهندسة التي دأبت عبقريته على تحويلها، فقد تاقت نفسه، بعد ابتدائه بالشك الكامل إلى العثور على حقيقة يمكن التسليم بها على الفور بصفة عامة مثل بديهيات إقليدس. "إن أرشميدس، لكي يتيسر له حتى يزحزح الكرة الأرضية من مكانها وينقلها إلى مكنا آخر، تطلب حتى تكون هناك نقطة واحدة ثابتة لا تتحرك، وأنا بالمثل، سيكون لي الحق في حتى استبشر خيراً كثيراً إذا أسعدني الحظ، فأضع يدي على شيء واحد مؤكد لا نزاع فيه. (وأكد على هذه النقطة متهللاً: "أنا أفكر. فإذن أنا موجود"). وهي أشهر تعبير في الفلسفة ولم يقصد بها حتى تكون قياساً منطقياً، بل خبرة مباشرة لا سبيل لإنكارها، وهي أوضح وأجلى فكرة يمكن حتى نحصل عليها، وتكون سائر الأفكار "سليمة" على قدر اقترابها من هذه البديهية الأساسية-الإدراك الحسي المباشر، من حيث الجلاء والوضوح، وكان "منهج" ديكارت الجديد في الفلسفة هوحتى يحلل الأفكار المركبة إلى مكوناتها، حتى تصبح العناصر غير القابلة للاختزال أفكاراً بسيطة واضحة جلية، ويبين حتى مثل هذه الأفكار كلها يمكن حتى تشتق من. أوتعتمد على، الشعور الأول لكائن يفكر. أننا على العكس، يجدر بنا حتى نحاول حتى نستنتج من هذا الإدراك الحسي الأول جميع المبادئ الأساسية في الفلسفة.

ومرة أخرى كانت ثورة في الفلسفة حين اتخذ ديكارت نقطة البداية، لا الأمور الخارجية المفروض أنها معروفة بل الذات الواعية. لقد اكتشفت فلسفة النهضة "الفرد"، ولكن ديكارت جعل منه همزة الوصل في فلسفته. "إني لأرى بوضوح أنه ليس ثمة شيء أيسر على حتى اعهده، من عقلي أنا" وإذا بدأنا بالمادة، وسرنا قدماً عبر مستويات الحياة العضوية إلى الإنسان فإن الاتصال أوالترابط المنطقي قد يغرينا بتفسير العقل بأنه مادي. ولكننا لا ندرك المادة إلا عن طريق العقل وحده. والعقل فقط هوالذي يمكن معهدته أوإدراكه مباشرة (دون سلطة) وهنا تبدأ المثالية، لا بمعناها الأخلاقي، بل على أنها فلسفة تبدأ بالحقيقة المباشرة للأفكار، أكثر مما تبدأ بالأمور التي تعهد عن طريق الأفكار "وليس ثمة تحقيق يمكن اقتراحه أجدى من تحقيق يحاول تحديد طبيعة الفهم الإنسانية ومداها". ولمدة ثلاثة قرون كانت الفلسفة تتساءل عما إذا كان "العالم الخارجي" موجوداً إلا كمجرد فكرة.

الثنوية

وكما كان من العسير حتى نعبر من الجسم إلى العقل، بنظرية تقدر قدر جميع من مصدر الأحاسيس وقوتها وواضح أنهما ماديتان، وطبيعة الأفكار التي يظهر أنها طبيعة غير مادية، فإن ديكارت كذلك، وقد بدأ بالنفس، عثر من العسير الانتنطق من العقل إلى الأمور. فكيف يتسنى للعقل حتى يدرك حتى الأحاسيس التي يظهر أنها تدلل على عالم خارجي، ليست شيئاً أكثر من حالاته هو(أي العقل)،يا ترى؟ وكيف يصدق الحواس التي غالباً ما تخدعنا وتضللناـ أوالصور العقلية التي تكون مشرقة عندما تكون "زٍائفة" في النوم، قدر إشراقها عندما تكون "حقيقية" في اليقظة؟.


فلسفة ديكارت الأخلاقية

وهرباً من سجن النفس "الأنانة" يلجأ ديكارت إلى الله الذي لا يمكن بالبتر حتى يجعل من جميع حواسنا مجرد خدعة. ولكن متى يدخل الله في هذا المنهج الذي بدأ في جرأة بالشك في جميع المعتقدات والمبادئ التي تلقاها الإنسان،يا ترى؟ إذا ديكارت لا يستطيع إثبات وجود الله من شواهد بديع صنعه في العالم الخارجي، ولأنه لم يوضح بعد وجود هذا العالم الخارجي. ولذلك أخرج ديكارت "الله" من "النفس المدركة"، تماماً مثل عمل آنسلم في "البرهان الوجودي" قبل ذلك بستة قرون. وهويقول: إذا لدي تصوراً لكائن تام مثالي قدير عليم، ضروري، خالد ولكن هذا الذي يوجد أقرب إلى الكمال من هذا الذي لم يوجد، وعلى ذلك فإن الكائن الكامل المثالي يجب حتىقد يكون الوجود من بين صفاته. ومن الذي كان يستطيع حتى يبث فيَّ هذه الفكرة إلا الله سبحانه وتعالى،يا ترى؟ "ومن المحال حتى أحمل في نفسي فكرة الله، إذا لم يكن الله موجوداً حقاً". وإذا كان الله يريد حتى يخدعنا فلنقد يكون كاملاً ومن ثم فإنه لا يضللنا عندما تكون لدينا أفكار واضحة جلية، ولا حين يتيح لحواسنا حتى تكشف لنا عن عالم خارجي. "لست أدري كيف من الممكن أن يمكن الدفاع "عنه سبحانه" أوتبرئته من تهمة الخداع والتضليل إذا كانت هذه الأفكار ناتجة عن مسببات غير متعلقة بأشياء جسدية مادية. ومن ثم يجب حتى نقر بأن الأمور الجسدية المادية موجودة"، ومن ثم تنسد بشكل رائع الهوة بين العقل والمادة، بين الذرات والموضوع ويصبح ديكارت، بعون من الله، واقعياً. والفهم نفسه-إيماننا الراسخقد يكون منطقي خاضع لنظام مطيع للقانون، يمكن التعهد عليه وإحصاء ما فيه-يصبح أمراً ممكناً، لا لشيء إلا لأن الله موجود، وحاشا الله حتى يكذب.

وإنا إذ نتتبع ديكارت لنشهد عصر العقل في طفولته يتراجع فزعاً من مغامرات الفكر، محاولاً الولوج ثانية إلى حظيرة الإيمان الدافئة. ورغبة في بث الطمأنينة من حديث أطلق على "التأملات": تأملات رينيه ديكارت في فلسفة أولى، أبرز فيها وجود الله وخلود النفس.وأهدى الكتاب إلى الحكيم الألمعي عميد كلية اللاهوت المقدسة في باريس"، أي السوربون. وتقبل العميد الهدية، ولكن في 1662 أدرج الكتاب في قائمة الخط المحظورة، "حتى يتم تسليمه". وبدأ الكتاب على نفس النسق الجريء الذي بدأت به "الموضوعات" "اليوم... وقد هيأتُ لنفسي انقطاعاً أكيداً لرياضة روحية هادفة، فلسوف أنكب أخيراً، انكباباً منطلقاً جاداً، على استعراض عام لكل آرائي السابقة". لقد ألقى بها جميعاً من النافذة، ثم أجاز لها الدخول من الباب. ولم يكن من بين هذه الآراء، إيمانه بإله عادل قدير فحسب، بل كذلك إيمانه بإرادة إنسانية حرة وسط آلية (ميكانيكية) كونية، ونفس باقية (غير فانية) على الرغم من اعتمادها الواضح على جسدٍ فانٍ. ومهما سلمنا بمنطق العلاقة الوثيقة التي لا تنفصم عراها بين السبب والنتيجة في عالم المادة والجسد، فإن حرية إرادتنا فكرة من إحدى الفكرات الفطرية المتأصلة، الواضحة الجلية، الحية المباشرة، إلى حد أنه لا يمكن حتى يشك فيها أحد قط، مهما حاول كثيراً حتى يتلاعب بها (أي الفكرات) في النظريات المجردة.


التأثير التاريخي

التحرر من عقيدة الكنيسة

اسهاماته الفهمية

على أنه تفرغ في العقد الأخير من حياته للفهم. وحول داره إلى معمل، وأجرى تجارب في الفيزياء ووظائف الأعضاء، وإذا طلب أحد زائريه حتى يرى المخطة، أشار ديكارت إلى ربع عجل كان يقوم بتشريحه. وكان في بعض الأحيان يتحدث، كما تحدث بيكون، عن الفوائد العملية-الهائلة التي يجنيها الجنس البشري حين يستطيع الفهم حتى يجعل الناس "سادة الطبيعة والمسيطرين عليها" وكثيراً ما أدى توكيده الذاتي على الاستنباط وثقته فيه، إلى نتائج غامضة. ولكنه-اشتغل شغلاً خلاقاً بعدة علوم. وألح على حتى يستبدل الفهم بالأفكار التجريدية النوعية الغامضة التي سادت فهم الفيزياء، في العصور الوسطى: إيضاحات كمية مصوغة في صيغ رياضية، ولقد شهدنا تطويره للهندسة التحليلية وإشارته إلى حساب التفاضل والتكامل اللانهائي. وحل مشاكل تضعيف المكعب وتثليث الزاوية. وابتدع فكرة استخدام الحروف الأولى من حروف الهاتى لتمثل الكميات المعلومة، والحروف الأخيرة لتمثيل الكميات المجهولة.ويبدوأنه اكتشف قانون انكسار الضوء مستقلاً عن سنل وحالفه التوفيق في دراسة القوى العظمى التي تحدثها وسائل صغيرة ، مثل البكرة والأسفين والرافعة والملزمة والعجلة، وصاغ قوانين القصور الذاتي والتصادم وكمية التحرك، وربما أوحى إلى باسكال بأن الضغط الجوي ينخفض بالارتفاع، ولوأنه أخطأ في إعلان أنه لا يوجد ثمة-فراغ إلا في عقل باسكال. وأشار إلى حتى جميع جسم محوط بدوامات من جسيمات دقيقة تدور حوله-في طبقات كروية-وهي فكرة تشبه نظرية المجال المغناطيسي الحالية. وفي البصريات حسب حساباً سليماً زاوية الانكسار، وحلل التغيرات التي يتعرض لها الضوء بعمل العدسة البللورية للعين، وحل معضلة تسليم الزيغ الكروي في التلسكوب، وصمم عدسات ذات تقوس بيضي الشكل أوزائدي المبتر، خالية من هذا الزيغ.

وشرح جنيناً، ووصفه من الوجه التشريحية، وهويقول أنه شرح رؤوس حيوانات مختلفة ليتحقق في أيها تكون الذاكرة والتصور وغيرهما. وأجرى تجارب على العمل اللاإرادي أوالمنعكس، وشرح الطريقة (الميكانيكية) التي تطرف بها العين عند اقتراب الضربة أواللطمة. ووضع نظرية للانفعال شبيهة بتلك التي وضعها وليم جيمس وكارل لانج: إذا السبب الخارجي للانفعال (مثل وقوع نظرنا على حيوان خطير) يولد ذاتياً أوآنياً عملاً مستجيباً (الهرب) والإحساس المرتبط به (الخوف)، فالانفعال هوإنجاز العمل لا سببه. والانفعالات متأصلة في الفسيولوجيا، ويجب دراستها وتفسيرها على أنها عمليات ميكانيكية، وليست في حد ذاتها سيئة لأنها الريح في أشرعتنا ولكن إذا لم يلطف منها العقل ويحد منها، فإنها قد تستبعد الإنسان وتدمره.

ويمكن اعتبار الكون كله ميكانيكياً، فيما عدا الله والنفس العقلانية وعرض ديكارت هذه الفكرة وجاليليوومحكمة التفتيش ماثلتان أمام عينيه-على أنها مجرد فرض: فإذا افترضنا حتى الله خلق المادة ووهبها الحركة، فيمكننا حتى نتصور حتى العالم يتطور بعد ذلك، وفق قوانين الميكانيكا، دون تدخل، إذا الحركة الطبيعية للجسيمات المادية في كون ليس فيه فراغ، تأخذ شكلاً دائرياً يؤدي إلى دوامات مختلفة من الحركة. ويمكن حتى تكون الشمس والكواكب والنجوم قد تكونت بعمل تجمع هذه الجسيمات في مركز هذه الدوامات، وكما حتى جميع جسم محوط بدوامة من ذرات دقيقة-وهذا يفسر التماسك والتجاذب-فإن جميع كوكب كذلك محصور في دوامة من الجسيمات تحتفظ بتوابعه في مداره، والشمس مركز دوامة هائلة تندفع الكواكب إليها حول الشمس في دوائر. وكانت نظرية بارعة، ولكنها سقطت عندما أثبت كبلر حتى مدارات الكواكب بيضاوية الشكل.

ويقول ديكارت بأنه لوكانت معهدتنا تامة كاملة لكان في مقدورنا حتى نحول-لا الفلك والفيزياء والكيمياء، فحسب-بل جميع عمليات الحياة، باستثناء العقل ذاته، نحولها إلى قوانين ميكانيكية فإن التنفس والهضم، بل حتى الشعور، كلها ميكانيكية، أنظر كيف من الممكن أن كان هذا المبدأ مفيداً في اكتشاف هارفي للدورة الدموية. وطبق ديكارت، في ثقة تامة، فكرة الميكانيكية، على جميع عمليات الحيوانات، لأنه أبى حتى يخلع عليها القدرة على التفكير العقلي. وربما أخس بأنه مضطر، من الوجه الدينية. إلى ظلم الحيوان على هذه الصورة، لأنه كان قد أسس خلود النفس على عدم مادية الذهن العقلاني، فإذا كان للحيوانات مثل هذا الذهن كذلك، لكانت هي الأخرى باقية أوغير فانية، وربما كان في هذا إزعاج، إذا لم يكن لهواة الكلاب، فهوعلى الأقل لرجال اللاموت.

ولكن إذا كان جسم الإنسان آلة مادية فكيف يتسنى للعقل غير المادي حتى يعمل فيه. أويحكمه بقوة غير ميكانيكية مثل الإرادة الحرة،يا ترى؟ وهنا يفقد ديكارت ثقته، فيجيب يائساً بأن الله يرتب تفاعل الجسم والعقل بطرق خفية لا يصل إليها إدراكنا المحدود. وربما ارتأى حتى العقل يعمل في الجسم عن طريق الغدة الصنوبرية الموضوعة بشكل مناسب في قاع المخ.


وكان أثر تصرفات ديكارت تهوراً وطيشاً طيلة حياته، أنه طلب من مرسن حتى يبعث مقدماً بنسخ من كتاب "التأملات" إلى بعض المفكرين مع دعوتهم لإرسال ما يعن لهم من اعتراضات عليه، ورداً على ذلك دحض جاسندي آراء ديكارت في كياسة فرنسية. فإن الكاهن لم يقتنع بحجة-ديكارت الوجودية عن وجود الله. أما هوبز فاعترض على حتى ديكارت لم يثبت استقلال العقل عن المادة والمخ. ويقول أوبري بأن هوبز بصفة خاصة "كان يميل إلى القول بأنه ديكارت لوقصر نفسه على الهندسة تماماً لأصبح أعظم فهماء الهندسة في العالم، وأنه لم ينسجم مع الفلاسفة. واتفق هيجينز مع هوبز، ومضىا إلى حتى ديكارت نسج سيرة خيالية من عناكب الميتافيزيقا.

والآن وبعد ثلاثة قرون من البحث والمناقشة قد يحدث من اليسير حتى نتبين نقاط الضعف في أول منهج حديث جريء للفلسفة. حتى فكرة تحويل الفلسفة إلى صيغ هندسة، ساقت ديكارت إلى طريقة استنباطية، اعتمد فيها في طيش زائد، برغم تجاربه، على نزعته إلى الاستنباط. وأنه لعمل انتحاري حتى نجعل من الوضوح أية فكرة وجلائها وبهائها وبداهتها اختباراً لصحتها، فمن ذا الذي يجسر على هذا الأساس، على إنكار دوران الشمس حول الأرض،يا ترى؟ والمحاجة بأن الله موجود لأن لدينا فكرة واضحة متميزة عن جميع كائن لا نهائي بالغ حد الكمال (وهل هذا سليم؟)، ثم المحاجة بأن الأفكار المتميزة جديرة بالثقة لأن الله لا يمكن حتى يخدعنا، إذا هي إلا ضرب من التفكير دائري مثل مدارات كواكب ديكارت. إذا هذه الفلسفة تتضح بمفاهيم سكلاستية العصور الوسطى، التي نصحت بنبذها. إذا شك مونتيني كان أثبت وأبقى من شك ديكارت الذي لم يعمل إلا حتى زحزح الهراء التقليدي ليفسح مكاناً لهرائه هو.

كتاب العالم، لرينيه ديكارت. انقر على الصورة لمطالعة الكتاب.


ومع هذا كله، بقي في فهم ديكارت، حتى لم يكن في "ميتافيزيقاه" ما يشيع في نفسه الخوف من الاضطهاد والتعذيب. فإن نظريته في "ميكانيكية الكون" هجرت المعجزات والإرادة الحرة في موقف خطر ومأزق حرج، برغم اعترافه بالدين القويم والصراط المستقيم. أنه لما سمع باد أنه جاليليو(يونيو1633) طرح جانباً مؤلفه الضخم "العالم" الذي كان قد اعتزم حتى يضم فيه شتات أبحاثه الفهمية والنتائج التي توصل إليها، وخط، وقبله يقطر أسى وحزناً، إلى مرسن: لقد كان لهذا النبأ أعمق الأثر في نفسي، حتى كدت أعقد العزم على حتى أحرق جميع مخطوطاتي، أوعلى الأقل أخفيها عن الأنظار... وإذا كانت حركة الأرض غير سليمة، فإن جميع مبادئ فلسفتي عن "ميكانيكية العالم" خاطئة... لأنها كلها مترابطة يؤيد بعضها بعضاً... ولكني على أية حال لن أنشر شيئاً يتضمن حدثة واحدة تغضب الكنيسة." وعند وفاته لم توجد إلا قصاصات قليلة من مخطوطة "العالم".

ولم يأتِ الهجوم (في حياته) من الكنيسة الكاثوليكية، بل من رجال اللاهوت الكلفنيين في جامعتي أوترخت وليدن. فقد اعتبروا دفاعه عن الإرادة الحرة هرطقة خطيرة تسيء إلى "القضاء والقدر" كما رأوا في "ميكانيكية الكون‎" فكرة تنزلق به إلى حافة الإلحاد، فإذا كان الكون يستطيع حتى يسير لمجرد قوة دافعة يبدأ بها الله "فما هي إلا مسألة وقت حتى ينجز الله دفعته الاستهلالية أوالأولى هذه. وفي 1641، عندما تبنى أحد أساتذة أوترخت فلسفة ديكارت، أغرى رئيس الجامعة، جسبرت فوشيوس، ولاة الأمور في المدينة بإدانته الفلسفة الجديدة وتحريكمها. فما كان من ديكارت إلا حتى شن هجوماً على فوشيوس، الذي رد عليه رداً عنيفاً، وعواد ديكارت الكرة، وقارعه الحجة بالحجة. وفي 1643 نادى القضاء الفيلسوف للمثول أمامهم. ولكنه رفض، وصد الحكم عليه، فتدخل أصدقاؤه في لاهاي، فقنع أولوالأمر في المدينة بإصدار قرار بحظر أية مناقشة علنية تأييداً أوتفنيداً لآراء ديكارت.

ووجد بعض السلوى في صداقته مع الأميرة إليزابث التي كانت تقيم في لاهاي مع والدتها إليزابث ناخبة البلاتين ملكة بوهيميا المخلوعة. وكانت الأميرة في التاسعة عشرة حين ظهر كتاب "الموضوعات" 1637، فقرأته في دهشة ممزوجة بالابتهاج والسرور بما رأت حتى الفلسفة واضحة مفهومة يسهل إدراكها، والتقى بها ديكارت وابتهج بما رأى من حتى الميتافيزيقا قد تتسم بالجمال. وأهدى إلى الأميرة الصغيرة كتابه "مبادئ الفلسفة" وخط حدثة الإهداء في لغة تفيض بملق بالغ البهجة والسرور. وماتت حيث كانت رئيسة دير للراهبات في وستفاليا (1680).

ولم يطب المقام لديكارت في هولندا، كما كان من قبل، فكان كثير التردد على فرنسا: (1644، 1647، 1648). وأثار فيه الروح الوطنية معاش أجرته عليه حكومة لويس الرابع عشر الجديدة (1646). واحتال للحصول على أحد المناصب الإدارية، ولكن اقتراب نشوة الحرب الأهلية (حرب الفروند) عاد به إلى هولندا، فزعاً. وفي فبراير 1649 تلقى دعوة من كريستينا ملكة السويد، ليحضر ليلقنها الفلسفة. وتردد في قبول الدعوة، ولكن سحرته رسائلها التي تمت في لغة فرنسية ممتازة، على ذهن متلهف، انحاز بالعمل إلى "البهجة الغالية" (فلسفة ديكارت).وبعثت إليه بأحد أمراء البحر يستمليه، ثم ببارجة حربية لتقله، فاستسلم وأبحر في سبتمبر من أمستردام إلى ستكهولم.

واستقبل بكل مظاهر الحفاوة والتكريم، ولكن أزعجته رغبة الملكة في حتى تتلقى الدروس ثلاث مرات في الأسبوع، في الساعة الخامسة صباحاً. وكان ديكارت قد تعود حتى يبقى في فراشه إلى وقت متأخر، والتزم بالمواعيد التي حددتها الملكة طيلة شهرين، فكان يخرج من بيته إلى مخطة الملكة في فجر الشتاء وثلوجه، وفي أول فبراير 1650 انتابه برد انقلب إلى التهاب رئوي، وفي اليوم الحادي عشر فارق الحياة بعد حتى تلقى الأسرار المقدسة الكاثوليكية الأخيرة.

وكان قد اتخذ لنفسه شاعراً، هو"يعيش سعيداً من يتوارى عن الأنظار ويتكتم كثيراً". ولكن شهرته كانت قد طبقت الآفاق قبل موته بعدة سنوات. لقد نبذت الجامعات فلسفته واشتم رجال الدين رائحة الهرطقة في تقواه، ولكن رجال الفهم أطروا رياضياته وفيزياءه، ولكن دنيا الأناقة في باريس، أقبلت في سرور بالغ على مؤلفاته التي خطها في لغة فرنسية مشرقة جذابة. وسخر موليير من "السيدات العالمات" اللاتي تبادلن أنباء الدوامات في الصالونات، "ولكنهن لم يطقن الفراغ" وكان الجزويت حتى تلك اللحظة متسامحين مع تلميذهم النجيب، وكانوا قد اسكتوا واحداً من طائفتهم شرع يهاجم ديكارت، ولكنهم بعد 1640، لم يعودوا يظلونه بحمايتهم. وكان لهم يف 1663 ضلع في أدراج مؤلفاته في قائمة الخط المحظورة. ورحب بوسويه وفنلون ببراهين ديكارت على المبادئ الأساسية في المسيحية، ولكنهم رأوا في تأسيسها على العقل خطراً على العقيدة، واستنكر باسكال الاعتماد على العقل، على اعتبار حتى هذا العقل ريشة في مهب الريح.

ولكن اعتماد ديكارت على العقل، هوالذي، على وجه الدقة، أيقظ ذهن أوربا، وأوجز فونتيل الأمر بقوله "أن ديكارت... هوالذي أمدنا بطريقة جديدة للتفكير، تدعوإلى الإعجاب أكثر مما تدعوا فلسفته ذاتها، تلك التي يعتريها قدر كبير من الزيف والشك، وفقاً للقواعد التي فهمنا إياها هونفسه "إن شك ديكارت أدى لفرنسا-أوللقارة بصفة عامة-ما أداه بيكون لإنجلترا:- أنه حرر الفلسفة من أغلال الزمن وأطلقها لتبحر في جرأة وشجاعة في بحر مكشوف، حتى ولوأنها ما لبثت حتى عادت، عند ديكارت نفسه إلى شاطئ الأمان المألوف. ولسنا نقول بأنه كان ثمة فوز عاجل أوفوري للعقل، فإن التنطقيد والأسفار المقدسة كانت أكثر ثباتاً وقوة في أزهى عصور فرنسا، وهو"القرن العظيم" أي عصر لويس الرابع عشر، أنها كانت حقبة بورت رويال وباسكال وبوسويه، أكثر منها حقبة خلفاء ديكارت. أما تلك الحقبة نفسها في هولندا فهي عصر سبينورا وبيلي، وفي إنجلترا عصر هوبز ولوك. حتى الغرس كان يخرج شطأه.


وكان لأعمال ديكارت بعض الأثر على الأدب والفن في فرنسا. إذا أسلوبه كان ابتداعاً منعشاً. وهنا كانت الفلسفة بلغة قومية في متناول الجميع بشكل خطير، وقلما يتحدث فيلسوفاً بمثل هذه الألفة الساحرة وهويعدد مغامرات العقل وتجاربه المثيرة بمثل السلاسة والحيوية التي يعدد بهما فرواسار وبطولات الفروسية ومآثرها. ولم يكن كتاب "منطق في المنهج" مجرد رائعة من ورائع النثر الفرنسي. بل إنه كذلك ضرب، للعصر الزاهر في فرنسا، مثلاً في لغته وأفكاره، للترتيب وبراعة التفكير والاعتدال في الآداب والفنون والسلوك والحديث. وتلاءم توكيده على الأفكار الواضحة الجلية مع الذهن الفرنسي، وأصبح حمله من شأن العقل أول قاعدة من قواعد الأسلوب الممتاز عند الناقد الفرنسي بوالو:

"أحب العقل إذن، ولتستمد كتاباتك وقيمتها منه وحده".

وباتت الدراما الفرنسية لمدة قرنين من الزمان بلاغة العقل التي تنافس تمرد العاطفة والهوى وربما عانى الشعر الفرنسي بعض الشيء من ديكارت، فإن مزاجه وآلياته (ميكانيكي) لم يهجرا للخيال أوالأحاسيس سوى مجال ضيق. إذا فوضى رابليه المهتاجة واستطرد مونتيني الذي لا ضابط له، بل حتى الاضطرابات العنيفة في الحروب الدينية، حتى هذه كلها أفسحت المجال، بعد ديكارت، لمناقشات كورني العقلانية، ولوحدات راسين العارمة، ولتقوى بوسويه المنطقية، ولقانون الملكية والبلاد ونظامهما وشكلهما وسلوكهما في عهد لويس الرابع عشر. وأسهم ديكارت، عن غير قصد منه في ابتداع طراز حديث في الحياة الفرنسية، كما عمل في الفلسفة سواء في سواء.

وربما كان أثره في الفلسفة أعظم من أثر أي مفكر آخر قبل كانت. لقد استقى مالبرانش منه، وتتلمذ سبينوزا على منطق ديكارت، واكتشف نقاط الضعف فيه عند شرحه. وقلد "المناقشات" في نبذة عن سيرة حياته بعنوان "تحسين التفاهم"، وتبنى المثل الأعلى الهندسي في كتابه "الأخلاق"، وبنى بحثه في "استرقاق الإنسان" على درس ديكارت "رسالة في انفعالات النفس".

وبدأ تنطقيد المثالية في الفلسفة الحديثة، من بركلي إلى فخت، بتوكيد ديكارت على الفكر بوصفه الحقيقة الوحيدة المعروفة بطريق مباشر، مثلما انحدرت تنطقيد التجريبية من هوبز إلى سبنسر. ولكن ديكارت قدم للمثالية ترياقاً -مفهوم كون موضوعي ميكانيكي تماماً-فإن محاولته لفهم العمليات العضوية وغير العضوية، سواء بسواء، على أساس ميكانيكي، هيأت للبيولوجيا وللفسيولوجيا قوة دافعة متهورة ولكنها مجدية. وتحليله الميكانيكي للإحساس والخيال والذاكرة والإرادة، أصبح معيناً لا ينضب لفهم النفس الحديث. وبعد حتى دعم القرن السابع عشر في فرنسا العقيدة القويمة بديكارت، وجدت استثارة القرن الثامن عشر أرضاً خصبة في شكه المنهجي، وفي اعتماده على العقل، وفي تفسيره لكل حياة الحيوان على نفس أسس الفيزياء والكيمياء. إذا اعتداد الفرنسي-المغترب بنفسه اعتداداً لم يتزعزع قط، كان يبرره أثره المتزايد على الذهن الفرنسي.

إن "المناظر الكبرى" بين العقل والإيمان كانت تتخذ شكلاً واعياً. ولكن تاريخها الحديث كان قد بدأ فقط. إننا إذا ألقينا نظرة على الأعوام التسعين 1558-1648، من إليزابث إلى ريشليو، ومن شكسبير إلى ديكارت، لأدركنا حتى جميع القضايا المستحوذة على الأذهان لا تزال محصورة في المسيحية، بين المذاهب الدينية المتنافسة المؤسسة كلها على إنجيل قبله الجميع على أنه "حدثة الله" وثمة مجرد أصوات شاردة كانت تقول بأن المسيحية نفسها يمكن حتى توضع موضع الاختبار، وبأن الفلسفة لن تلبث حتى تنبذ جميع ممضى خارق للطبيعة.

وبعد هذه المراحل الأولى من الصراع بقيت الكاثوليكية مسيطرة في أسبانيا والبرتغال حيث ظلت محاكم التفتيش تنشر الرعب والكآبة. أما في إيطاليا فقد اتسمت الديانة العتيقة بروح أكثر إنسانية، وأضفت بالفن على الحياة شيئاً من الجمال، وزينت الأخلاقيات بالأمل، وارتضت فرنسا حلاً وسطاً، وعاشت المسيحية نشيطة مزدهرة بين الشعب، كاثوليك أوهيجونوت، على حين حتى الطبقات العليا كانت تسرح وتمرح في الشك، مرجئة التقى والورع إلى دنوا الأجل المحتوم. وقامت في الأراضي الوطيئة تسوية جغرافية، فأبقت المقاطعات الجنوبية على الكثكلة، وانتصرت الكلفنية في الشمال. وأنقذ البروتستانتية في ألمانيا كاردينال فرنسي، وثبتت بافاريا والنمسا على ولائهما القديم، على حين أعيدت المجر وبوهيميا إلى حظيرة البابا، وأصبحت البروتستانتية قانون الأرض أوالمبدأ الرسمي في إسكندناوة، ولكن ملكة السويد آثرت طقوس رومة، واقترحت إليزابث في إنجلترا اتحاداً كريماً بين الطقوس الكاثوليكية والحرية الوطنية، ولكن البروتستانتية الإنجليزية التي تفرقت شيعاً أبرزت حيويتها وغامرت بحياتها.

وفي غمرة تناحر الجيوش والمذاهب، كانت "دولية العلوم" تكافح للإقلال من الخرافة والخوف. كانت تخترع أوتعمل على تحسين الميكروسكوب والتلسكوب والترمومتر والبارومتر، وكانت تبتكر اللوغاريتمات والنظام العشري، وتصلح التقويم، وتبتدع الهندسة التحليلية، وكانت تحلم ، لفورها، بتحويل جميع المواقع إلى معادلة جبرية. وكان تيكوبراهي قد قام بكل الأرصاد المتكررة الصابرة التي مكنت لكبرل من صياغة قوانين حركة الكواكب، التي أنارت الطريق أمام نيوتن ليبصر بقانون كوني عام واحد. وكان جاليليويكشف عن عوالم جديدة أوسع، بمناظيره المقربة التي كان يعمل على تحسينها وتكبيرها باستمرار، وفي قاعات محكمة التفتيش كان النزاع بين الفهم والدين يفرغ في نطقب مسرحي. وفي مجال الفلسفة ارتضى جيوردانوبرونوالإعدام حرقاً حتى الموت، في محاولته لإعادة فهم الألوهية والكون على أسس تلتئم مع أفكار كوبرنيكس، كما حتى فرانسيس بيكون الذي يدعوذوي العقول المفكرة إلى الفهم، كان يخطط مهام العلوم ومسئوليتها لعدة قرون مقبلة، أما ديكارت، بشكه العام الكامل، فقد ألقى على عصر العقل عبئاً جديداً. وتشكلت الأخلاق والعادات والسلوك تبعاً لتقلبات العقيدة. وتأثر الأدب نفسه بالصراع، وكان لآراء الفلاسفة صداها في شعر مارلووشكسبير ودون. وسرعان ما تتضاءل أهمية الثورات والحروب بين الدول المتنافسة إذا قورنت بالصراع السائد المتزايد بين الإيمان والعقل الذي أهاج ذهن أوربا وحوله، بل من الممكن ذهن العالم بأسره.


كتاباته

نص كتاب منطق عن المنهج انقر على الصورة للمطالعة
خطاب بخط اليد لديكارت، ديسمبر 1638.
نص كتاب تأملات ميتافيزيقيةفي الفلسفةالاولى___روني_ديكارت(1) انقر على الصورة للمطالعة
نص كتاب قواعد لتوجيه الفكر - ديكارت انقر على الصورة للمطالعة
نص كتاب حديث_الطريقة_-_رينيه_ديكارت انقر على الصورة للمطالعة
نص كتاب ديكارت أنفعالات نفس انقر على الصورة للمطالعة

تقلبات الديكارتية

في 1694 عهد قاموس الأكاديمية الفرنسية الفيلسوف:

بأنه رجل توفر على البحث في مختلف العلوم، واستقصاء آثارها ونتائجها سعياً للوصول إلى أسبابها وأصولها ومبادئها، ويطلق الفيلسوف كذلك على رجل يحيا حياة عادية منعزلة، بعيداً عن صخب الدنيا ومتاعبها. ولقد يطلق أحياناً على الرجل الهوش الذهن الذي يعتبر نفسه فوق مسئوليات الحياة المدنية وتبعاتها.

ومن الفقرة الأولى من هذا التعريف يتبين أنه لم يكن بعد ثمة تمييز بين الفلسفة والفهم، فالفهم باعتباره "فلسفة طبيعية" يمكن حتىقد يكون فرعاً من الفلسفة، حتى القرن التاسع عشر. ومن العبارة الأخيرة من هذا التعريف نستنتج حتى "الأربعين الخالدين" في عهد لويس الرابع عشر قد اشتموا رائحة الثورة في جوالفلسفة، وكأن المبشرين بعصر الاستنارة أورواده الأوائل كانوا قد افتتحوا بخطاب تمهيدي.

وبين التفريعات الثلاثة لهذا التعريف تذبذب التراث العقلي لرينييه ديكارت بين ذيوع الصيت والإنكار. وكان للتراث نفسه ثلاثة أبواق، ردد أحدها صوت الشك أساساً واستهلالاً لكل فلسفة، وأعرب الثاني عن الآلية الكاملة للعالم الخارجي، وأما الثالث فقد عزف ألحان الترحيب بالعقيدة التقليدية، وأخرج الله والإرادة الحرة والخلود من دوامة العالم. وكان ديكارت قد بدأ بالشك وانتهى بالتقوى، واستطاع خلفاؤه حتى يتناولوه على أي من الوجهين. إذا نساء الندوة القديمة- السيدات المثقفات-اللائى هجاهن موليير 1672-وجدن بعض الراحة المثيرة من المسبحة في دوامة الكوزمولوجيا الجديدة (فهم الكونيات) ونطقت مدام سيفيني عن فلسفة ديكارت بأنها موضوع حديث ما بعد العشاء في ندوتها، وأنها، ومدام جرينان، ومام دي سابلي، ومدام دب لافاييت كن جميعاً من نصيرات الديكارتية.. وكانت النساء البارزات في المجتمع تشهدن المحاضرات التي يلقيها أتباع ديكارت في باريس. وتبنى كبار النبلاء النهج الفلسفي. وكانت الندوات الديكارتية تعقد أسبوعياً في قصر دوق دي لوين، وف يقصر الأمير دي كونديه في باريس، "وفي أفخم فنادق العاصمة. وفهمت الطوائف الدينية-الوعاظ-والبندكت والأوغسطيون-الفلسفة الجديدة في مدارسها. وأصبحت أسلوباً جديداً لتمجيد العقل في الفهم والشؤون الإنسانية، مع إخضاعه بدقة، في الدين، للوحي الإلهي كما فسرته الكنيسة الكاثوليكية. وتقبل أنصار جانيسن وكنيسة يورت رويال الديكارتية باعتبارها توفيقاً رائعاً بين الدين والفلسفة.

ولكن ألمع المرتدين فيهم، بليز بسكال استنكر الديكارتية مدخلاً للإلحاد، ونطق "لن لأغفر لديكارت، من الممكن كان مغتبطاً، وفي جميع فلسفته، بالاستغناء عن الله، ولكنه ما كان في مقدوره حتى يتحاشى السماح له بنقرة بطرف الإصبع ليحرك العالم، بعد حتى في غير حاجته إلى الله". وفي هذه النقطة اتفق اليسوعيون مع بسكال، وبعد 1650 نبذوا الديكارتية باعتبارها وسيلة ماكرة خبيثة لتقويض أركان العقيدة الدينية. وأرادت السوربون حرمان ديكارت من حماية القانون، فدافع عنه بوالو، وحرض نينودي لنلكوس وغيره موليير على هاتى السوربون، فأذعنت للنقد وتوقفت. أما العلامة هيوت الذي ناصر الديكارتية لأمد طويل. فإنه انقلب عليها لأنها لم تقف من المسيحية موقفاً ثابتاً، تناولها بالمديح تارة وبالتجريح تارة أخرى. وتزايد انزعاج رجال اللاهوت لصعوبة التوفيق بين تحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وبين وجهة مظر ديكارت في "المادة" باعتبارها امتداداً خالصاً. وفي 1665 حرم لويس الرابع عشر تدريس الفلسفة في الكلية الملكية، وفي 1671 امتد هذا الحظر إلى جامعة باريس، وفي 1687 اشهجر بوسويه في الهجوم على الديكارتية.

وأثارت هذه الاتهامات وتلك الإدانة الاهتمام بالديكارتية من جديد. وجذبت الأنظار إلى ممضى الشك الذي أدخله "بحث في المنهج"، وانتشر الشك الأولى الذي اتى به هذا الموضوع خفية، أما ملحقاته أوذيوله القويمة المستقيمة فقد ذبلت وانطفأت جذوتها. وما كان يبقى في القرن الثامن عشر شيء من هذا "المنهج" الذي كان يوماً ظافراً منتصراً اللهم إلا محاولته الهبوط بالعالم إلى مجرد آلة "ماكينة" تذعن لقوانين الفيزياء والكيمياء. وبدا حتى جميع اكتشاف حديث في العلوم يؤيد "آلية" ديكارت، ويضعف الثقة في لاهوت ديكارت. ولم يوجد مكان لرب إبراهيم واسحق ويعقوب في الصورة التي وضعها ديكارت للكون، كما حتى المسيح لم يكن ماثلاً فيها. ولم يبق إلا رب عملاق منح العالم دفعة أولية، ثم تقاعس، اللهم إلا بوصفه كفيلاً وضامناً لأحداس ديكارت، وهذا لم يكن الرب المهيب الرهيب الذي ورد ذكره في العهد القديم، ولا الأب الرحيم الذي ورد ذكره في العهد الجديد، أنه كان رب "الربوبيين"، غير مشخص ولا عمل له، جدير بالإهمال، تخضع لمختلف القوانين، فمن ذا الذي يفكر في الصلاة من أجل هذا العبث الأبيقوري،يا ترى؟ وبالعمل في عامي 1669 و1678 شرحت خط گيوم لامي الأستاذ بكلية الطب في جامعة باريس، فهم نفس ميكانيكي تماماً، واستبقت بذلك خط كوندياك "في الأحاسيس" (1704) كما شرحت فلسفة مادية استبقت كتاب لامتري "الإنسان آلي" (1748). وفي غمرة هذا العراك قام سيرانودي برجراك برحلاته المخزية إلى القمر والشمس.

انظر أيضاً

  • ديكارت 3587، كويكب سمي باسم رينه ديكارت
  • هندسة تحليلية
  • Balloonist theory
  • Philosophy of Spinoza
  • Cartesian circle
  • Cartesian diagram
  • Cartesian diver
  • Cartesian morphism
  • Cartesian product
  • Cartesian product of graphs
  • شجرة كارتيزية
  • Defect (geometry)
  • Descartes' theorem
  • Dualistic interactionism
  • Folium of Descartes
  • تنظيم ذاتي
  • Solipsism

المصادر

أعمال مـُجمـَّعة

  • 1983. Oeuvres de Descartes in 11 vols. Adam, Charles, and Tannery, Paul, eds. Paris: Librairie Philosophique J. Vrin.

ترجمات إنجليزية مجمعة

  • 1988. The Philosophical Writings Of Descartes in ثلاثة vols. Cottingham, J., Stoothoff, R., Kenny, A., and Murdoch, D., trans. Cambridge University Press.

أعمال مفردة

  • 1618. Compendium Musicae.
  • 1628. Rules for the Direction of the Mind.
  • 1637. Discourse on the Method ("Discours de la Methode"). An introduction to Dioptrique, Des Météores and La Géométrie. Original in French, because intended for a wider public.
  • 1637. La Géométrie. Smith, David E., and Lantham, M. L., trans., 1954. The Geometry of René Descartes. Dover.
  • 1641. Meditations on First Philosophy. Cottingham, J., trans., 1996. Cambridge University Press. Latin original. Alternative English title: Metaphysical Meditations. Includes six Objections and Replies. A second edition published the following year, includes an additional ‘’Objection and Reply’’ and a Letter to Dinet. HTML Online Latin-French-English Edition
  • 1644. Les Principes de la philosophie. Miller, V. R. and R. P., trans., 1983. Principles of Philosophy. Reidel.
  • 1647. Comments on a Certain Broadsheet.
  • 1647. The Description of the Human Body.
  • 1648. Conversation with Burman.
  • 1649. Passions of the Soul. Voss, S. H., trans., 1989. Indianapolis: Hackett. Dedicated to Princess Elizabeth of Bohemia.

كتابات ثانوية

  • Keeling, S. V. (1968). Descartes. Oxford: Oxford University Press. ISBN.
  • Boyer, Carl (1985). A History of Mathematics. Princeton, NJ: Princeton University Press. ISBN 0-691-02391-3.
  • Clarke, Desmond (2006). Descartes: A Biography. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-82301-3.
  • Farrell, John. “Demons of Descartes and Hobbes.” Paranoia and Modernity: Cervantes to Rousseau (Cornell UP, 2006), chapter seven.
  • Sorrell, Tom (1987). Descartes. Oxford: Oxford University Press. ISBN 0-19-287636-8.
  • Costabel, Pierre (1987). Rene Descartes - Exercises pour les elements des solides. Paris: Presses Universitaires de France. ISBN 2-13-040099-X.
  • Cottingham, John (1992). The Cambridge Companion to Descartes. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-36696-8.
  • Garber, Daniel (1992). Descartes's Metaphysical Physics. Chicago: University of Chicago Press. ISBN 0-226-28219-8.
  • Gaukroger, Stephen (1995). Descartes: An Intellectual Biography. Oxford: Oxford University Press. ISBN 0-19-823994-7.
  • Garber, Daniel (1998). The Cambridge History of Seventeenth-Century Philosophy. Cambridge: Cambridge University Press. ISBN 0-521-53721-5. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Melchert, Norman (2002). The Great Conversation: A Historical Introduction to Philosophy. New York: McGraw Hill. ISBN 0-19-517510-7.
  • Grayling, A.C. (2005). Descartes: The Life and times of a Genius. New York: Walker Publishing Co., Inc. ISBN 0-8027-1501-X.

هامش

  1. ^ ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)


وصلات خارجية

عامة

  • René Descartes — A biography from the School of Mathematics and Statistics at the University of St Andrews, Scotland
  • at Project Gutenberg
  • at Project Gutenberg
  • Detailed biography of Descartes
  • Rene Descartes at the Catholic Encyclopedia
  • and Descartes's Replies

دائرة معارف ستانفورد للفلسفة

  • Descartes's Epistemology
  • Descartes's Ethics
  • Descartes's Life and Works
  • Descartes's Modal Metaphysics
  • Descartes's Ontological Argument
  • Descartes and the Pineal Gland
  • Descartes's Physics
  • Descartes's Theory of Ideas


تاريخ النشر: 2020-06-04 11:54:27
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Articles with hCards, مواليد 1596, وفيات 1650, رياضياتيو القرن 17, فلاسفة القرن 17, فلاسفة مسيحيون, مسيحيون, دراسات الوعي, فلاسفة معاصرون, رياضياتيون فرنسيون, فلاسفة فرنسيون, تاريخ علم الأعصاب, فلاسفة العقل, أشخاص من إندر-إيه-لوار, عقلانيون, فلاسفة كاثوليك رومان, خريجو جامعة پواتييه, رينيه ديكارت

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أصوات غامضة تصدر من أعماق البحار.. وعلماء يحاولون حل اللغز !

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

قوات الأمن السودانية تستخدم الغاز المسيل لتفريق تظاهرات بالخرطوم

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:16
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

أول تعليق من مصر على إعلان إثيوبيا بدء عملية تشغيل «سد النهضة»

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:16
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

محمد بن زايد يستقبل رئيس جنوب السودان

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:14
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

حكاية أشهر إعلان في التلفزيون المصري.. #الكركمين السحري

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:14
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 67%

"الأسعار" تُحيي أجواء 20 فبراير في الشارع

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

الملك يعين محمد مقداد على رأس أول جهة عسكرية شرقية متاخمة للجزائر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:18
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

صاحب واقعة "عروس الإسماعيلية": اعتذر لزوجتي ولستات مصر كلها (فيديو)

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:14
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

فيلموتس يقود تداريب الرجاء قبل الحسم في إقالته

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-20 18:18:19
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

تحميل تطبيق المنصة العربية