علي الكتاني

عودة للموسوعة

علي الكتاني

علي الكتاني
الميلاد 27 سبتمبر 1941
فاس، المغرب
الوفاة 10 أبريل 2001
قرطبة، إسبانيا
المهنة تقني ومؤرخ
الجنسية  المغرب

محمد علي بن محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي بن محمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن إدريس بن محمد الزمزمي بن محمد الفضيل بن العربي بن محمد بن علي الجامع (27 سبتمبر 1941، فاس -عشرة أبريل 2001، قرطبة) تقني ومؤرخ ورائد في علوم الطاقة الشمسية وباحث في شؤون الأقليات المسلمة. كانت الأندلس أكبر اهتماماته، أنشأ من أجلها عدة مؤسسات وجمعيات، كما خط حولها عدة مؤلفات، من بينها كتاب إنبعاث الإسلام في الاندلس.

مولده ونشأته

ولد علي الكتاني في رمضان بمدينة فاس، وتربى ونشأ في أسرة متدينة، فوالده محدث الحرمين الشريفين سيدي محمد المنتصر الكتاني، الذي كان من أبرز فهماء الوقت. والدته هي أم هانيء سليلة العلامة الخطيب سيدي عبد السلام سليل آل الفاسي الفهري من لبلة.

نشأ في هذا الجووفي هذه البيئة يرتضع معاني الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية، نشأ في فاس، ثم انتقل إلى سلا ثم طنجة، ومنها إلى الرباط. ثم رحل مع والده وأسرته إلى دمشق في سوريا. ومن هناك أنهى دراسته التعليمية المدرسية. أراد والده بعد حتى أعده الإعداد الديني، والإعداد الفقهي، والإعداد التثقيفي، حتى يرسله إلى دول أوروبا حتى تتلقح أفكاره، ويأتي بجديد الوقت.

من أبنائه الفقهاء حسن الكتاني وحمزة الكتاني.


تكوينه الجامعي في مجال الطاقة

مضى إلى سويسرا، ودرس هناك في جامعة لوزان العلوم الهندسية متخصصا في الهندسة الكهربائية، وحصل على الماجستير منها. ثم اشتغل في معهد الطاقة النووية بالسويد لعدة أشهر، ومنها انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فتخصص في الطاقة، خاصة الطاقة الشمسية، ونال الدكتوراة وهولما يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره.

مسيرته الفهمية والمهنية

انتقل للتدريس في مختلف جامعات أمريكا، خاصة معهد مساتشوستس للتكنولوجيا، والذي يعد أعلى معهد جامعي في العلوم التجريبية، خاصة الفيزياء، والتكنولوجيا، والهندسة في العالم. من هناك أراد له والده حتى يخرج من أوروبا وديار الغرب قائلا له: "متى علوت فيهم، ومتى ارتفعت مكانتك بينهم، حتى لوأصبحت رئيسهم؛ فلن تكون إلا عبدا لهم وخادما لهم". فأوصاه ونصحه بالدخول إلى البلاد الإسلامية والدول العربية حتىقد يكون فهمه ونتاج فهمه فائدة ومفيدا لمجتمعه الإسلامي، وحتى تستفيد الدول الإسلامية والعربية من علومه. إذ كان عالما بارزا في الطاقة، اشتهر بكتاب ألفه هووعشرة من فهماء الطاقة في العالم، وكان أول عالم عربي بل مسلم يتخصص في الطاقة الشمسية، ومن مؤسسييه، وتخصص في هندسة البلازما وألف فيه كتابا بقي يدرّس في معاهد أمريكا لمدة طويلة، وإلى الآن يعد مرجعا في بابه. وفي المملكة العربية السعودية كان من المؤسسين لـ جامعة البترول والمعادن المسماة الآن بـ جامعة الملك فهد، وبقي فيها مدرسا ومفيدا وناشرا ومبرمجا لمناهجها، وكذلك كان يحضر عشرات المؤتمرات العالمية في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.

كان يتحدث بتسع لغات؛ منها اللغة الإنجليزية، واللغة العربية، واللغة الأمازيغية، واللغة الإسبانية، واللغة الفرنسية، واللغة الإيطالية، واللغة السويدية، واللغة الألمانية، واللغة البرتغالية. ولكن كان يتقن أربع لغات من تلك اللغات؛ وهي: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية، واللغة الإسبانية. كان يؤلف بها ويخاطب بها، ويشارك بها، وتستجوبه الإذاعات بهذه اللغات.

مسيرته الدعوية

خلال رحلته التدريسية وعمله الأكاديمي ابتدأ دعوته الدين الإسلامي، حيث يمضى إلى مختلف المدن والقرى النائية في أميركا في أيام العطل، ويدعوإلى الله ويؤسس المراكز الإسلامية.

منظم للأقليات المسلمة

كان يسافر إلى مختلف دول العالم من أجل تنظيم الأقليات الإسلامية ويحل مشاكلها. وأفاد كثيرا، حتى إنه نظم المسلمين في أستراليا، وهم الآن يقاربون 800 ألف مسلم، وتواصل مع السكان الأصليين في نيوزيلندا ونيوكاليدونيا وعهدهم بالإسلام:

فأنا شخصيا كنت في منطقة أخرى، وذلك في زيلاندا الجديدة "New Zeeland"، في المحيط الهادي، وتعمدت حتى ألتقي بزعماء "الماورين" الكبار وشيوخهم، وهم - "الماوري" - سكان نيوزيلندا الأصليون، وقلت لهم: "عدوا المسلمين المتواجدين هنا ضيوفكم، وليسوا ضيوف ضيوف الأوروبيين البيض، هم ضيوفكم، فقط لونهم أبيض، ولكنهم مسلمون"، وأنشأنا علاقة بينهم, والشاهد عندنا: حتى زعيمهم نطق لي: "الذي نعتقده هوحتى أصلنا من المشرق"، بل فهمت منه أنه يريد القول بأن أصلهم من بلاد عربية.

منذ ذلك الحين ظهرت للدكتور الداعية بادرة جديدة، فابتكر فهم الأقليات الإسلامية في العالم، وألف كتابه "المسلمون في أوروبا وأمريكا" الذي هوكتاب فهمي فلسفي إخباري تاريخي رحلاتي، وهويعد من أبرز رحلات المغاربة في العالم. بحيث يذكر أخباره وشأنه مع المسلمين في مختلف المدن والدول الأوروبية، والأمريكية والأسترالية كذلك، ويذكر مشاكل الأقليات الإسلامية، وأسبابها، وطريقة حلها.

ومن ذلك أراد حتى ينظم المسلمين في جمعيات في العالم، ثم تكون في جميع دولة جمعية عامة، وفي جميع إقليم وقارة مجلس، ثمقد يكون مجلس عام للمسلمين أجمعين. وهذا امتداد لفكر والده، حيث العلامة محمد المنتصر الكتاني.

نجح خلال رحالاته الدعوية في أمريكا الجنوبية في حتى يدخل دولتين إلى منظمة المؤتمر الإسلامي؛ وهما گويانا وسورينام، وهما أول دولتين في أمريكا الجنوبية يدخلان إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، ويعد ذلك فتحا إسلاميا كبيرا. وتوجد الآن ثلاث جمهوريات في طريقها للدخول إلى المنظمة المذكورة. فكانت نظرية الدكتور على الكتاني بأن تنظم الأقليات في جمعيات ثم في جمعية كبرى. ومن هنالك ابتدأ تأطيره المنهجي للمسلمين في العالم.

في سنة 1982، انتقل إلى جدة، حيث أسس المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية، وكان هوالمدير العام لها، وكانت تعنى بنشر العلوم والتكنولوجيا، وتشييدها في مختلف الدول الإسلامية. وأوفد العشرات من المنح في الدكتوراة والماجستير ومختلف المجالات إلى مختلف دول العالم، حيث تخرج كبار فهماء المسلمين في الطاقة والعلوم التجريبية والبحتة.


الأندلس

اهتمامه بالأندلس يعود إلى جذوره الموريسكية، ففي سنة 1973 وخلال زيارته لأسبانيا في إطار إعداده لدراسته حول "المسلمون في أوروبا وأمريكا". وقد كان اهتمامه ذاك تأثرا أيضا بوالده الذي كان له اهتمام خاص بالأندلس والبحث في تاريخها، وإحياء الإسلام فيها.

اشتغل بنشر الإسلام في الأندلس، واشتغل هناك بنشر الإسلام بداية من إشبيلية ثم قرطبة، ثم مختلف مدنها، مستعينا بما عهد من العلوم، ومستعينا أيضا بما له من العلاقات. فتكونت عدة جمعيات إسلامية.

بعدها انتقل من المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية سنة 1989، واتى إلى المغرب، وفي المغرب قرر بأن يستمر في دعوته إلى الله في إسبانيا، وأسس هناك سنة 1993 جامعة ابن رشد الإسلامية، حيث كان يرى بأنه إذا أردت نشر الإسلام في بلاد؛ فيجب حتى تؤسس نادىتها وفهماءها منها، ومن بني جلدتها، لا حتى تدخل فيهم الأغراب. كانت تلك فلسفته في تأسيسه أول جامعة إسلامية في أوروبا، وهي جامعة ابن رشد الإسلامية، خاصة في أوروبا الغربية. تأسست جامعة ابن رشد بمساعدة مختلف أصدقائه، وكان ساعده الأيمن الدكتور عبد الكريم الخطيب فقد كانا يعملان في جمع التبرعات للمسلمين، وفي نشر الإسلام.

بدت له فكرة تأسيس جمعيات للمورسكيين، في المدن والمناطق التي بقي فيها التأثير الإسلامي إلى الآن في منطقة أندلوسيا، خصوصا جبال البشارات حيث انتماء أهلها أكثر وأكثر. بدا له بأن يبتكر فهما اسمه فهم منشأ الأقليات في العالم. وكان ينوي التصنيف في هذا الفهم ولكنه توفي دون ذلك.

قابل الدكتور علي صعوبات جمة في عمله الإسلامي بالأندلس عموما، وفي بناء الجامعة بصفة خاصة، خاصة من اليمين الأسباني المتطرف، ومن الكنيسة، بل ومن بعض الدول العربية المشرقية التي هددته بتدمير الجامعة وبناء مدرسة ابتدائية بدلا منها.

في أبريل 2001 صلى صلاة العشاء مع حارسه الشخصي مصطفى، ومضى إلى النوم، وفي الساعة 03.00 فجرا طرق باب مصطفى ونطق: "إنني أموت، خذني إلى المغرب". توفي على الأريكة قبل وصول سيارة الإسعاف.

تصنيفاته

هجر حوالي مائتي مصنف، منها المؤلف الكبير، ومنها البحث الذي نشر في مختلف المجلات المحكمة في العالم، سواء في علوم التكنولوجيا والتنمية، سواء في علوم الطاقة، أهمها كتاب Plasma Engineering‏ سواء في فهم الأقليات الإسلامية، سواء في فهم التاريخ، سواء في فهم الأنساب، سواء في فن الشعر؛ فله ديوان شعر باللغة الفرنسية، وباللغة الإنجليزية. وله كذلك بعض الأشعار خطها في طفولته باللغة العربية.

كذلك ألف في التاريخ مؤلفات عديدة؛ من أهمها كتاب: "انبعاث الإسلام في الأندلس"، هذا الكتاب الذي تطرق فيه وتوسع في تاريخ الإسلام في الأندلس منذ سقوط غرناطة إلى الآن، وتاريخ الإسلام في الأندلس وجذوره، وهذا الموضوع لم يصنف قبله فيه، واعتمد في هذا الكتاب ألف مرجع. طبع هذا الكتاب في باكستان، وسيعاد طبعه في الأردن.

في الأنساب جمع نسب وشجرة العائلة الكتانية، ولم يكد يهجر فيها شاذة ولا فاذة سوى القليل مما حصره في كناش الشجرة الكتانية.

مراجع

  1. ^ Fallece en Córdoba el Doctor Ali Kettani,
  2. ^ نيوساينتست، 28 يناير 1982، صفحة 244-245
  3. ^ الوجود الإسلامي في الأمريكتين قبل كريستوف كولومب، محاضرة لعلي بن المنتصر الكتاني
  4. ^ Biografía de Alí al Muntasir El Kettani ويب إسلام، تاريخ الولوجعشرة أكتوبر 2010
  5. ^ Plasma engineering M. Ali Kettani, Max Florian Hoyaux Butterworths, 1973 - ، ISBN0408704020

وصلات خارجية

  • تعريف الدكتور الكتاني على مسقط الأكاديمية الإسلامية للعلوم
  • اللغة والأدب الأعجمي منطق لعلي الكتاني. (بالإسبانية)

انظر أيضا

  • منصور إسكوديرو
  • رودولفوخيل بن أمية
  • بلاس إنفانتي
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:06:16
التصنيفات: مواليد 1361 هـ, مواليد 1941, وفيات 2001, أشخاص من فاس, كتاب مغاربة, علماء مغاربة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أطُــر جماعة العدل والإحسان: إعفاءٌ أم إقصاءٌ؟

المصدر: الجماعة.نت - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:11
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

نجاح مسيرة الرباط المليونية.. الرسائل والدلالات مع د. الريق

المصدر: الجماعة.نت - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:22
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

كيف واجهت الحكومة مشكلات الإسكان؟.. مواطنون يروون تجاربهم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:49
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

العدل والإحسان تخلد الذكرى السادسة لرحيل الإمام (برومو)

المصدر: الجماعة.نت - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:21
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

شاهد.. تجهيزات صلاة الجنازة على الطفل ريان (صور)

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

الرئيس الجيبوتى: أثق في قدرة مصر على إنجاح قمة المناخ الـ27

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:45
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 53%

تعرّف على قيادة العدل والإحسان.. فيديو عن مجلس الشورى 18

المصدر: الجماعة.نت - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:20
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

44 مليار جنيه لتطوير 1105 أسواق عشوائية بالمحافظات - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

السفارة الكندية بالقاهرة تشيد بحارس الفراعنة: شكراً جابسكي

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:44
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

استقبال بعثة منتخب مصر في مطار القاهرة بالورود

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:43
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

الآلاف يودعون الطفل المغربى ريان في مسقط رأسه (صور)

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-07 15:20:51
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

تحميل تطبيق المنصة العربية