ابن خالويه
ابنُ خالَوَيْهِ (ح. 285هـ - 370هـ/899-980م) هوأبوعبد الله الحسين بن أحمد بن حمـدان الهمـذاني، إمـام مبـدع في اللغة، عالم في النحـووالقراءات، وله شأن في قرض الشعر، أصله من همذان، ولا يعهد عـام مولده بدقة، وهوعلى الأرجـح عام 285هـ.
اختلف في ممضىه، فمنهم من جعله سنياً شافعي الممضى، ومنهم من نطق إنه شيعي. أما ممضىه النحوي فكان وسطا بين مدرستي الكوفة والبصرة النحويتين.
دخل بغداد عام 314هـ، وتلقى علومه على كبار فهماء اللغة والنحووالقرآن والحديث، ومنهم: ابن دريد (ت 321هـ)، الذي تلقى عليه النحووالأدب، وابن مجاهد (ت324هـ) وأخذ عنه علوم القرآن الكريم والقراءات. ودرس على ابن الأنباري (ت328هـ) النحوالكوفي واللغة وعلوم القرآن. وعلى أبي العباس ابن عقدة (ت 332ه) علوم الحديث.كما أخذ اللغة من أبي عمر الزاهد (ت 345هـ). والنحوالبصري من أبي سعيد السيرافي (ت 368هـ). وانتقل بعد ذلك إلى الشام وزار بيت المقدس، وينطق إنه ولج اليمن فأقام في مدينة ذمار، وعاش مدة في ميافارقين (أشهر مدينة بديار بكر) وحمص، ثم استوطن حلب وتصدر مجالس التعليم فيها، وذاع صيته في التدريس، وكان حظيّاً عند سيف الدولة الحمداني، ومؤدّباً لأولاده، وكثيراً ما ناظر المتنبي. وبقي في حلب حتى وفاته.
أخذ عن ابن خالويه كثير من الفهماء أشهرهم : عبد المنعم بن غلبون المقرىء المصري (ت 380هـ)، وأبوبكر الخوارزمي الأديب الشاعر (ت383هـ)، والمعافى بن زكريا النهرواني المفسر النحوي (ت 390هـ)، وسعيد بن سعيد الفارقي (ت 391هـ)، وأبوالحسن السلامي الشاعر (ت 394هـ)، وأبوالحسن النصيبي (ت 406هـ).
لابن خالويه مؤلفات كثيرة في القراءات والنحووالأدب، واللغة بلغت أربعة وأربعين مؤلّفاً نشر منها:
- «إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم»،
- «الألفات»،
- كتاب «ليس في كلام العرب» وهومن أبرز مؤلفات ابن خالويه، ضمّنه فهما جماً في اللغة، واستقصاء واسعاً لكلام العرب مع غرائب ونوادر جعلته كتاباً نفيساً. وعنوانه يشير على موضوعه، يستخدم فيه ابن خالويه جملة: ليس في كلام العرب كذا إلا كذا، مثل قوله: «ليس في كلام العرب ما مفرده ممدود وجمعه ممدود إلا «داء وأدواء».
- كتاب «مختصر في شواذ القرآن»،
- «رسالة في أسماء الريح»،
- «شرح ديوان أبي فراس الحمداني»،
- «شرح مقصورة ابن دريد» وهي قصيدة مشهورة، نظمها ابن دريد في مدح الحاكم عبد الله بن محمد المكيالي حاكم فارس، وابنه الأمير أبي العباس إسماعيل، وينطق: إنه أحاط فيها بأكثر المقصور، ومنهجه في الشرح يتلخص في عرض أبيات المقصورة بذكر بيت الشعر ثم يبدأ بشرحه. وهذا الكتاب من أكثر مؤلفاته شهرة، أفاد منه الفهماء نقلاً واقتباسا، وتأتي أهميته أنه روى المقصورة عن ناظمها وقرأها عليه.
- الحجة فی القراءات السبع.
- رسالة فی أسماء الریح.
- کتاب الاشتقاق.
- کتاب الجمل در نحو
- کتاب اطرغش در لغت
- کتاب المبتدی
- المقصور والممدود
- المذکر والمؤنث
- کتاب لیس. (ابن الندیم)
وتبين مؤلفات ابن خالويه فكره, ومنهجه حيث يظهر مستقل التفكير، متحرر النزعة، لا يتعصب للبصريين، ولا للكوفيين، مؤمناً بأن اللغة لاتُقاسُ، وإنما تؤخَذُ سماعاً، وأن لغة العرب، وإن اختلفت حجة يؤخذ بها، ويعتمد عليها.
وفي خطه معالجة لكثير من القضايا اللغوية، كالقلب والإبدال، والإدغام، والمثنى، والجمع، والتأنيث والتذكير، والمقصور والممدود. وهويستشهد دائماً بالآيات القرآنية والحديث والشعر.