جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان، هي جماعة جهادية إسلامية مقرها نيجريا.

التأسيس

تأسست الجماعة في 2012، بهدف الدفاع عن مصالح المسلمين في أفريقيا، والانتقام لقتل المسلمين في القارة وتقديم تفسير حديث لمفهوم الجهاد. زعيمها الحالي الأمير أبومسلم الأنصاري. ويقول المحللون المهتمون بالشأن الأمني في دول الساحل إذا جماعة أنصار المسلمين انشقت من جماعة بوكوحرام التنظيم المسلح الرئيسي في نيجيريا عام 2012.

وثمة مخاوف من حتى تكثف جميع من بوكوحرام وجماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان هجماتها على الأراضي النيجيرية، بحيث هجرز جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان على الأهداف الأجنبية، فيما تتولى جماعة بوكوحرام الهجمات على أهداف محلية.

الأصل الحقيقي لتنظيم جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان، لا يزال موضع تكهنات حتى داخل دوائر الاستخبارات الأمنية في نيجيريا ونظرا لهذه الظروف فإن هناك تنافسا بين تيارين اثنين:

• التيار الأول والمهيمن وهوجماعة منشقة عن تنظيم بوكوحرام، ويعتقد رجال الأمن وبعض الخبراء أنها تأسست على يد قادة سابقين في نفس التنظيم كانوا على وفاق مع أسلوب قيادة الزعيم الروحي أبوبكر شكاو. تؤكد التطورات الأخيرة حتى هناك انشقاقاتٍ في صفوف بوكوحرام.

وينبغي التنبيه إلى حتى فصيلا من تنظيم بوكوحرام بزعامة الشيخ أبومحمد عبد العزيز كان قد أعرب في 28 يناير 2013 عن وقفٍ مشروطٍ لإطلاق النار لكي تجرى مفاوضات مع حكومة ولاية بورنو. والشيخ عبد العزيز، الذي يدعي أنه الرجل الثاني في صفوف الحركة بعد بوبكر شكاو، كان قد اعترف في خطاب له بوجود فصيلين داخل بوكوحرام: "سليم غنه يوجد فصيل داخل حركتنا، ولكن الفصيلَ الأكثرَ في جماعتنا يدعم وقف إطلاق النار، كما يدعمه كذلك عدد من قادتنا الروحيين ومن بينهم الإمام بوبكر شكاو، فهم مع الهدنة. أما المجموعة الثانية فمن السهل التعامل معها" .

وقد رحبت الحكومة النيجيرية بهذا الإعلان في الوقت الذي تصر فيه مجموعة أخرى بزعامة محيي الدين مروان على حتى تحترم الحكومة شروطها قبل أية مفاوضات.

وبعد ذلك بفترة وجيزة وزعت مجموعة أخرى بعض المنشورات زعم فيها موالاة بوبكر شكاووتنفي أية مفاوضات مع حكومة بورنولوقف إطلاق النار. في مدينة مايدغوري عقد أربعة أعضاء من بوكوحرام وبزعامة أبومحمد عبد العزيز مؤتمرا أعربوا فيه حتى إعلان وقف إطلاق النار ما زال ساري المفعول، وكان ذلك يوم 24 فبراير 2013، وقد أكدوا على وجوب احترامه وتعهدوا بملاحقة أولئك الذين يخططون لحملة دموية. وقد أدركت الجماعة حتى أهدافها لن تتحققق عن طريق العنف.

ازدادت الوضعية تعقيدا أكثر عندما أعرب بوبكر شكاووبصورة مفاجئة تنازله عن وقف إطلاق النار في مارس 2013 وهوما تقدمت به الجماعة المنشقة التي يتزعمها عبد العزيز. ففي شريط مصور غير مؤرخ أوضح شكاوحتى جماعته لم تشارك في أية مفاوضات سلام مع الحكومة، كما هدد بقتل أبومحمد عبد العزيز لإعلانه وقف إطلاق النار. ولا شك حتى مسلسل أعمال العنف في شمال نيجيريا متواصل.

وفي الوقت الذي يرى بعض المحللين حتى (جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان) هي مجرد امتداد لحركة بوكوحرام بزعامة أبوبكر شكاويرى البعض الآخر حتى ظهورها ليس سوى مرشد ساطع على تفكك قيادة بوكوحرام إثر اختلاف حاد في التصورات الإيديولوجية. وهذا يعكس الأزمة السياسية الداخلية المتعلقة بالهوية التي هزت الحركة. إذا الشرخ المفتوح الذي عهدته حركوبوكوحرام تجلى في إشارات جلية واضحة صادرة عن القيادات العليا للحركة. ذلك ما يجعل من الحركة المنشقة (جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان) أحد تلك الفصائل المنفصلة تحت اسم حديث وشعار حديث وفلسفة أكثر معقولية.

• أما التيار الثاني فيرفض فكرة انشقاق (جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان) ويعتبرها نسخة جديدة لبوكوحرام. فهذه الجماعة ليس سوى إعادة تسمية لبوكوحرام أوصيغة مجددة لهذه الحركة. وهذا التيار يرى حتى انخفاض شعبية بوكوحرام الجلي الذي اتى في سياق النقد المتزايد لهذه الحركة عندما أقدمت على عمليات اغتال بشعة تعرض لها المسلمون والمسحيون وهذا ما تطلب إعادة النظر في تنظيم بوكوحرام نفسه. وبالتالي لا بد من تغيير شعار الحركة أملا في جذب الدعم المحلي، وأملا في بتر الطريق أمام تعاون السكان المحليين مع أجهزة الأمن عند اعتنطقها لأفراد هذا التنظيم.

إن المجموعات المعنية مثل جماعة (مسلمون ضد الإرهاب) و(الجمعية المسيحية ضد الإرهاب) تتصدران مناصري هذه الفكرة. فترى جماعة (مسلمون ضد الإرهاب) على سبيل المثال أن: "محاربة فكر بوكوحرام الإرهابي يتحقق بفضل حملة أمنية شعبية ضد أعمالهم المشينة. وهوما أدى إلى إلقاء القبض على الكثير من قادتهم ومموليهم" . وعلى نفس المنول ترى (الجمعية المسيحية في نيجيريا) حتى تغيير تسمية بوكوحرام إلى (جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان) ما إلا حيلة تجلب الانتباه وتمهد للمفاوضات. ووصفت تطورها "بأصبع سليم في يد مصابة بالجذام"، وأنها تعتزم أسلمة نيجيريا وترهيب المسيحيين.

وإذا كانت (جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان) تعني تسمية جديدة لبوكوحرام فإن هذا لا يعني تطورا في حد ذاته. وفي الواقع فقد بينت وثائق عثر عليها في منزل أسامة بن لادن في أبوت آباد بعد مقتله أنه كان مهتما جدا بفقدان تنظيم القاعدة للدعم من لدن العالم الإسلامي، وأنه كان يريد تغيير تسمية تنظيم القاعدة؛ وهوما من شأنه حتى يمكن القاعدة من استغلال أمثل لثورات الربيع العربي.

يتبين مما تجاوز ذكره أنه يمكننا التأكيد على حتى الرؤيتين وإن تمايزتا في طريقة البرهان إلا أنهما قابلتان للتوفيق. ومما لا ريب فيه حتى كلتا الرؤيتين تختلفان بالنظر إلى الظروف التي أدت إلى ظهور جماعة (أنصار المسلمين في بلاد السودان)، لكنه من اللافت للنظر حتى نشأة (أنصار المسلمين في بلاد السودان) مرتبطة ارتباطا متصلا بجماعة بوكوحرام، سواء نظر إليها على انها منشقة عن بوكوحرام أم أنها إعادة تسمية لها.

ميثاق الجماعة

نشرت جماعة (أنصار المسلمين في بلاد السودان) وهي جماعة إسلامية مسلحة في نيجيريا للمرة الأولى ميثاقها الفكري والحركي والتنظيمي. والحركة حديثة النشأة ونفذت عمليات عديدة في نيجيريا ونسبت لها السلطات عمليات اختطاف أجانب كما أعترفت هي نفسها باختطاف آخرين، ويتردد أنها منشقة عن حركة بوكوحرام وإن كانت أنصار المسلمين تقر ببعض التعاون معها.

نص الميثاق:

الأيديولوجيا

تختلف هذه الحركة عن بوكوحرام فكريا وفلسفيا، وإن كان الكثير يرى أنها امتداد لبوكوحرام. تعتبر بوكوحرام مثلا حتى تأثير الغرب على المجتمع الإسلامي وخاصة التعليم الغربي كان السببَ الأول في ضعف الدين، ومن هنا تبنت إيديولوجيتها في السلفية الجهادية ذات النزعة التكفيرية. السلفية على سبيل المثال تسعى إلى تطهير الإسلامي من التأثيرات الخارجية وتسعى جاهدة للعودة إلى الإسلام الذي مارسه السلف الصالح، هكذا كان الرسول محمد، والمجتمع الإسلامي في وقت مبكر. السلفية الجهادية إذن من هذا المنظور تأويل محدد للسلفية ايت تدعم استخدام العنف لتحقيق أهدافها.

إضافة إلى ذلك هناك حركة التكفيريين والحدثة مشتقة من حدثة "كفر" وتعني في اللغة العربية غير المسلم. ويصف التكفيريون جميع مسلم لا يطبق الإسلام بالكافر، ويدعون أتباعهم للقطيعة عن المجتمعات الإسلامية القائمة والهجرة إلى مكان منعزل ومحاربة من هوفي تصورهم غير مسلم. أما الدافع الحقيقي لأتباع بوكوحرام فهوقناعتهم بأن الدولة النيجيرية دولة قائمة على الرذيلة والانحراف الاجتماعي وبالتالي: "من الأفضل للمسلمين الهجرة من هذا المجتمع المنحل أخلاقيا والإقامة في مجتمع مسلم بمعزل عن الفساد السياسي والأخلاقي والحرمان". وتعتبر الحركة جميع من لا ينتمون إليها كفارا (أي الذين ينكرون الحقيقة) أوفاسقين؛ وبالتالي من الجائز استهدافهم والقضاء عليهم.

وتنتهج "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" فلسفة وإيديولوجية مختلفتين؛ فمثلا في الشريط الذي بُث باللغة العربية وترجم للهاوسا وللإنجليزية حاول أسامة الأنصاري حتى يعطي صورة مقبولة عن فلسفة هذه الجماعية: فمن وجهة نظره حتى جميع من يلفظ حدثة الشهادة (الإيمان بالله وبالنبي محمد) يحرم قتله إلا إذا ارتكب عملا يعاقب عليه كما اتى في القرآن الكريم، والإسلام يحرم اغتال الأبرياء مسلمين وغير مسلمين. "هذه إذن هي عقيدتنا، ونحن متمسكون بها".

وأضاف حتى "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" لا تسعى إلى اغتال رجال الأمن إلا إذا اعتدوا عليهم وصار أعضاء الجماعة في حالة دفاع عن النفس. ويوضح الأنصاري حتى فهمهم للجهاد في الإسلام يختلف تماما عن فهم الجماعات النيجيرية الأخرى له؛ كما هوالحال مثلا بالنسبة لجماعة بوكوحرام التي تدعي انها تسعى للجهاد في سبيل الله.

وفي الوقت الذي ترى فيه الجماعة حتى غيرالمسلمين أعداء بما فيهم المسيحيون ويجب قتلهم. في حين حتى الهدف الأساسي لبوكوحرام هوقلب الدولة الفهمانية وفرض فهم الحركة للشريعة الإسلامية على امتداد البلاد، بينما تهدف جماعة "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" إلى توافق تام يحمي مصالح الإسلام والمسلمين في إفريقيا. وفي الواقع فإن رأيها متوافق تماما مع تخوف عبد المالك دروكدال (ابومصعب عبد الودود) من ضم الجماعات الإسلامية إلى مشروع الجهاد الإسلامي في أزواد. وعثرت وكالة "أسوشيتد برس" على رسالة سرية لدروكدل بعد قصف لقوات الفرنسية تنبكتويقول فيها: في هذه الفترة يجب عليكم حتى تتجنبوا قضايا التكفير (اتهام المسلمين بالكفر) والطائفية وغيرها من القضايا التي يصعب فهمها على الشباب. وفي هذه الفترة ينبغي حتىقد يكون الهدف حماية المسلمين من الذين يريدون حتى يلقوا بهم إلى الهلاك.

لنقد يكون من المفاجئ في المستقبل إذا عثر على أدلة تبرهن على حتى "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" تنتمي للمجموعات التي تتبنى هذه الرسالة. وكما هومحدد في المبتر التالي فإن القواسم المشهجرة لهذه الإيديولوجيات قد تثبت حتى أبا أسامة الأنصاري هوبالعمل الاسم المستعار لخالد البورناوي والذي يعتقد أنه على صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وهذا ما يجعل هذه الجماعة تعتقد حتى بعض رجال الأمن وكذلك الأجانب هم أعداء للإسلام والمسلمين في نيجيريا وفي أماكن أخرى من إفريقيا، لذلك فهم يشكلون أهدافا لهجماتها على الأقل في الوقت الراهن.

الأهداف

واتى في أول بيان عن الجماعة، على مسقط أول أفريكا الإلكتروني عام 2012، أنها لن تهاجم غير المسلمين إلا طالما الدفاع عن النفس أوإذا هاجم هؤلاء المسلمين كما حصل في جوس، في إشارة إلى المنطقة التي شكلت مسرح مصادمات بين المسيحيين والمسلمين. وأكدت الجماعة حتى على الحكومة النيجيرية السماح للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية بحرية وتطبيق العدالة.

تقول الجماعة انها ترفض الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون في نيجيريا وأنها لن تتغاضى عن قتلهم، لكنها لن تهاجم أي مؤسسة دينية أوحكومية إذا لم تهاجم المسلمين والإسلام.

وأشارت الجماعة إلي حتى أهداف وغايات الجماعة هي "الدعوة للصراط المستقيم وتوعية عامة الناس، وحماية حياة وممتلكات المسلمين والرد السريع والانتقام من أي عمل ظالم أوإرهابي ضد المسلمين.واستعادة عزة، وكرامة المسلمين التي كانت في زمن الخلافة".

العمليات العسكرية

في غضون سنة واحدة من تأسيسها أعربت جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان مسؤوليتها عن شن هجمات مدمرة تسببت في عدم الاستقرار الأمني داخل وخارج نيجيريا وكان هجومها الرئيسي الأول في 26 نوفمبر 2012، عندما اقتحم عناصرها سجنا تابعا لفرقة مكافحة السرقة بالعاصمة أبوجا وحرروا عناصرها وبعض المعتقلين الآخرين. بعد فترة وجيزة أعربت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم في بريد إلكتروني اتى فيه: إذا الله فرض علينا حمل المظالم وخاصة منها تلك التي تجري في الخلايا الأمنية والسجون وغيرها من مراكز الاحتجاز. وأصبح هذا جزءا من المهام والقواعد الأساسية لجماعة أنصار الإسلام في بلاد السودان. ونقول بصوت عال وصريح إذا الكثير ممن أسروا من قبل القوات النيجيرية أومن قبل المسيحيين في ولاية بلاتوومن النساء والأطفال في لانغ تانغ، ويالوان ساندام.. إلخ على سبيل المثال لا الحصر. وبفضل الله نحن بصدد تحريرهم.

وكان جزء من الرسالة موجها إلى بعض الشباب وهوما شجعهم على الالتحاق بحملته والتي وصفها البريد المذكور بالواجب النبيل الذي أمرهم الله به.

تريد الجماعة حتى تنتهز فرصة الصراعات العرقية والدينية في أجزاء من شمال نيجيريا وخصوصا في مدينة (جوس) بولاية بلاتولتجنيد وجلب الشباب المسلم للتطرف، وذلك من خلال بياناتها التي تلبسها ثوبا مقنعا.

كان الهجوم الثاني يتمثل في خطف المواطن الفرنسي فرانسوا كولانمب الذي يعمل لحساب الشركة الفرنسية فيرنييه بولاية كاتسينا في ديسمبر 2012. من المعلوم حتى الاختطاف وطلب الفدية هما الأكثر انتشارا في البلاد (خاصة في الجنوب والجنوب الشرقي) حيث غيرت عصابات الشباب هذه الأعمال إلى تجارة مربحة في الوقت الذي تنعدم فيه فرص للعيش بكرامة. ويمتد الاخطاف تدريجيا إلى الشمال بطريقة أكثر غدرا، ويتصاعد من قبل الجماعات الموصوفة بالإرهابية مثل "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" على وجه الخصوص ليأخذ الشمال حصته من هذه الظاهرة.

شهدت نيجيريا بالعمل هجمات قامت بها جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان تضامنا مع الإسلاميين في مالي، فقد اخْتطِف - في 19 ديسمبر 2012، - فرانسيس كولومب، وهومواطن فرنسي يعمل في ولاية كاتسينا لحساب شركة فيرگنت الفرنسية، وتبنت تلك العملية جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان، مبررة عملتها بقرب التدخل العسكري الفرنسي في مالي، إضافة إلى رفضها مساهمة القوات النيجيرية في بعثة مالي، كما نصبت جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان كميناً في 19 يناير 2012 استهدف شاحنة تقل جنودا نيجيريين في ولاية كوجى حين كانوا في طريقهم للانضمام للبعثة في مالي، وقد أسفر الكمين عن مقتل جنديين وإصابة آخرين، كما أعربت مسؤوليتها عن غارة على مركز شرطة كبير حيث نطقت انها أفرجت عن مئات السجناء.

فيعشرة مارس 2013، أعربت جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان عن مقتل سبعة رهائن أجانب، كانت خطفتهم فيسبعة فبراير 2013، من شركة للبناء، قتلوا إثر عملية مشهجرة نفذتها قوات خاصة نيجيرية وبريطانية.

والرهائن المختطفون هم لبنانيان وسوريان ويوناني وإيطالي وبريطاني، ولم يصدر أي تأكيد لهذا الخبر من السلطات النيجيرية، اومن الدول التي ينتمي إليها الرهائن.

وقد نشرت الجماعة بياناً عبر مواقع جهادية على الانترنت، مرفقاً بصور مثبتة من فيديويظهر قتلى، واتى في البيان أنها "سبق حتى حذرت من أي محاولة لفكاكهم بالقوة، مما سيجعل حياتهم بخطر محدق"، معتبرة أنه "نتيجة العملية العسكرية المشهجرة بين حكومة نيجيريا وحكومة بريطانيا، اغتال سبعة أسرى نصارى"، على حد تعبيرها. وأشارت الجماعة إلى حتى "الحكومة النيجيرية تجاهلت التحذير، وسعت بكل الطرق العسكرية لفكاك أسرهم، فأصدرت لقواتها وعملائها أوامر بشن عملية عسكرية بغية تحرير الأسرى". وأضاف البيان حتى الحكومة البريطانية أوفدت "خمس طائرات قاذفة وجنود وعملاء للاستخبارات" في نفس الإطار، متهمة القوات البريطانية بـ"اعتنطق المدنيين وبينهم نساء وأطفال وقتلت بعضهم".

كان آخر اختطاف قامت به "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" قد استهدف سبعة أجانب وذلك في فبراير 2013 وكان الأكبر من نوعه منذ بدء الأعمال الإرهابية بشمال نيجيريا. وفي الوقت الذي اعلنت فيه عن الهجوم الجريء الذي أصدرت الجماعة بيانا نشر على مسقط تويتر وقد بررت الجماعة الهجوم بما يلي:

ردا على الأعمال الوحشية التي يتعرض لها الدين من قبل الدول الغربية في الكثير من الأماكن كأفغانستان ومالي، تمكنت بحول الله جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان من احتجاز سبعة أشخاص من بينهم لبنانيون ورفاقهم من الأورببيين في شركة "سيتراكو" في نيجيريا بتاريخ من ربيع الأول الموافقسبعة فبراير 2013. ونؤكد على حتى ايه محاولة تتعارض مع شروطنا من قبل الدول الأوروبية والحكومة النيجيرية ستؤدي إلى نفس النتائج كما وقع في المحاولة السابقة.

ويعتقد المحللون حتى تعبير "المحاولة السابقة" تشير إلى اغتال الإيطالي فرانكولامولنارا والبريطاني كريستوفر ماكمانوس (بريتون) في ولاية سوكوتوفي مارس 2012 خلال محاولة فاشلة نفذتها فرقة القوارب بالقوات البريطانية والنيجيرية الخاصة لإنقاذهم. وقد تم خطف الرهينتين اللتين كانتا تعملان لصالح شركة البناء الإيطالية "بي ستابليني" في "بيرني كيبي" بولاية "كيبي" في مارس 2012. وتعتقد أجهزة الاستخبارات حتى "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" كانت مسؤولة عن اختطاف وقتل لامولنارا وماكمانوس أثناء محاولة الإنقاذ الفاشلة. بعد ذلك صنفتها السلطات البريطانية ضمن لائحة الإرهاب يوم 23 نوفمبر 2012 على خلفية اغتال هؤلاء الأوروبيين. وقد سمت هذه الجماعة نفسها: القاعدة في بلاد ما وراء الساحل.

وبغض النظر عن تاريخ زعيمها المعروف والمشتبه به خالد البورناوي إلى جانب القيام بعمليات خطف مماثلة لعمليات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، يعتقد بعض الخبراء أنها على صلة بهذا التنظيم.

وفي الواقع فإن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كانت دائما تطمح إلى توسيع دائرة جهادها في نيجيريا من الممكن من خلال إقامة علاقات مع الجماعات الإسلامية المحلية.

عملى سبيل المثال وفي لقاءة مع قناة الجزيرة بتاريخ 14 يوليو2010 صرح زعيم التنظيم أبومصعب عبد الودود حتى جماعته كانت على اتصال ببوكوحرام وتعتزم تزويدها بالسلاح للدفاع عن المسلمين بنيجيريا والوقوف أمام زحف الأقلية الصليبية. وأشار كذلك إلى حتى القاعدة لديها مصلحة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى وذلك لعمقها الاستراتيجي الذي من شأنه حتى يعطي مجالا أكثر للمناورات.

كما رفض محللوا التنبؤ الاستراتيجي في "ستراتفور" فكرة حتىقد يكون تنظيم القاعدة ينوي إقامة علاقات مع بوكوحرام واعتبروها مجرد أمانٍ أوخطابةً بلاغيةً، وبدلا من ذلك فإن "إصدار بيان يعبر عن تحالف أسهل من إعلان اتحاد بدون معنى، وهناك عدة عوامل تجعل رغبة القاعدة في المغرب الإسلامي في الانتنطق إلى نيجيريا أمرا معقدا".

ويحذر هذا المحرر من حتى تعبير "المصلحة" الصادرة عن تنظيم القاعدة: "تفتح بالتأكيد مجالا يمكن للجهاديين في أنحاء العالم استغلاله للحصول على موطئ قدم في نيجيريا".

وفي ظل تسقطات وأهداف لـ"جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" (المهجرزة أساسا على اختطاف الغربيين) فإن محللي "ستارتفور" قد خلصوا مؤخرا إلى أنه "يبدوحتى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أبرم تحالفات مع "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان"، وأن التوترات بين الفصائل المحلية والعابرة للدول قد قادت إلى الانفصال عن بوكوحرام".

على الرغم من إمكانية وجود صلة محتملة بين "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" والجماعات الجهادية الأخرى مثل تنظيم القاعدة، ومع وجود بصمات واضحة قوية في منطقة الصحراء والساحل لا تزال موضع جدل، ولا يشكك في قدرتها على تخطيط وتطبيق هجمات لا ترحم.

فيتسعة مارس 2013، أعربت "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان"، في شريط فيديومسؤوليتها عن اغتال سبعة رهائن أجانب اختطفوا من ورشة عمل بناء في 17 فبراير 2013. ووفقا لمسقط مجموعة (القابضون من الجمر) التابع لشبكة الإسلام فقد صدر البيان باللغتين العربية والإنجليزية كما عرض أيضا لقطات تظهر جثث الضحايا.

وذكر مسقط المجموعة في البيان حتى "محاولات الحكومتين البريطانية والنيجيرية لإنقاذ الرهائن، واعتنطقهم التعسفي وقلتلهم للبعض قد أجبرتهم على تطبيق حكم الاعدام" .

توضح عملية القتل الهمجي والبشع للرهائن قدرة التنظيم على تطبيق تهديداته، كيف من الممكن أن أنه قد حذر في وقت سابق من أية محاولة لإنقاذهم. وأكد أيضا، حتى "جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان" كانت هي الجماعة التي عملت في وقت سابق كتنظيم القاعدة في بلاد ما وراء الساحل، كما حذرت من أي محاولة لإنقاذ الرهائن "ما سيؤدي إلى ما وقع في محاولة سابقة".

انظر أيضاً

• بوكوحرام
• الإسلام في نيجريا
• الإرهاب في نيجريا

المصادر