الحسن بن علي البربهاري
جزء من سلسلة عن
| |
الفهماء المشهورون الأوائل | |
أبوحنيفة النعمان - 699 | |
الفهماء الأوائل | |
الإمام البخاري - 810, مجمّع الحديث | |
فهماء لاحقون | |
بن عبدالوهاب - 1703, عالم سني | |
فهماء معاصرون | |
روح الله خميني - 1900، شيعي قائد الثورة الإيرانية | |
فهماء معاصرون | |
يوسف القرضاوي - 1926، عالم سني |
الإمام الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت. رجب 329 هـ) هوشيخ الحنابلة والسلفيين، الحافظ المتقن، الثقة الفقيه، أبومحمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، نسبة إلى بربهار وهي الأدوية التي تجلب من الهند.
كان قوالا بالحق ، داعية إلى الأثر ، لا يخاف في الله لومة لائم.
صحب المروذي وصحب سهل بن عبد الله التستري .
فقيل : إذا الأشعري لما قدم بغداد اتى إلى أبي محمد البربهاري ، فجعل يقول : رددت على الجبائي ، رددت على المجوس ، وعلى النصارى . فنطق أبومحمد : لا أدري ما تقول ، ولا نعهد إلا ما نطقه الإمام أحمد . فخرج وصنف "الإبانة" فلم يقبل منه.
ومن تعبير الشيخ البربهاري . نطق : احذر صغار المحدثات من الأمور ؛ فإن صغار البدع تعود كبارا ، فالكلام في الرب -عز وجل- محدث وبدعة وضلالة ، فلا نتحدث فيه إلا بما وصف به نفسه ، ولا نقول في صفاته : لم ،يا ترى؟ ولا كيف من الممكن أن ،يا ترى؟ والقرآن كلام الله ، وتنزيله ونوره ليس مخلوقا ، والمِراءُ فيه كفر .
نطق ابن بطة سمعت البربهاري يقول : المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة ، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة .
وسمعته يقول لما أخذ الحُجَّاج يا قوم إذا كان يحتاج إلى معونة مائة ألف دينار ، ومائة ألف دينار ، ومائة ألف دينار -خمس مرات- عاونته . ثم نطق ابن بطة : لوأرادها لحصَّلَها من الناس.
نطق أبوالحسين بن الفراء : كان للبربهاري مجاهدات ومقامات في الدين ، وكان المخالفون يغلظون قلب السلطان عليه ؛ ففي سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة أرادوا حبسه فاختفى ، وأُخذ كبار أصحابه ، وحُملوا إلى البصرة . فعاقب الله الوزير ابن مقلة وأعاد الله البربهاري إلى حشمته ، وزادت ، وكثر أصحابه.
فبلغنا أنه اجتاز بالجانب الغربي ، فعطس فشمته أصحابه ، فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة ، فأُخبر بالحال فاستهولها ، ثم لم تزل المبتدعة توحش قلب الراضي ، حتى نودي في بغداد : لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري . فاختفى ، وتوفي مستترا في رجب سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة فدفن بدار أخت توزون .
فقيل : إنه لما كُفِّن -وعنده الخادم- صلى عليه وحده ، فنظرت هي من الروشن فرأت البيت ملآن رجالا في ثياب بيض يصلون عليه ، فخافت وطلبت الخادم ، فحلف حتى الباب لم يفتح .
وقيل : إنه هجر ميراث أبيه تورعا ، وكان سبعين ألفا .
نطق ابن النجار روى عنه : أبوبكر محمد بن محمد بن عثمان ، وابن بطة ، وأبوالحسين بن سمعون فروي عن ابن سمعون أنه سمع البربهاري يقول : رأيت بالشام راهبا في صومعة حوله رهبان يتمسحون بالصومعة ، فقلت لحدث منهم : بأي شيء أعطي هذا ،يا ترى؟ نطق : سبحان الله! متى رأيت الله يعطي شيئا على شيء ،يا ترى؟ قلت : هذا يحتاح إلى إيضاح ؛ فقد يعطي الله عبده بلا شيء ، وقد يعطيه على شيء ، لكن الشيء الذي يعطيه الله عبده ثم يثيبه عليه هومنه أيضا . نطق تعالى : وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ .
وفي تاريخ محمد بن مهدي حتى في سنة ثلاث وعشرين أسقط بأصحاب البربهاري فاستتر ، وتُتُبِّع أصحابه ونهبت منازلهم ، وعاش سبعا وسبعين سنة وكان في آخر عمره قد تزوج بجارية.
توفي في رجب سنة 329 هـ وله ست وتسعون سنة. وقيل: بل عاش سبعاً وسبعين سنة.
خطه
- "شرح السنة" بالاوردو. ترجمة : محمد أنور محمد قاسم السلفي، ومراجعة : شفيق الرحمن ضياء الله المدني، هذا الكتاب يظهر للقارئ من خلال قراءته أهميته وجودته فقد قرب مفاهيم العقيدة السلفية للناس بأسلوب سهل ميسر، وأظهر نصرة السنة ومحاربة البدعة، وشدد الإنكار على أهل الأهواء المضلة، وخلصه من دنس فهم الكلام.