الإيطاليون في مصر، ويشار إليهم أيضاً بإسم المصريون الإيطاليون، هم جالية عريقة تضرب بجذورها حتى العصر الروماني.

التاريخ

تزوجت آخر ملكات مصر القديمة (كليوپاترا) من الروماني مارك أنطونيوبعد حتى منحها البلاد "مهراً"، بعدها أصبحت مصر جزءاً من الامبراطورية الرومانية لسبع قرون. في تلك القرون، انتقل الكثيرون من شبه الجزيرة الإيطالية للمعيشة في مصر: توضح معابد الإسكندرية المسيحية عمق هذا التواجد.

من وقتها أصبح تواجد هؤلاء (من وُلدوا في شبه الجزيرة الإيطالية) وأحفادهم مستمراً في مصر.

الأصول العملية للجالية

في العصور الوسطى تواجدت جاليات إيطالية من "الجمهوريات البحرية" في إيطاليا (أساساً من پيزا، جنوة وأمالفي) في مصر كتجار. من عصر النهضة أصبحت لجمهورية البندقية حضور دائم في التاريخ التجاري المصري: حتى أنه كان هناك "الحي البندقي" في القاهرة.

بعد ناپليون الأول، بدأ تنامي الجالية الإيطالية في الإسكندرية ومصر بطريقة كبيرة: وصل حجم الجالية إلى حوالي 55.000 إنسان قبل بدء الحرب العالمية الثانية، مما جعلهم ثاني أكبر الجاليات المغتربة في مصر.

الحرب العالمية الثانية

توسع الامبراطورية الاستعمارية الإيطالية بعد الحرب العالمية الأولى كان موجهاً نحومصر من قِبل بنيتوموسوليني، للسيطرة على قناة السويس.

وفي الثلاثينيات، افتتحت فروع للحزب الفاشستي في الإسكندرية والقاهرة، وانضم إليه عدة مئات من المصريين الإيطاليين. حتى بعض المثقفين، أمثال فيليپوتوماسومارينتي (مؤسس المستقبلية) والشاعر جوزپي أوگارِتي، صاروا أنصار للقومية الإيطالية في وطنهم الإسكندرية.

لذا، أثناء الحرب العالمية الثانية، إحتجزت السلطات البريطانية ما يقرب من 8,000 من المصريين الإيطاليين المتعاطفين مع الفاشية في معسكرات الاعتنطق، لمنع حدوث أي أعمال تخريبية عندما هاجم الجيش الإيطالي غرب مصر في صيف 1940. احتلت إيطاليا أثناء الحرب السلوم وسيدي براني) مؤقتاً أثناء الحرب.

كان حزب "مصر الفتاة" الذي كان يضم الضباط الشباب جمال عبد الناصر وأنور السادات، متأثر بشدة بالمُثل الفاشية. وكان على استعداد للقيام بثورة في القاهرة في صيف 1942، إذا استطاع إرفين رومل احتل الإسكندرية، بعد فوزه في معركة الفهمين.

مثل الكثير من المجتمعات الأجنبية الأخرى في مصر، تحولت الهجرة إلى إيطاليا، وتقلص حجم المجتمع إلى حد كبير في زمن الحرب بسبب الاعتنطق، وصعود النزعة الناصرية القومية والتصعيد ضد الغربيين. بعد الحرب، تم ترحيل الكثير من أعضاء الجالية الإيطالية الذين تربطهم علاقات بالسلطات الإيطالية المنهزمة، إلى غير ذلك بدأ عددهم يتناقص. فقد انخفض عدد المصريين الإيطاليين من ما يقرب من 60,000 في الأربعينات إلى بضع آلاف بعد عام 1952. معظم المصريين الإيطاليين، عادوا إلى إيطاليا خلال الخمسينات والستينات، على الرغم من حتى بعضهم لا يزالون يعيشون في الإسكندرية والقاهرة. رسمياً، يبلغ عدد الإيطاليين في مصر في نهاية عام 2007 نحو3,374 نسمة، معظمهم ممن كانوا يعملون في الشركات الإيطالية في مصر.

العلاقات المصرية الإيطالية

تصدر إيطاليا في التبادل التجاري لمصر انعكس في حجم الجالية الإيطالية بمصر. بعض أولى البعثات التعليمية المصرية التي أوفدها محمد علي باشا إلى أوروبا، توجهت إلى إيطاليا لتفهم فن الطباعة.

استخدم محمد علي أيضاً عدداً من الخبراء الإيطاليين للمساعدة في المهام المتنوعة لبناء الدولة الحديثة مثل التنقيب عن الآثار والتنقيب عن المعادن وفي فتح السودان وتصميم مدينة الخرطوم ورسم أول خريطة تفصيلية لدلتا النيل. بالإضافة إلى ذلك، شغل الإيطاليون دوراً بارزاً في حاشية الخديوي إسماعيل، من الممكن كان هذا السبب في اختيار المهندسين المعماريين الإيطاليين لتصميم معظم قصور الخديوي إسماعيل والضواحي الجديدة والمباني العامة في القاهرة.

تعد دار الأوبرا الخديوية أكثر المباني التي صممها الإيطاليون شهرة في مصر، والتي بنيت بناء على أوامر من الخديوي إسماعيل للاحتفال بافتتاح قناة السويس. صمم المبنى المهندسون المعماريون الإيطاليون بيتروأفوسكاني وماريوروسي، وأفتتحت دار الأوبرا في نوفمبر 1869 بأوبرا عايدة للمؤلف الموسيقي الإيطالي جوزپي ڤردي. تعرضت دار الأوبرا الخديوية للاحتراق في أكتوبر 1971. كما صمم پيتروأڤوسكاني كورنيش الإسكندرية قبل وفاته في عام 1891 في الإسكندرية.

كانت العلاقات الإيطالية المصرية قوية جداً، حتى حتى الملك فاروق الأول نادى فيكتور عمانويل الثالث ملك إيطاليا بعد تنازله عن العرش عام 1946، إثر هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية للإقامة في الإسكندرية. توفي ڤيكتور عمانويل الثالث في الإسكندرية في ديسمبر 1947، ودفن بها في كاتدرائية سانت كاترين.

مناطق الأصل والإقامة

قبل عام 1952، كان الإيطاليون ثاني أكبر جالية خارجية في مصر، بعد اليونانيين. حسب تعداد مصر 1882 وصل عدد الإيطاليون في مصر إلى 18.665. بحلول 1897 إرتفع الرقم إلى 24.454 وبعد 30 عام وصل إلى 52.462. مما يعني حتى الجالية الإيطالية ازدادت بنسبة 122% في تلك السنوات.

كُتب في جريدة الأهرام عدد 19 فبراير 1933، تحت عنوان "الإيطاليون في مصر"، حتى المؤرخ الإيطالي أنگلوسان ماركوخط، "البنادقة والأشخاص من ترييسته، دلماتيا، جنوة، پيزا، ليڤورنو، ناپولي وصقلية استمروا في الاقامة في مصر لفترة طويلة بعد فقدانها وضعها كمراكز تجارية مع تراجع البحر المتوسط كطريق رئيسي للتجارة العالمية".

في فقرة أخرى بالموضوع، خط سان ماركز حتى الجالية الإيطالية في مصر احتكرت البضائع التي كانت شائعة في الشرق، والتي كانت تضم الكثير من الواردات. غالبية الجالية الإيطالية أقامت في القاهرة والإسكندرية، وكان عددهم 18.575 ثم إرتفع إلى 24.280، حسب تعداد مصر عام 1928.

فضل الإيطاليون الاقامة في ضواحي معظم سكانها من الإيطاليين أوالضواحي التي يقيم فيها الأجانب الآخرين. من الممكن من أشهرها في القاهرة ما يعهد بالحي البندقي. ومع ذلك، فقد خط سان ماركوأن، بهدف تجنب التحرش، كان الإيطاليون يرتدون الثياب المصرية، ويتبعون قدر الإمكان، التنطقيد المصرية.

الجمعيات الأهلية

كانت الجالية الإيطالية في مصر تتكون بصفة رئيسية من مجموعة كبيرة من التجار، الفنانين، وعدد كبير ومتزايد من العمال. يرجع هذا إلى حتى إيطاليا ظلت لفترة طويلة ضعيفة سياسياً واقتصادياً، مما جعلها غير قادرة على المنافسة مع الصناعات والكبيرة ورؤوس الأموال الآتية لمصر من فرنسا.

أثناء الفترة الفاشية كان هناكثمانية مدارس حكومية و6 مدارس أبراشية إيطالية. كانت المدارس الحكومية تحت إشراف لجنة رسمية يراسها القنصل الإيطالي وكان إجمالي الطلاب في تلك المدراس 1.500 طالب. كان عدد الطلاب في المدارس الأخرى بالمئات. كذلك، كان للإيطاليين بالإسكندرية 22 جمعية خيرية، من بينهم "جمعية الاوپرا الوطنية"، "جمعية متطوعي الحرب المعاقين"، "جمعية جامعي الشارات العسكرية"، "النادي الإيطالي"، "الاتحاد الإيطالي للتعاون العمالي"، "جمعية إنقاذ أيتام الحرب"، "مستشفى موسوليني الإيطالي"، و"اتحاد دانته أليگيري للغة الإيطالية". بالإضافة إلى ذلك، كان هناك الكثير من الصحف الصادرة بالإيطالية تنشر في الإسكندرية، من أشهرها "L'Oriente"، و"Il Messaggero Egiziano".

وكذلك، كان هناك المئات من الحدثات الإيطالية التي دخلت على اللهجة المصرية وربما كانت دليلاً على أنه من بين جميع الجاليات الأجنبية المقيمة في مصر، كان الإيطاليون الأقرب للمجتمع المصري.

يعتقد سان ماركوحتى السبب في ذلك، حتى "شعبنا اشتهر بروح التسامح، وافتقارهم للشوڤينية الدينية والقومية، على عكس الآخرين، كرههم للظهور بمظهر المتعالي."^{[بحاجة لمصدر]}

اللغة والدين

كان جميع المصريين الإيطاليين يتحدثون الإيطالية، بينما كانت لغته الثانية العربية والإنگليزية، وكانوا كاثوليك.

الأجيال الجديدة من المصريين الإيطاليين اندمجوا في المجتمع المصري، وكان معظمهم يتحدث العربية لكنهم كانوا يتحدثون الإيطاليون على نحوثانوي (وأحياناً الإنگليزية). بالنسبة للحياة الدينية، كان معظم المصريين الإيطاليين روم كاثوليك.

شخصيات بارزة

• فيليپوتوماسومارينتي, شاعر ومحرر (مؤسس المستقبلية).
• كوزپي اونگارتي, poet and essayist.
• Goffredo Alessandrini, script writer and film director.
• Angelo San Marco, historian
• Pietro Avoscani, architect.
• Yolanda Christina Gigliotti, better known as Dalida, famous singer and actress.
• استفان روستي، actor and film director.
• Rushdi Abaza, actor mother was Italian
• Stephan El Shaarawy, young football player born and raised in Italy who plays for A.C. Milan, his father is Egyptian and his mother is Italian.

انظر أيضاً

• المصريون في إيطاليا

الهامش

ببليوگرافيا

• Petricioli, Marta. Oltre il mito. L'Egitto degli Italiani (1917–1947) Mondadori. Milano, 2007 ISBN 978-88-424-2120-7
• Rodogno, Davide. Fascism's European Empire. Cambridge University Press. Cambridge, 2006. ISBN 0-521-84515-7
• Serra, Luigi. L'Italia e l'Egitto dalla rivolta di Arabi Pascià all'avvento del fascismo. Marzorati Editore. Milano, 1991.
• Yannakakis, I. Alexandria 1860-1960. The brief life of a cosmopolitan community. Alexandria Press. Alexandria, 1997.

وصلات خارجية

• Close to Italy
• Website of the ANPIE, the Italian Egyptians organization (in Italian).
• History of the Italian emigration in Egypt
• Gallery showing some photos of Italian influence in Alexandria